بسم الله الرحمن الرحيم
" قل أعوذ برب الفلق , من شر ما خلق ...... "
"الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر الله به , ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون "
صدق الله العظيم
الإهــداء
" يريدون أن يُطفِئوا نورَ الله ِبأفواهِهِمْ ويأبَى اللهُ إلاّ أن يُتِمَّ نـورَه ُ و لو كـرِه الكافرون "
عنـدما تـَنْطفئ ُ أنـوارُ الحقيقة ْ... تـَنْغـَلِقُ القلـوبُ على عتمةِ المجهـولْ ...و تتلاشى بين الحقيقةِ و الواقعْ , كلُّ مفرداتِ المعقـولْ ...لكنّ نورَ عين الكون ِ يُضيئـُـنا بمشكاة ِ إصباحهْ.... فمن سديم ِ الليـل ينفلِقُ الصباح ْ...
اللهمّ افتحْ لنـا مصاريعَ الصباحْ بمصاريع ِ الصلاحْ ....وارْ قـِدنا في مهد أمنِكَ وأمانِكْ ...
اللهم غَـيّـبْـنـا في حضرةِ أنوارِكْ , لا في غياهبِ أقداركْ ...و أعـنّا على تركِ حضيض ِ حظوظ ِ اللحوظ ِ في الفانية ْ, إلى خلودِ حظوظ ِ اللحوظ ِ في الباقية ْ ...واشغلنا عن المطلب ِ الأدنى لتعليل المظاهرْ , بالمطلب الأسمى لتنوير البصائرْ ....واكشف عنا حُجُبَ البقاءِ وامْحُ غُلالاتِ القلوبْ , لتتلاشى أرواحُنا فـَنـَطـّلِعَ على قـُدرَةِ أسرارِكْ ...
اللهم أيقظ َ ضميرَ أمتكْ , ِلتـُدْرِكَ أسبابَ غَضَبكْ ... وارْشِدْها ببواطن ِ قـُدْرتكْ , على دروب ِ مُكاشَفـَتـُكَ و نـَصْـرَتـُكْ ... ولا تجعلها تتعثرُ بذيلِ جهالتـِها..... واغرسْ اللهم بعظمتكْ سلطانَ كلمتكْ .... وانصرنا على شهواتِنا وغَـفْـلتنا... وأعِنـّا بالدينْ , واجعله الوارث منا ...
اللهم اضرِبْ بقدرتكَ في نحورِ أعدائِك ْ... وأظِلـّـنا بغمائم ِعزّتكْ ... حتى تـُشـْرِقَ كلمة ُ"لا إله إلا الله " على مشارق ِالأرض ِو مغاربها...
اللهم قد أوْلـَيـْتـَنا أمانتـُكَ ... فأعِنـّا على حَمْلِها ...
آمين يا رب العالمين
نغمــة دخــول
أنـا في ذاتِ وجودي عــاشــقٌ يرقــب وعــــدهْ
قد تجـلّى لي حبـيـبٌ كـاشـفــا ســرّا لعـبــــدِهْ
فـَتــَبـَصـّرْتُ يـقـيـنــا ظـاهـرا في قــُدْسِ مجـدهْ
إنــه عيــنُ وجـودي و فنـــائي فيـــه وحــــدهْ
الإعــلاميــون
إعلامي 1 : أعــزاءنا المشاهدين ... ننقــلُ لكم و على الهــواءِ مباشـرة ً ... عبرَ قنواتنا الفضائية ْ.... المرئية ْ و المخفية ْ... الأرضية ْو الجوية ْ... العامــة ُو المشفـرة ْ... الملتزمـة ُو المتحـررةْ... وقـائعَ و فعـاليات ِ أوّل ِ جريمة ِ قتـل ٍفي التاريخ ْ... أبقــوْا معنا ...
إعلامي2 : لا ابقـوا معنا نحن ...المشاهدونَ المحترمونْ ... قنـواتنـا الرقمـية ُ بالغـة َالوضوح و الأهمية ْ.... للاستفادة من تخفيضاتِ الاشتراك الحالية .....اتصلوابنا على الأرقام ِ التالية..... صفر صفر صفر ... صفران صفر صفر ... إلى كل بقاع الدنيا ... ننقــُـلُ لكـم بعد قليـلْ بالبثِ الحي و المباشـرْ وقـائعَ حـادثة قتـل ِ هـابيلْ على يد أخيه قـابيلْ ...
إعلامي3: أحباءنا المشـاهــديـن .... نحنُ نجعلـُكم شاهــديــن .....سننقل لكم حـــالا على الهـــواء مباشرة ....الحلقـة الأولى .. من المسلسل التاريخي " و يستمرالقـتلْ " لتتعـرّفوا بأنفسِكم على القـاتل الحقيقي ... الذي يمـارسُ هذه الهوايةْ من عهـد التكوينْ إلى يـوم الدينْ ... ومن يريد وضع إعلاناته التجـارية ْ... نحن نمنحه ُهذه الفرصـةَ الذهبيـة ْ... اسعـارُنا مدروسةْ.... ومبادؤنا معكـوسةْ ....
إعلامي 1 : جــرّبْ قنواتـِنا الرقمية ْ... تقنيةٌ عالية ْ... ومعـان ٍ واهية ْ... متطـلباتُ العصرِ ... تناسبُ كلَّ الأذواق ْ.... تحـرّر ُالرغبة َ من الأعمـاقْ ...
إعلامي2 : قنـواتـُنا نحن الأفضلْ....
إعلامي 1 : بل نحن الأجمـلْ ....
إعلامي3 : دعك من هذا وذاكْ ... نحنُ الأفضلُ على الإطلاقْ ...
إعلامي 2 : المشـاهدون المغيبون ْ.... ابقـَـوْا معنــا ..........
الســاقي
يدخل الساقي على خشبة المسرح مخاطبا الجمهور:
مرحبا بكم ... آنستمْ و نوّرتمْ ...ووجَبَتْ علينا ضيافـَتُكمْ ... لدينا في براميل ِالزمانْ .. كلُ أنواع ِ الخمورِ المعتقةْ ... دِنانٌ أندلسـية ٌمن ليلةِ سقوط ِغرناطةْ و ضياع ِالمجد العربي ...براميلٌ من عهـدِ الهكسوس و غزوِ التتـارْ ...
و نوع ٌإسمه الكافرْ .. معتق ٌ... قديمْ.... شَرِبَ منه أهلُ مكـة َيوم َ أنْ هدمَ أبرهة َالأشرمْ الكعبةَ الشريفةْ ... وآخـر إسمه القاهرْ, شربه أهالي القاهـرة بالدموع ْ..يوم أن دَهَسَتْ خيولُ نابليون الأزهر الشريفْ... أمّا الغادرْ فقد شربه العربُ يومَ احتلال ِالجزر العربية ... و اللامنتهي تتجرعه الأمة ُالإسلامية ُو العربيةْ , من ليلة تهـويدِ القدس ِوحتى اليومْ ...
و نوع ٌ متجددْ بتجددِ الهمِّ و الذلِّ العربيْ ....
هـو ذاتُ الكأس ِو ذاتُ المفعولْ ...يأخذكم في غيبوبةِ الحلمْ ... يسلخكم ْمن الواقع ِالأليمْ .. حيث يُطـْبقُ عليكم الصمتْ ... في ليالي الكرامةِ الباردة ْ... المُـلْتحـِفـَةُ برعشةِ الخوفِ الأبديةْ...
أتشـربون ْ...!! أم امتلأتْ نَخْــوَتـُكُمْ حتى ثـَمُـلـَتْ ...
هل سئمتموهْ ..!! أم هو مَنْ سَئمَ منكم .. لأنه لم يُشْعلَ فيكم حــرارة َ النخوة ْ... و لا حميـّةَ القوميـةْ.. خذِلـْتـُمــوه ...!! لم يُغـَيـّبكمْ عن الألمْ , بل غَـيّبكم عن الأملْ ... ! لم يُـنْسِكُمْ أحقادَكمْ لبعضِكمْ ...بل أنسـاكُم هــزائمـَكمْ أمام عــدوِّكمْ .......
أتشربون ..؟ هو ذاتُ الكأس الذي شربتموه بالدموع ِفي ليالي الصمت ِالقاهرْ ... منذ بزوغ ِ الفجرِ القاتم ِ في بلدي .....
الصالة مضاءة و المشاهدون يحدقون بخشبة المسرح .... حركة الممثلين و الكاميرات وفنيي الصوت و الإضاءة تتصاعد بوصول المخرج و مساعده الذي تبدو على ملامحه مسحة من الغباء الممتزج بمحاولاته الساذجة في استيعاب العمل مع إظهار مدى تفانيه في تجهيز جو العمل لإرضاء المخرج يراوده الأمل أن يصبح يوما ما فنانا مشهورا حيث أن عمله مع مخرج مشهور قد يفتح له أبواب الشهرة العالمية ..............
المساعد : هدوء .. هدوء ... الرجاء الهدوء ... المخرج وصل ... اتفضل يا دكتور ..
المخرج : اللوكيشن جاهز
المساعد : جاهز يا دكتور
المخرج : وهابيل
المساعد : يراجع الدور مع الفتاة
المخرج : و الفتاة ... جاهزة؟
المساعد : ستنتهي حالا من المكياج
المخرج : و إبليس
المساعد : قل أعوذ برب الفلق
المخرج : الممثل يا غبي
المساعد : جاهز في الكواليس يا دكتور
المخرج : وقابيل
المساعد : اللهم احفظنا
المخرج : نعم
المساعد : عفوا ... يراجع مع الدور إبليس
المخرج : يجب على إبليس أن يجيد دورة الوسوسة حتى يظهر قابيل كما أريد له أن يكون
المساعد : في التمثيل يا دكتور
المخرج : في التمثيل أولا ثم الواقع ... الحياة تبدأ بتمثيل وتنتهي بواقع
المساعد : حتى إبليس
المخرج : نحن اليوم ياغبي ... على مسرح إبليس ... والعالم تحركه الشياطين
المساعد : اللهم احفظنا
المخرج : انت لن تستطيع الاستمرار معي
المساعد : لماذا يا دكتور
المخرج : لأنك غبي
المساعد : علمني كيف أكون ذكيا
المخرج : تنفذ تعليماتي دون أن تسأل وتكونُ حافظا للجوهرِ المصون ْ و السرّ المكنونْ ... تكونُ الإبنَ البارّ ْ للبنـائينَ الأحـرارْ
المساعد : انتبه يا دكتور ... الرقيب في الصالة ... اللهم احفظنا
المخرج : غبي غبي ... لا تستطيع أن تفهم
المساعد : لم يسمعني .... لم يسمعني ... اطمئن
المخرج : أنت لا يجدي معك الحوار ... ليبدأ المشهد هيا
المساعد : استاند باي ... كاميرات .. إضاءة .. يجهز الجميع للتصوير
المخرج : كاميرا ( 1) على هابيل كاميرا ( 2 ) على الفتاة ومع دخول إبليس و قابيل زوم إن على قاب
المساعد : و لماذا قابيل يادكتور
المخرج : لأنه هو إبليس الحقيقي يا غبي
المساعد : قل أعوذ برب الفلق .... اللهم احفظنا
المخرج : أكشن
النخب الأول
مقتـل هـابيل
يدخل هابيل مناجيا فتاته .
الفتاة : يا نسيما من غــروبْ أيها اللــحــــنُ الطــروبْ
بلـّغ الأحباب شوقـي و احمــليــها يا هـبـــــوبْ
هابيل : يا شذا ريح ِ المغيبْ حاملا شـــوق َالحبيـــب ْ
عــُـدْ و بلـّغـْـــهُ بأنـي شفـّـني الوجــدُ الوصـيبْ
الفتاة : يا طيورَ الكــون غنّي يا رياحــــــينَ تـَثنــّــــي
قد أتى المرسال بالبشـرى لإيـّـــاي يُهنــــــــي
إنه طيـــــفُ حبيبـــي قد دنـــا بالقــرب منــي
هابيل : يا زهورَ الروض ِميدي ردّدي الشّدْوَ السعيـــــدْ
إنني آنســتُ طيفــــا قــد أتانــي من بعيـــــدْ
يـوم لقيـاكَ حبيبـــي هــو عندي يــوم عيــــدْ
الفتاة : ربّ ُهذا الكون ِ ربي نــــورُ دُنيـايَ و قلبـــي
بارك ِ اللــهمَّ أمــــرا شـِئـْتَ أنْ تجعلـْهُ دربـي
و احْمِهِ من شرِّ غَدْرٍ فحـبيـبـي اليـومَ قـُربي
يا لهيبــا في كيانــي يا رُؤَى عمــري و حبـي
هابيل : هل صحيحٌ ما أراهُ أم ضـــروبٌ من خيـــالْ
هل تـُرى يا قلب أن الحــبَّ أوهـامُ المحــــالْ
أيها الـروحُ أفيــقي مـن متـاهـــاتِ الســـؤالْ
قد دنا منك حــبيبٌ ناشـدا عـذبَ الوصـــالْ
يظهـر ابليس مع قابيل على مستوى آخر ....
الشيطان : يــا لظـلم ِالأبويـــــنْ لحـقـــوق الأخـــويـــنْ
كيف يَرضـَـوْنَ فِراقا لحيـــــاةِ التـــوأميـــنْ
قابيل: إنها تــــــوأم روحـي ضــوء قنديــــل حياتي
كيف أرضاها لغيري وهي مضموني و ذاتي
الشيطان : انتقم قـــابيلَ و اثـأرْ إنّ هــابيـــــل َ تـكـبـــــرْ
قابيل: كيف ثأري من شقيق ٍ هل لأمــر ِ اللهِ أ ُنْـكِـــرْ
الشيطان : لا تـَدَعْ هابيلَ هذا اليــوم يَســلبك حقـــوقـكْ
لك ، يا قابيــلُ ، مَنْ تجري دماها في عروقِك
إنـك الأكبـــرُ قـَـدْرا كيف هــابيــل يفوقـُـــكْ
قابيل :أنـا لـَنْ أحيـا حيــاة ً بيــن حـــزن ٍ و سُقـــامْ
و أرى هـابيلَ يحيى وفتـــاتي في الغــــــــرامْ
سوف أسقيه كؤوسَ الثــأرِ والمــوتِ الــــزؤامْ
بعد لقاء الفتــاة و هــابيل
الفتاة : يا حبيبي
هابيل : يا غرامي
الفتاة : يا منى روحي
هابيل : ويا دنيا هُيامي
الفتاة : آهٍ يا شــــوقٍ تمـــادَى مالكـــا مني زمــامـي
هابيل : يا لعـشـــق ٍ يتلـظـّــى ســــارقـا مني منـامـي
الفتاة : أنتَ يا بعضي و كلـّي وسـراجي في التـّجَـلـّي
هابيل : قـد تملكــتِ فـــؤادي فغــــدا يحكـم عقــــلي
الفتاة : هجـرتْ روحي رُباها
هابيل : واستقرتْ في كياني
الفتاة : وذَرَتْ قلبــا غريقـا
هابيل : هـو في بحــرِ الأمــان ِ
الفتاة : هـل ترى أدركتَ ما بي ؟
هابيل : كيف يا مهجــةَ روحي !!
الفتاة : أي تيقنتَ عــــذابي ؟
هابيل : كيف تفسيرُكِ جُرحي !؟
هـــابيل و الفتاة معا :
حُقـّتْ الرؤيا فنحـن اليـوم في دنيــــا الهنـــــــــاءْ
ســوف نبني بالأمانــــي عــش َّ أحــلام الرجــاءْ
ومِـــنَ الأرض ِفــرا شٌ و لحــــافُ بالسمـــــــاء
نحــن روحــان ِ تجـــلـّى فيهـما طـُهـْــرُ البقـــاءْ
فاسْقِـنا يا حـبُّ شهــــدا في كـؤوس ٍ من ضيـاءْ
و اشهدي يا أرضُ إنّــا خيـــــرُ رمــز ٍللوفـــاءْ
قــابيل و الشيطان :
الشيطان : اقتل...اقتــل ....هيا اقتــــلْ
قابيل : ماذا ...!! كيف َ...!! لا لن ْ أفعــلْ
الشيطان :أسرع ْ...أقــدم ْ.... لا تتمهـــلْ.
قابيل : حسـنا ...لا ..لا.. ماذا أعمـــلْ..!؟
الشيطان :لا تتـردد.... هيا... عجـّــلْ
قابيل : كيف أبــرّرْ .. !؟ كيف أعــلـّـلْ ...!؟
الشيطان : غدا ستـــرى أسبــابا تُذهـــل
قابيل : فإذا دعنـي لغـــدٍ أتعقــــلْ
الشيطان :أنت اليـــوم َبحــال ٍأفضـــلْ
قابيل :اصمـتْ... يكفي ... لن أتحمـّــلْ
الشيطان :هيــا ....أ قـدمْ ... أقتــلْ ...اقتــــلْ.
قابيل :اصمــتْ... ا صمــتْ.
الشيطان : اقتــلْ .. اقتــلْ
هنا يقتل قابيل أخاه هابيل ... ليسجل بذلك أولى جرائم التاريخ على الأرض بتوقيع الشيطان اللعين ...........
صرخة ألم...........
