كلمة مهرجان الطفولة لا لحداثة الغذاء
كلمة مهرجان الطفولة السادس لا لحداثة الغذاء
2001
الحداثةُ مفهوم اقتحمَ حياتَنا – حقق أُريدَ به باطلُ ..
ظاهره العسل وباطنُه السم .. مصطلحاتٌ غريبة تسحق في طريقها الثوابت العريقة الإسلامية العريقة .. ينساقُ خلفها جيلٌ بريء.. تتراءى له أنها الواقع وأنها الصحيح في غياب المبدأ الصحيح ... انفتاح يلهث خلف وهم الحضارة الغربية ... فاقدا قدرة التمييز والاختيار.. تتضاءل أمامه إرادة التصميم والمحافظة ..و التى بدورها تتعرض إلى تحديات الواقع الأليمة ، والتكنولوجيا الحديثة ..ذلك السلاح ذو الحدين .. والذي أوغل حده القاتل طعنا في موروثاتنا العربية وثوابتنا القومية .. وأسسنا الإسلامية ( (تواصل عالمي .. يختطف منا جيلا بأكمله .. وفي كثير من الأحيان جارّا ً معه جيلا قد سبقه .. يستسلم لذلك المعول الهدام لتحطيم تلك الصورة النقية التي بنتها الأزمنة.. على ركائز من القيم والفضيلة، لقد اقتحمت الحداثة منازلتا.. قيمنا.. عقولنا.. مقداراتنا.. آراءَنا.. وحياتنا.. جميع حياتنا.. تضعنا أمام خيارين لا ثالث لهما، الخيار الأول .. هل ننساق إلي الحداثة .. فنصبح في نظر أنفسنا مجتمعاً متطورا.بجميع مكنوناته .. بصالحه وطالحة ، بما يتوافق مع موروثاتنا أو يتناقض معها.. وفي أحسن الأحوالِ، نظل في نظر العالم .. عالما ثالثا.. عالماً يضم البدائيين والمتخلفين وسكان الأدغال .. لا يهم إن كان ما نملك من وسائل التكنولوجيا يفوق ما يملكه العالم الأول....
لا أن تتضمن مجتمعاتنا عقولا قد تفوق في كثير من الأحيان عقول العالم الأول .. وغالباً ما تكون هيمن الركائز الأساسية في حضارة العالم الأولِ، المهم هو موقعنا الجغرافي على خارطة العالم الذي لم ولن يتغَير أبد الآبدين .. لذا فالنظرة العالمية سوف تظل مرتبطة بنا أيضاًُ أبد الآبدين
الخيار الثاني.. أن نتحدى تللت الحداثة .. نتمسك بالثوابت الأخلاقية . . والموروثات الاجتماعية . . نرفض كل ماهو مستوراً من العالم الأول . . من مبادئ وأفكار ومادة .. نقيم الأسوار العالية حول مُدننا وقرانا و عقولنا.. وسمعنا وأبصارنا.. نحتضن قوميِّتنا وتاريخنا ومبادئنا.. نحميها بدفء المحافظة والانعزالية والانغلاق .. لكننا مع هذا لن نستطيع الصمود.. فالأطماع الخارجية سوف تنتزعُنا من هذه القوقعةِ التي نرتئيها الحصن المنيع في مواجهة تيار العولمة .. سواء شئنا ذلك أم أبينا وتحدينا، لن يزدنا في نظرهم سوى زيادة في التخلف .. ربما ابتكروا لأجله مسمي جديداً وعالماً جديداً موغلاً في التخلف لنكون نحن قادتهُ. . أي تكريم ذلك . . سنكون أصحاب قيادة!! قيادة التخلف .
ألن يكون لنا خيار ثالث يتوافق مع معتقداتنا وقيمنا وإرادتنا؟! هل نستطيع اختراق المسلمات والفرضيات الغربية .. هل يمكن أن يكون لكينونتنا وصيرورتنا إرادة ذاتيةُ؟! هل نستطيع غربلة المستورد وفصل الصالح من الطالح ، وتطبيقه على أرض الواقع ؟! الأهم من ذلك هل نمتلك من مقومات الشجاعة والإرادة والاستقلالية ما نستطيع أن نحقق به ذلك ؟! سؤال مطروح على واقعنا الأليم فهل يمكننا الإجابة عليه اليوم .
