سوناتات إنانا
تـراتيل أنثى ...
ديــوان خارج حـــدود الزاوية المنحرفة
همس يتبع همس ..//
نقش على جــدران الرغــبة / صخــب في شرنقــة الفكــرة
وحرف يتكســـر .. يتمح ــور .. يتح ــاور
نشــــاز سـح ــر و همس وتــــر
صخب حرف ٍعلى رأس الألق
.
(1)
المزمور الأول
تأمــــــــــل:
إنانا
آلهة الحــب و النمــــاء /عندما أنا هي/
( إنـــا نـــا --- إ ن ا ن ا )
لماذا نون النســـــوة دائما محصورة بين وتدين ؟!
ساديــة / سيــادية / مغتـــصبـة
*
(إن -- أنــــا)
*
هكذا أفضل …! تحـــــــرر
إن أنا حيث كوني أنثى /
عشقــــته /
حــــررته من عقــــدته
هكذا بدأتني ..//
همس يتبع همس .. //
(2)
المزمور الثاني
صوفيـــــــة
" أنا من أهوى /// و من أهوى أنا "< الحلاج >
" أنا "
أنا أهــــوى /
و الهـــوى أنـــا
اثنــــان نحن في واحــــد
" نحن روحــــان حللنا بدنــا "< الحلاج >
" نحن " /
روحــــان في بــدن
أو روح في بـد نـــــين /
توحــــد !
و همس يتبع همس .. //
(3)
المزمور الثالث
هـــــوى
هويتـُـــهُ.. فهــواني .. فهوى ..!
يهــــوى /
يهــــوي /
الــهـــوى
الهــــواية //
الغـــواية
*
ح ــين هوايَ ,, كان هوى /
سقــــط صـريع َ هوى .. هوايَ
حــين هواهُ ,,, كان غوى !
هـــوى في جبّ غـــواية
هـــذى ..
و ما ذاق هــــوى
همس يتبع همس .. //
(4 )
المزمور الرابع
هــذيــــان
كنت هنـــا .. كان هنـــا /
كانَ هنــــاك / أين أنــــا ؟
بين الــــهُنا و الـــهُناك /
كنّــا معا ... و لم أكنْ هنـــاك !
أبحــث عنّي لا أجــــدني /
و يبحـــث عنه فيجــــدني
/
لأنني مختـــبئة فيه !!
**
يجدنــــي و لا أجدنـــي /
فأنــــا هـــو ,,,
حيث هــو ...أنــا !
و همس يتبع همس .. //
(5)
المزمور الخامس
انتـشـــاء
ففي القلبِ منكَ اشتعالُ الهوى
ونارُ انتشائي وفرط ُ الجوى
.يشـعـــلني هواهُ
اشتعـــال الهشيم بنــار الجحيم
يكـــون انتـــشاءً ً !
كما يـــشاء أو أشــــاء
" إن يشـــأ شئتُ و إن شــتُ يشـــا " < الحلاج >
شيئـــان كشيء /
مشيئتــي هو /
مشيئته ُ أنا
شــيءٌ متوحــــد واحــــد
أنا > هو /
هو > أنا
( هوانا )
وفوضى الحواسِ كنجم ٍ هوى
لينفذَ في الروح ِ مثل السهامْ
فوضــــى //
أنعـــيد ُ الترتيب َ؟
يصبــح رتيبا ...
لا ــ لن أعـــيد
حواس خمس /
خمسات /
أخماس
أعـــــداد لا يهم !
هي الفوضــــى ...
ذاك المهم !
سهــــام /
شهــــب /
نجــــوم
الهوى.... اختـراق /
احتراق /
نقطة افتراق
راق لي ! ...
فهل له ُ ؟!
أيهما ؟ ... أحدهما /
كلاهما /
لا ثالث لهما
آه ٍ من تمزق روحينا...
يا روحي إلى أينَ !!
و همس يتبع همس .. //
(6)
المزمور السادس
فــنجان قــهوة
أقسـمت بأن لا أقـــلب فنـجانا
فنـجان/ فن ... جان ...
هكـذا قالت لي الـعــرافة !