الفتاة : " صارخة "
هــــــــــــــــــــــــــــــــــابيل
يا لهفــةَ الجـُــرح الأليمْ
من غـدرِ أفـّـاك ٍأثيـــــمْ
قد كنتَ تَحـْلـُمُ بالأمــــانْ
في ظــلّ أجنحةِ الحنـانْ
و رحلـــتَ عنّي تاركــا
روحي تواجــهُ غـُربتي
في ظلمةِ الألم ِالشــديدِ
وفي ســــديم ِ مُصيبتـي
هـابيلُ يا عمـــر مـضى
هـابيلُ يا حلم تبدّد وانقضى
هابيلُ يا حلمــي الجميـلْ
قــد تعجـّلتَ الرحيـــــل
وتركتني وحدي أواجهُ
كـــلَّ آفــاتِ الزمانْ
آه ِمن غدر ِ الزمانْ
آه من غدر الزمانْ
آه ِمن غدر الزمانْ
المخرج : استوب .... أعد المشهد مرة أخرى ... أريد انفعالا حقيقيا ... كما أنه واقعا صادقا ...
فالواقع حقيقة
و الحقيقة انفعال
و الانفعال انصهار
و الانصهار اندماج
و الاندماج وحدة
و الوحدة سلام
و السلام أمان
و الأمان في إسراميكا
المساعد : دكتور ... هل ستأخذني معك لإسراميكا
المخرج : العالم كله سيصبح إسراميكا ..... شاء من شاء و أبى من أبى
المساعد : حقا يا دكتور ... وهل ستسمح لي أن أساعدك في إخراج مسلسل " ويستمر القـتل "
المخرج : الجميع سيشترك فيه يا غبي ... واعيا كان أم مغيبا ... راضيا أم رافضا .... لا فرق
المساعد : امر أسر ٍ بأمر ِ سر
المخرج : أخيرا قلت جملة مفيدة ... عجبي
المساعد : منكم نستفيد ... من عاشر القوم
المخرج : استاند باي .... تطفأ انوار الصالة ... إضاءة على المشهد ... كلاكيت
المساعد : المشهد الأخير من مسلسل " ويستمر القـتل
إعادة للمشهد الأخير ... الفتاة صارخة ... لكن هابيل لا يرد
المساعد : هابيل ... هابيل ... يا استاذ ... نريد إعادة المشهد ... هيا انهض ... لا وقت للهزل الأن الإعلاميين ينقلون الحدث على الهواء مباشرة
هابيل لا يرد
المساعد : الظاهر أن هابيل قد مات فعلا ... يا للهول ... إنها مؤامرة حقيقية وليست تمثيل ... يا رب سترك .... اللهم احفظنا
المخرج يطلق ضحكة عالية
المخرج : فركش ... انتهى المشهد
الفتاة تصرخ بألم
الفتــــــــاة : أيُ وعد ٍ نرتجي
من أمة ٍحُبلـَى بويلات ِ العصورْ
وخيانات مصيرٍ
و بتخدير الشعور
أيُ غيث ٍ ذلك القادمُ من بَخـْرِ القبورْ
من صُراخ ِالأمة ِ الثكلـَى
بفقدان ِ الضميرْ
من قرون ِ القهرِ تـَعـْثـُرُ في أخاديد ِالهجيرْ
وجراح ُ العمرِ تنمو في سراديب الظلام
عندما يصبح للشرّ سيوفا من ضرام
أيُّ حزن ٍ... أي ظلم ٍ يتنامى
منذ أيام ِ الخطيئة
منذ أن سالت دماءُ الطّـُهْـرِ في الأرض البريئة ْ
الجــوقـــــة
و غدا هابيلُ رمزاً في رياض الأتقياء
واعتلى قابيلُ عرشَ الغدر رمزاً للعداءْ
هل لِحُكـْم الربِ في ذاك ابتلاء
عندما يُصْبحُ سلطانُ الخيارْ
في زمام الأقوياء
ويكون السلمُ لحدا
لحقوق ِ الأبرياء
مع تصاعد الموسيقى يختفي هابيل وقابيل و الشياطين و يظهر هابيل طيفا يناجي الفتــــــاة ....
حلم الفتاة
هابيلُ يا زمنَ الصفاءْ حُـلـُـمٌ تبعثرَ في الرّجاءْ
حقٌ أطلَّ على الوجودِ قد انتهى دون انقضـاءْ
هابيل
أنا يا رُؤى عمري هنا أملٌ تعــانـَقَ بالمنــى
روح ٌ تُحلـّق ُفي السماءِ ِ و بين أكناف الـــدُّ نــا
الفتاة
ويحي حبيبــي لا أراكْ روحي يمزّقـُها الفراقْ
قد ضاعت الآمــالُ في آلام ِ بُعـــدٍ لا تطـــــاقْ
هابيل
مـُدّي يديكِ تـَلمـّسي قدرا تنامَـى في الخـــلودْ
أودعته ســـرّ النقاء ِ فضيلة ً تـَحـمي الوجــودْ
أنا في حنايا الروح ِ عمرٌ زاخــرٌ بالـحــب وحـــدَهْ
متواصـلا بالـــذات قـُرْبـا راعيا للســــلم ِ مهـــــدَهْ
فكـــرٌ تــلألأ باليقيـــــــن مصدقا , للربّ , وعـــدَهْ
صبحٌ يمزقُ سُدْفــة الليـــــل البهيم ِبنـــورِ مجــــدِهْ
حـــق تجـلـّى شاهــــرا بعزيمة ٍ, للسيـــف حـدَهْ
الفــارسُ المقدام ُعـــزا ســاحقـا للغــــدرِ جنــــدَهْ
أنا ذلك الحرفُ الجــرئ محقــقٌ للعـــدل عـهــــدَه
و بوجه سلطان الضلال مُجَنـْـدِلٌ للظلــم أ ُسْـــــدَهْ
إعلامي 3 : اربح ْمعنا في برنامج ِالملايينْ ... البرنامجُ الأكثرُ شعبية ْ... " أجبْ عن سؤاال الألفية ْ "الربحُ مضمـونْ ... في الإجابة ِ على سؤال المليـونْ ... من مسرح الحَـدَثْ... نطرَحُ هذا السؤال ... " من المجـرمُ الحقيقي " إذا تجـرأتَ على الإجابة.ْ.. إرسلها على البريد الإلكتروني هابيل آتْ قـابيل دُوتْ كُوم ([email protected]) ... نضمن لك السرية......
تظـهر العـرافة في جو من المؤثرات الصـوتية و الإضـاءة في جو يوحي بجو السحر الأسود الذي يبرع فيه اليهـود ... تدخل معهـا مسـاعداتها يحملن الثعابين و البقرة الذهبية و رأس يوحنا المعمــدان في أطباق فضية ....
تقــوم بأداء الطقــوس على إيقاع مؤثرات الموسيقى المرعبة والحركات التعبيرية ... في أجواء البخـور الخانقة و الدخان الأحمر .....
العرافـــة تردد التمتمــات السحرية و تؤدي طقوس الشعوذة :
أقسمتُ عليـكمْ أيها الملوكُ الأرضيـة ُ السبعـة ْ... ميمـونُ... و زوبعة ُ...و مذهبْ ... شمهــورشْ ...و الأبيضْ.... برقــانُ .. أبو مـرة َ... و الأحمــرْ .... أقسمت عليكم أن تنـزلوا على الملوكِ الفلكية ْ... و الفلكيــةِ على الهـوائية ْ... و الهوائيـةِ على الغمـامية ْ... و الغماميــةِ على السحابيـة ْ.... و السحابية ِعلى النارية ْ... و الناريـة ِعلى المـائية ْ... على كلِّ مَنْ عصى و تمـرّدْ و لم يُجـِبْني ... يكنْ من السافلينْ ... هو و أعـوانِه و جنـودِه أجمعينْ .........
أجيبوا يا أعــوانَ السّحـْـر و الوسوسة ْ.. بحقّ بكموشنْ بكموشن ْ.. أيلكوشنْ أيلكوشنْ... كليوشنْ .. مليوشنْ .. إدريابوشنْ ... أجب يا شملخوخْ ... بحقّ عشمخولخنْ شالخنْ.. مالخنٍْ... ملخيّن...هملوخــيمْ ...بحق ما تعاهدتم به يوم السبت العظيـمْ ... عند هيكل أورشليمْ ... بحقهِ عليكم المثلثِ الكريــمْ ...
أرخا ... أرخميٍن .. أرخيمون ..
أقسمت عليكم بحق آهيا.. شراهيا .. أدوناي .. أصبـاؤت ..أصباتون ..أبي مجدعون
بحق الإسم الذي أولـُهُ آلْ و آخرُهُ آلْ.... آلنْ ..أيلنْ يَهـِنْ ...وهن ..آل ذ ُريالْ .... بحقّ شمخن أشمخن بشمخن العالي في كل براغ ...
حطن ...بطن ... شطن ... شرارْ....
حـــار ... حــــار .... حيــرام الجبــار...
بحق ابليس لديــكمْ .... وحق طــاعته عليكـُمْ ...
استجيبوا و احضروا ... الساع َ الســاع َ.... الوحا الوحــا ... العجلْ العجـلْ ...
خلال جلسة التحضير تبدأ العرافة تترنح على وقع الإيقاعات الســريعة بينما تظهـر على الفتــاة مظـاهر الفزع ... تبـدأ الشياطين في الظهــور التدريجي و يبدأ الاستعراض و تبقى الفتاة و هـابيل محاصران بالشياطين من مستويين مختلفين خلال الاستعراض ....
استعراض الشياطين ( غنـائي مسـرحي راقص )
الشياطين :
هيـــا أبنـــاءَ الشيـــطـــــانْ نـنـفـــثُ ألسنـة َ النـيــــرانْ
نــحـــرقُ نُنـْهــي ونحطـــمْ لا نجعلُ للخـيـرِ مكـَــــــــــــانْ
العـرافة :
مبـدؤنــا الشــكَّ نطبّــقـُـــه ُ بضلالـــة ِأفكــــارِ الإنســــانْ
فيرى فـي الشر لـــه خيـرا والباطلَ عنــوانَ الإحــســانْ
وظــلامَ الكفــرِ مناقبــَــــه ُ ربُّ ٌ للظـلـــــم ِوللعـصـيــانْ
دَرِّبْ تفكيـرَك َواشحـَـــــذه ُ لتكــونَ لـــــه قـــلبٌ ولســانْ
الشياطين :
هيـــا أبنـــاء الشيـــطـــــان ننفـــث ُألسنــــــة َ النـيـرانْ
نــحـــرقْ نُنْهــي ونُحطـــّمْ لا نجعــلُ للخـيــر مكـــــــانْ
العرافـة : دَمـِّـرْ وسْـــوِسْ واستمتــعْ لاتُبـْـقــي للطـّـُهْـــرِ كيـــــــانْ
كي يُصبحَ مخلوقا شرســـا عبـــدا للباطـــــل ِ والشيطــانْ
لا يَعْـصِ ِ لـنـا أمــرا أبـدا في الكفرِ وفي الظـلــم سيـــانْ
فضــلالُ النفس ِسيجعـلــهُ يُشْركُ بالــــربِ و بالأديـــــانْ
الشياطين :
هيـــا أبنـــاء الشيـــطـــــان نـنـفـــث ألسنـــة النـيــرانْ
نــحـــرق ننهــي ونحطـــم لا نجعل للخـيـر مكــــــــــانْ
ينتهي المشهد بإظلام سريع ...
يدخل الساقي بعد مشهد تحضير الشياطين يخاطب المشاهدين :
أرأيتمْ .... أسمعتمْ و استمتعتم ْ... هل سقِـََتـْكُم العرافةُ من خمر الخُرافة ْ... هي لـَنْ تفعلها مرةً أخرى.... أتدرون لماذا ...؟ لأنها لا تثقُ بالشياطينِ ِ كما تثق ُبكمْ ... تـَفَرّقـَتْ عنها ... ربما سَكِـنَتْ بعضُكم ... هي لا تكترثْ ... أنتم الآن شياطينُها ... ألمْ تلاحظوا كيف كانت تُحملقُ بقابيلْ... لماذا...؟ هــه ..؟ لأنهُ أكثرُ شرا من شياطين ِالشرورْ ... بل من الشر ذاتِهْ ... سترونْ... سَتـُجَنـِّدُهُ حالا في محْـفلـِها ... كم منكم قابيلْ ...؟ لا تعلمون .. كثيرٌ منكم هو , وكثيرٌ لا يعلمونَ أنهم هو ... لأنها غَيـَّبـَتـْكـُمْ عنكُمْ ... وخمرُها أسكركُمْ حتى ما عِدْتـُمْ تـُدْرِكونَ مَنْ أنتم ....
دويتو غنائي بين العرافة و قابيل
الجميع
قدْ قتلنا الأنبياءْ
و تحدينا السماءْ
و رسمنا نصرَنا
من مزاريب ِالدماءْ
فجعلناهم رقيقا أشقياء
العرافة : وغرسنا فيهم الداءَ ... و حرّمْنا الدواءْ
قابيل : وشغلناهم بعهرٍ... وفساد ٍ.... و نساءْ
العرافة : بوقُنا يصدحُ في آذانهم صبح َ.. مساءْ
قابيل : ساحقا أحرارَهم
العرافة : فاضحا أسرارَهمْ
قابيل : ماسخا في زهوة ٍأقدارهمْ
العرافة : أصْمـَتَ الخافقُ نبضَه
قابيل : ألجم َالناطقُ رفضَه
العرافة : جاعلا كل المُنَى
قابيل : كل الدّنَا
العرافة : كيف ما شئنا ...نباركُها
قابيل : لمن شئنا
العرافة : لمن كانَ لنا
قابيل : فأناب الكلَّ بعضُه
العرافة : هل تُراهمْ أبصروا تلكَ الوثيقة ْ...!؟
قابيل : لا وكلا
العرافة : هل ترى حكماؤُهم قد أدركوا تلك الحقيقةْ ..!؟
قابيل : لا وكلا ..ألفُ كلا
العرافة : إنهم في غيبة ٍعن أمرهمْ
قابيل : في صدفة ٍعن شأنهمْ
العرافة : في غفلةٍ عن دينهم
قابيل : ما خوفَهم من هذه الدنيا سوى
ريح ٌ تقضّ ُمنامَهم
العرافة : فتطيرُ بعضُ كنوزُهم
قابيل : أو تُسْتباحُ عروشـُهم
العرافة : فتهافتوا يُبدون أصنافَ الولاءْ
قابيل : و يقدمون على موائدنا
رقابَ الأبرياء
العرافة : قربانَ يُدْنيهمْ لعـفو ٍ..إن أرَدْنا
قابيل : إنهم رهن أيادينا لنفعلْ
كيفما شئنا بهم
العرافة : و ما سوف نشاءْ
الفتـاة و الجــوقة :
الفتــــاة : يا سموما تشتري الكونَ بتابوتِ الفضيلة.ْ..
و تـُقيمُ العرشَ من وقـْع ِالرّزايا
و الرذيلة ْ....
صولجانُ الأمـر ِأفعَى
تنفث ُ السّـُـمَّ بأنياب ِ
ضحاياها الذليلة ْ...
تحت أستار ِالفضيلة ْ...!
الجـــوقة :آه ِمن زَيْف ِالحقيقة ْ..!
الفتــــاة : عندما يُصْبـِح ُ للعدل ِ
معـان ٍ..
غيرَ معنى الانتصارْ
لقـوانين ِالخليقة ْ...
عندما تـَخـْتـَبـِئ ُ الجرأة ُ
في معطف ِغـدر ٍ
و انحدارْ
و لها ألفُ طريقة ْ...
الجـــوقة :آه من زيـْف ِالحقيقة ْ ..!
الفتــــاة : و تكون ُ الطاعة ُ العمياءُ
قبراً من خضوع ٍ و انصهـارْ
في التضاريس ِ السحيقة ْ...
عندما يـُصبحُ للحرية الشهباء
مدلولُ الدمـارْ
فتمورُ الأرض ُسُخطا
من طـواغيت ِالخليقة ْ...
الجـــوقة : آه ِمن زيْف ِالحقيقة ْ...
الفتــــاة : عندما تهمـل أحكام ُ الإله
فوق رفِّ المكتبات ْ...
فيكون ُالغـدرُ أمـْـنــاً
و يكون العُـهْـرُ طـُهـرا
و البغـايا فاضلاتْ....
و المساواة ُ شعارٌ
لارتكـاب الموبـَقاتْ ....
الجـــوقة :آه من زيـْـف ِ الحقيـقة ْ...
العرافة : تـِبـْرٌ لامعْ ... ذهبٌ ساطعْ .... امْلأ ْ أقـْبـِـيـة ً ومخازنْ .... لا تجعــلَ أحدا يـَمْلـِكُ قِنطارا
فالقـــوة ُ تـَكـْمُنُ في التكديسْ ... للإقراض ِ و للتـّـفليسْ .... فمعاركـُنا أموالُ الدنيا ... و مصالحـُنا تـبقـَى العُـليــا .... اجمعْ إمضاءات ِ الأمم ِ لعقود ِالتّسليفْ .... ليكونَ خيارُ الاستقلال ِ جِد ّ مُخيفْ... سنخلِقُ هزاتِ السوق ِ, بأيادينا المَخفيـّة ْ.... و نُجـَنـّدُ صُحُفَ الأخبارِ لألفِ قضية.ْ... تنهــــارُ موازينُ الأغيارْ .... و سيبقى الكلّ ُ رهـْنَ إشارات الشعب ِ المختار ْ..
قابيــل : سنرفع من أجــر ِ العمالْ , و نُزيدُ بذات ِ الوقتِ من الأسعارْ ... فتعمّ َ الفوضى في الأعمال ِ و في الأمصارْ.... فيعودَ المالُ لأيدينا ... ونملكُ توزيع الأقدارْ ...