في هذا المهرجان الطفولي نتناول جزئية ، وان كانت بسيطة ، إلا أن فحواها ينصب على الكثير من المسلمات والإستسلامات الداعية للحداثة .. حداثة ينجرف خلفها جيل من الأطفال .. غرست بذورها الغربية في هذا المجتمع فنمت وازدهرت .. سقيت بموارد التكنولوجيا والتواصل الإعلامي.. ولأنها أرضا خصبة فقد امتصت كل ما تدفق عليها.. وبما أن المسيء كان أكثر من الجيد لذا كانت النتيجة مؤسفة من المسئول ياترى!! أهم الأهل؟؟أهو المجتمع؟؟أهي القيادة؟؟ أم الثلاثة مجتمعة ؟..! أم هو الاستسلام وضعف الإرادة القومية ، والانفتاح الأعمى والأطرش والأبكم في ظل غياب القدرة على التمييز والتي فشلت التنشئة التربوية والتعليمية في خلقها وغرسها في نفوس الجيل ..!
لابد من وقفة جريئة لوقف زحف هذا التيار الهدام وإعادة تقييم الأمور ووضعها في النصاب الأخلاقي والقومي عودة للفضيلة .. عودة للفكر والتفكر. . عودة للتمييز والاختيار.. عودة للإرادة الواعية .. عودة للصحوة الدينية المعتدلة .. عندها ، وعندها فقط نستطيع أن نتفاءل بأن يكون لنا خيار ثالث يتوافق مع معتقداتنا ومقدراتنا وثوابتنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
2001
الحداثةُ مفهوم اقتحمَ حياتَنا – حقق أُريدَ به باطلُ ..
ظاهره العسل وباطنُه السم .. مصطلحاتٌ غريبة تسحق في طريقها الثوابت العريقة الإسلامية العريقة .. ينساقُ خلفها جيلٌ بريء.. تتراءى له أنها الواقع وأنها الصحيح في غياب المبدأ الصحيح ... انفتاح يلهث خلف وهم الحضارة الغربية ... فاقدا قدرة التمييز والاختيار.. تتضاءل أمامه إرادة التصميم والمحافظة ..و التى بدورها تتعرض إلى تحديات الواقع الأليمة ، والتكنولوجيا الحديثة ..ذلك السلاح ذو الحدين .. والذي أوغل حده القاتل طعنا في موروثاتنا العربية وثوابتنا القومية .. وأسسنا الإسلامية ( (تواصل عالمي .. يختطف منا جيلا بأكمله .. وفي كثير من الأحيان جارّا ً معه جيلا قد سبقه .. يستسلم لذلك المعول الهدام لتحطيم تلك الصورة النقية التي بنتها الأزمنة.. على ركائز من القيم والفضيلة، لقد اقتحمت الحداثة منازلتا.. قيمنا.. عقولنا.. مقداراتنا.. آراءَنا.. وحياتنا.. جميع حياتنا.. تضعنا أمام خيارين لا ثالث لهما، الخيار الأول .. هل ننساق إلي الحداثة .. فنصبح في نظر أنفسنا مجتمعاً متطورا.بجميع مكنوناته .. بصالحه وطالحة ، بما يتوافق مع موروثاتنا أو يتناقض معها.. وفي أحسن الأحوالِ، نظل في نظر العالم .. عالما ثالثا.. عالماً يضم البدائيين والمتخلفين وسكان الأدغال .. لا يهم إن كان ما نملك من وسائل التكنولوجيا يفوق ما يملكه العالم الأول....
