الشيخة فواغي بنت صقر القاسمي: بيني وبين الشعر
عشق متبادل... لم آت إليه بل هو من احتلني بكلي
زينب حمود من عبير البنفسج، أطلقت الشاعرة الشيخة فواغي بنت صقر بن سلطان القاسمي، قصائدها المضمخة برحيق الوجد والتواجد بالحنين والنايات الآتية من حنايا وثنايا رضاب الضوء، حيث وقّعت ديوانها حي البنفسج، الصادر في بيروت عن دار الفارابي، في 142 صفحة من الحجم الوسط، وفيه ترانيم احتضارات الفصول، المرايا الباكيات، غابة النار، غربة حائزة، أحبك دون كلام، كوني الفصول الأربعة، أنا أفهم، ضياع، شاهدة الركام، وقصائد أخرى تعدت ال30 قصيدة معمدة بالشوق والحب الذي تحفره الشاعرة كأشجان الربيع فوق لقاح الشجر. والورود وأفانين الطبيعة التي تحتفل بشاعرة تجيد القصيدة كما تجيد العروج، إلى حيث مدائن الياسمين والندى وأمداء السماء.
في مزاميرها وأسفارها وشموسها وسوناتاتها وبروقها ورعودها تنداح الصور معانقة مرايا الغيم وسنابل القمر وشلالاته، راسمة أقواس القزح الملونة بألوان الطيف في ذاكرة أزمنة الزهر والمطر والماء والريح، في حي البنفسج قصائد من بال الغيوم، من حدائق الكون، من أحلام النايات المسافرة فوق براق المواعيد المسكونة في شرايين الذات، داخل صهيل الأنثى ومفاتيح السفر، إنها قصائد مبللة بخيوط المطر الأرجواني، بندى الصحراء التي تحمل غواية الرمال والحكايا الملونة بأزمنة السيوف والبيارق وخيول العز الشامخة في دنانها.. في ديار البنفسج الذي في وجنتيه جمر الزمان وليلك الأقمار، تقبض الشاعرة على أغاني الريح وأسفار الروح، ومشاوير العمر المزروعة في فيافي الذكريات، ترتسم أنجماً وأوتاراً وهديلاً يفجر الشعر في مساكب الورد، ومراكب البحارة ومواكب النور الذي يعانق ضوء الزمان وتنير الشاعرة به دروب الأسئلة، أسئلة الشعر والبنفسج، أسئلة الفراشات والماء والسماء وبوح العناق وتسبيحة الوجود حين تقرأ سورة الإيمان بأزلية الحياة، ببهائها وحتميتها، لتغادر بعدها فضاءات الكون وتفتح بوابة الحلم لتطلق العنان للفيض والبحران، وتتلامح مع الهنا والهناك متبارقة على حنايا الحب وغوامض المحبة، تخبئ قلقاً لذات جياشة متلهفة إلى تحقيق ماهية الأنا، وهذه الأنا هي التي تحترب مع الآخر وترى في الليلكي والبنفسجي سبراً لذات حاضرة في الجمال الشعري الذي يجعلها في تماس ومجاورة مع الموسيقى والصدى الكينوني والكياني والكوني.
القصيدة عندها متوهجة مزدانة بالرياحين، تتعازف على إيقاعات جمالية يفيض نورها على اللغة التي تستغرق في التجليات وتعتمد التفعيلة في محطات، وفي محطات أخرى تخرج عن نظامها، متمكنة من اللعبة العروضية همها الإيقاع الداخلي والموسيقى التي تنحفر في الوجدان وكأنها قطعة نادرة من اللآلئ والعطور وعبق الحياة، تقول:
فراشاتٌ/ستأكل كل بُعد أزمنتي/وحشوٌ الريح في الغيمات يملؤها/غباراً من سراب الوهم/من ظل يطاردني/وتسبقني خطاه/إلى الضياع المر/تسرق زهو أجنحتي....