العرافة : سنجعل كل الدنيا سوقا دولية .... لنمتلك ثروات العالم أجمعْ... مقابل أحلام وردية..
النخب الثاني
سوق الأحلام الدولية
نشوة القوة و السلاح
استعراض غنائي مسرحي
سوق الأحلام الدوليـــة
غنــاء كورال : سـوقُ الأحــلام ِالدوليــة ْ رمزُ حضارتِنـا الكونيـة ْ
بوتـقــة ٌصَهَرَتْ أفكــارا حَمَـلـتْها ريــاحُ الألفـيـة ْ سيحــلقُ طيـــرٌ غربـــيّ ٌ بسمـاء ِالكـرة ِالأرضـية ْ
فالعــالم ُعائلـــة ٌ كـُبـرى بقــرارِ الأمــم ِالغربيـــة ْ
فلننســى تاريـخ َجــدودٍ ديـنا و بقـــايا قوميــــة ْ
خـُـلـُـقٌ أعـْـراق ٌ أو قـِيَـمٌ تسحقُ مفهـومَ الحريــة ْ
نجْعَـلـُهـا في يـَـمِّ خــلاص ٍ من عُقـدة ِطـُهر البشرية
كي تـَسْعَدَ في المتجرِ هذا بزوال همــــوم ٍأزليـــة ْ
اغتنم َالفرصــة َمُقـْتـَـنـيـا سِـلـَعَ الأحلام ِالـدوليـة ْ
فتاة الإعلان 1 : خـُذ ْ ما تشــاء َمن العطورِ مِـنَ الحــريرِ من الخمــــورْ
خـُذ ْآخــرَ الألحــان ِمــنْ وطــن ِالتـفـــرّد و الغــــرورْ
فتاة الإعلان2 : خـُذ ْ ذلك الصّخـَبُ المدوّي في نــــوادي الــــروتـــري
خـذ متعــة َ اللحظــات ِفي أوكـــار ِعُـهــــــرٍ قــــــــذر ِ
فتاة الإعلان3 : إنـّا نقـايضـُــكَ الجميــع َ بـبعـض ِعمــرك يا شـــــقي
فـإذا غـَـنِمْــت َ مبـاهجــــاً فـاعـلــــمْ بأنـّــكَ تـَـرْتــقـي
شجرة الأحلام
غناء فردي :
شجرة ُ أحــلام القـــرن ِ أسطــورة صُنـع ِالإنســــان ِ
تـُثـْمِرُ .. تـَعْلو.. تتنـامى خــارج َأســـوارِ الأكــــوان ِ
تـُهـديكَ ضمـانا دهريـا سِلـْمــا و ســلاما أزليــــا عمــرا ممــدودا أبـديــا ســـرا للعاشـق ِ سحريـــا
اُقـْطـُفْ ثـَمَراتِ الأحـلام ِ وانعـَــــمْ بربيــع ِ الأيـــــــام ِ
فاليـوم ُخَلاصُ البشرية ْ من جُــبِّ ضلال ِالأوهــــام ِ
الثمــنُ زهيــــد ٌيا هــذا لن تحتـــاج َإلى الـقِنــــْطــارْ
المبــدأ ُ يكـفـــينا ثمنــــاً كفــرٌ بالديــــن و بالأفكـــــارْ
إنْ شِئـْتَ لحُلـْمكَ تحقـيقـًا فلتقرب َ من غصن ِالشجرة ْ
فاليـوم ُنعيمـُـك معقـــودٌ بخيــــار ِالمبـدأِ و الثمــــرة ْ
الساقي :
شجرة الأحلام ْ... تتسارعون ْ... يـَفتِنكم ْ الوهمُ و المجهولْ ... جنودُ قابيل ْيبيعون الخُلـُقَ و الدينْ... التاريخَ و الحضارة ْ.... المبادئ َ و القيم ْ... أنتم الزبائنُ بالطبع ْ... ماذا تصنعونَ بتلك الموروثات ِالعقيمة ْ... لا تتماشَى و طموحاتـِكم الحديثة ْ... خمرُ العولمةِ يُسْكِرُكـُمْ حتى الثمالة.ْ.. يجعلُ أحلامَكمْ وردية ً تناسبُ العصرْ ... تجرعوه ...هو خيارُكم ْعلى كلِّ حالْ ... ربما خَيارٌ مفروضٌ عليكم ْ... لأنكمْ لا تملكونَ حقّ َ الخيارْ... فقد تنازلتم ْعنه عندما كنتم تمتلكونه....
تدخل العرافة ...
العرافة : القفصُ ملئ ٌ بالطيورِ الناطقة ْ... ترددُ ما نقولـُهُ و ننطقـُهْ ... عراكٌ ... " عراك ْ " ... صفقتْ بالأجنحة ْ... هجمت ْ... نقرت ْ .... قتلتْ ... صفقنا لها .. مكافأة ٌ مجزية ْ... طيران لا يأتلفان ْ .... فكيف بالجميعْ ..! نحن من يروِّضَ الجميعْ ... الصفوة ُ خارجَ الإطارْ ... تتهيأ ليوم الثار ..
قابيــل : القوة ُ تغتالُ اللقمة ْ..... و الهجمة ُ تفرزُها النقمة ْ... شَـغـَبٌ ... سُخـْط ٌ... و استنكارْ ... للبعض جنانٌ لا تـُحصى .... و البعض تمرِّغهُ الأقدارْ .....
العرافة : طـُوِيَتْ صُحُفُ الأقدارْ .... نُشـِـرَتْ صحائفُ تزييف ِ الأخبارْ ..... بوقُ التضليل من الأغيارْ ..... من يجرؤ أنْ ينطِـقَ بالصدقِِْ .... قلمٌ خــط ّ بغيرِ الحــقِْ .... لماذا ..؟ أوَ تدري لماذا يا هذا ..؟
قابيــل : بــل أدرَى منّي بذاكْ ... مَنْ صَـنَعَ الأمرَ لهذا و ذاك ْ..!!
العرافة : نحرقُ في الموقدِ أقلام َ الأخيارْ .... يشتعلُ لهيبَ النارْ .... يعلو .. يعلو .. يعلو.. .ينتهكُ الأمـنَ و يخترقُ الأسوارْ ... فزع َ القـلــمُ الآخــر .... خـط َّ بحبـر ٍ أزرقْ خبراً أخـرق ْ... لا يمكـن أن يختارَ اللونْ .... تلكَ الحرية ُ تقلبُ ناموسَ الكــونْ....
قابيــل : إنْ خالفَ يوماً أمرا .... سحق ببطش السلطان .... و سيقبع ما شئنا أن يقبع خلف القضبان
العرافة : ستنهضُ من بين الأقـلامْ , أقلام ٌ تبدو مدروسةْ ... سنغذيها ببراعتنا حيلا ً و مكائد َ مدسوسةْ .... في الريفِ سنخترع ُالأزمةْ ... فيثورُ القــومُ من اللـّمّـةْ .... وسندفعُها نحو القمة ْ.... ننشرُها في صفحـات الرأي ِ المشـبوهة ْ... و نقول : ذاك خَيارُ الأمة ْ..!! نُصيغُ الحـلَّ برؤيـتنا ... تـنـتـقـدُ الأمرَ صحافتـُنا ... لا أحدا يسمعُ أو يقرأ... أو يثقُ بأقلام ٍ تجرأ....فيعود الأمرُ هُراء َ.. هراءْ
قابــيل : و تكون لنا بوقُ دعايةْ ... تبريرا للشرِّ المعهودْ .... تمهيدا للأمر المعـقـودْ ... غسيلَ لأدمغــة الغوغاء .... تحجيمَ لمقدرة الدهمــاء ..
الإعلا ميون يباركون افتتاح سوق الأحلام الدولية إعلامي 1 : أعزاءَنا المشاهدين مازلنا نترنحُ و إياكمْ في الحانةِ الدولية ْ... ننقل لكم حدثَ اليوم ِ و كلَّ يوم ْ ...الانفتاحُ الدوليْ ... و التسلـّط ُ الأزليْ ... بيع ُ الأحلام الوردية ْ.. في سوق ِ الأحلام ِ الدولية ... إعلامي 2 : مشاهدينا المحترمين ... سبق و أمضينا و إياكم ْ لحظاتٍ ممتعة ْ , في نقل وقائع أول حادثةِ قتلٍ في التاريخْ .... تحت عنوان " المتعة ُ في قتل ِ الإنسان " الحلقة الأولى في سلسلة الجريمة المحللة ْ ....
إعلامي3 : مشاهدينا الأفاضلْ ... كنا قد شاهدنا سويا ... و تمتعنا سويا ... بأحداث الحلقة الأولى من مسلسل " ويستمر القتل ْ " مشاركتك َ في المسلسل ِ تضمنُ لك السلامة ْ .... و رفضكُ يورثـُكَ الندامة .....نلتقي معكم في موعدٍ آخــرْ.... مع حدثٍ جديدٍ من أحــداثِ المغامرة.....وليكن هذه الليلة من سوق المقامرة ....
إعلامي 2: إعلان ...إعلان ...إعلان... شامبو جديد ينظفُ رأسكَ من القشور الخُلـُـقـِيّــة والرواسب الدينية ْ... يطيل الشعورَ.. بخـَدَر ِ الشعورْ ... ويزيل القشورَ بزيف الأمورْ...
قابيــل : سوق الأحلام الدولية ْ.... عولمة ٌعلمية ْ... عالمية ٌإعلامية ْ... فكرية ٌ كفرية ْ.. تهميشية تغريبيةْ..... انتقائية ٌ انتقامية ْ... استبقائية ٌ انتهائية ... انتهازية ٌ استغلالية... تعنتية ٌ تصلبية ْ... تصلفية ٌ تغطرسية ْ... تواجدية ٌ تغيبية ْ... تفردية ٌ تواحدية ْ ... تجميع ٌ للثروة ِ الدولية ْ... تحييد ٌ للملكيةِ الفردية ْ... ننظرُ للعالم ِ من منظارٍ واحدْ ... و نؤمنُ بمبدأٍ واحدْ ... و نعملُ بقانون ٍ واحدْ ... من بلدٍ واحدْ ... و لصالح ِ بلدٍ واحدْ .... نحن الموحدونْ ... مبدؤنا السلام ُ في القانونْ ... و القانونُ في التوحيدْ... والتوحيدُ في القــوة ْ... و القوة ُ في الحديدْ ... و الحديدُ في إسراميكا
الإعلاميون : توحيد ٌ جديدْ ... مفهومٌ وحيدْ ... في تفسيرِ الحديدْ ....
إعلامي 1 : سيدي قابيلْ ... كيف تفسرْ مبدأ َ القوةِ في الحـــديدْ ... في سـلام الشرق الأوسط الجديد.....!
قابيــل : الناسُ صنفانْ ... قوي ٌ و ضعيفْ ... و الحديدُ يزيدُ من قوةِ القويْ ... ويُضعفُ من إرادةِ الضعيفْ ...
إعلامي 3 : كيف يا سيدي ..؟
قابيــل : يستخدمه القويّ ُ فيقضي على الضعيفْ ... فيُصبحُ القوي ُ هو الوحيدْ ... فلن يجد أمامه من يختلفُ معه ... وهكذا ينتهي الصدام ... فنخلق السلامْ ...
الإعلاميون : منطقْ منطقْ ... لا ينطق ُ إلا بالمنطق ...
إعلامي 1 : و ماذا عن الحدودِ و الأسلاكِ الشائكة ْ ..؟!
قابيــل : .يزولُ الأثرْ بزوال ِ المؤثرْ ... فعندما تنتهي الطبقات ْ, تتلاشى التبايناتُ و الإختلافاتْ... وتبقى الطبقة ُ المميزة ْ... القوية ُ المعززة ْ.... لا يصبح للإسلاكِ معنى فننزعها من أرض الواقعْ ... إلى مهملات القوةِ و الدا فعْ ...
الإعلاميون : منطقْ ... منطقْ ... عولمة ُ المنطق ِ بالمنطقْ ....
الفتاة : هابيلُ يا زمنَ الصفاءْ حُـلـُـمٌ تبعثرَ في الرّجاءْ
حقٌ أطلَّ على الوجودِ قد انتهى دون انقضـاءْ
الحـــــاوي
الحــــاوي : ليلام ...ليلام.... ليلام ...
المــاء ُ ضــرام ْ..... و النارُ سـلام ْ
يا باحثــاً بين السطــــورْ و حاضــناً كلَّ الدهـــــورْ
يا مبحــرا بين القـبــــورْ و رافضــا كل الفجـــــورْ
ليلام ...ليلام.... ليلام ...
المــاءُ ضــرام ..... و النار سـلامْ
امــرأة ٌ حــائرة ُ الفكــر ِ ....!!
يائسـة ٌ شاردة ُ النظــر ِ......!!
الفتــــــــاة : ابحثُ عنه بكل مكـــان ٍ .. و كـلِّ زمــان ٍ... فلا ألقــاهْ...!!
و يراوِدُني طيــفُ خيــال ٍ... أمــلُ الملهوفِ إلى لقيــاهْ ...!!
الحــــاوي : تبحثُ بين زوايا العمـــر ِ عن المفقـــــود ِ الموجـودْ
عن طيفِ نقــاءٍ دهـــري ظــلُّ الأحــلام ِ الممـــدودْ
غناء فردي :
الفتـــــــــــاة : إنني أبحثُ في الأحـــــلام ِعن طـيفِ حـبـيـبي
أكتمُ الآهـاتِ في النجــوى و يفضحُها نحيبـــي
و أ ُداري لوعـــــة َ الـحب و جَمْــراتِ اللهيبِ
ثم يـُصـبـيـني غرام ٌ و عـــــذاب من كــــروب ِ
الحـــــــاوي : ليلام ..... ليلام ..... ليلام .....
خـُرجي مملوءٌ بالأحـــلامْ شفــاء ٌ لجميــع ِ الأسـقــامْ
و حلــول لقضــايا عظـام تاريــخٌ .. طـــب ٌ.. أقــلامْ
تـقـســـيمٌ لبــلاد ِ الشـــــام ووثـائقُ جُــزُرُ الأكـــرامْ
الفتـــــــــــاة : أبحث عن حل يرضيني
ينتزع الغربة من صدري
ويعيد أمان يشفـيني.....
الحـــــــاوي : الحلُّ في السلامْ ......
الســـــلامُ في الشعورْ....
و الشعورُ في الصدورْ....
والصــدورُ في الأنــامْ ....
و الأنــامُ في الدهـورْ....
و الدهــورُ في الزمـانْ ....
والزمــانُ في السطورْ....
و السطورُ في الكتابْ....
والكتــابُ في المكـانْ....
و المكانُ في الأمــانْ....
و الأمـان في إسراميكا....!!
الإعـلاميون : حقا ً صدقا ً ...صدقا ً حقْ ...لا ينطقُ إلا بالصدقْ ... يتسـربلُ برداء ِالحقْ
يتنفـسُ صدقا مطلقْ....
الحـــــــاوي : مهــلا .... مهــلا ....
العمــرُ طـويــل ْ.. و الصبـرُ جميــلْ ....
و الحل بخــرجي خير دليل ..........
أ ُخـْرِجُ منهـاجا شرعيــاً .....
أدرُسُ مشـــروعا علميــا ً....
أقلـّـبُ حــلا جذريــا ........
الإعـلاميون : الحــلُّ في في السلام ْ.....
الســـــلامُ في الشعورْ....
و الشعورُ في السطورْ....
و السطورُ في الكتابْ ....
والكتــابُ في المكـانْ....
و المكانُ في الأمــانْ....
و الأمـانُ في إسراميكا....!!
الحـــــــاوي يقول للفتـاة :
قولي لي بحثـُك ِعن مــاذا ..!!
هـل أ ُســدي نُصحــا ..!! إنقاذا ..!!
الفتــــــــــاة : عن حلــم ِ سـنـيـني و خلاصــي من غـدرِ شقيقي , و قصاصي
الحــــــــاوي : في خـُرجي يا بنت الشــيم ِ أمجــــأدٌ بالغـــــــــة ُالقـِـــدَم ِ
فخــذيهــا إن شـئـــت الآن برخيـــص ِالثـمن ِمن القيــــم ِ
الفتاة مندهشة : برخيص ِ الثــمن ِ من القـِـيَـــم ِ..!!!!!
الحـــــــاوي : اليــومَ عــروضي مغـــرية ٌ و غــدا أحــلامـُك ِ مضنـيــة ٌ
من يشــتري الفــــكرَ العتيقْ .....
أو يشـتري العهـــــــدَ الوثيـقْ ....
من ذا يريــدُ حضــارة ً...
من عهــد هــارونَ الرشيـدْ ...!!
و الرافــدين ِ و مــــدين َ....
تـــاريخ َ فــرعونَ التـليــدْ ....
من يشــتري نصــرَ العــروبة ْ...
فـتحا لطـــارق ِ و الوليـــدْ ..... !!
فتاة الإعلان 1 : من يشــتري دارَ العلــوم ِ..
هذا ابن سـيـنا و الغـزالي ....
عباس بن فرناس
أو أبو حــامدٍ و الباهلــيْ
ابن المقفع و ابن رشد
وابن خلدون المثالي
الحـــــــاوي : ليلام ...ليلام.... ليلام ...
المــاء ُ ضــرام ْ..... و النارُ سـلام ْ
فتاة الإعلان 2: هذا ابنُ هيثمْ و ابن حمزة َ
وابن ماجد و البخاري ....
ذاك الخوارزميُّ والرازي
وأبو ذر الغفاري .....
الحـــــــاوي : ليـلام ... ليــلام ... ليـلام ....