من أيــن للجــان بهذا الفــن ؟ ؟
يتمـحـور
... يتشـكل ,
فيخدعـني
يجـعـلني أتـوه ...
أتوهــمه كما أريــد " أنا "
لكنــه ليس إلا "هو"
كما يريــد " هو "
و لن يكــون كما " أنا "
!
سألتـُـــني :
جان // جنون ! ... أم جنون // جان !!
ليتــه الآخــر الذي لم يتفســـر بعد
جنــى علي بـعشقـه ...
و عشقي له جنون
إن كنــت أنا به ...
و كــان لي ....
وبــي يكــون
لنا الجنون ... جنــان
بقـطفها و لـطفها ...
وشـعـرها و سـحـرها
حتى اكتــمالنا الـخطـيئة البريئة
و الـخـطوة الجريئة
***
و جدته بالـ فن جان
يـشـكل الفــنون و الجـنون بالفضــاء
يعلك السمــاء /
يمزق المســاء
فن الـج نان / و الـج نون
و كل سـ ح ـــر الـ ج ـان !
كي لا أشـــرب أحــزانا ً
أكثـــر من أحزاني ...
لوّحـته .. شرّحـته
شرايين ... شر .. أي... ين /
مـقـطـعــة ... مـتـقـاطـعــة
دروبنا .. لا تنتــهي ...
نهــاياتها لا تبتــدىء
تشـكل البــن بالفنـجـان سـحـابة تدور ,
تبـحـث لي عن مــرفأ
يـعـلق الأحــزان /
يصــادر الدخــان ...
من شرفــة الفنـجان !
**
قــهوتي الــمرة ...
مراراها عــذوبة /
و عــذابه مــرار
صنعتها ...
صنعته /
شربتها علـقما لذيذا
ارتشـفت منه لذة ً من علقم
أقـــرأها لأنفض الأحــزان /
يقرعـني بوابل الأحـزان
فكيف للنقيضـين تشابه التــوائم
كـجنة و نار
فيا لذا المــرار !
**
لن أقــلب الفنـجان ..
و لن أرى الدخــان
في قهوتيَ اللذيذة ...غـابات سـنديان ,
تـجمهر الأحـزان
لأعــلن الهــذيان
و ألعــن الفنـجان !!
و همس يتبع همس ...//
(7)
المزمور السابع
ارتــ ح ـــال
جميــع ارتحــالي إليك احتمــال
رحــيل ...
احتمال رحـيل
أو رحــيل احـتمال
رحـيلي إليكَ ارتحال في ذاتي ... لأسكن ذاتــك
فأنت القــريب و أنت المـحـال
قريــب / محـــال ... أيهما أنت َ
قريــبٌ قريـبْ لقلبــي المـحـال
أم محـــالٌ ..محـــالْ لقلـبـي القريــب !!
قــريب كقـرب استـحـالة ضحكة القــدر
مـحــال كاستحـالة البسمـة على شفة الصخــرة !
و يبقى لديَ غريــب السؤال
أفي يقــظة كنتُ أم في المنــام !
سـؤال غــريب ! لمــاذا الســؤال ؟
من الغــريب !!أنا أم الســؤال ؟
يقــظة / منــــام ...
متناقضــــان / متوافقـــان
يقظـتي منــام ... وأحــلامي بين يقظتي و منامي
تسرح بي أحـلامي ... أستعـذبه و تستـــعــذبني
و همس يتبع همس .. //
(8)
المزمور الثامن
أنيـــــن
أنين الألم/ أنين الناي / أنيـن الوجد
أمـا الأولى (فــلا) ... الـثانية (نعم) ...
الثالثة ألف نعم (بلا) ... و ألـف نعم (بنعم)
سنبـــدأ !!
أنين ألـم /... آه ٍ غير منغّمة /
نشــاز !.... موجع !!
لا .... إلا إذا ....!! حينها فقط نعـم
*
أنين ناي / أنينٌ طرب ٌ ...
طربي ... طار بي
له ُ ...ألف نعم /
ألف ألف نغم ٍ منعم بنعم
*
أنين الوجـد /
قلت ألف نعم بلا /
نـعــم ! لا أنيـن فراق ...