لا أن تتضمن مجتمعاتنا عقولا قد تفوق في كثير من الأحيان عقول العالم الأول .. وغالباً ما تكون هيمن الركائز الأساسية في حضارة العالم الأولِ، المهم هو موقعنا الجغرافي على خارطة العالم الذي لم ولن يتغَير أبد الآبدين .. لذا فالنظرة العالمية سوف تظل مرتبطة بنا أيضاًُ أبد الآبدين
الخيار الثاني.. أن نتحدى تللت الحداثة .. نتمسك بالثوابت الأخلاقية . . والموروثات الاجتماعية . . نرفض كل ماهو مستوراً من العالم الأول . . من مبادئ وأفكار ومادة .. نقيم الأسوار العالية حول مُدننا وقرانا و عقولنا.. وسمعنا وأبصارنا.. نحتضن قوميِّتنا وتاريخنا ومبادئنا.. نحميها بدفء المحافظة والانعزالية والانغلاق .. لكننا مع هذا لن نستطيع الصمود.. فالأطماع الخارجية سوف تنتزعُنا من هذه القوقعةِ التي نرتئيها الحصن المنيع في مواجهة تيار العولمة .. سواء شئنا ذلك أم أبينا وتحدينا، لن يزدنا في نظرهم سوى زيادة في التخلف .. ربما ابتكروا لأجله مسمي جديداً وعالماً جديداً موغلاً في التخلف لنكون نحن قادتهُ. . أي تكريم ذلك . . سنكون أصحاب قيادة!! قيادة التخلف .
ألن يكون لنا خيار ثالث يتوافق مع معتقداتنا وقيمنا وإرادتنا؟! هل نستطيع اختراق المسلمات والفرضيات الغربية .. هل يمكن أن يكون لكينونتنا وصيرورتنا إرادة ذاتيةُ؟! هل نستطيع غربلة المستورد وفصل الصالح من الطالح ، وتطبيقه على أرض الواقع ؟! الأهم من ذلك هل نمتلك من مقومات الشجاعة والإرادة والاستقلالية ما نستطيع أن نحقق به ذلك ؟! سؤال مطروح على واقعنا الأليم فهل يمكننا الإجابة عليه اليوم .
في هذا المهرجان الطفولي نتناول جزئية ، وان كانت بسيطة ، إلا أن فحواها ينصب على الكثير من المسلمات والإستسلامات الداعية للحداثة .. حداثة ينجرف خلفها جيل من الأطفال .. غرست بذورها الغربية في هذا المجتمع فنمت وازدهرت .. سقيت بموارد التكنولوجيا والتواصل الإعلامي.. ولأنها أرضا خصبة فقد امتصت كل ما تدفق عليها.. وبما أن المسيء كان أكثر من الجيد لذا كانت النتيجة مؤسفة من المسئول ياترى!! أهم الأهل؟؟أهو المجتمع؟؟أهي القيادة؟؟ أم الثلاثة مجتمعة ؟..! أم هو الاستسلام وضعف الإرادة القومية ، والانفتاح الأعمى والأطرش والأبكم في ظل غياب القدرة على التمييز والتي فشلت التنشئة التربوية والتعليمية في خلقها وغرسها في نفوس الجيل ..!
لابد من وقفة جريئة لوقف زحف هذا التيار الهدام وإعادة تقييم الأمور ووضعها في النصاب الأخلاقي والقومي عودة للفضيلة .. عودة للفكر والتفكر. . عودة للتمييز والاختيار.. عودة للإرادة الواعية .. عودة للصحوة الدينية المعتدلة .. عندها ، وعندها فقط نستطيع أن نتفاءل بأن يكون لنا خيار ثالث يتوافق مع معتقداتنا ومقدراتنا وثوابتنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محكمة الباذنجان
لقطة من استعراض الختام
المقدمة
صوت .
يا زمانَ الغرباء.
عد بنا حيث الوفاء..
قد جفانا حيث لا ندري. زمان الأوفياء.
فغدا التيار يجذبنا بعيداً في زمان الأشقياء
وابتعدنا عن سلام ووئام ونقاء
ونعيم العيش لا شائبة
تستحق الحلم أو تغتال الصفاء.
كانت الدنيا أمان
كان للحب مكان
كان للإيثار و الإخلاص معنى و اعتبار
كان للوصل وللصدق ربيعا ناضرا
يحتمي في ظلهِ عذبَ اللقاء
ثم ولى وتوارى خلفَ غيمات الرياء
في زمان الغرباء .
نحن في ليل ولا ندري متى
يأتي نهارُه
حلف مفهوم التقدم و التطوُّر و الحضارة .
هجر الحلم مراسي الصدق و الأمن
و حارات الطهارة .
مُجبر يحلُ عنّا..
ينزع الفرحة منّا..