خــرجي مملـوء بالأحــلام ..!!
فتاة الإعلان 3 : خذ من ملوك الوزن و الأشعار
أبا طيب , حسان أو بشار
الحــــــــاوي : و غيــرهم جمع ٌ من العلماء....
في الطب و التخـدير ِ و الأحياء
جبــرٌ و إحصـاءٌ ٌ وعلــمٌ واسع
في البحر و الكيمياء و الفيــزياء
فتاة الإعلان 1 : فكــرٌ و فلسفـــة ٌ وشرح ظواهرٍ....
في الكون قد أعيت عن التفسيـر ِ
فتاة الإعلان 2 : لغــة ٌو آداب و رأيٌ ثاقــبٌ ....
في البحث ِو التحليــل ِ و التحرير ِ ....
فتيات الإعلان : تنزيلاتٌ .... تنزيلا تْ .... تنزيلاتْ خذ ما تريد الآن من متجر الأزمان
الكل معـروض وبأبخـس الأثمان
الحــــــــاوي : من يشتري التاريخ َ....
و يملكُ الأحلامْ ...!!
من يقـتني بغـدادَ ...
سينـاءَ و الأهرامْ .... !
فتاة الإعلان 1 : هل تشتري الجولانْ ...!
تبوكَ أو عمــّان ْ...!
شواطئ ُ الخليجْ ...
و مجدُه العـتيدْ ....
بأبخس ِ الأثمان ْ....!
الحــــــــاوي : من يشتري الصحــراءَ ....!
و النيلَ و الفراتْ ....!
منابعَ البترول...
جـزائرَ الإمـاراتْ ..!
الكلُّ معروضٌ ...
و بأبخس ِ الأثمانْ ...!
فتاة الإعلان 2 : أنظر إلى العجب ِ...
ومناجم ِ الذهب ِ...!
صومالَ و السودانْ ...
و أجملَ الجنانْ ...
بالقدس أو لبنانْ ...
نبيعُها هنا ...
و بأبخس ِ الأثمانْ ...!
فتاة الإعلان 3 : من يشتري بابل ...
و المغربَ العربي..!
تاريخ أمــته
وتراثه الأدبي
فالكلّ ُ معروضٌ ....
و بأبخس ِالأثمـانْ ...
الحــــــــاوي : من يقتني مأربْ ...
ويملك الســد..!!
والمسجدَ الأقصى ...
و كنيسة َ المهد ِ ...!!
من يمتلك مكة ْ..
و المسجدَ الحرامْ ..
من يشتري الأمة ْ..... ويهدم الإسلام ْ....!!!!!
الفـتـــــــــاة : يا ثورة َ الشرفاء ْ....
يا عزة َ الأمــة ْ....
و صرخة َ الإبــاء ْ...
وصحوة َ الكلمة ْ...
يا أمة َ الطّهْر ِ...
وربيبة النصرِ...
ما زلت ِ سادرة ً....
في غيبة ِ السّكـْر ِ...!!؟
يتقاسمُ الأقزامْ
تاريخَ أمتنا ...
و تدنِّسُ الأقدامْ ...
جَهرا كرامتنا ...
صلاح الدين يناجي ربه لحظة اتخاذ القرار
صــلاح الـديــــن : يا إلـهي لم يعــدْ عندي خيــارْ ... أنت لا ترضى بذلٍ
و فســادٍ في الديــارْ ...
إنني أعلمُ أنَّ الحــربَ
موتٌ و دمــارْ ...
إنمـا أؤمنُ بالعزة
عند الانتصــارْ ...
أنا لا ابحثُ عن مجــدٍ
على أرض ِ الفنــاء
أو بريق ِالعــرش ِ
سلطــان ِالرياءْ ...
ربي جنّبْني غــروراً
عندما يلمعُ سيفي
بدمــاءِ الظالمينْ ...
و اعقل ِ اللهمَّ في نفســي
شـرورَ الغاضبيــن
فـأنا أعرفُ أن
العقـلَ حكـمــــة ْ...
و أنا أعلـمُ أن
السـلمَ نعمـــــة ْ....
غير أني يا إلـهي
لم تعــدْ لي قدرة ُ التسـليم ِ
بالـذل ِّ المُهيـنْ ...!!
الفتــــــــــــــاة : يمتلأ ُ الشارعُ بالأجسادْ
فتلكَ ذراع ٌ مبتورة ْ...
وهذه ساقٌ مكسورة ْ..
وهناك تناثرت ِ الأحشاءْ ....
وتفجّرَ رأسٌ في الأجواءْ..
صــلاح الـديــــن : إنَّ طـُهْـــرَ الدين ِ قد دنَّســهُ
حقـدُ كيـدِ الغاصبيــنْ ....
و تـرابُ الأرض ترويهِ
دمــاءُ المؤمنيــنْ .....
الفتــــــــــــــاة : اختلطتْ صرخاتُ اللوعة ْ...
مَنْ يعرفُ مَنْ ...؟!
ذاك لهذا , و هذا لِمنْ ...!؟
صــلاح الـديــــن : كيف يا ربي أهــادنْ
و أنا أسمعُ صرخــاتِ الثكالى ..!!
و الأرامــلَ و العــذارى ...!!
و أنينَ الجــوع ِ في
أحشــاء ِ طفــلٍ و سجيــن ْ...!!
لم يَعُــدْ لي يا إلهــي من خَيــارْ
الفتــــــــــــــاة : اجمعْ أشلاء َ الشهداء ِ
لا تأسَى أبدا أو تهتم ْ
فرواحُ الروح ِ إلى الجنة ْ
والجسدُ الفانيَ ليس يَهُمْ
صــلاح الـديــــن : إنهـا الهوجــاء ُ ربـي
حَطّمتْ بالإنتقامْ
شرفَ الأمــةِ
تــاريخَ الكـرامْ ...
مـرّغَتْ بالوحل ِ هاماتِ
العظــامْ .......
مزّقتْ أنيابُهــا السَّكرى بزهو ٍ
كل َّطــوق ٍ للسـلامْ...
يا إلهــي لم يعــدْ عندي خيــارْ ...!
الإعـلاميون : الحــلُّ في في السلام ْ.....
الســـــلامُ في الشعورْ....
و الشعورُ في السطورْ....
و السطورُ في الكتابْ ....
والكتــابُ في المكـانْ....
و المكانُ في الأمــانْ....
و الأمـانُ في إسراميكا....!!
صــلاح الـديــــن : إننا بالسلم معهم ..
ندفنُ الآمالَ في قبرِ العذابْ.....
ثم نغدو كنعاج ٍ
بين أنياب الذئـابْ
تجعلُ الأمنَ على الأرض ِ
خيالا أو سرابْ ....
لم يعُدْ لي يا إلهي من خيارْ
عندما ينفجــرُ البركــان
يمحـو الـذلَّ
عن قــدس التــرابْ ..
فاجعــل ِ الإيمــانَ سيفــي
و أعنّي بالصــوابْ ....
الفتــــــــــــــاة : اليومُ خلاصُ الروح ِمن الآلامْ
من الإذلال ِ على الدنيا
من وهم ِ الأمن ِ من الأحلامْ ...
فسلامٌ يا أرضَ المهدِ
سلامٌ يا أرضَ الإسراءْ
يدخل ( ريتشارد قلب الأسد)
صــــلاح الــديــــن : أيها الغاصبُ ارحل ْ هذه الأرضُ لنا
أرضُ إسراءِ محمدْ
مهدُ عيسى...
كل طهر في الدُّنـَا...
ريتشارد قلب الأسد : أنا لنْ أرحلَ عن أرض ٍ
سقينــاها دمــاء ِ الغرباءْ....
وجعلنا من جماجم جمعهم
سورَها عالي البناء ......
قومُ عدنانَ و يـَعـْرُبْ
ذاك شعبُ الدخلاءْ...........
نحنُ من حرّرها منهمْ بقـعـقـعة ِ الصواري السلاح.....
صــــلاح الــديــــن : نحن من سوفَ
يعيد الحقَّ أيضا
بالبواتر و الرماح ...
ريتشارد قلب الأسد : كل هذا المُلـْكُ ملكي
صــــلاح الــديــــن : إنهُ مُلـْكُ العربْ
ريتشارد قلب الأسد : قد حكمناها سنينا ً
صــــلاح الــديــــن : هي حقٌ مـُغـْتـَصَبْ
ريتشارد قلب الأسد : سوفَ أحمي أورشليمَ
بعتــادي و العُـدَدْ
إنني القائدُ ريتشاردْ
فارسُ الروم ِ
أنا قلبُ الأسدْ
صــــلاح الــديــــن : أورشليمُ القدس ِأرضٌ للعــربْ
مهبطُ الوحي و مأوىً للكـُرَب ْ
آه من تاريخك الداميَ يا
قاتلة الأنبيــا ءْ
ريتشارد قلب الأسد : إنها زهــرُ المدائن ِ
مهـدُ ابن اللــه خيرُ الأتقيــاءْ......
صــــلاح الــديــــن : إنه منكم بَــرَاء ..!
ريتشارد قلب الأسد : أنا لن أرحلَ عنها
و أدعْها للرِّعَاءْ ...!! (1)
صــــلاح الــديــــن : بل سترحلُ مكرهــاً
يا زعيمَ المفســدينْ
ريتشارد قلب الأسد : فلنوقـِّعْ هُدنةَ السلم ِ
تحمي القاطنـيـنْ
و يعيشُ الناسُ عمــرا
بسلام ٍ آمنينْ ....!!
صــــلاح الــديــــن : لا يكـونُ السلمُ سلماً
بوجودِ الطامعيـنْ...
إنـَّما العدلُ سلامٌ
بأفولِ الغاصبينْ ...
ريتشارد قلب الأسد : لا تقـلْ إنكَ ... إنك..... إنك أنتَ ...
لا تقلْ أني أمامَ
القــائدِ الأكثرِ عزماً وبسالةْ ...
إنه أنت صلاحُ الدينْ ...!!!
صــــلاح الــديــــن : إنّ في الأمةِ آلافُ صلاح الدين...
ريتشارد قلب الأسد : سيدي إني أقدمْ
لك عــرضا للسلامْ....
صــــلاح الــديــــن : و أنا أرفضُ عرضا
هو قبرٌ للسلام ْ....!!
ريتشارد قلب الأسد : إنهـا الحربُ إذا..!!
صــــلاح الــديــــن : نحن في الحربِ لظــاها ..
ريتشارد قلب الأسد : ستـُكلفـُكُمْ كثيرا...!
صــــلاح الــديــــن : قدسُنا نفـدِي حِمــاها
ريتشارد قلب الأسد : نحن نَحمي أمنَها...
صــــلاح الــديــــن : بل فَجـَرْتـُمْ في رُباها
(1) الرعــاء : جمع راعي ,كناية عن العرب
هنا يختفي ريبشارد قلب الأسد و تظل الفتــاة و صلاح الدين
الفتــــــــــــــاة : يا أطهرَ أرض ٍ في الدنيا
كـرّمكِ اللهُ بإسراءِ ..... يا مهدَ مسيح ِالرحمن
محرابَ خشوع ِالعذراء ِ.....
ينتهكُ الباغي اليوم قداسَة َ إيليـــاء ِ...
فيدنسُ طُهْرَ جوامِعها
ويحطمُ قدسَ كنائَِسِها
ويعيثُ فساداً في التاريخ ِ
وفي الأقدارْ ...
صــلاح الديــــــن : سُحُبُ البارودِ
وصوتُ المدفع ِ
ليــلَ نهارْ...
والموتُ يحدّقُ
في الأرجاء ِ
وفي الأغوارْ...
يتربصُ بالأرواح ِ
بكلِّ زقاق ٍ و كلِّ جــدارْ...
و اللونُ الأحمــرُ مقســومٌ
ما بين َ الرعبِ و بين النارْ.....
الفتــــــــــــــــــاة : إني أسمعُ صوتَ الماضي
صوتَ التـاريخ ِ بحطيــنْ
إنْ أصْدَقني حدْسي اليــومَ
فإنك أنت صلاحُ الدينْ ..!
صــلاح الديــــــن : لم تيأسْ أمتكمْ أبداً
من أنْ تقتاتَ على الزمـن ِ..؟
و تطـوفَ تُوَلْولَ في الطُرُقاتِ
و تلعنَ حاضرَها النّتِن ِ..!
الفتـــــــــــــــــــاة : لكنَّ الماضي يبقى دوما
طاقة أنوار الإشــراقْ ...
ينبعثُ ضياءُ الحقِّ
من الثغــرات ِ
يعانقهُ الوعـدِ البراقْ ...
و ترفرفُ أجنحة ُ أمان ٍ
بحنايا الروح ِ و بالآفاق ْ....
صــلاح الديــــــن : الماضي لا يقبلُ أنْ
يتصلَّ الحاضرُ بدروبـِهْ..
قد خنتُمْ أمجادَ قلاع ٍ
شيدها الماضي بحروبـِهْ ...
و اليومَ تنادونَ نصيــراً
من عمق ِ التاريخ ِالخــالدْ ...
هل عـَقـَـرَتْ أرحام ُالأمــة ْ
أنْ تأتيَ للعُـرْبِ بقــائد ...
كصلاح ٍ وابن الجراح
أوابن زيــاد ٍ أو خالــدْ ...
الماضيَ لن يُسعـف َجُرحــاً..!
أو يوقف ألما أو نَزْفــاً..!
لن ينقذ من تحت ِ الأقدام ِ
كـرامة َحاضرُكمْ هذا ...
بَئِـسَ الموءودَ الوائــدْ ...!!!
الفتــــــــــــــــــاة : عاصفة ُ الزمن ِ الهوجاءُ
سحقتْ أقــدام ْالأقدارْ ...
حرقتْ أعمــاقَ الأنهــارْ ...
قلعتْ أشجارَ الزيتون ِ
من التاريخ ِ..من الأغــوارْ ..
شـّـرّدت ِ الروح َ من البــدن ِ
لم تجـدِ المأوى في الســكـن ِ
اخـتـَنَـقـَتْ عَبَراتُ الأمــة ِ في الأحداقْ ..
و انفجــرَ الصوتُ الساكنُ في الأعمــاقْ ..
لينــادي قــائدَ حطيــنْ
يسـتنجــدُ بصـلاح ِ الدينْ ...
صــلاح الديــــــن : كفـّوا يا قومُ عن الأحلامْ
عـن ذكرى النصـرِ عن الأوهــامْ..
بَهَرَتـْـكـُمْ أضـواءُ الدنيــا
عن ذكــرِ الربِّ عن الإسـلامْ ....
يتسـكعُ معظمكم ثملا ً
من سـكرة ِ حاناتِ الآثــامْ ...
يـعـبُـدُ... يســجُدُ... و يصـلي ..
لطغــاةِ العصـرِ من الأصـنامْ ..
المــال ُ...هبــلْ , و العــرشُ.. مـَنـَـاة ْ ...
و الغــرب بضعفكُمُ هذا
قـد صارَ العِــزّة َو اللا ّتْ ...
قبلتـُـكم ما عادتْ مكــة ...
و الأقصى حــرم ُالإســراءْ ...
بل بيتِ ضـلال ٍ و فجــور ٍ ...
بأرض ِ الغطــرسة ِ العُظمــى
بإسراميكا الجوزاءْ ...
الفتــــــــــــــــــــاة : الزمــنُ الحاضرُ أصغـرُ من أن يَتـَحَــدّى..!
صــلاح الديــــــن : بل قـُولي ضلالُ الأمةِ يعجز من يتصدى
الفتــــــــــــــــــــاة : و الحــلُّ إذاً ..؟
صــلاح الديــــــن : بيــدِكم أنتمْ ...
الفتــــــــــــــــــــاة : عـُـدِمتْ حيلتُنـا ...
صــلاح الديــــــن : عودوا للدين ِ و للتوحيــدْ
الفتــــــــــــــــــــاة : الأمــرُ عســيرْ...
صــلاح الديــــــن : الأمــرُ ضميــرْ ...!
الفتــــــــــــــــــــاة : نحتــــــــاجُ نصـيــرْ..
صــلاح الديــــــن : الديــنُ نصيــرْ ..
الفتـــــــــــــــــــاة : و الفــارسُ أنتْ .....!
صــلاح الديــــــن : ثوبي للرشدِ أيا امــرأةُ
أنا ماض ٍ لــن يرجــعَ أبــدا ...!!!
إظلام سريع حيث يختفي صلاح الدين ......
الفتــــــــــــــاة : خـَذلتـْكَ الأمةُ يا أقصى
والعالمُ شيطانٌ أخرسْ...
لا يأبَهُ إنْ كنتَ حزيناً
أو رَهْنَ الهيكل ِ و المحبسْ ....
فبنوك تخلـَّوْا عن عهدٍ
لابن الخطاب ِ... عن المقدسْ....
زعماءُ الأمة ِلا يجرؤ ْ
أكثرُهُمْ بأسا أن يهمسْ.....
في أذُن ِ الباغـيَ يردَعُـهُ
وبحرفٍ أوحدَ لا يَنْبـُـِسْ.....
إرضاء ً للذات ِالعليا ....
تأميناً للعرش ِ الأقدسْ ....!!
وآســفا يا قدسَ الأقصى
باعتْك ِالأمةُ بالأرخصْ ..........!!
تظهر العرافة مجددا بصحبة قابيل :
العرافـــة : خلايا .. دهاليزُ سوداءْ .... مخازنُ أسرارْ.... عقولٌ شيطانية ٌ لهدم ِالأفكارْ .. وصنع القرارْ... يفصلُها عن معنى الحقِّ ألفُ طريق ٍ و ألفُ جدارْ....فليسقط ْ كلَّ الأخيارْ...!!