ألف نعم بنعـم
*
وجدي أنـين هوى
أنيـن الصفـصافة الثملى /
أنين ليل ضـلّ هـدايته فما اهتــدى !
لأبقى قيد ضلالة وجــد .... رائع !!
و همس يتبع همس .. //
(9)
المزمور التاسع
رصـــيف
زحامٌ ... وجـوه /
دخانٌ ... ضجيج /
و مشجب
وجوهٌ مستنـفرة فــارّة /
مكفهـرة / تعلوها غبـرة .....
ضجيجٌ مَوْتورْ ...
زمنٌ متسارعٌ ... و سباق ضده
من ضد من ؟!
*
يختلـط الدخان /
احتراق الوقـود /
احتراق الأعصاب
احتراق اللهفة
احتـراق الزمن
*
ضجـيج الوجوه المتـ/ـعثرة /
المتع عثرة تسقطها
و تلهث خلف عثراتها !
زحام الضجيج /
ضجيج الوجوه ..
وجوه الدخان ...
د خان على مشجـب التائهين
و همس يتبع همس .. //
(10)
المزمور العاشر
ضــيــاع
لقاء الضياع ...
وحين ضياع تبدل شيء ما بوجودي
بـ/جوي ..... بوجدي
*
وحدي /
و قلبي حطام/
ضياع اللقاء /
لقاء الحطام
تشكـل منه اللقاء/
فكان لقاء الضياع /
وكان الضياء لذاتي الـحـطام
وضاع الطـريق /
وضاق المصيرلقلبي الحطام !
*
بروق السماء /
سمائي سديم ...
و صمتي أليم أليم ....
و كانت بـــروق !شروق !
ألملم ذاتي التي بُ عْ ثِ رَ تْ!
لقاء حميم...
رسائل منْ ؟
و لحن المساء وبوح القصيد /
ودمـع شهيد /
فكان .. و كنت !
ضيــاع اللقـــاء
*
و حين لقاء
كلانا نبعثرنا من جديد !
نعيد الضياع /
ثم .. نعـيد ضياع اللقاء
بلقـيا الــ .. ضّ .. ي .. ا .. ع ...!!
و همس يتبع همس .. //
(11)
المزمور الحادي عشر
مــــطــــر
لمن تساقط المطر ؟!
جــميلتي //تساقطي مـطرا !
يقولها ...
قارورتي // عطشى و تعشق المطـرْ
سماءٌ تنهمر ...
و أرضٌ ترشفُ المطرْ
*
تحققي حبيبتي لتهطلي ...
كي ترقـص الحقول ...
وينبتُ الزهـرْ
ويزهر الفجرْ زنابق العـبيرْ ...
و يسكب العطرْ
لينسج الصخـب
كما انتشاء ...ع .. ا.. ش.. ق ٍ ..
بثورة المطرْ !!
و همس يتبع همس .. //
(12)
المزمور الثاني عشر
مـعـبد و قـدّاس
أقـدس فيك نافلتي
و تصخبني طواحيني
قـداس تراتيل /
لماذا النورلا يتراقص كالعادة ..
و المشكاة هناك ترتجف
*
" خجلى "
قالها لي و انضوى !
أيها الحبر الأعـظم... أينهُ ؟!
يقطـع وصلي ثم يصلي
لمن يا ترى ! ...
ألم يعـترف ؟
*
و أصمت صخبي
و أطحن غضبي
صريرا صريرا يشق الزمان ...
و يغلق كل الأماكن ...
لأعـــلن أني صبـــأت
ولا لــن أتوب !!
همس يتبع همس .. //
(13)
المزمور الثالث عشر
قـــارورتي الثـــملى
أفي النـــور أسكبتها !
أم النـــار أسقيتها ؟!
ترنـحت هياجــــا
لتعـــلق بالفراغ
وتغـــزل خــيوط النـــور
شـعــاعا تلبس
وتطفــئني بداخلها
*
*
*
كيف ؟!
و النـــار تشـعــلني
لهــيبا جارحــا
انتشــاءا يهيج
بـعشق فاضح
.