عذره في ذاك أن
الأمر حتما ليس تحقيق احتياره
تحت جنح الليل يسري هائماً
في سراديب الرجاء
باحثاً عن حيلة .. تغتال فيها بدهاء
كل آفات زمان الغرباء
رحل الحلم و تاهت
عن أمانيه دروبه.
ومضى يلتمس الأنوارَ فى عصر المآسي.
في زمان بائس
لون الحزن عذابات كروبه . .
بعدت عنه آمال الرجوع
نحو آفاق البداية
ودع الحلم ماقينا و سافر
في متاهات الحداثة
سالكاً دربَ الشقاء
فانتهى الدربُ به يا حسرة
كأسير في زمان الغرباء
نغمة دخول
الراوي
استاء ت أمنا الطبيعة مما يجري في واقعنا الأليم من خلاف بين أبناءها بني البشر وابناها بني الخضر . . .متمثلا وبصورة ة جلية في إعراض بني البشر عن تناول الفواكه والخضر . تقدمت بالشكوى. . .إلي من فيه الأنصاف لحل هذا ا الخلاف...فلجأت إلي القاضي باذنجان ... ليتقصي الحقيقة بالعدل والتبيان ... أصدر القاضي أمره إلى الشاويش السيد جزر بإحضار المدعي عليهم . . . واتخاذ الحيطة والحذر قام الشاويش بالدورية فألقى القبض على الفواكه والخضار..وأحضرها للمحاكمة والحوار ...
واليكم أيها الحضور الكرام ... مادار في محكمة الباذنجان ...وحكم قاضي آخر الزمان . .. السيد الوقور باذنجان . . .
المشهد الأول
محكمة الباذنجان
الحاجب : مأدبة
لقاضي : تفتتح الجلسة ، نادي على القضايا
الحاجب : قضية الساعة ... الوليمة
وكيل النيابة : حضرات القضاة - حضرات المستشارين
إن القضية الماثلة أمامكم اليوم .. قضية غريبة في معناها.. هادفة في فحواها.. عقدت بشأنها قمم وتصدت لخطرها الأمم ..
)أطفالنا أكبادنا تمشى على الأرض ..)
يتعرض أطفالنا اليوم لهجوم شرس .. يبعدهم عن طريق السلامة....ويوجههم إلي طريق الندامة خطر يفتك بصحتهم ويتاجر ببراءتهم .
حضرات القضاة .. حضرات المستشارين .. أولياء الأمور المحترمين .. من
منكم لم يعان ولم يتألم .. وهو يتقبل ذلك الأمر المنبوذ ويستسلم . لقد أحجم أطفال هذا الجيل وبصورة ليس لها مثيل ،... عن تناول الفواكه والخضروات ... مصدر الغذاء والفيتامينات ..
الحاجب : مأدبه .
وكيل النيابة : حضرات القضاة . . . حضرات المستشارين . . . لا شك أنكم تعلمون وتؤمنون وتوقنون . . بأن الخطر الدائر. . . على شتى الأشكال والمحاور يرجع في الأساس من غير شك والتباس ، إلى الخضار ذاتها.. لسلبيتها وعدم جديتها. . لقد فشلت في إثبات وجودها وتخلت عن جميع وعودها... فما عادت ذلك المصدر الثمين . . للغذاء والفيتامين . . . .
المحامي : أعترض سيادة القاضي.
القاضي : اعتراض مقبول .... تفضل بالقول ..
المحامي : ما يقول الزميل نار.... وكيل النيابة الفلفل الحار.. مجاف للصواب يثير فينا الشك والارتياب فالخضار لا تزال عند وعدها تسخر في إقناع الطفل جل جهدها....
وكيل النيابة : لقد انهزمت الخضروات .. في مواجهة الوجبات السريعة والمعلبات، فلم تستطيع إغراء الطفل بأكلها... فسمحت للغير بأخذ محلها..
المحامي : اعتراض
القاضي : اعتراض مقبول .. تفضل بإثبات البراءة من هذا القول ..
المحامي : الإعلام ... الإعلام ياسيدي الإعلام .. ذلك المعول الهدام تخلى عن مبادئه السامية ... لتلك النظرة المادية الفانية .. أغراه مردود الدعاية والإعلان .. فتخلى عن مبادئ الثقة والإيمان .. وتحول عن أسلوب النصح والإرشاد ،إلي التغرير بعقول العباد..