قابيـــل : فليسقط كل الأخيار ...
العرافة : يتهاوى النجمُ من الأعلى .... تـَتلقـّـفـُهُ أيادينا ... سنعيدُ صياغة َ شكلَ النجم ِ ...شـعاع ٌأحمرْ .. أخضرْ ...أصفرْ ... إعلانٌ .... إبهارْ .... مشاهدُ تستلبُ الأنظــارْ.. لتكـُنْ نجما في الملعبْ .... جمهورُ الغوغاء ِ يصفقْ .... عاش اللاعبْ ...! في جمعيات ِ الرفق ِ.. عاش نصيرُ الحيوانْ ....! عاش بطلُ الفيلم ِ الأولْ .... الأكثرُ إيرادا و الأجملْ...! بطلُ القدرة ِ و الأزمانْ .... ! ذاك المتغطرسُ بالقوة ْ.. مهووسٌ بدم الإنسانْ ...! أقدارُ الكون ِ مُقـَدّرَة ٌ... و بيــدنا مِفتاحُ الأقدارْ.... نوردُها عبرَ أكاذيبِ الأخبارْ .... فـالباطــلُ حقّ ٌ و الحقّ غريبْ ...! و الناطــقُ يصدحُ بالإفـكِ وبكلِّ عجيبْ ....! أفواه تبدو فاغرة ٌ... لا تجرؤ إلا تصديقا , و لكل مريب....
النخب الثالث ثمالة الفكــر و الكلمـة
استعراض غنائي مسرحي
صندوق الدنيا
فتيات الإعلان :
يا قوم ْ... يا قوم ْ...
انتهزوا الفرصة َ هذا اليوم ْ....
قايضْ ما شــئتَ من الدنيــا
بعجــائـب ِ صُنـدوق ِ الدنيــا
أتريدُ عيونا سحرية ْ.....!!
قابــضْ أعيـنـكَ الســــوداءَ
بعـيـــون ٍ أخـرى عصـــرية ْ
فالـلـــونُ الأســودُ تعبيـــــرٌ
للحزن ِ و لليـــأس ِ ســــوية ْ
اخترْ ما شئتَ من الألــــوانْ
ستـرى الأشيـاءَ بشـكلٍ ثــانْ
عـدســاتٌ من لون ِ الموقِــفْ
للطمس ِ و للزيـف ِ تـوظـفْ
الأحمـــــرُ يجعلـُكَ سعيـــدا ً
و تعيـــشُ ليــــال ٍ حمـــراءْ
و الأصفرُ لــون ٌ سحــــريٌ
شكٌ و جحـــود ٌ و ريـــاءْ
و الأزرق ُ عنــوانُ الأقـوى
لإبــادة ِ غوغـــاء ٍ عميــــاءْ
عيــــونٌ صـُـنِعَتْ للواقــــع ِ
إنجــازُ عـلـــوم ِ التـقـنـيَّـــة ْ
و الثمــنُ المطـلــــوبُ لهـذا
بعـضُ مبـادئـِكَ الخـُلـُقِـيّـــة ْ
الساقي : أتريدُ عيونا سحرية ْ.....!!
قابــضْ أعيـنـكَ الســــوداءَ
بعـيـــون ٍ أخـرى عصـــرية ....
عيونٌ يتلونُ العالمُ أمامَها حَسْبَ الرغباتِ العالمية ْ... رغبة ُ صاحبِ القوةِ و القرارْ ... عولمة ُ النّظـَرِ و النظرة ْ...!! بالأمس ِ بعتم التاريخ و الأمجاد.... واليوم َ تقايضونَ بأعينكمْ.... وهيَ أصلا ً لا ترى .. فخمرُ العولمةِ غيّبها عن نورِ الحقيقة ْ .... و أسْدلِ عليها غِشاوة َ التقليدِ الأعمَي.......
فتيات الإعلان :
يا قومْ ... يا قومْ ...
انتهزوا الفرصة َ هذا اليوم ْ....
قايضْ ما شــئتَ من الدنيــــا
بعجــائـبِ صنـدوق ِ الدنيــا
لســــانٌ ينطــقُ بالضـــــادِ
يتــــلـو آيـــــات ٍ بكتـــاب ِ
قــايضْ بلســانِك يا هــــــذا
ألســـنة ً أخــرى عصـــريةْ
صُنعـتْ في مـجتــمع ٍ أرقى
لتــكــــونَ أداة ً صوريــــــة
تـُــرددُ قــــولا مـدروســـــا
لبــرامـج ِمســـخ ٍســــــريـةْ
فلســـانُ القــرن ِ يُجـنبـُـــكْ
لمشـــاكل ِ نقــــدٍ ثــوريـــة ْ
ومطـالبَ للحـــقِّ العــــربي
بمحـــاكم ِعـــدل ٍ دوليــــــةْ
فـلتـهنـأ ْ بغيــاب لســـــــان ٍ
لتصـــونَ حيـــاة ٍ شكليــــة ْ
و الثمــنُ المطلـوبُ لهـــــذا
بعــضُ ثـوا بـِتُـك القـوميـة ْ
الساقي
العرضُ مُغر ٍ ... أليس كذلك ْ..؟ ألسنة ٌ عصرية ْ... تتحدثُ بلغات العالم ِ إلا العربية ْ... خمرُ الشعورِ بالنقص ِ ...يُسْكرُ الشعورْ.... و أنتم ضاعفتُمُ الجرعة ْ...و أصبحتمْ ببغاوات ٍ مبرمجة ٍ ببرامجَ عصرية ْ... تتحدثُ لغة القرن ِ بمفاهيم ِأصحابها لا بمفاهيمِكمْ ... فمفاهيمكـُم أصبحتْ بالية ً و أنتم مُحْـدَثـونْ ... قررتُمُ اليومَ استبدالَ ألسنتِكمْ ...كالعادة طبعا ... سنرى غـدا ما الذي سوف تستبدلونه...! لقد أدمنتم خمر الاستبدال
فتيات الإعلان :
يا قومْ ... يا قومْ ...
انتهزوا الفرصة َهذا اليومْ ....
قايضْ ما شــئتَ من الدنيــا
بعجـائـب ِ صنـدوق ِ الدنيـا
اســــــتبـدلْ أذُنـُا ً أصـلــية ْ
بـــآذان ٍ أخـرى عصـــرية ْ
أذنٌ من تصــنيـع ِالغـــربِ
لن تســـمعَ أبـدا بالحــــربِ
لن تسمعَ فـكـــرا و نصـائـحْ
رفضٌ .. شجب ٌ.. و فضائحْ
لن تسـمعَ لـوعـاتِ المكلـومْ
أو حتى صرخاتِ المظـلـومْ
لن تسمعَ زفـرا تِ المرضى
شكوى أو نقــدا أو فوضى
لن يزعجـَـها عويـلُ اللوعـة ْ
و مــرارة ُ أنـات ِالجــوعــى
لن تســـمـعَ للصلـــوات ِأذانا
أذكــاراً.. أدعيــة ً.. قـُـــرآنا
تسـتـقـبـلُ مـوجات ٍ صـوتيـة ْ
لنــواه ٍ و أوامــــرَ غربـيــــة ْ
و الثمــنُ المطـلــوبُ لهـــذا
بعضُ فضـائلـك الــد ينيـــة ْ
اســــــتبـدل أذناً أصـلــــية ْ
بـــآذان أخـرى عصــــريةْ
قابــضْ أعيـنـكَ الســوداء ْ
بعـيــون ٍ أخـرى صـورية ْ
قــايضْ بلســانكَ يا هــــذا
ألســـنة ً أخــرى غربــيــة ْ
فالثمـن زهيــــدٌ للغــــايـــة ْ
كـــلُّ فضائـِلـِكَ الـديـنـيـــة ْ
كـــلُُّ مبــادِئـِكَ الخُلـُقـُيــَّــة ْ
كـــلُّ ثــوابـِتِكَ القــوميــَّــةْ
كـــلُّ كـرامتِـك العــربيـــة ْ
الساقي :
لا تنطقون ْ... لا تسمعونَ ولا تـَرَوْنْ ... لقد بعتمُ ْ كلَّ شئ ْ و استبدلتموه بالحديثِ المبرمجْ تاجرتُمْ بالدين ِ و التاريخْ ... شَرِبْتُمْ من خمورِ الصّمَم ِ حتى الثمالة.ْ.. و أنتم ثملونَ بالطبيعة ْ....! لا تنطقونَ بالحق ِّ... لا تـَرَوْنَ الحقائق.ْ.. و لا تسمعون الحقيقة ْ... أنتم لا تمارسونَ الإحساس َ ولا حتى تحاولونَـه ْ.... مُخَـدَّرونْ ... ولا شئَ يوقِظـُكـُمْ حتى بوقُ إسرافيلْ... لأنكمْ لم تحسبوا حسابَ ذلك اليومْ
تدخل العرافة برفقة قابيل و يدور بينهما حوار :
العرافة : من بين أنقاض الدهماء ْ ... يصعدُ نجم ٌ فارغ ٌ في سماءِ الخفاء ْ.... يسقط ُ الحاكمُ المخلصْ و و العائلة ُ العريقة ْ... فيسهـُلُ أمرُ تدبّر ِ الطريقة ْ.... يتبوأ العرشَ مسخٌ مسلوبْ .. وفكرٌ معطوبْ . . تعبئـُهُ آلتنا الخفية ْ.. بخطتنا الذكية ْ.. فيصبحُ يدُنا التي تُبيد ْ... متى شئنا و كيفما نريد ْ...
قابيل : منهجٌ خطير ْ... و مبدأ ٌ مثيرْ ... هكذا نكون أقدرَ خـَلـْق ِ الكون .. يمدُّ لنا الحاكم ُ يدهُ طلبا للعونْ..!
العرافة : سلاسلُ سوداء ْ.. وفضائح ُ نكراءْ .. نعرفـُها نحنُ ولا يُدركـُها سوانا ...تلتفُ كالأفعى حولَ عُنـُقِهْ
تنفـُثُ سمومَها بين عينيه , فلا يرى غير ما ينبغي له أنْ يراه ْ... ما نُحبّهُ نحن و نرضاهْ ..
قابيل : فيُغمضُ عن الحقيقة ِعينيهْ ... ويسدُّ عن الحق ِّ أذنيهْ ..!
العرافة : و إذا تزلزلَ كـُرسيْ السلطانْ ... وتنامَى منطقُ الحقِّ و البيانْ ... فرد الأخطبوطـُ أذرعَـــهُ
و أطبقَ على الغوغاءْ ... فاستـَبدلَ السخط َ بالرجاءْ ... و أتى بشيطان ِ الدهاء ْ.. و انقادَ الجميعْ
بطاعة ٍ عميــاءْ ....
قابيــل : الحاجة ُ المرغوبة ْ... و القدرة ُ المسلوبة ْ...
العرافة : تلتفُ الأفعى لتـُكـْمِلَ الدائرة ْ... فتحتوي الضعفاءَ و الجبابرة ْ... تصنعُ الدساتيرَ المدسوسةْ .....
و القوانينَ المعكوسة ْ...حرية ٌ.... ليبرالية ٌ.... برلمانْ ........ إخاءٌ... مساواة ٌ... عدلٌ وأمانْ... مضامينُ جوفاء ْ.. نصوغـُها في الخفاءْ ...
قابيــل : وتصبحُ الدهماءْ , نِداً لدوداً للسلطةِ العمياءْ ... فترتجفْ من شَكـِّها في أمنِـها ... و تستغيثُ كي نجيرَها منها ....
دكان الأخلاق
الحاوي
غناء فردي :
من يشتـري خـُلـُـقاً جـديدا و يـبيـــعُ أخلاقـــاً قديمـــة ْ
من ذا يُبـَـدّلُ بالعـتيــــق ِ مبــادئ ً أخـــرى ً سليمـــة ْ
اخــلعْ ضميــراً صادقــــاً لا يحـتمــــلْ دنيـــاً أثـيمــــة ْ
و اقطـــعْ لســاناً ناطقـــــاً حقــّـــاً و آراء ً حكـيمـــــــة ْ
و احــذرْ فمنهجُك القويــمُ بعـصـــرنا عُـقـَــداً عقيمـــة ْ
واختـــرْ لنفســـك مسلــكاً فــرؤاك َلا تبــدو حكيمـــــة ْ
أنـا ذا أ بـــدّ لُ بالنعيـــــم معـانيـــاً و رؤى ً سقيمــــــة ْ
قـيــمٌ تـفـــوح ُحـــــداثــة مُثـْـلـَـى و عولمـة ٌ عظيـمـــة ْ
يدخل السلطان على المسرح
السلطـــان : ما أصعبَ أن يختار السلطان
هل يغفـرُ حين يكـونُ
زمامُ القــدرة ِ في الإمـكانْ ...
وبرغم ِ جروح ِ الهيبةِ
في الكرسيِّ وفي السلطان ْ...!!
ما أصعبَ أن يختار السلطان
الحــــــــاوي : الحــلّ ُ في السلامْ .....
الســـــلامُ في الشعورْ....
و الشعورُ في السطورْ....
و السطورُ في الكتابْ....
والكتــابُ في المكـانْ....
و المكانُ في الأمــانْ....
و الأمـانُ في إسراميكا....!!
قابيــــل : أسلاكٌ سوداءْ .... أسلاكٌ شائكة ٌ سوداءْ ....
أسلاكُ الأمن ِ السوداءْ ..... لحلِّ خلافات ِ الفـُرَقــاءْ...
تمتدّ ُ بطـول ِ البيداءْ ..... تتـّصلُ بإسراميكا ....
العرافة : ادفعْ نصفَ المبلغْ ..... و املـُكْ ضعف الكمية ْ...
أما التيارُ أقدِّمُه ُ..... خدمات ٍ مني , و هدية ْ ....
أسلاكٌ سوداءْ .... أسلاكٌ شائكة ٌ سوداءْ .... فخرُ صناعة ِ إسراميكا ....
السـلطــان : أسلاكٌ سوداءْ .... أسلاكٌ شائكة ٌ سوداءْ ....!!
و لماذا شائكة ٌ سوداء.ْ..؟
العرافة : شائكة سوداءْ...
لحــلِّ قضـايا الدّهمــاء ْ....
للفصـل ِ الأقوى و الأمكن ِ ....
ما بين الأرض ِ و بين الأرض ْ...
لقيــام ِ جدار ٍ أمنيّ ٍ ....
تسري الطاقة ُ في أسلاكـِهْ...
يقعُ الغازيَ في أشراكهْ ....
السـلطــان : ما بينَ صديق ٍ و صديقْ ....!!!
أو بينَ شقيق ٍ و رفيقْ ....!!!
يقطـِّـعُ أوصالَ الأمــة ْ.....
يسري التيارُ بداخلِهِ ...
فيسممُ ألوان َ النسمة ْ...!!
ويصيرُ العالمُ أكثرَ ظلمـة ْ...!!!!
قابيل : أسلاكٌ تحمي الأوطانْ .... تحمي السلطان ...!!!
تحمي الأملَ المتدفقَ ....
من بين ِ رُكام ِ الأحزانْ ....
و الحُلـُمُ المُتدحرج ُ من أعلى ....
قمم ِ الأفكار ِ.. من الأقلامْ ...
لحمايةِ أمن ٍ و سلام ْ...
و دعائم ِ دين ِالإسلامْ....
عفوا... قانون الاستسلام ْ....
السلطان : الله هو العدل المطلقْ ...
في الخلق له شأنٌ و عيون ْ...
قد جعل الرحمة معيارا
لصلاح موازين الكون....
العرافـــة : الرحمة ُ إنْ وَسِعَتْ جُرما ...
هدمتْ كلَّ قلاع ِالخيرْ ...
واستشرتْ آفات ُ فسادٍ...
عابثة ً بأمان ِ الغيرْ....
السلطان : الرحمــة عـدلٌ و حيـاة ْ....
و العــدلُ جلالٌ للرحمــة ْ...
العرافـــة : الرحمة إن عمت شعبا
نسفت كرسي السلطان .....
وتمادى اللونُ الأسودُ في الطغيانْ...
يمسحُ عن أفق ِالدنيا ....
كلَّ الألوانْ ....!
قابيـــل : و تلاشى النغمُ الصادحُ
بالأشجان ِ و بالألحانْ ...
ليحلَّ عويلُ اللوعةِ
في الأرجاء ِ وفي الأكوانْ ...
السلطان : ما أصعبَ وضعُ السلطان ْ....
ما أصعبَ وضعُ السلطان ْ....
الساقي :
خذوا حذرَكمْ ... ربما تجرَحُكـُمْ الأسلاكُ الشائكة ْ... أمْ أنَّ خمرَ المقامات ِ الزائفة ْ أسكرَ فيكمْ الشعورَ بالإحساسْ ...؟!! لا شئ َ يجرحُكم اليومْ ... ثمالتـُكـُمْ هذه تجعلـُكـُمْ تشعُرونَ بالأشواكِ أنعمَ من الحريرْ... فهي التي تحمي الكرسي ... فلا يجرؤ على الاقتراب منه سوى من أمّـنَهُ لكم ... هو فقط من يعرف كيف يجعلكم تشعرون بالحريرَ أشواكا متى أرادْ .... فقد امتلك احاسيسكم و شعوركم... وهو الذي يشكلها حسب رغباته....