الشاعرة تلتقط حصادها الشعري من التجارب والانفعال والرؤيا والرؤى، وهي كأنما تحفر في انبلاج الصبح همس الياسمين ولحن الزمان الشفيف، فتستفيق على وعد ومواعيد تسكب في نهر القصيد صبابات وتحولات حلمية عاشقة، من دون أن تتفاعل مع فراديس الهوى والتوحد مع العالم أو التناقض معه، خاصة لجهة ما يفصلها عما ترغب وتريد وعما تستطيع، لكن ملكة الشعر عندها تحيلنا دائماً إلى الأمكنة التي هي مراياها الذاتية، وعبر رؤياها العميقة التي تستكشف فيها واقعاً بحاجة دائماً للكشف، خاصة وأن حدسها الشعري يستطيع استشراف الذي يأتي ولا يأتي، تقول في قصيدة ذكراه لا غيب ولا إحضار:
ذكراه لا غيب ولا إحضارُ/وأنا التي عصفت بها الأقدار،/لم أدرِ،/إن غزل الربيع زنابقاً/أو في الخريف/تراقص أزهارُ/
ماذا أريد ولا أريد وليس لي./ من ثقب نافذة القرار/
قرارٌ../ عشقي وصالٌ تمنعٍ وتقرب./ سكرى بفقد صوابه/الأسحار،/وتكبري، إن كان ذاك تكبراً،/كتعمدي،/ ألاّ يُهان خيارُ.../ .../أودعت قلبي/في غرامك منية،/فأرفق به/كي يهدأ الإعصار.
مسيرة ابداعية
يُذكر أن للشاعرة فواغي القاسمي العديد من المسرحيات الشعرية أهمها: ملحمة عين اليقين والتي تم عرضها، إضافة إلى دولة الإمارات، عرضت على مسرح دار الأوبرا في القاهرة عام 2002، عرضت على مسرح دار الأوبرا في القاهرة عام 2002، كما عرضت لها مسرحية الإخطبوط والتي تدور حول إحياء نكسة احتلال الجزر العربية الثلاث: طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى، من قبل إيران، إضافة إلى بعض المسرحيات الخاصة بالأطفال، صدر لها أربعة دواوين شعرية إلى المسرحيتين، ألم المسيح ردائي، موائد الحنين، سوناتات أنانا، وحي البنفسج التي نحن بصددها.
والشيخة فواغي بنت صقر بن سلطان القاسمي عضوة في حركة شعراء العالم، وفي اتحاد الأدباء العرب، واتحاد أدباء الفن العرب، واتحاد المدونين العرب ونشر نتاجها الأدبي في العديد من المجلات والصحف الورقية والمواقع الالكترونية، ترجمت بعض كتاباتها إلى عدة لغات.
هذا ونشأت الشيخة الشاعرة فواغي بنت صقر بن سلطان القاسمي في كنف والدها المغفور له الأمير الشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي، حاكم إمارة الشارقة السابق، أحد شوامخ الشعر في الخليج العربي والأمة العربية.
تحمل ليسانس في الآداب بالإنكليزية والفرنسية، أنشأت أول نادٍ للفتيات بإمارتها.. رأس الخيمة، ليكون بيئة حاضنة
لأنشطة المرأة والطفل، ورعت العديد من المهرجانات الثقافية والمسرحية والفنية، كاستضافة بعض الفرق العالمية لعرض أعمالها الفنية والثقافية من خلال الفن التشكيلي والغنائي أو المسرح الراقص كفرق الباليه الروسية وفرقة الأوبرا الإيطالية وغيرها.
كما أنشأت مؤسسة الشيخ خالد للإبداع والتميز التي ترأس مجلس أمانتها والتي من بين أهدافها رعاية النابهين في شتى مجالات العلوم والثقافة والآداب، لتكون الجائزة الأولى من نوعها في دولة الإمارات العربية، إلى الإنكليزية والفرنسية، كما ترجم ديوان موائد الحنين إلى الإنكليزية.
أما ديوان حي البنفسج فهو دفق تأملات صوفية تتوق إلى المرتجى في مكابدات مسكونة بروح الوجد المترفع عن الخطايا والأخطاء والمنسجم مع الرؤى التي تشبه أنوار الصباح.