القاضي : أوضح مقالك الجاحد.. أيها السيد فلفل بارد.. تتجنى على تلك الوسيلة ، صاحبة الرأي و الفضيلة .. مدرسة الأجيال ... صديقة الكبار ... حبيبة الأطفال....
المحامي : لقد قلت الصواب . . واختصرت الجواب . . . كونها صديقة الكبار وحبيبة الأطفال . . فذاك فصل القول والمقال . . جواب لا يحتاج إلى سؤال.
وكيل النيابة : ذلك رد الحاقد... أيها الزميل فلفل بارد.
المحامي : دعوني أكمل الحكاية ... وأسرد الرواية .. ولك يا سيدي القاضي الحكم في النهاية ليأذن لي سيادة القاضي وتتطلع هيئة محكمة الباذنجان على الدليل والبرهان ليحكم القاضي باذنجان على ما يرى بالأدلة والتبيان...الآن الآن الآن
القاضي : فليستدعي الدليل إعلان .
الحاجب : الدليل إعلان .
(يدخل همبورجر.. وبيبسي كولا وعلبة بطاطا مقلية )
يقدمون مشهدا إعلانياً
همبورجر أمريكانا شكله جديد ياوله
همبورجر أمريكانا طعمه لذيذ ياوله
قطمايه وحده تخلى الدنيا عندك عيد ياوله
خذ واحد بس منه واحنا نزيد ياوله
كل وانت قايم وإنت نايم وانت تسوق ياوله
كل وانت بتلعب ومش رح تتعب م التنطيط ياوله
كل وانت تذاكر وخليك فاكر بيبسي فري ياوله
المحامي :سوف تري سيدي الفاضل باذنجان تأثير هذا الإعلان على الأطفال بني الإنسان .
أغنية يقدمها الأطفال
عشت عمري قبل منك صوم
ولما جتني ثاني...أكلته كله في يوم
عودوني عودوني عليك أحبك
عوإوني عودوني وعلمونى هواك
بطن واحد إلى حاسس بيك
هو بطن الجايع إلي دايب فيك
عودوني عودوني عليك أحبك
عودوني عودوني وعلمونى هواك
مش بخاطري مش لقيلى حلووووول
غصب عنى ((دعايتك )) عودتنى أقوووول
عودوني عودوني عليك أحبك
عودوني عودوني وعلمونى هواك
القاضى : والآن يستدعى المتهمون للاستجواب ومما لا شك فيه أنهم واقفون بالباب
الحاجب : مهزلة . . مأكلة . الطبق الأول . . المدللون كالعادة على موائد السادة . سلطة الفواكه
( ( المشهد الثاني))
تدخل تشكيلة الفواكه بضجيج وزغاريد... ألخ
الحاجب : هدوء.. هدوء.. التزموا بآدب الحوار. . هذه مأدبة وليست سوق خضار.
التفاحة : حسنا.. حسنا.. لا تغضب .. الكل هنا يسمع .. يطرب ..نحن مذاق الحلو الأعذب ..
برتقالة : انظر للون والأشكال....ضربت للحسن بنا الأمثال . .ورِثَتها أجيال .. أجيال ..
رمانه : قالوا في قديم الزمان ... وسالف العصر والأوان .. في وصف جمال القيان
فراولة : مثل التفاح الخدان ... أسنان حب الرمان .... تبدو كاللوز العينان
وكيل النيابة مستهزءا :هه .. ما أجمل تلك الأمثال تملأ بطن الجائع ... يتغذى منها الأطفال
هات ما عندك من مضمون ...شيء ما يعنينا ... ينفعنا. .. ويغذينا .... شيء ترضى عنه البطون
المحامي : لماذا أحكامكم جائرة؟؟ وأفكاركم دوما حائرة؟؟
وكيل النيابة : كفاك استهتارا وتجنى.. سواء بالقول . . أو بالإيهام ...إني أفهم ما تعني.