الفتــاة تبحث عن المفكــر :
يا قنــاديلَ اسطــــعــي في الظـــلام ِ الأسْـفـَـع ِ (1)
قـد خـَلـَتْ دنيــا شروق عـن بــروق لـُمـّــــــــع ِ (2)
ينهـــــل الــواردُ علمـا من غــديــرٍ مـُـتـْـــرَع ِ (3)
إننــي أبحــث حـيــرى عــن عظيـــم الأتـْـلـَـــع ِ (4)
طـاولَ النـجـــم َ علـــوا في المقـــام ِ الأرفـــــع ِ
كــرّمَ الفكـــرَ بعلـــــــم و لبـــــاب ٍألمعــــــــي (5)
وانزوى الحرفُ حيـاءا من خطيــبٍ مـُصْـقــَع (6)
أيــن من وشـّى حيــــاة ً ينـعـيـــــم ٍ مـُمـْـــــرَع ِ (7)
(1) أسفع : أسود (2) لمع : جمع برق لامع
(3) مترع : ملئ (4) أتـْـلع : طويل العنق
(5) ألمعي : شديد الذكاء (6) مصقع : بليغ
(7) ممرع :خصيب
يظهر هابيل في شخصية المفكــر
هـــابيـــــل : فــكـــر مــــولاي السـلـطــانْ
فــكـــر بالعقـل و بالميــزانْ
احــذر يجــــرفــك التيــــــارُ
بعـيـدا عـن أمـــن الشطــآنْ
الفتــــــــاة : و تغــــرك دنيــــا ً آفـلــــــة ً
تنسيــك, فأنك يـومـــا فــــانْ
وتظـــلُّ تغــامـــرُ بالأقــــدارِ
و بالأقـــراح ِ و بالأحـــــزانْ
هـــابيـــــل : تمـتـشـــــقُ حســام البطـــش ِ
بغيـــر الحــقِّ و بالبـهتــــانْ
تزرع بالرعـبِ أديـمَ الأرض ِ
عويـلا يصــرخ ُفي الأكفـــان ْ
السـلطــان : ما أصعبَ أن يختار السلطان
حين يكون خيارُ الحُكم ِ ...
بين العيش ِ و بين الموتْ...
هل يُسْحِـقُ شَغـَبَ الفتنة ِ
بالإعــدام ِ و بالجبروت ْ...!!
لكنّ الموتَ بلا شك ٍ....
دوامــة ُ موت ْ...
هــابيـــــل : فـكــــر مــولاي السلطــــــان
فكــر بالعقـــل و بالميــــزان
هل تـُسقــي الأرض رحيقــا
أو تشعـــــلـُها بالـنـيـــــــرانْ
الفتــــــــاة : أن تهطـلَ سُحُبُ الحبِّ سلاما
تـُنـبـتُ أحلامـــا و أمــــــــانْ
أو يقــذفَ بركــانُ السخــــطِ
سمــــوم َالبغــض الشنــــــآنْ
الفتـــــــــاة : فكر مولاي السلطان ....
هل تجعــلَ كفــك أبـيـــضَ أو
مخضـــوبا بـدم الإنســـــان ْ
أن يصــدحَ في الأيـكِ يمـــامٌ
أو ينـعـقَ بـوق الغربـــــانْ
السـلطــان : ما يصنعُ هذا السلطانْ ...
حتى لا تـَنـْتـَهـِكُ الهيبة َ...
أحقرُ أوكارِ الشرْ ...!
أو تـُفـْقـَـأ َ عين الحقِّ ...
بنصل ِ الغدرْ...!
أن يبقى للأمل ِ الباسم ِإشراقٌ ...
في الزمن ِ الوعـرْ...
هــابيــــل : فكـــّرْ مولايَ الســلطان ْ....
الله المطلقُ في الأكــوانْ ...
أودعكَ الســرَّ المكنــونْ ..
حمّلـَكَ أمانة َ هذا الكون ْ....
فالموجُ الأزرقُ لا يمكنْ
إلا أن يبقى أزرقْ ....
طبقا ً لنواميس ِ اللونْ ...
الفتــــــاة : والجبلُ الصامدُ لا يمكنْ ..
إلا أن يبقى صلداً ...
طبقا لنواميس الكـَوْنْ ...
السلطــــان : ما يصنع هذا السلطانْ ...
كي ينتصرَ على ذاتِه ...
فلا يختالُ بزيفِ الكـِبـْرِ ...
وزيف النصرْ...
وبريق ِ الوهم ِ الخادع ِ...
بالإطراء ِ وطـول ِ العمـرْ ...!
الفتـــــــاة : أنْ يَبْعـُدُ عن درب ِ الواشينْ ....
عن الحسادِ المنتفعينْ....
وشماتةِ أعداء ِ الدينْ ....
السلطـــان : لكنَّ المخلوقَ ضعيفٌ ...
بشرٌ من ماء ٍ و ترابْ ...
مجمـوعة ُ إنسان ٍ حُبـْـلـَى ...
بخطايا إثـم ٍ و عقابْ ...
أيكون السلطان ملاكاً ..
يحملُ أغصان الزيتون ...
ويُشـَكـّلُ أحكام َ الدنيا ...
حب ٌ.. غفران ٌ ... وسكونْ ...!!
هــابيـــــل : فـكـّــرْ مولاي السلطانْ ....
فـكـــر بالعــدل ِ و بالرحمــة ْ ....
بيــديك اليــوم َ
جميـعُ خيــارات ِ الأمــة ْ..
لك أن تختــارَ لهذا الشعـب ِ...
بين الظــلم ِ وعـدل ِ الرحمــة ْ..
السـلطـــان: ما أصعبَ أن يختار السلطان ْ....
هل يقضي بالرحمةِ حكم
وهو يرى ..
.بأن الرحمة قد تؤدي بقرار العدل
فإذا الإثنان نقيضان ٍ
بنتاج الفعلْ...!!
هـابيــــــل :اجعلْ من عدْل ِ الرحمنْ معايـيـراً
تحمي الأمصار من الأشرارْ ...
واشحذ ْ تفكيرَك َ كي تختارَ ...
نعيم الفطنةِ و الإبصارْ .....
السـلطـــان : بالعفو يضيع ُ الحقُّ ...
و تـُنبتُ أشواك ٌ لضلالْ ....
و الكلمــة ُ فوق شفاه السلطان ِ...
تثيرُ جدالا ً لألف ِ سؤال ْ....
ما أصعبَ أن يختارَ السلطان....
حين تكونُ الكلمة ُ منه حياة ْ...
في لحظة كون قرار العدل,
حكم وفاة ْ...
الفتـــــــاة : للعاقل ميزان خلاص
في سر الكلمة الحكمة ...
كي يضبط في حرص القائد
إيقاع َالرحمة و الكلمة ْ...
هـابيــــــل : عـدلـُكَ مولاي السلطان ...
منبـثـقٌ من معنى الكلمــة ...
وقرارك مرهــونٌ أبدا
بخيار القدرة و الكلمــة ....
تـُصـادرُ فكـرا ....
الفتـــــاة : تسجــنُ حــرا ....
هـابيــــــل : تقصف ُ خيـرا ...
الفتـــــاة : تـزرع شــرا ....
هـابيــــــل : تحرقُ عمرا ....
الفتـــــاة : تسخط بحرا ....
هـابيــــــل : بحروفٍ تتآلفُ في معنىً واحد...
ما تعني تلك الكلمــة ...!!
السـلطـــان :الكلمة ُ تابوتُ الرحمــة ْ...
و الرحمـة ُ تابوت ُ النقمة ْ...
و النقمة ُ تابوت ُالأمــة ْ....
و خيارُ الرحمة ِ و النقمـة ْ....
مرتهنٌ بخيارِ السلطـان ْ...
ما أصعبَ وضعُ السلطان ْ....
هـابيــــــل : الكلمة ُ سيفٌ بتارْ ...
حدٌ فاصل بين الشر ِ
وبينَ نواميس ِ الأخيارْ ...
الفتــــــاة : كلامُ اللهِ هو النورْ...
و الحكمة ُ قولٌ مأثورْ ..
هــابيـــــل : ميزانُ التقوى في الكلمة ْ...
الكفرُ جحودٌ بالكلمةْ ...
القــَـدَرُ قضاءٌ للكلمةْ ..
الفتــــــاة : الكلمة ُحقٌ ساطعْ ...
هــابيـــــل : و الكلمة ُ سم ٌناقعْ ...
الفتــــــاة : بالكلمةِ تجتمعُ القـِيَمُ ...
هــابيـــــل : و تـُفـَرّقُ بالكـَلِم ِ الأمة ْ ...
الفتــــــاة : اسحقْ من وَأ َد َالكلمة ْ ...
هــابيـــــل : و اخنُقْ من فـَرَضَ الظـُّلـْمة ْ ...
الفتــــــاة : واحذرْ من شرِّ النقمة ْ...
هــابيـــــل : واعرضْ عن سوء ِ الذمة ْ...
الفتــــــاة : و اشحذ ْ للنصر ِ الهمَّـة ْ...
هــابيـــــل : و اجعلْ للخير ِالرحمة ْ...
الفتــــــاة : واحكمْ في الكون ِ بأسرار ِ القدرة ِ و الكلمة ْ....
النخب الرابع غيبوبة نسف الأديان الصمت العربي احتضار الحلم يضاء موقع العــرافة حيث تظــهر في حوار مع قابيل
العرافة : وضعَ البناءُ اللـّبِنَة َبالإتقان ِ و بالخفــة ْ.... فأقام بناءا ً من لبنات ٍمختلفة ْ.... فَلـْيُدْعَ جميعُ البنائـــين.ْ... لتـُصْنَعَ أهراما عدة ْ... متباينة َ الشكلِّ وفي التكوينْ .... احْتـَوَتْ الحاضنة ُ فــراخ َ الغويـيـمْ (1) ....خــرجـَـتْ دافئة ً تصرخ ْ... تعميمٌ ... تعتيم ْ...تحريمٌ.... تجريمْ ... تأميم ٌ.... تقييم ْ.... اليــومَ خيارُ العالم ِ في التصويت ِ وفي التقييمْ .... لجنة ُ تحريرِ القانونْ ... دساتيرُ الأنظمة ِ الحُبلـَى بالتغـييـر ِ و بالتدميـرْ .... غيابٌ للوعي ِ عن التفكيرْ ....
قابيــل : الانفعالُ ثورة ْ... و الغضبُ انقلابْ ... نحن من خـَلـَقَ الأسبابْ ... شَغَبٌ هَرجٌ و اضطرابْ...تسميمُ النقدِ بزيفِ الخطابْ ... انشغالٌ تامٌ بالمظهرْ .... و انصرافٌ أعمىً عن الجوهرْ....
العرافة: فرغ الناسُ من العزم ِو منَ الفكرِ ...قد سادَ العالمَ أشكالٌ من نيرِ الذلِّ .. من القهرِ .... أبصارٌ تنظرُ شاخصة ً ...تنتظرُ خلاصا ً.... منْ يُنقـذُ منْ ..! و شريعة ُ مَنْ أكثرُ إخلاصا ً....
اليومَ تحطمت ِ الصخرة ْ... تـَفجّرَ غضبُ البركانْ ... تصاعدَ منه الدخــانْ... و اشتعلتْ ألسنة ُ النيرانْ ... أين المخرجُ و المنفـذ.ْ...؟ أين المـُنْقِْذ ؟
قابيــل : العالمُ يَفقِـدُ وعْيَهْ .... كـتـَبَ اليومَ بأيدينا صحيفةَ نعيـِهْ ... سيبحثُ عن قنديل ٍ في بحرِ الظلمة ْ.. إشعاعٌ يجلو بعضَ سديم ِ العتمة ْ...
العرافة : الماسونُ مع التلمودْ ... شئ ٌ صغناهُ بأيدينا .. أسفـارا ً من عهد ِالأخدودْ ... أحكامُ مهندسِنا الأعظم ْ.... قانونُ الملكِ هيرودس .. ومُخطط ُ حيرامُ الأكرمْ ... خلاصٌ للأمن ِ المفقودْ ... حبلُ الإنقاذِ الممدودْ ...
قابيــل : الدهماءْ...الدهماءُ أنهكَها الضياع ْ... تنتظـرُ قدومَ مُخـَلـِّصِها ... مـَلـِكٌ أوحدْ ... يَأمرْ فيُطاعْ ....
(1) الغوييم : لفظة احتقار يطلقها اليهود على عامة الناس من غير اليهود
الجـوقة و الفتــاة :
يا حمــاة َ الدين َ هل تنهضُ للدين ِ قيـامة ْ... ! عندما يُصبحُ حامي الكون ِ
طـاغوتا ً زنيماً
فوقَ عرش ِ الظالمينْ ....
يَهَبُ الرزقَ ثوابا ً
للـعـبيـدِ الطائعينْ ....!!
غافراً ذنبَ عباد ٍ
خـُشـّعاً في سعيهم ..
طـُـوّ ُفاً بالبيت شرط ُ الغـافريـنْ ...!!!
يا حماة الدين هلْ تنهض ُ للدين قيــامة ْ.. !
عنـدما يُصبحُ قـوتُ
الشعبِ مرهــونا ً
بفـكــرٍ و قضيـة ْ... !
و الولاءاتُ فروضٌ
لقروض ٍ سرمديـة ْ.. !
و صيـامُ الشهـرِ صوما ً
عن حقـوق ٍ أزليــة ْ... !
أيها الساهونَ
يكـفـيكـم سُبـاتا ً
في جحــورِ الجبناءْ...
قد خــذلتمْ بخنـوع ِالذُّلِّ
قـدسَ الأنبيـــاءْ ...
كيف بالله عليكم بعد هذا ,
يا حمــاة الدين ِ,
أنْ تنهضَ للدين ِ قيــامة ْ...
عندمــا ينتصبُ المــوتُ
كرمـزٍ للعـدالة ْ
فوق أنقاض ِ الأممْ ..
عندمــا تـُفـْقـَـأ ُ أبصـارُ الحقـيـقـة
تتهاوى بعـدهـا كلُّ القيـم
عنـدما تنتهكُ الأقصى
نجــاساتُ اليهــودْ
!تهجـع الآذانُ في لحدِ الصّمَـمْ
فغــدا تــأتي جمــوع ُ
!الكُفــرِ تجتـاحُ الحَرَمْ
يظهر هابيل في ثوب الدين الفتــــاة : ويح قلبي ... من تكونْ ..؟!
هـــابيل : أنا ذلك الحلـُمُ الدفينْ.. في قلوبِ الطالبينْ ....
شاهدا للذاتِ فرداً واحـدا .. عينُ اليقينْ...
قـلمٌ سطـّـرَ حرفـاً
في مداراتِ الحقيقـة ...
منطقٌ ألهبَ صوتـاً
في الضلالاتِ السحيقة ْ...
أنا في فكـرِ البـريـّة ْ
عالِمُ الدين ِ التـقـيْ....
منصفُ الحقِّ لأحكام ِ إلـهٍ و نبيْ ....
إنني سيفُ صلاح ٍ في وجوهِ الغاصبين ْ...
الفتــــاة : أصحيح ُ...أنكَ التائهُ عنّي من زمـان ِالغابرين ْ...
هـــابيل : إنني من عهـدِ آدمَ
منذ ُ تاريخ ِ البداية.ْ..
صَحوة ُ الحقِّ و نورُ المصطفى
فالقاً دربَ الهداية.ْ...
صبرُ أيوبَ وموسى
عقلُ لقمانَ وعدلُ الراشدينْ ..
الفتــــاة : يا إلهي ... بعد هذا العمــرِ حقاً ما أراهُ ...
و يراهُ الناظرون ْ....
هـــابيل : إنني الحاضرُ دوماً
في يقين ِ المخلصينْ ....
مِنـْبـَرُ الإصلاح ِ في الدنيا
و نورُ العارفين ْ...
الفتــــاة : تاهَ منـّي الدربُ في بحـرِ شتات ٍ...
غرِقـَتْ فيه القضية ْ..
شملـُنا ما عادَ تجمعُهُ
الأخـوةِ والرؤى
والأماني السرمدية.ْ...
إنهم في لذةِ الدنيا وذل ٍ غارقين ْ....
هـــابيل : قـد تماديتُمْ كثيراً
بدروبِ الاحتضارْ....
وضللتمْ عن طريق ِ النصرِ و العزةِ
عن حقِّ الخَيارْ ...
إنه الفـرقانُ وحـدَهْ
مِشعلُ النورِ
ودربِ الانتصار ..
فلتعـودوا أيها الناسْ
لدين ِ الحقِّ ...
للنورِ المبين ْ....
الفتــــاة : أنت هابيل إذا ... آه يا حلمي الجميل قدر الله لنا أن نلتقي
بعد عمرٍ من جديدْ ...
فلنحققْ حلـْمَنا...
ولنطهـرْ قدسَنا ..
وبتوفيق إلهِ العرش ِ
نبني و نـُعيدْ ..
تهـرع الفتاة باتجاه هـابيل تلحقها الجوقة
إظلام سريـع ...
ظهور العـرافة و قابيـل من جديـد
العـرافة : كيف يحدثُ كلُّ هذا
أيها الأحمقُ قابيلُ اللعين ْ...؟
قــابيل : أيُّ شئ ٍ تـقصدين ْ..؟!
العـرافة : لم يَعُـدْ هابيلُ حلماً ..
إنه حـقٌّ مبينْ ..!
قــابيل : قـد قتلناهُ سويـاً ... منذ عهـدِ الأوّلينْ ...!
العـرافة : قد بَصُرْتُ اليوم ما لمْ
تبصرِ الناسُ بهِ
نهضَ الفارسُ من كبوتهِ
وامتطى ظهرَ الكرامة ْ
سلَّ سيفَ الحقِّ للإسلام ِ
يمتشقُ الزعامة ْ....