هنا مقابلة مع الشاعرة:
ريشة تحملها الريح
من أنتِ على طريقة القصص الرومانسية بمعنى من أنتِ شاعرة ولدت في بيت الشيخ الشاعر؟
-أنا ريشة تحملها الريح ، تسافر على متون البوح .. تحلّ على ضفاف قمر و رابية قلب .. مكتنزة ذاكرتي بلواعج الحب
و بحور الوجد المقفى القائم على أعمدة البيت و ترانيم الخليلي. هكذا كان والدي رحمه الله و هكذا شاء لي القدر أن أكون.
دواوينك تتدرج في سياق الشعر الحر المطعم ببعض الأوزان والتفعيلة ، وكيف هي علاقتك بالمدارس الحديثة و القديمة؟
-مخلصة للقديم .. متناغمة مع الحديث ، متمردة أحيانا و طيّعة أحايين أُخر .. أتكئ على متون القصيدة وأحاور ذاتي
كنوتيّ يبحر به الموج وهو يناجي سيرينا .. أعانق الصدى
المرتد فيسيل في القلب شعورا لذيذا يتشكل كمولود يصرخ خارج الضلوع منداحا من غربة الروح ومتجسدا من أقانيم الغيبوبة.
ديوانك حي البنفسج يضوع بالورود و الياسمين و تنتقي الفراشات من عبيره، لماذا البنفسج في زمن الموت المجاني؟
-في العتمة نرنو إلى بعض شآبيب نور تبدد قسوتها.. نلوذ بدواخلنا التي تصارع الذبول والاستسلام ، نبحث بين حنايا الزمن عن بوارق الفرح نعمّد أرواحنا في نهر الأمل .. فالمسير طويل و لابد لنا من طاقة تحملنا حتى النهاية .. لا بد من عبير يبدد دخان الموت و فراشات تلون السواد الذي تلتفع به أوطاننا الجريحة.
الحب فيوض من نور
الحب يتوسد حنايا كتاباتك ، من هو أمير قصائدك يا شاعرة البنفسج و موائد الحنين و بمن تأثرت؟
-الحب فيوض من نور .. لوعة المواجيد وسفر الرحيل في غيبوبة الروح .. الحبيب الحاضر الغائب ، المتجسد روحا و الغائب طينا .. هو تلك البروق الخاطفة التي تسقط في الوجدان فتشعله فيكتب بمداد الاحتراق و اللوعة ويكسر قيود الكتمان ليتحقق على متون القصيدة.
كتبتِ الملحمة و المسرحية، أيهما الأقرب و الأحب
إليك؟
-كلتاهما كفلقتين من القلب تتآلفان فتكملان بعضهما .. رحلتُ مع الملحمة في تضاريس التاريخ و ووعورة الجغرافيا .. رافقت بها آدم منذ بدء الخليقة ، حاورت بها فرعون وكونفوشيوس .. توقفت على أسوار بابل و الحكيم الأفريقي .. تشظيت بأسطورة شاه جاهان وممتاز محل.. وأستراحت قافلتي على أبواب القدس فحاورني صلاح الدين وغضب من المآل المر في فلسطين السليبة وانتهى بي المسير إلى حيث أنا .. إلى وطني .. إلى عين يقيني جزري التي لا تزال تئن تحت وطأة المحتل .. خلال رحلتي كان السؤال الملحُّ .. من الخالق؟ ..أين هو؟ كيف نراه؟ ماهية الوصول إليه .. وحبه الذي يتوحد بحب الوطن إنها ملحمة العبور في التاريخ والدين وحب الوطن. أما المسرحية فهي السراج الذي يجب أن يظل متقدا لتبقى الذكرى حاضرة .. إنها قضيتي الأولى و الأهم .. متى تتحرر جزرنا المغتصبة من قبضة الاخطبوط.
هل الكتابة هي ملاذك؟
-الكتابة ملح حياتي و صومعتي التي أتعبد فيها .. هي صوتي الذي يتمرد على الواقع وآلتي التي أعزف عليها فرحي وحزني.. لوعتي و مواجيدي .. غربتي و ترحالي.. صلواتي التي أتلو فيها تعاويذي ... مواقد النار التي أحرق فيها غضبي و سخطي.. وخوابي الأعسال التي أرتشف منها ترياق حياتي .. أنا بها أكون و أتشكل و بدونها أصبح شيئا هلاميا لا شكل له.. إنها كينونتي وكوني.