القاضي : صمتا. . إجلالا. . تقديرا ... كفا عن هذا الاستهتار.. والتزاما آداب القول
ليكن بالمنطق .. والأخلاق .. بحسن الحوار
المحامي : سيدي القاضي.. حضرات المستشارين . الفاكهة أنواع . . . أشكال . . عناصر تغذية . . تعتمد عليها الأجيال.... لكن ماقيل من الأقوال . . .لا يخرج عن بعض الأمثال ...تصويرا للحسن ..... والجمال
وكيل النيابة : لكن الموضوع غذاء. . عن صحة الناس .. ونجنب الدواء. . هل عندك ما يقال في هذا المجال ولماذا يتجنبها الأطفال؟؟
المحامي : إذا عرف السبب ... ربما بطل عندك العجب .. يا سيدي علي الأهل العتب...لتناول الفاكهة حلول..... ولكل منها مدلول
القاضي : اشرح لنا هذا القول
المحامي : الفاكهة في شكلها الكبير لا تشجع الطفل الصغير... لكننا بالتحايل والتدبير. . . نتوصل للحل البصير
البرتقالة : اجعل مني عصيرا.. صبحا ومساء... واستبدلنى في الرشح عن الدواء.
التفاحة : يا لطعم المثلجات ... إن كنت إحدى المكونات ... سيحبنى من ذاقني... وسيطلب المزيد... علما بأن محتواي جله حديد
الفراولة : لو نسقت حباتي... على طبق جميل في وسطه من الكريما الطازجة شيء قليل
لأعجب الأطفال شكلي. . . .ولأقدموا جميعهم على أكلي
المحامي : لو قطع الجميع قطعا عديدة ...وقدمت أطباق سلطة لذيذة . .أو جعلت جميعها عصيرا طازجا .. وجعل الحليب عنصرا مازجا .. لما أغرب عنها الصغار.. ولتسابق إليها أيضا الكبار. .
القاضي : يطرق على الطاولة .. ترفع الجلسة للمداولة حكمت المأدبة حضوريا.. على الجناه الأهل .. لإعراض أطفالهم عن الأكل . . بتوجيه النصح والإرشاد... في استخدام العقل والمواد . لترغيب الصغار... فى تناول المفيد...واجتناب الضار. . والأخذ بأسباب الرغيب والمخادعة.... في تشجيع الطفل على تناول الفاكهة....
الجميع : يحي العدل .... يحي الأكل .
الحاجب : ترفع المأدبة للهضم.
تابع المشهد الثاني / المدللون " سلطة الفواكه
سلطة الفاكهة تقدم أغنية
يا هلى يا هلى. . . يكفي ملامي و العتاب
لاتلومنى ترانى ما أستزيدْ
طمنونى يا هلى برد الجوابْ
خبرونى كيف صار الايسكريم
للفراولة و العنب سال اللُّعابْ
رغبونى في أكل منها المزيد
يا هلى يا هلى... يكفى ملامي و العتابْ
لا تلومنى ترانى ما استزيد
اعصروا لي يا هلى م البرتقالْ
شجعونى أشربه و اطلب مزيدْ
واخلطوا التفاح لي من غير سؤالْ
يعتدل طعمه مع الموز بحليبْ
يا هلى يا هلى... يكفي ملامي و العتاب
لاتلومنى ترانى ما استزيـدْ
المشهد الثالث
الطبق التالي ... المظاليم
الحاجب ينادى على المظاليم
الحاجب : الطبق الثاني المظاليم آه آه أيم.
تدخل فرقة المظاليم ( .. بصل .. ثوم ملفوف قرنبيط) يملؤون القاعة بالضجيج .
القاضي : هدوء هدوء. الرجاء التزام الهدوء.
وكيل النيابة يرش عطراً فى المحكمة ) ويقول هازئاً
: ها قد وصلت فرقة اغتيال الأمعاء ِ والأجواءْ
المحامى : أنت إذ ا قد بدأت المعركة بنية مبيتة مفبركة ... تريد إيحاء الحضور. بكره موكلي لي ظلماً وجورا
وكيل النيابة : بماذا تفسيرك إذن الإعراض عن أكلها! أليس لما تسببهُ الأمعاء من عفن ...؟
المحامي : ومن ذا يستطيع الاستغناء عنها ( وهل للطعام مذاق إن خلا منها؟
البصل القاسم الوحيد المشترك فى كل ما يقدم من طعام مطهو بإتقان و إلمام لا يشتكي من ضرر في أحد ويشتريه دائما والى الأبد في القلي والشواء لذته على السواء فى البريانى وحلة الكباب تتعدد الأنواع وتثبت الأسباب.