.
أيتها النـــار
قــارورتي تمــلأك
عــسلا مصفى
كما جنـــة الرب
و تحتـــويني
بسكـــرتها
و سكــــاكــــرها
.
.
أي العطــور أفرغتها
لتصبح ثمـــلى !
!
!
من دوحــة القــوافي
أسكــبت وزنا
أشــربته
نـــزفا
تـعــرق خمرا
تـعـتق وجدا
ليصبحــك
ثمـــلى
!
!
كما ذوبـــان ذاتي
بذاته
انصــهار نــهـار
صـمت وجــع
ورجــع صــدى
مرتدٌ .. عاكـف !
!
!
!
و همس يتبع همس ...//
( 14 )
المزمور الرابع عشر
غــياب
يا غــربة الغــياب
و فـــرقة الأحــباب
اصرخْ كما تشاء
يا طائر اللقـلاق
نواحك النـشاز يمزق الأسـتار ....
يشعـل من ضجيجه
حرائق البحار
غــيابه اغـتراب
يُسكـَبُ من طاحـونة القضاء و العذاب
يعصر من سمـائنا
مرارة الشراب
يستمرىء الرحيل
وفـرقـة الأحــباب
تبا ً له اغــتراب !
في عــمق ذات ذاتي /
قـارورة .... م ..ح ..ط.. م.. ة !
تناثـر البلور
و عطره المـسكوب /
يعبق المكان
تجـرحني الشظايا كالسهام ...
منغرس في داخلي الـ ح ط ام
فليته ما كـــــان !
متى متى يـعـود /
و ينتهي الغـياب
*
لا ترحلي يا شمـسي
ففي غروبك انتحار
لصحــوة الأمان
و هـــــدأة الســــلام
هـروبك الدؤوب /
في حـمرة الغـروب
صــواعق تـغتالني
بهجـرة الشـروق
و غــربة الأحــــــــلام
و همس يتبع همس ...//
(15)
المزمور الخامس عشر
ســــــراب
و بي من ســر من أهوى ســــــراب ..!
نوارس بيضاء /
بحـيرة من ماء
لا ..لا ليس ذاك ماء /
مستنقع السراب
فحبه سراب ....
كسرب طير من فـصيلة السحاب
تحمله الرياح للغدير /
فلا غـدير ماء .... لكنه سراب
تودُعني أسرابه أسرارا /
تشعلني انتظارا /
وفوق معطفي تساقط النّوارُ ...
بياضه يلبسه النهارُ
أوشحة من سربه و سرّي /
تسري بنا هواجس الخـفاء تسري
من حيث لا ندري
غيبوبتي مشحونة بسري /
و بانهمار صحوتي و فجري
على ذراع شارع كسول ...
لينتهي الطريق... و يختفي السراب !
و همس يتبع همس ...//
(16 )
المزمور السادس عشر
شروخ
وجعٌ يتمطـّى الأنين
و تَمَزُّقُ رياح الهجيع ...
لتُبقي سُهْدَ الآه
في التواءات ِ الأسى
:
انعكاسات ِ المرايا القاتمة
شروخ في ذاكرة الزمن
:
قناديل ثورة تأجج ريحها
لامتلاآت كسوف ٍ في ظل " القمر "
تـُبعثر سقف السماء ...
:
متى َتَكْتَهِلُ رياضنا بأنوار الفرحة
لنعبىء الذكرى في قفة النسيان
و همس يتبع همس ...//
(17)
المزمور السابع عشر
توابيت
موت / عفن / حياة .....
كم استشعر موتَ الموت ِ
على ضريح ِ الوليّ
إعلان حياة ٍ حين تبرك ٍ و قربان ْ
و شمعة في المشكاة ...
دموعها استغفار و ندم
بردة الثقوب المهترئة ...
خَلعُها عُريٌ لأجساد الغربة
*
تقيّحَ رماد الألم ,
بطعنة مسمومة في خاصرة الوفاء
*
رجفة انفلات الروح ...
بعد أن سغبلها الزمن بجراحاته ..