قــابيل : ذلك الأمرُ خطيرٌ و نذيـرْ ...
أي شؤم ٍ بعدَهُ
عندما تصحو لدى الغويـيـم ِ
صرخاتُ الضميرْ ..!
العـرافة : ادنُ مني أيها الوغـدُ المغفـّـلْ
واسمع ِ القولَ و نفـذ.ْ...
دون شكٍّ و ارتياب ْ...
ذلك المؤمنُ بالتوحيدِ
ديناً وصوابْ ..
سوف نُصليـهِ سعيراً و عــذابْ ...
ثم نرميه جزافا ...
باختراق السلم ِ والأمن ِ
وتشجيع ِ الخرابْ
إنه الإرهابْ .....
قــابيل : إنه الإرهـاب ْ
إنه الإرهـابْ
إنه الإرهـابْ.......
العرافة : الثورة ُمفهومُ التدميرْ ... لتـُسْقِـط َ أنظمة ً و تصوغ َ دساتيــرْ .... الغــويـيـمُ قطيعُ الغـنــم ِ و نحــنُ الــذئابْ ..... سنـمارسُ سطوتـَنـا الكبرى .... نـنـعتُ معظَمُهُمْ بالإرهــابْ .. سنطـاردُهمْ و نحاربُهمْ... نَخـْنُـقُ صوتَ المئذنة ِ... نحطـِّمُ قـُدسَ المحرابْ ... و نرددُ " إنـّـا نقتلعُ الإرهابْ " وَ لْتـُنْسَفْ كلُّ الأديانْ .... هرجاً ... مرجاً ... خمراً ... و قيانْ ...... الناعقُ في البوق ِ... غرابٌ أحمقْ ... لا يُدركُ معنى ما ينطقْ ... القردُ .. أصلُ الإنسانْ ... فهو إذا أصلا ً سِعدانْ...!! فلنملي عليه أوامرَنا ... ونمــارسُ حـقَّ مهارتِنا ..... القيمُ تُداسْ بحوافـرِ الحضارة ْ.... الفكرُ ضَلالة ْ .... و الدينُ جَهالة ْ.....
قابيـــــل : الحرية ُ مَشعلُ أنوارْ ... لسبرِ الأنفس ِ و الأغوارْ ... معنى ً مطلقُ خارجَ أطُـرِالأخلاق ْ... منبثقٌ من بين خفايا الأنفاق ْ.... قوة الخفاءْ... في الهدم ِ لا البناءْ ... تفريغ لفكر الدهماء ...
العرافة : توثيقُ المنطق ِ بالإلحادْ .... لا دينَ سوى دين ِ الأسيادْ ... و المؤمنُ بالسرِّ المكنونْ .... ما بين الكافِ و بين النونْ .... في قدرة ِ خالق ِ هذا الكونْ ....خطرٌ يتربصُ بالسلطانْ... يجعلهُ يهربُ من قدرٍ مَحتوم ْ.... فنمدُّ له أذرُع َ للعومْ .... ليسبحِ ضـد التيارِ بأيدينا.... لا يملكُ بأسـاً و قـراراً ذاتيا .... ويكونُ لنا عوناً أبديا ..... قــابيـــــــــــــــــــــــــــلْ ...اَحْضِرْ لي في الحالْ رأسُ هـابيلْ
أنا لن أرضى لها أيَّ بـديلْ ....!
و لْتـُهْـدَمِْ الكعبة ْ....!!
فجّرْ .. أُقـْـتـُلْ ... اضرِبْ بالقوة ِ و النـارْ ... واستخدمْ كلَّ سلاح ِ دمارْ ....لا تجعلْ للعـالم ِ رأياً أو أيَّ قرارْ ....و سنشربُ بعدها أنخابَ النصرِ ... قد تمّ القضاءُ على الأغيارْ...(1)
قـابيــــــل : فلتُهـْـدَم ْ الكعبة ْ... ! بالقصفِ بالنووي ْ... فالقـرارُ الأوحدُ اليومَ ...قراراتُ القوي...
(1) الأغيار : في العرف اليهودي ..كل من يؤمن بغير اليهودية
يبدأ مشهد هدم الكعبة ...
إعلامي 1 : أعزاءنا المشاهدين ننقل لكم و على الهواء مباشرة أهم أحداث الدنيا ... نسف الكعبة ...
إعلامي 2 : معكم دائما من قلب الحدث .... و على مدار الساعة ...
إعلامي3 : مصداقية ... موضوعية .... حيادية ... حرية ...
إعلامي 1 : أعزاءنا المشاهدين ..... إبقوا معنا ..... الســـاقي : يا أمة َالإسلام ِ في طول ِ البلاد ِ و عرضِها ...
المعتدي في مكة َ الزهراء ِ
ينتهكُ السماءَ وأرضَها ...
قد جاء يعبثُ بالمحارم
في الربوع ِ الطـاهرة ْ...
كي يهـدمَ البيتَ العتيقْ
وتطوِّقُ الإسلامَ ألسنة ُ الحريقْ ...
الفتـــــــاة : هل ذاك أبرهة ُ اللعين ْ..!!
الســـاقي : بل زعيمُ الملحـدينْ ...
الحــاوي : هيا اهربوا .... هيا اهربوا ...
الســـاقي : أين الفـرارْ ...
ومَنْ الذي يحمي الــذ ِّمارْ ...
هل هانَ دينـُكـُـمُ
و هانَتْ في نفوسِكمُ الديـارْ ...(1)
الحــاوي : لا ملجأ ٌ غيرُ الفرارْ فاليومَ لا تـُجدي الغِمـار ...(2)
السلطـــان : ما أصعبَ ما يختار السلطان....!
ما أصعبَ ما يختار السلطان.....!
الفتـــــــاة : كمْ كنتُ أخشى
من مَغبّاتِ الخطوبِ الكاشرة ْ...(3)
(1)الذمار : الوطن (3) الكاشرة : الشديدة
(2) الغمار: كناية عن الحرب
الســـاقي : حذرتـُكـُمْ لو تذكرينَ
من الصروفِ القاهـرة.ْ..
الفتـــــــاة : و لقد دعوتُ الله أنْ
يحميَ حمانا
من أعادٍ غادرة ْ...
الســـاقي : الغـدرُ في أنفسِكـُمْ
لا في الأعادي الظاهرة ْ...
السلطـــان: الأمنُ من بعض ٍ لبعض ٍ
قد تلاشى و اندثرْ
وتسابقَ الفـُرَقاءُ منْ خوفٍ تنامى
من مغبّاتِ القـدَرْ
متوجسينَ الغدرَ من بعض ٍ
ومن شرٍّ أشرْ
وحروبُ لا تـُبقي من الدنيا لهمْ شيئاً
ولا خيراً تـَذَرْ !!
دخول الإعلاميين بصحبة قابيل يحملون لافتات بالعبارات التالية : ( فضائيات اللهو و الطرب .... لمسخ الإسلام و العرب
لا للفقراء ... نعم للأغنياء
تركيز الثروات ... في مركز القرارات
عالم واحد .... حكومة واحدة
لا للأديان السماوية .... نعم للعولمانية
شركات التجريم .... لنهب الغوييم
عولمة القرار .... في محاربة الأغيار
تحيا تحيا إسراميكا
البقاء للأثرياء
لا للرأي
لا للدين
لا للفكر
لا للأخلاق
لا لقرار الأغيار
لا للاستقلال )
الإعلاميون : عَوْلِمْ عولم يا قابـــيلْ نحن ُوراءَكَ في التطبيـلْ
حرر حرر يا قابيـــــل نحن رجــالك في التضليل
الفـتــــــاة : إنّا إذا اشتدّتْ خطوبُ الدهرِ
نلجأ ُ للدعــاءْ
وببيتِهِ نجدُ الأمانَ
يرُدُّ بُرحـاءَ البلاءْ ....(1)
قد جاءنا اليومُ الذي
نجدُ المحارمَ تـُسْـتباحْ
الســـاقي : والكعبة ُ الغـراءُ
تغرقُ في دمـاءِ ِ الغـدرِ
مثخنة ُ الجِـراحْ ....
الفـتــــــاة : و الراية ُ الشهباءُ للإسلام ِ
مَزّقــَها النواحْ ....
يا غربة َ الأيامْ
يا عَتـْمـَة َالإصباح.ْ...
السلطـــان : ما أصعبَ ما يختار السلطان....!
ما أصعبَ ما يختار السلطان.....!
الإعلاميون : خـطط ْ دبـــرْ يا زعــيـمْ لا غَـوْغـاءَ و لا غـوييــمْ
لا ترهيبَ و لا إرهابْ لا الـتـــحـــاءَ ولا نــقــــابْ
السلطـــان: نَصبوا كمائنَ حقدِهم
متوثبين َلبعضهمْ
مستنفرينَ بشكهمْ
سوقَ العتادْ
من ذا يفوزُ بصفقة ٍ
من خردةٍ....
أو من بقايا في المزادْ!!
ذاك المُراد.ْ.!!
الســـاقي :: يا عارَ أمتِنـا.... يا عار أمتِنـا....
الفتـــــــاة : ويلاهُ يا للعــارْ.... ويلاهُ يا للعــارْ....
(1) برحاء : شدة قسوة المصيبة
يظهر هابيل ... هـــابيـل : قسماً برب العرش و السبع المثاني و البلد.... لن تنثني منـّا العزائمْ أو ننحني يوماً لظالمْ
فسيرحلُ المأفونُ مدحوراً
وينتفِضُ الأسدْ
لن يهنأ المحتلُّ يوماً في البلدْ
فقضيتي معه ستبقى طالَما لم يندحرْ ... بل قل ستبقى للأبدْ....!
يتم القبض على هابيل وسط ضجيج إعلامي ...
الإعلاميون : لا إسلام َ و لا إرهابْ معــك نســـير ذهاب إياب
يا قابيلُ يا مُهــــابْ اضـــربْ حطـمْ الإرهــابْ
هـــابيـل : آهِ من زيفِ الحقيقة.ْ..
عندما يُصبحُ سلطانُ الطغاة ْ...
سيفَ إرهاب ٍ مُسلـّطْ
فوق أعناق ِ الضحايا
يسحقُ الصدقَ و يغتالُ الإباءْ ...
و يكونُ الدين ُإرهاباً مخيفـاً
ترتجـفْ منه السمــاءْ ....
تتهـاوى أنجمُ الحق ِّ
بحاناتِ الريـاء ْ...
ثم تغـدو سدفة ُ الليلِّ
نهـاراً أو ضيــاء ْ...
و النواميسُ غريقة ْ...
آهِ من زيفِ الحقيقة.ْ..
الإعلاميون : يا قابـيــــلُ و يا إمـــامْ أنــتَ القــائــدُ الهُمـَـــامْ
وحدة ْ وحدة ْ ياشيطــانْ مــــن أمريـــكا لليـــابــانْ
هـــابيـل : عندما يُصبحُ قاضي الأرض ِ مَحْفـَلَ أورشليم ...
يحكـُمُ العالمَ أجمــعْ
حَسْبَ قانون ِالوثيقة ْ....
آه من زيفِ الحقيقة.ْ..
قــابيل : إرهابيٌ ... إرهابيْ يشهـدُ التاريخ ُ و العالمُ أجمعْ هو من فجّـرَ
أبراجَ الحضارة ْ... الحــاوي : مُنذ ُ بدءِ الخلـْق ِ يجتاحُ الزمانْ شاهـراً سيفَ وقـارِهْ ...
قــابيل : كان في صحبة ِ يوسُفَ تاشَفينْ في حروبِ الأندلس ْ...
الحــاوي : كان في حطينَ ... في يافا ... وصورْ مرج ِ دابقْ .. عين ِ جالوت ِ
طرابلسْ ....
قــابيل : قاومَ الهكسوسَ عزماً و اقتدارْ ...
الحــاوي : وأبادَ الهجمة َ الكبرى لأقوام ِ التتارْ ...
قــابيل : هو في المغرب ِ من جُنْدِ الخليفة ْ ابنُ منصورٍ إمامُ المسلمين.ْ..
الحــاوي : إنه الظاهرُ بيبَرْسْ و عمادُ الدين ِ زنكي
وصلاحُ الدين ...
قــابيل : هو من أطفأ َ في جلفارِ
ألسنة َ الحريقْ ...
في أساطيل ِ البسالة ْ...
الحــاوي : ذلك الرافضُ إذعاناً لمُعْتـَمَدِ النذالة ْ...(1)
(1) المعتمد : المعتمد الإنجليزي الذي حاول ثني الشيخ صقر بن سلطان القاسمي (حاكم الشارقة حتى عام 1965) عن القبول بفتح مكتب تمثيلي للجامعة العربية بالشارقة وعندما رفض طلبه قام الإستعمار البريطاني آنذاك بإبعادٍه خارج بلاده ليعيش لاجئا سياسيا في مصر, مؤثرا تمسكه بعروبته و مبادئه القومية على التمسك بكرسي السلطان الذي ورثه أبا عن جد منذ مئات السنين.
قــابيل : هو ذاكَ القائدُ الباسلُ في حرب ِالجـزائرْ .. وبلبنان ِ الجنوبْ ..
الحــاوي : صانعُ النصرَّ بأكتوبرْ وفي كلِّ الحروبْ...
قــابيل : إنه طفلُ الحجارة.ْ.......!!!!
إعلامي 1 : المشاهدونُ المحترمون ْ ... تنفردُ قنواتـُنا الفضائية ْ بمواكبةِ الحَدَثْ و المبالغة ِ في الحديثْ .... في التواصل ِ الدائمْ ... و التفسيرِ الغائم ْ... من موقع ِ الأحداثْ ننقلُ لكمْ و على الهـواء ِ مباشرة ً, أحدثَ حدثٍ في الساحة ِالعالمية ْ.... حربُ الإرهابْ ... صراع ُ الخيرِ و الشرِّ بالمفهوم ِ العالمي ِ الجديد.ْ.. الإرهابيُّ الطالحُ هـابيلْ يسقط ُ أخيراً على يـدِ السيدِ الصالح ِ قـابيلْ ...
مشهد قتل هابيل
قابيل تحاصره الكاميرات و مايكرفونات الإعلاميين ............
إعلامي 2: السيدُ المعظمُ قـابيل ْ...نباركَ لكمْ انتصارَكمْ العظيمْ ... هلا ّ توجَهتـُمْ بحديثِكـُمْ الثمينْ بطمأنةِ المشاهدين ْ...
قابيــل : فليطمئنَّ الجميعْ ... إننا نثقُ تماما في قدراتِنا و مقدِّراتِنا ... فنحنُ من خلقناها و نحن من يُسَيِّرُها.... ولن نسمحَ لمن يتجاوزُها أو يدمرُها ....
إعلامي3 : سيدي ... هل تشعرَ بفرق ِ الاعتزازِ في القضاء ِعلى هـابيلَ أوّل ِ الزمانْ , و هابيلَ آخرِ الزمان.ْ..
قابيــل : طالما كانَ الهدفُ واحداً فالشعورُ واحد ْ.... المهمُ في النهاية ْ , أنا القوي ُّ..أنا القديرْ... وأنا الذي بيدي حقوقَ الغيرِ و حقُّ تقريرِ المصيرْ ...
إعلامي 2: سيدي قابيــل ... يتساءلُ المشاهدونْ هل قضاؤكَ على هابيلَ في بداية ِالتاريخ ِ... هو في حقيقتهِ قضاءٌ على الإرهابْ ....؟؟!
قابيــل : بالطبعْ ... لقد أرهبَ هابيلُ مشاعري و رغباتي ... واليوم يُرهِبُ مصالحي وحياتي...
إعلامي 1 : لكنكَ خالفتَ رأي أبيك ْ...
قابيــل : اختلاف الرأي لا يُفـْسِدُ للوُدّ قضية ْ....
إعلامي3 : و ماذا عن الإجراءاتِ الأمنية ْ...؟ قابيــل : سيـُطارَدُ العربُ و المسلمونْ ... فجميعُهم إرهابيون ....حتى يتخلصوا من أسلحتِهمْ و لِحاهمْ ... ودينِهم وتقواهِم ... لقد حانَ الوقتُ لتشكيل ِ العالم ِ على شاكلتنا ... لنحرِّرَهُ من قيودِ التحريم ِ الدينية ْ... و ضوابط َ النفس ِ الروحية ْ.... و أغلال ِ القيم ِ الأخلاقية ْ... ليستظلَّ بمظلةِ العولمةِ التفرُّدِيـَّةِ ... التغطرسيَّةِ ... التهَيْمُنِيـَّة ْ...
إعلامي 2 : سيدي .. كيف تفسرونَ هدمَكـُمْ الكعبة ْ... رمزَ السلام ِ و الإسلام ْ... !؟
قابيــل : وجودُ الرمزِ يؤجّجُ المشاعرْ و يُنْعِشُ الضمائرْ ... نحن نريدُ عالماً مُسالماً ... خاوياً... فارغاً... لا نريدُه مشغولاً بالتفكيرْ.... و الصلاةِ و التدبيرْ ... كي يعيشَ الجميعُ في سلامْ ... كالبغال ِ و الأنعـامْ ....
