وطنٌ ذبيح
يا أيها الوطنُ الذبيحُ
من الوريدِ إلى الوريد،
ألا يَمَلُّ الموتُ من تجواله
ما بين شريانٍ وآخر؟
ماذا فعلت به
ليغدو عاشقاً
وكأنما يا أنت
غانيةٌ جميلةْ؟
خامرتُ لذات الحياةِ جميعها
وشربتُ كاساتِ المنونِ
بسُمِّها ونقيعِها،
ونُفيتُ من قلبي
أهيمُ على الصَّقيعِ
وفي الفيافي
في متاهات الحقيقةْ.
سافرتُ في الأزمانِ ترحالاً
أحطُّ على العروبةِ
في المشارقِ والمغاربِ
في تعاريج العصورِ
تخطُّها أمجادُ
أمتنا العريقةْ.
وأحاورُ التاريخَ
منتصباً على كلِّ المنائرِ
في المدائنِ
والكنائسِ
في النواقيسِ العتيقةْ.
لأغيب في الذكرى
وأُبعَثُ من جديد،
ويعود لي ذات السؤال:
أين العرب؟
أنا ها هنا في غربةٍ صمَّاءَ
يخنقني هدير الأسئلةْ.
هذا العماءُ يدكُّ ذاكرتي
ويُحْكِمُ حولَ أسئلتي الحصارَ
فلا نوافذَ للجوابِ
أو الحوار،
وأتيه يصلبني الضياعُ
على جدار المعضلةْ.
الموتُ يشربُ نخْبَهُ القاني
بكأسٍ من جماجمَ
أو ركام،
ويحطمُ الأقداحَ
يهزأ بالشواءِ
وبالرمادِ
وبالدخان..
يا طواحين الحقيقة
يا صراع الأجوبةْ،
مات السؤالُ
على ضريح الاحتمال،
رحل الزمانُ من المكان..
حلَّ الخواءُ
ترهَّل الوطنُ الجريح،
مِزقٌ هنا
مِزقٌ هناك
وفي الشروخِ عواءُ ريح،
يا أيها الوطنُ المعبَّدُ بالجماجمِ والدماء:
لا تنتظر
لا لن يعود المعتصم
ولن نرى أبداً عُمَر،
واليوم ماتت نخوةٌ
وكرامةٌ لبني العرب،
وبموتها...
مات العربْ
مات العربْ.
16/2/2015