حرّى تتوق لحريتها بموت الجسد ...
*
توابيت / عفن / موت / حياة
أشباح... أشباح... أشباح
يقظة ممزوجة بهباء الحقيقة و تبلـّد ِ الزمن
كفى !
هل تسمعني أيها الزمن !
همس يتبع همس .. //
(18)
المزمور الثامن عشر
حار ذئب بما عوى
شرس
قُدَّ
من غِوى
ليس في الوجد مقلة
تعشق
النجم إن هوى ..
أو
إذا البدر ذوى
سهمه
استل من جوى
فإذا الصدر
ثورة
ناضحا
كل ما حوى
أي بدر
في اكتمال
ظميء الروح
ما ارتوى
كيف إن ذئب
عوى !
ثار بركان صدره
بنشيج ٍ، ضاق
بالنوى
كصريع ٍ في مهاة ٍ
يرتجي رشفة
الدوا
أي شيطان
غوى !
همس يتبع همس .. //
(19)
المزمور التاسع عشر
طفولتي .. وداعا !
كنّا صغارا ...
جميل ..!
,,,,,,,,,,,,,,,
أصبحنا كبارا ً
الأمر مختلفٌ هنا ..
Rewind
يعود الشريط ...
:
من البداية يا ذاتي
توقفي هنا ... آه ٍ كم هو جميلٌ هذا المشهد
حضن أمي .. دفئي .. حبي .. و أمانـ ...ي ..
Forward
مشهدٌ آخر جميل ...
براءة حلم .. و أحلام براءة ..
أغان ٍ ... و فضاء أزرق جميل
جميع الألوان مبهجة .. لا دخان و لا نار ..
لا أسمع ضجيجا يصخب روحي
يبعثر أحلامي
يغتصب منامي ..
More
توقفي هنا يا ذاتي
دعيني أسمع أغنية السماء ..
دعيني أرى الملائكة
أرى الله في كل شيء .. لم أعرف الشيطان بعد !
و لستُ ضالته ..
أسبح على أجنحة سلام مشرّعة
تحملني أنّى شئت
يلفني البياض ..
Pause
سأغفو قليلا ... لأثبت الصورة !
Go on
صباح الجمال .. صباح الحب ..
صباح الخير ..
كل الخير
لا توجد سحب تخفي الإصباح
و لا أقنعة وهم ٍ
أو مرايا مكسورة ...
Fast Forward
سراعا تمر الصور ...
تختلط شيئا فشيئا
تبدو سحب الهموم
تتلبد في سماء الذكرى
تسقط أقنعة
تتعرى حقائق
يصرخ كونٌ ..
يشخب دمٌ من خاصرة الزمن
ينزّ الوقت بآفاته ...
قيحا ً لجروح لا تندمل
/
قد انتهيت ِ يا ذاتي ...
كبرت ِ
رحلت الطفولة ... !
Stop
و همس يتبع همس ...//
(20)
المزمور العشرون
لافتة متوحشة
على الباب لافته
متوحشه .... مباغته
مكتوبة بالشوك كالأشباح
" رحل و لن يعود "
قرأتها من اليمين للشمال
من الشمال لليمن
بعثرتها
رتبتها
أسقطت منها أحرفا
أعدتها
شكلتها
ظننتها أحجية
بفطنتي قد أستبيح غزلها
و نسجها .. و حلها
فهكذا للوهلة الأولى قرأتها :
" عودي و لن أرحل "
لكنها الألف اللعينة ...
دخيلة شوهاء
جربت منها الاختباء
الانزواء ..
أغمضت عينا واحدة
رأيتها !
عينين ...
غاب كل شيء !
علقتها على الرحيل
انتصبت كسارية
على رصيف النون
تمطرها بوابل النظرات
فارتعشت نقطة الذهول
تلوذ من رهبتها
بقعر قاع النون
أذا أعيد ذلك الترتيب هكذا ...
لربما ...:
" وعد و لن يرحل "
هكذا هي
كما أردتها , تكون !
كم رائع أني عرفت سره ُ
و سرّها
و يالها من شهقة السرور
لغبطة الحلول
أرخيتها لرغبتي
تشكلت كما أشاء ...