البصل موجهها كلامه لوكيل النيابةِ
ياآآآآآ ظالمني ....أترقع صوتك العالي ... لجعل الناس تكرهني وترمينى ... جعلت لطبخكم معني
وذوقاً فى المعاجين .... فلا يكفيك تقطيعى بسكين. ... لتحرقني بنار الفرن تقليني وتشويني
وكيل النيابة : كفاك الهذر يا هذا... لقد أحرقت لى عيني...نفثت سموم غازات ... تؤرقنى وتؤذينى...كذا الملفوف يزعجني .... ويقلب كل تكوينى...
الملفوف : أيا غدّار يا ظالم ... أجحداً منك تقسيني ...أما استمتعت في طهيي ... تقطعني و تحشيني. . . وتدعو لي الرفاق لكى. . . .تقاسمهم طواجيني. . .أبعد الأكل و الإشباع تنكرني وتشكيني؟!
المظاليم في مقطع غنائي
مظاليم يا حظي العنا
مظاليم وشو ذنبي أنا
مظاليم وظلموني طهاتي
والأطفال كرهوني أنا
مظاليم . مظاليم .
بكل إهمال .... إحنا إحنا فى الطبخ ذبنا
وبحرَّ النار.. فقدنا .. فقدنا الفيتامين منا
وكان فينا قبل وايد.
وعلم التغذية شاهد
مظاليم . مظاليم
مظاليم يا حظي العنا
مظاليم وشو ذنبي أنا
مظاليم وظلموني طهاتي
والأطفال كرهوني أنا
مظاليم . مظاليم
المستشارون نائمون على الطاولة
المحامى : سيدي القاضي الأمين حضرات المستشارين النائمين ... ليس العيبُ فى موكلي. العيبُ في من طهاه .. لم يراع نضوجه فكان رهن هواه .. وفى النهاية يأتي.. متذمراً يتشكّى ...
يرميه بالسيئات ظلماً ..هومن الظلم أنكى
القاضي : مأدبة (وهو يطرق على الطاولة )
حكمت المأدبة حضوريا على جميع الطهاة و الطاهيات ، الحاضرين والحاضرات الغائبين و الغائبات . الأخذ بجميع الأسباب و المسببات ما سبب للمظاليم حرجا بين الخضراوات وليعتمدوا منذ الساعة ذاك أمر بالولاء و الطاعة ...و أن يأسفوا لقولهم وعلى ما بدر من فعلهم من ظلم وافتراء للمظاليم الأبرياء.
المظاليم : ( يصيحون بفرحة عارمه )
عاشت المأدبة الوقورة .... وعاشت أحكامها الجسورة
يحيا العدل يحيا العدل ... يحيا العدل يحيا الأكل
القاضي : رفعت المأدبة للهضم
المشهد الرابع
مسرح الجريمة -- السوق
الحاجب : "ينادي" طماطم ؟ كوسا؟ خس
تدخل مجموعة مختلفة من الخضار. تغني
الخس : الخس الخس الخس الخس.
لصفاء الوجه .. لصفاء الوجه
لهناء النفس .. لهناء النفس
لنقاء الدم .. وجلاء الهم .
لنقاء الدم .. وجلاء الهم .
من ذا يجرؤ أن يتحدى ؟
ويقول معادنه شتى...
مثلي لا تحصى عدّا
أنا أتحدى أنا اتحدى...
القاضي : مأدبة.
الكوسا : من يشتري اليوم الكوسة
يعيش سنينَ محروسة
من الضعف ِ.. من الوهن ِ
ومن آثار كبر السنّ.. من الزمن ِ
فلا شىء يماثلنى
ولا شيء يعادلنى
فمخزوني من الفيتامين يغنيكم ويغنيني.
أضيف لعظمكم قوة . تماثل قوة الأيل
وسبقا فى الميادين .. كسبق الخيل للخيل
تفنن عند تقديمى. لأكسب حين تقييمي.
فقدمني إلى الأطفال مهروسة
وأضف ما شئت من لبن وتتبيل
فيصبح طعمي المألوف مختلفاً
وهذي حيلة ، بالحق ، على للأطفال مدسوسة .