من خلال كتاباتك، ماهي الفكرة الأكثر إدهاشا و إشكالية توصلت إليها؟
-الكتابة دهشة .. ومضات تسرقني من لحظات الحضور إلى سماوات الشرود ... وهي أحيانا، كآبة تحتل كياني .. تمتصني من ذاتي .. تقلّم شوائب سيرورتي وتعلقها على مدارات الخروج من شرانق الإرهاصات . هي الروح المرتحلة على قوس قزح .. هي دهشة المطر وعواءالريح.. وهي تغاريد العنادل ونوح اليمام .. هي كل المتناقضات وكل المؤتلفات.... هي جملة الشعور في الأين واللاأين، في الحين و اللاحين، في أغوار الذكرى وفي دهاليز القلق.. هي دهشة الأشياء الحالمة و نشيج المآلات المؤلمة.. هل الكل متحدا بكلي.
الإبداع هو نتاج الألم
أعمق أحلام المرء تأخذه إلى الإبداع ، هل توافقين؟
-أوافق قليلا و أضيف كثيرا.. الإبداع هو نتاج الألم ، التحدي ، المعاناة ، المستحيل ، ... ليست تلك أمورا سلبية بل دافعا لتَحَقُق المبتغى وتشكيل الحلم في صورة واقع.
لكل شاعر أسئلته الخاصة به، كيف تصنعين أسئلتك و نفسك؟
-حوار الذات يستنطق العقل الباطن .. يجادل العقل الواعي .. ينازع الروح سلطانها .. يتكثف على شرفات التوق.. يخترق الحجب ممتطيا صهوة المجازفة .. يلج إلى محراب الشك ويناجي مشكاة اليقين .. هو ذلك المتجسد من تسابيح الشوق والهائم على مدارك العرفان.. هو الرغبة في الشيء وضده وهو الاختيار الأصعب في غياب حلول الوسط.
العالم يغلي .. أين الشعر من ذلك وما دوره؟
-العالم يغلي.. والشعر يغلي به وله ، لم يعد سوق عكاظ حاضرا ..ولا قس بن ساعده بيننا .. لا يطفئ الشعر نيران الحروب حين تكون آلة التدمير بيد قساة القلوب .. الشعر فقط متنفسا لقائله من احتراقات الروح و تقيحات الألم .
يقولون إن الإبداع الشعري هو هذا الجنون الذي يتحقق في سيماء الكتابة البليغة؟
-صحيح إلى حدّ بعيد .. وقديما كان الشاعر فصيح قومه و أكثرهم بلاغة .. وللشعر أيضا مقامه الأسمى في الأدب و شروط تحققه ليست متاحة سوى للقلة .. ومالم يكن الشاعر قابضا على جمر البلاغة فإن ما ينضح به قلمه لن يخرج على المألوف من القول و هو ما يخرجه من بيت الشعر إلى بيوت الإسفاف المبتذل لغويا و أدبيا.
يكتب الشاعر من وحي المرأة هل المرأة تكتب من وحي الرجل؟
-المشاعر لا تتشكل حسب جنس الشاعر .. الملهم أو الملهمة غالبا ما يكون في مخيال الشاعرة أو الشاعر.. وهنا ينهمر الوحي الشعري كشلال من المشاعر .. لحظة من الزمن تتلبّس فيها الروح الشاعرة شياطين الوادي حاملة من عبقر تلك الرؤى والأحاسيس .. تسقطها في الجوف فيتقد جمرها بارتعاشات القصيدة، فتنسكب وجدانا و شعرا.
ما رأيك بالمرأة الشاعرة؟
-صوت أنثوي يخترق مداميك الكون .. يصعد في سماء الإبداع ، يكسّر أسوار احتكار الرجل .. يهمس بالعذوبة و الرقة وينداح منه لونٌ مخملي دافيء.
ما هي نصوصية قصائدك ومن أي نبع تتوحى؟
-تلك إرهاصات روح شاعرة.. غربتها في كون تتشارك فيه مع الجميع.. آلام تحملها في حقيبة ترحالها .. ومرافيء استراحتها في طريق المعاناة .. هي الشوق و الوجد و العشق و الغضب.. هي التمرد في الخروج على المألوف و التحرر من أسوار الطين ..هي الروح المجنحة المنفلتة من عقال الواقع و السائحة في براري الخيال.