طرقت ذاك الباب طرقتين
خفيفتين
لا جواب .. لا جواب
عاليتين ..
لا جواب !
ينهشني السؤال .. و الخيال
و الغربة العضال
تحيلني حطام ..
يسكبني الغموض في الزحام
تلاطم الأمواج
و رجفة الجبال
لا ..لا .. أظن أني واهمه
فهجره محال
بالأمس كنا ها هنا
تسكرنا سلافة الوصال
و اليوم
أي يوم ساخط كهذا ..
يحيلني بقسوة الأقدار
إلى بقايا أنثى
و يغلق المجال !
فحينها أيقنت أني مخطئه
بل ألف ألف مخطئه
عبثا أحاول أن أرتب ما يريب!
لكنها الحقيقه
من يوم بدء هذه الخليقه
بأن غدركم
يا معشر الرجال
في عرفكم
هو الجمال
هو الرجولة و الفحولة
و الحلال !
و همس يتبع همس ...//
(21)
المزمور الحادي و العشرون
حقيبتي ... حبيبتي
دسست في حقيبتي يدي
تجولتْ في غابة الأشياء
و ارتطمت ْ
بالأرض .. بالبحر .. بالسماء
و كل هذه الأشياء
سحائب الحياة
صحابتي في الحل و الترحال
في الصبح و المساء
في البيت
في المدينة
في جولتي المجهولة اللقاء
فأحمر الشفاه
قارورة العطور
مرآتيَ السحرية
و عدة الأظافر
ملقط .. نظارة شمسية
مطهر .. ضماد للجروح الطارئة ..
وفي زوايا حبيبتي ..
هاتف نقال ..
محارم ورقية .. محفظة النقود
و رزمة الأوراق
أكتب فيها خيبتي كثيرا ..
و قلما أكتب فيها فرحة الصفاء
لأنها نادرة الحضور
عصية التكوين في الشعور
خجولة الظهور
إلا بمحض صدفة الأخطاء !
قلمان .. في حقيبتي
كحل العيون أزرق .. كزرقة البحار
و آخرٌ حبره الحِداد
ليكتب الجحيم و السواد
هكذا أنا .. و لا فخار !
آه
نسيت أن أذكر ها هنا
حقيبتي .. قافلتي الأمينة
تحمل كل عمري
حزني الدفين
فرحي الذي لا يكتمل ...
و حرقتي و همي
كل التفاصيل التي
رسمت خريطتي بيقظتي و نومي
و ذكريات يومي
حقيبتي .. حبيبتي
حاضنة لسري ..
سلالة عريقة
تاريخها مطرز بالصبر و الأمانة
حين البشر
تاريخهم خيانة !
و همس يتبع همس ...//
(22)
المزمور الثاني و العشرون
كم هاتف نقال !
كم هاتف لديك تحملين ؟!
سألتـُني
خجلت حينها من الجواب
و حيرة في خاطري
و نظرة اضطراب
أجبتـُني
جهاز هاتف وحيد ..
اثنان .. أو ثلاثة ..
بل أكثر ما عرفته من صرعة الحداثه
لا تسألوني عندما أقول
بأنها عديدة غريبة ..
تثقل كاهل الحقيبه
ذاكرة كل منها .. مجموعة الأسماء و الأرقام
هذا يخص أحبتي
هذا يخص صحابتي
هذا لبعض بعض صحابتي !
هذا لبعض معارفي .. و ربما لعملي
هذا فقط ... لواحد فقط ..!
له كمثلي واحد .. و لي أنا فقط .. !
أتعرفون ما السبب ؟
يا للعجب !
تبا لها الرقابة الدنيئه
تدس أنفها
مابين همسة و همسهْ
و أهة ٌ و ضحكة ٌ.... و نـُبسهْ
تلتقط الحروف ..
تشكـّل الروايه
و تختلق الوشايه
لتزرع الشوائب الكريههْ
في وحلها الموبوء
بالخسة المقيتهْ
و الرغبة البذيئهْ ..
تبا لها الرقابة الدنيئه !