وفوق موائد الأخيار
تقدمني بكل وقار.
فتحشيني وتطهيني.
تبهّرُني وتقليني...
فيحجم كل مدعو عن الأصناف أكملها
ويقبل كل مدعو على طبقي ليأكلها...
آنا سلطانة المطبخ
أنا سلطانة الحفلات
أنا سلطانة الدعوات . و السلطات والوجبات
فلا أحد يجاريني.
ولا أحد يعادلني
وعن سطح الموائد.. يستطيع اليوم تقصيني
مجموعة من الطماطم : يا لجمالي الفتان
ولونى الأحمر القاني
تذوقنى ولن تندم
فطعمى يبتغيه الفم
أنا فخر لمائدتك
وتكمنُ فيّ فائدتك .
قد قاموا بتهجيني..
فأصبح مظهري أكبر.
ولوني قاتم أحمر
وكيل النيابة : تمهل . تمهل
لقد أخطأت فى توجيه إغرائك ... بفضح أمور غائبة وافشاءا لأسرارك ... فلا أحدا يريد اليوم شراء طماطم التهجين... تدس السم ّفى العسل .. تقربنا من الأجل ...فلا و الله لا نقربك يا مسمومة التكوين ... فقد فقدت معادنك بفعل الخلط و التهجين... سنستبعد وجودك في الموائد بعد هذا اليوم لو تدرين .
المحامى : سيدي القاضى. . حضرات المستشارين لقد تمادى وكيل النيابة.... في توجيه لومه وعتابه... فلم يقل موكلي غير الحقيقة . . وليس لنا سوى تصديقه
وكيل النيابة : أيها الكبير الرائد المحامي فلفل بارد ماقولك فيما يقول .. خبراء التغذية من قول لقد أصبحت الفواكه والخضار، محل تجارب المزارعين والتجار وهجنت وشوهت فتضخمت وتكاثرت فتراجع المردود الغذائي، وزاد المردود الماديُّ .
المحامى : ذاك ذنب لا يغتفر وخطيئة يحاسبا عليها بنو البشر وليس الفواكه والخضر.
القاضى : الحق فيما قلت و الصدق فيما رأيت
المحامي : ولنأخذ بالأسباب لمعرفة لمن نوجه اللوم و العتاب الذنب ليس ذنب الخضار. . . بل ذنب المزارعين و التجار. . . لقد أساءوا تربيته فتلاعبوا بتربته .... أضافوا إليه هرموناً ليصبح حجمه أكبر. ... ومردود من المال وربح أعظم أكثر... فلهم توجه أصابع الاتهام....والنقد والأقلام ... حتى يعود الشئ إلى طبيعته الفطرية .... لتثبت صحة النظرية في الفائدة المضمونة الثرية .
القاضي : ترفع المائدة للهضم و المداولة .
حكمت المأدبة حضورياً.. على جميع التجار و المزارعين تجنب الغش والتهجين حتى تعود للخضار قيمتها وصحتها وسلامتها فلا مناص من العودة للطبيعة . ومحو تلك الصورة المنبوذة .. المريعة.
رُفعتْ المأدبة
أغنية الختام
هيا إملئي يا جدتي من الخضار سلتي
ولتفرحوا يا أخوتي فهــاكمو هـــــديتي
ياسلة من الخضار من قطـــوف خيّره
كم فيك نفعا للصغار للعقـــول النّيّــره
للحقل سوف نذهبُ من خيره سنحلبُ
فقد تدلي العنبُ وطاب طعما ً رطبُ
والتين والرمان ِ في تلك الرياض المثمره
جني النعيم من الفوا كه من جنان الآخره
نعدو ويعدو خلفنا طيف الطفولة طيفنا
والبشرُ ملئُ قلوبنا نزهو بخير قطافنا
ياطيبها اللقيا بظلَّ الباسقات الخيّره
تتراقص الأفراح نشوى في الحقول الناضره
لا يدهينّك مظهرُ أو عالَمٌ متحضّرُ
تلك الدعاية منظرُ والغش فيها جوهرُ
وسائل الاعلان في الترغيب دوما ماهره
تبدي رياءا نفعها وخبيثها لا تظهره
النهاية