ما هي القصيدة التي لم تكتبها ريشتك و أفكارك؟
-كل ما شئته كتبته وحينما أشاء تنهمر القصيدة كيفما كانت بكل رنينها و دبيبها وصخبها وضجيجها .. بكل ترانيمها و عذوبتها ..بنشيجها ورفيفها وخصوبتها.
ما الذي أعطاك إياه الشعر وماذا أخذ منك؟
-بيني وبين الشعر عشق متبادل، لم آت إليه بل هو من
احتلني بكلي... انصهرت في بوتقة الوجد .. كان احتراقا ماتعا أوصلني لذروة الإنتشاء ، وألبسني إكليل الافتخار ورداء من الشعور الحميم أوصلني إلى قلوب المتلقي بكل حب و أريحية، وكما استلبني مني أغدق علي بدفئه وشاعريته واحتملني و أنا أغرق فيه و أسكب تأجج مشاعري في بيوته و أعلقها على أعمدته وقوافيه.
الوالد الشاعر
حدثينا عن والدك الشاعر وماذا أخذت منه
-والدي رحمه الله من كبار أدباء العصر ومثقفيه ، الشاعر الذي لم تنكسر له قصيدة أو قافية .. العروبي الأبي الذي
ضحى بكل غالٍ ونفيس في سبيل عدم التنازل عن مبادئه .. شعره يضج بالإباء و الكرامة و الدفاع عن العروبة و مقاومة الاستعمار البغيض .. كتب الشعر العمودي الرزين منذ نعومة أظافره .. ترك لنا أثرا كبيرا و كنزا عظيما من دواوين
الشعر التي تفخر بها المكتبة العربية و معانٍ يفخر بها كل
حرّ كريم . رضعنا منه الشهامة و الإباء و الاعتزاز بالذات
العربية و العروبة.. تعلمنا من مدرسته كيف نكون كما يجب و كما نريد لا كما يُراد لنا أن نكون. كان الداعم الأول لحقوق المرأة و حطم قيود احتكارها في البيت كما كان سائدا في شبه الجزيرة العربية .. زرع فينا الثقة بالذات و القدرة على العطاء.. تعلمت منه كيف أكون متمردة على القيود البالية التي تحط من
قدر المرأة.. كتبت في الغزل و العشق و هو الذي كان في نظر المجتمع محرما على المرأة قوله.. تعلمت منه كيف أكون حين أكتب القصيدة الوطنية .. تشرّبت من شعره قيمة الإنسان و قيمة الوطن و قيمة العروبة .. هو مجموعة من الصفات التي تندر في الآخرين .. كان أبيا شامخا ومعاندا ومضحيا و شاعرا كبيرا..
عندما تذهبين إلى النوم، ما هو الدعاء الذي تركنين إليه؟
-حين آوي إلى وسادتي أقرأ آية الكرسي التي تشعرني بالأمان وأدعو الله أن يكون غدي أجمل من أمسي و أن يتلطف الله بأوطاننا العربية فيسبل علينا رحمته التي تطفئ أجيج النار التي تشعل أوطاننا من الخليج إلى المحيط ..
لو طلب منك تغيير العالم ، ما الأسلوب الذي تتبعينه
-لو قدّر لي ذلك ، لجعلت محرقة في كل بلد نحرق فيها آلات القتل و الدمار التي أشعلت العالم وحاربت بالشعر و الأدب تلك الأطماع القاتلة التي تضحي بأرواح البشر لأجل المصالح المادية .. لعززت معاني الحب و السلام بالثقافة و الأدب وأجلست الشعراء و العلماء و الأدباء في مراكز القرار... فأنا أعلم أن الشاعر أكثر ما يكون بعيدا عن القتل و أقرب ما يكون إلى الحب و السلام ... ذلك حلم بعيد المنال ، فقدر الأرض أن يقتل قابيل هابيل عليها ، ولكننا نعيش في سلام الأحلام أحيانا بعيدا عن توتر وقلق الواقع.
- See more at: http://www.alanwar.com/article.php?categoryID=10&articleID=290061#sthash.74hKBSQ9.dpuf