و همس يتبع همس ...//
(23)
المزمور الثالث و العشرون
ليل و مسنجر
" قصيدتي اليوم ظامئة
هذا الكأس الفارغ من الكلمات لا يريحها "
قلت له و هممت بإغلاق النافذة !
تذكرت شيئا تبدد سهوا فعدت أستجمعه :
،
،
و طرقت النافذة كي أحيلك إلى الصدمة
لا ترسل لي ذات الإيقونة المجنونة التي أدمنت لونها الأحمر
هنا .. هناك .. وهناك ..وهناك
يكفي لهذه الليلة ...
أنت تزداد جنونا ، و أناقة
أما أنا ...
فلا أزال أبحث لك عن أيقونة همجية أو غجرية أو هستيرية
تغسل جو النافذة المتسنجرة بحماقة على شاشتي هذه الليلة
لتمسح غبار الرتابة
التي تخترق أبصارنا بمخالب العنكبوت
هي اليوم مهيأة لعبورنا إلى صقيع الكآبة
أنتَ سميتها كتابة و أنا أصر على أنها كآبة
قل لي بربك
هل قابلت يوما ما كاتبا سعيدا ؟!!
"لا " ،
قلتها و اختفيت خلف حالة ظهورك
لماذا ، هل أعتبره هروبا ،،
أم اعترافا مبطنا لا تجرؤ على البوح به
أين أقرأك ، أم أين أقرأني و تقرأني؟
ربما قلت كيف ، أو لمَ أو هل ..أو...أو...
لن يتغير في المعنى شيئا
إنها الدوامة الحائرة التي لا تستقر دلائها المتعبة
ضيقة أراها اليوم نافذتي..
لا تتسع حتى لعبارة خاطفة رشيقة
و ملامح صورتك تعتصر بها ،
بينما تنزلق صورتي شيئا فشيئا لتختفي خلف قنديل الليل المطفئ
بتناص استدعائي يعيد لي حكاية شهرزاد
لا زلنا نحسب ما تبقى من الألف ليلة
أما الليلة الزائدة فقد اتفقنا على تشتيت ذكراها
أو ربما تواطئنا مع الفجرعلى رجمها
كتلك الأقفال التي أحكمت بها إغلاق العناوين الأخرى
فتبقى وحدك مخضرا في لحظة ذبول الآخرين
يباركنا ذلك النزق الليلي الوارف ..!
و همس يتبع همس ...//
(24)
المزمور الرابع و العشرون
تناقض
سفر
و
سباق
صور
سافر الغريب للسماء
ينهل المطر
أتي إلى حبيبة الوطن
يحمل بانتشاء
حقيبة السفر
بها
سحابة تدور
و باقة من نور
و شعلة من السماء
ولوحة القمر
وليس فيها
أثرا
لما يقال عنه
" وثيقة السفر "
*
*
يقلب الصور
صور
صور
صور
واحة
يزرعها المرجان
و المحار
و الأسماك
و لؤلؤ البحر
صور
صور
إمرأة تدور
في الرحى
وحيدة
تسرج النهار
و تغزل السحر
وشعرها سنابل الحقول
و عزفها الرياح
و قلبها الوتر
صور
صور
نهر من الطيور
يخترق الشروق
من قمة النهار
تجري على
ضفافه
قوافل الشجر
وشمسه الخضراء
تشكل
الألوان
كلوحة الخريف
و زفة البذار
و رفة السحر
صور
صور
صور
تناقض الصور
و همس يتبع همس ...//
(25)
المزمور الخامس و العشرون
طلاسم بيضاء
طلاسم سوداء
غربة رمادية
و ماض يغتال الذكرى
كما سقوط النجم في جب النسيان
ارتحال في المدى
حال محال
سقيم الخيال
حين الهوى
نأى و استحال
ارتحال
حالة انتظار
على محطة حزينة ...!
و تتشكل الذكرى
ورقة و حبرا و بعض الكلمات ..!
،
طلاسم
لهمس ذكريات
طرقات داكنة على أبواب الذات
استحضار لسباق وقت
و غروب زمن
و ريح عاطرة
تستجلبُ اللحظات الراحلة
بطلاسم الألوان
و همس يتبع همس ...//
(26)
المزمور السادس و العشرون
مرايا
في المرايا , أرى
كآبتي
كآبته
لست أعرف أيهما
هي انعاكاس لا أرغبه
و لا أنظر فيها
حتى
لا ألعن حقيقتي
أو
أبارك افتراضي
،
و بين شطآن عشقي
لاح ما يشبه طيفا
يسكن كلّي
يتشكل من أجزائي
يعذبني
طهارته كما خطيئتي
حين أنا في جحيم انتظار
لا يتحقق !
و همس يتبع همس ...//
(27)
المزمور السابع و العشرون
الغريبة
جدلي خيوطك غزلك الملتفة
أيتها المسكونة بالغربة..
لا يهم أن تكون ألوانها
قوس قزح
،
سوف تنسدل ستارا
تتخفّى خلفه حقيقة ألمك
و غربة الرحيل …
داخلنا مسكون بالألوان
و بالأحزان
بالأفراح و بالأتراح …
لا توجد للون مساحة حرية
جميع الألوان رمادية
خيوط تنعقد بداخلنا
لا نعرف كيف نفرقها
أو كيف نميزها
فيبدو الكون بلون أوحد
وتصبح كل خيوط الغزل
غزلا من خيط أوحد
و همس يتبع همس ...//
(28)
المزمور الثامن و العشرون
سقوط
في ساقية النور
يتأرجح
سقاء نشاح
يسكب كوثره على مفترقات السطور
اكتساءٌ بلهيب الشفق
حين يرسم السماء
ويبهج النسيم
توقف الزمن في لحظة العبور
ليبقى !
كذلك كنتَ ...
كما أنت َ
لحني الذي عزفته روحي
في غيبوبة من الوقت كتبت إسمك على حافة الذاكرة
لكي أراه كما أشاء
قابلا للتدهور
و السقوط في هاوية النسيان
و انتظرت زمن العبور
في كلالة الوقت
الذي رسم لي خطوط الشعور
و خرافة الإخلاص
حينها فقط ..
دفعت به ليتساقط كما شئت له أن يكون
و حذفته من دفتر الذكريات ..
و همس يتبع همس ...//
(29)
المزمور التاسع و العشرون
أجراس
أجراس روضتها الريح
ترتج أسرارها لنسمة النبوءة
تتهيأ لاستقبال جوقة الشعور
ليتصاعد الضجيج بخاصرتها المحنية
على سرير انتظار ذلك الدفء القادم
مساءٌ من الودّ السابح على شرفات الحبق
و الليل
الممتلئ بحفيف الشوق لمرور قافلة السقاية
،
اسقنيها أيها المشدوه
اسقنيها تلك الكؤوس الثملة بأسرار الترقب
المنثالة من جرارك الناضحة باللحظات الماتعة
امنحني ذلك اليقين
القابض على أواصر الوصال
وسرح الليل على أهداب السمر
كرقصة نجمة هاربة منا إليه
أو غناء بدر هارب منه إلينا
دع هذا الليل السمير يداعب أخيلتنا
و دعنا في مهب العاطفة
و همس يتبع همس ...//
(30)
المزمور الثلاثون
نجوى
أيها الزمن المصلوب على صارية القدر
المثقل بتراكمات الألم
يا صوت أنين الروح و صهيل الشوق
و شجن الشحارير
وتر الربابة المسنون على حافة الحزن
و نثيث مآقي المكلوم و العاشق و المنتظر
أيها الزمن الهارب من ذاتك
و الساكن في شروخ القصيدة
و في زوايا الأغنية المشحونة بالاسى
في تفاصيل الوقت الحرون
في انحناءات الخطيئة و سهوب الثواب
أشواكك الـ تدمي سهوات العبور
و بوصلة الأرواح البريئة
تنتصب على بقايا الذهول
تنزف ما علقت به أو علق بها
لترتسم الغربة و الغروب
و تقض مضاجع الفرح
فإلى أي مدى ذاهب أنت في غيك
و لماذا؟؟