الحــاوي : السـلامُ في النعيــمْ و النعيـم ُفي الشعورْ
و الشعورُ في التفكيرْ
و التفكيـرُ في التدبيرْ
و التـدبيرُ في التقييـمْ
و التقييـم ُفي المصالحْ
و المصالحُ في إسراميكا
إعلامي1 : المشاهدونَ المحترمونْ ...مازالت أرقامُنا عالية َ الحرارة ْ... متناسبة ً طرداً مع حرارة ِ الحَدَثْ ومازلنا بانتظارِ إجاباتِكمْ على سؤال ِ الألفية ِ الجديدة ْ " من ِالمجرم ِالحقيقيْ "
العرافة : قـد خـُمِدَتْ أصواتُ الثورة ْ... لا رفـضٌ لا شجبٌ لا استنكارْ .... اليــومَ الملكُ الأوحدُ يحكمُ كلَّ العـــالمْ.... فأيادينا المَخـْفيـّة ْ و بكلِّ براعة ْ.... أنـْهَتْ دوراً مرسـوماً من قِـدَم ِ الدّهـــرِ إلـى الساعة.ْ.... فهنيئاً يا ملكَ العــالمْ .... وهنيئاً يا شعبَ الهيكلْ ...
قابيـــل : انهضْ يا حيرامُ لتباركَ هذا الشعبُ المختارْ .... اليومَ سنشرب أنخابَ النصر ِ وبكل فخار ... ولنجعلَ أقداحَ الشرب ِ .. جماجمَ كلِّ الأغيارْ ....
دراما غنائية ....
الفـتــاة : البيتُ ضاع.ْ...
الحلمُ ضاع.ْ....
لم يبقَ لي غيرُ الضياع.ْ.....
أخلفَ الدجالُّ وعدَه.ْ....
ناكثاً بالخبثِ عهدَه.ْ....
باذلا في سرقةِ الأحلام ِ مني.....
كلَّ جُهدِه.ْ.....
قــابيــل : ماذا يدورُ بساحتي....
من ذلك المجنونُ .... يُعْلي صوتـَهُ
مستهترا بوجاهتي.....
و يظنُّ جهلا أنني.....
أرضى انتقاصَ مهابتي ...
الفتــاة : أواهُ يا زمنَ التردّي و الضياع.ْ..!
زمَنُ احتضارِ النفس ِ....
ذلا ً... وارتياع.ْ..
و كرامة ُ الإنسان ِ صارتْ .....
سلعة ً مطروحة ً...
في سوق ِ نخـَّاس ٍ تُباع.ْ...
ما عادَ يملكُ ذلك المسكينُ
غيرَ الإنصياع ْ.....
قــابيــل : لا أرتضي هذا التمادي.....
شكوى و أ صواتا تنادي....
أنا في ممالك ِ ثروتي .....
ربٌ يساقُ بأمرهِ... كلُّ البشرْ...
فأنا الذي وحدي أخطط ُ...
كلَّ أشكال ِ القدرْ.....
الفـتـــاة : أواهُ يا زمنَ الغرورْ....
زمنَ التفرد و الفجورْ ...
زمن ٌ به يتحكمُ الأشرارُ
في زرع ِ المآسيَ والسرورْ...
فيقررونَ لذا يعيشُ...
وذاك يُـقبـَرُ في الجحور ...
قــابيـــل : هذه الدنيا لمثلي خـُلِقـَتْ...
وأنا لنْ أتركَ من يُفـْسِدَ فيها...
سأباركُ منْ يوافقـُني الرّؤى ...
ساحقا في الدرب ِمن كانَ نزيها....
فخياري نابعٌ من سطوتي ......
كي أكونَ السيدَ الأكثرَ تيها....
الجــوقة : حسبي اللهُ المغيث.ْ..
حسبي الله المجير.ْ..
قد تمادى ذلك الفرعونُ...
في ظلمٌ خطيرْ.....
سوف يأتيه بإذن ِ اللهِ...
شرٌّ مستطيرْ...
قد تمادتْ في غرورٍ
قبلـَهُ أممٌ كثيرْ ...
فأتاها الوعدُ من ربٍّ
على البغي قديرْ....
حسبيَ الله ُ الكبيرْ
حسبيَ الله ُالنصيرْ...
حسبيَ الله ُ القديرْ...
حسبيَ الله ُ القدير.ْ..
تظهر العرافة و قابيل على مستوى آخر:
العرافة : نُسِفَتْ كلُّ الأديانْ .... سَقطتْ كلُّ قوانينَ الأحكامْ ... و القانونُ الأوحدُ هذا اليومْ .... قانونُ
الأسفارْ.. شعبُ اللهِ المُختارْ ... أسطورتـُنا الأبدية ْ... صنعناها و زرعناها و رعيناها حتى
كـَبُرَتْ ... و اليومَ تسوقُ العالمَ أجمع بعصاً سحريّة ْ... تلك أيادينا المخفية ْ....
قابيــل : بحرٌ هائجْ ... أمواجٌ تتلاطمْ .. تعلو تـتـفاقـَمْ ... نرمي بشباكٍ مخفيّة ْ تصطادُ الأمـواجْ....
ننشـُرُها فوق شواطئَ أمن ٍ وهمية ْ... تحتَ سماء ِ التحريرِ و شمـس ِ الحرية.ْ.. أمــالُ الأمـــة في التعبيرِ و في التغييرْ .... سَنـُخـْمِدُ تلكَ الثورة ْ... إسراع ٌ في التدبيرْ ... لا يحتـملُ الوضـعُ مجالا للتأخيرْ ...
الساقي : ما هذا الصمتُ القاهرْ مَنْ كمّمَ الأفواهَ.....
وأسكتَ الحناجرْ!!
و أغلقَ الآذانَ
و أوصدَ الأبوابَ
وخاصمَ المنابرْ!!
عروبتي يا قومْ
في ليلِها السادِرْ !! (1)
(1) السادر : الطويل بلا انقضاء
الفتـــاة : أهكذا يا قومْ
يُقضَى عليْ!!
لتنتهي قضيتي
و تًسْتباحُ حُرمتي
و يختفي من أسطرِ التاريخ ِ
مجدُ عروبتي!!
أوَ هكذا هُدِرَتْ دماءُ كرامتي!!
وتجوسُ أقدامُ الأعادي
في مرابع ِ هيبتي!!
الساقي: يا أمة ٌ كانت بحقٍّ
دانة ً بين الأممْ
عاثتْ بها أيدي الطغاة ْ
ومزّقـَتْ فيها الثوابتَ والثباتْ
و ألهبتْ نارَ التفرقُ و الشتاتْ
ما عادَ يجمعُها الوِئامْ
أو عادَ يجمعُها الألمْ
فجميعُها لجميعِها
حقدٌ تأجّجَ واحتدمْ!!
الفتـــاة : أين العدوُّ المشتركْ ؟؟
أين المصيرُ المشتركْ ؟؟
اليومَ يُصبحُ ذاكَ ضرباً من خيالْ..
وتضيعُ آمالُ الشعوبِ
من المُحال ِ إلى المُحالْ..
السلطـان : خوفٌ أضَلّ مصيرَنا ....
ونأى بدربِ المُعتركْ وعدونا بسلاحهِ..
أضحى صديقاً مشتركْ!!!
الفتــاة : ويلاهُ يا قومي
على زمن ِ الخنوع ْ
زمنُ القويُ المعتدي زمنُ الركوع ْ أ لغيرِ وجهِ الله ِ نقبلُ بالخشوع ْ
ونظل نقسم للكبيرة
بالولاء ِ و بالخضوع ْ...!!
رســالة هــابيل لحظـة الاحتضار
هـابيــــل : إلى كافة ْ كافة ْ عموم ِ كافةِ أبناء ِالأمة في الخليج العربي...
الإماراتْ .. السعودية ْ ... البحرينْ ... عمانْ .. قطرْ و الكويت ...
المـلائكــة : يصلْ ويُسَلـَّمْ .....
هـابيــــل : إلى كافةِ عموم ِ أبناءِ الأمة العربية ْ... في صحراءِ المغربْ و أحـراش ِ الســودان ْ ....في طنجة َ و لبنانْ ...في عَدَنَ و بغدادَ و الجولانْ ... في طرابلسَ والقاهـرة َ و الصومالْ ......... المـلائكـة : يصلْ ويسلمْ ....
هـابيــــل : إلى كافة كافة عموم كافة الأمة الإسلامية... في كشميرَ و الصينْ ...نيجيريا و النيجرْ..
لاهورَ و كابولْ ... في جاوة َ وباسيلانْ ... ماليزيا ...و زنجبارْ ... كينيا..روسيا وطهرانْ... السّنِغَالَ و ليبيريا و غانا ... أمريكا و أوروبا و استراليا و كندا ...
المـلائكــة : يصـلْ و يسلمْ....
هـابيــــل : إلى كافة أبناء الأمة ... حيثما وُلِدوا و أينما استقروا ...
المـلائكــة : يصلْ و يسـلمْ ....
هـابيــــل : إحملْ أزيــزَ جـوانحي .... (1)
و صـواعـقي بجـوارحي ....
احملْ رعـودَ الغربـةِ السوداءِ
في أفق ِ الســلام ْ....
و ضجيجَ أنـاتِ المبادئ ِ
لحظةِ الإعـدام ِ في
سـاحات غــدرٍ و انتقــام ْ....
احمـلْ ضيـاءَ الفـكــرِ مُحتضراً
تطوّقُ عُـنْـقـُهُ
أيــد ٍ خفيــة ْ....
و يســاقُ في الأغـلال ِ
مقمـوع ُ الخَيـارْ
بسـياط ِ بطشٍ ِ الجـاهليــة ْ.....
احملْ لهيبَ النــارِ من
أحشــاء ِ أرض ِ المسلمينْ
بصرخةِ الدين ِالأبيـة.ْ..
(1) أزيز : صوت الغليان أو الرعد
و عـواءَ رئبال ِ المطامع (1)
ســالخا حـق الضحية ْ....
و تمزق الأنيابُ أشلاءَ
الشـرايينَ الزكية ْ...
احمــلْ همــومَ الأنبيـاءْ
ترى القـداسة َ
في زنازين ِ الظلام ْ...
وبتهمـةِ الإرهابِ تسحَقـُها
أسافينُ النظام ....
اليومَ تغدو كلمة ُ التوحيدِ جـرماً
بقـرار الكافرينْ ....
وتدوسُ أقـدامُ الطغاةِ
مقدساتِ المسلميـن ْ...
ويلٌ لكلِّ الظالمين ْ...
ويلٌ لكلِّ الظالمين ْ...
الريحُ تقتلعُ الصخـورْ...
والموجُ يـبتـلعُ البحــورْ...
و المــوتُ يصرخُ في القبــورْ ...
متى سَيدرِكـُني النشــورْ ...
والأمّــة ُ الفـُضْلى تـدورُ
من الجحيم ِ إلى الجحـورْ ...
(1) رئبــال : ذئـب
يخرج السـاقي قبل نهاية العرض للمرة الأخيرة :
مسـاء الخير ... خير..! هه .. ربما...! لا أدري ...لست واثقا تماما... علّ وعسى ... تناولتُمْ جرعة ً كبيرة.ْ..هه .. هل أيقظتكمْ أمْ زادتْ ثـُمـالتُكـُمْ ... هل فكـّرْتـُمْ في التفكيرْ... أم على آذانكم أوقارُها ..؟ هل أحسستمْ بالإحساسْ ..! هل أيقنتمْ باليقينْ ... هل أبصرتمْ البصيرة ْ ..! وشعرتُمْ بالشعورْ...! هل أدركتمْ الإنسانْ ... الأمانة ْ... الكرامة ْ...آه .. تحتاجونَ الوقتَ للتمحيص ِ و التدقيقْ ... هو بالنسبة ِ لكمْ مطاط ْ... حسَبَ الذمةِ و النخوة ْ... و الاعتباطِ و الاغتباط ْ... تحاورونكمْ وتقنعونكم.ْ... فتخذلونكمْ و تستبيحونكمْ ... ثم تنعونكمْ... وتبكونكم ْ... مالي و مالكمْ ...!! لقد سئمتُ قنوطـَكمْ و خنوعَكمْ.... ترفضونَ وتستغربونْ ... تشجبونَ و تستنكرونْ ...هه .. ثم ماذا ....! أهذا كل ما تستطيعون .... ! لــن أسقيكم ... أنتمْ في غيبوبةٍ سـرمـدية ْ..لا تحتاجونَ للمـزيد ْ... و عدوُّكمْ يفعلُ بكم ما يشاءُ وما يريدْ...سأحطمَ كلَّ الدنان ِ المعـتـقـة ْ... فبحرِ خمورِكـُم ِ الحديثة ْ أغرقكمْ وما زالْ... و ما مِنْ منقذ َ لكمْ ... فقـد قطـّعتــمْ كلَّ حبال ِالإنقاذ.ْ..........
سلام على الغافليـن ..!
استعراض الختام
غضبْ غضبْ غضبْ يا أمــــــة العــــــــــــربْ تفجـــــري غضـــــبْ يا صـفــــــوة َ الأمـــــــم ْ الأرضُ تـُغـْتـَـصـَــــبْ و الحـــــقُّ يُـنْــتـَهـَـــــبْ لا أمـــــن يـرتـقــــــبْ مـــن هـيـئــــةِ الظّــُـلـَـــْمِ هيـا انفضـي السبــــاتْ قــد مــــات ما قـد فــــاتْ
الفجـــــــرُ حتمــــا آتْ لصحــــــوة ِالهممـــــــــمِْ
جـــــــرائمُ الـطـغــــــاةْ تـَسْتـَنْـهـِــضُ الحُمــــــــاةْ
يـا أيـهــــــا الأبــــــــاةْ هُـبّــــــوا من الظـّـُـــــــلـَم ْ
الويــلُ و الحَـــــــرَبْ (1) و المــــوتُ و الكُـــــــرَبْ
فلـتـقذفي اللــــــهــــبْ مــن كـوكـــــبٍ ضَـــــرِم ْ
تـفـجـــري غضـــــــبْ يـا أمـــــــــة العــــــــربْ
فالمــوعـــد اقـتــــــربْ لـعــــــــودةِ الأجـُــــــــــــمِْ
(1) الحَـرَبْ : الهلاك
" قل أعوذ برب الفلق , من شر ما خلق ...... "
"الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر الله به , ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون "
صدق الله العظيم
الإهــداء
" يريدون أن يُطفِئوا نورَ الله ِبأفواهِهِمْ ويأبَى اللهُ إلاّ أن يُتِمَّ نـورَه ُ و لو كـرِه الكافرون "
عنـدما تـَنْطفئ ُ أنـوارُ الحقيقة ْ... تـَنْغـَلِقُ القلـوبُ على عتمةِ المجهـولْ ...و تتلاشى بين الحقيقةِ و الواقعْ , كلُّ مفرداتِ المعقـولْ ...لكنّ نورَ عين الكون ِ يُضيئـُـنا بمشكاة ِ إصباحهْ.... فمن سديم ِ الليـل ينفلِقُ الصباح ْ...
اللهمّ افتحْ لنـا مصاريعَ الصباحْ بمصاريع ِ الصلاحْ ....وارْ قـِدنا في مهد أمنِكَ وأمانِكْ ...
اللهم غَـيّـبْـنـا في حضرةِ أنوارِكْ , لا في غياهبِ أقداركْ ...و أعـنّا على تركِ حضيض ِ حظوظ ِ اللحوظ ِ في الفانية ْ, إلى خلودِ حظوظ ِ اللحوظ ِ في الباقية ْ ...واشغلنا عن المطلب ِ الأدنى لتعليل المظاهرْ , بالمطلب الأسمى لتنوير البصائرْ ....واكشف عنا حُجُبَ البقاءِ وامْحُ غُلالاتِ القلوبْ , لتتلاشى أرواحُنا فـَنـَطـّلِعَ على قـُدرَةِ أسرارِكْ ...
اللهم أيقظ َ ضميرَ أمتكْ , ِلتـُدْرِكَ أسبابَ غَضَبكْ ... وارْشِدْها ببواطن ِ قـُدْرتكْ , على دروب ِ مُكاشَفـَتـُكَ و نـَصْـرَتـُكْ ... ولا تجعلها تتعثرُ بذيلِ جهالتـِها..... واغرسْ اللهم بعظمتكْ سلطانَ كلمتكْ .... وانصرنا على شهواتِنا وغَـفْـلتنا... وأعِنـّا بالدينْ , واجعله الوارث منا ...
اللهم اضرِبْ بقدرتكَ في نحورِ أعدائِك ْ... وأظِلـّـنا بغمائم ِعزّتكْ ... حتى تـُشـْرِقَ كلمة ُ"لا إله إلا الله " على مشارق ِالأرض ِو مغاربها...
اللهم قد أوْلـَيـْتـَنا أمانتـُكَ ... فأعِنـّا على حَمْلِها ...
آمين يا رب العالمين
نغمــة دخــول
أنـا في ذاتِ وجودي عــاشــقٌ يرقــب وعــــدهْ
قد تجـلّى لي حبـيـبٌ كـاشـفــا ســرّا لعـبــــدِهْ
فـَتــَبـَصـّرْتُ يـقـيـنــا ظـاهـرا في قــُدْسِ مجـدهْ
إنــه عيــنُ وجـودي و فنـــائي فيـــه وحــــدهْ
الإعــلاميــون
إعلامي 1 : أعــزاءنا المشاهدين ... ننقــلُ لكم و على الهــواءِ مباشـرة ً ... عبرَ قنواتنا الفضائية ْ.... المرئية ْ و المخفية ْ... الأرضية ْو الجوية ْ... العامــة ُو المشفـرة ْ... الملتزمـة ُو المتحـررةْ... وقـائعَ و فعـاليات ِ أوّل ِ جريمة ِ قتـل ٍفي التاريخ ْ... أبقــوْا معنا ...
إعلامي2 : لا ابقـوا معنا نحن ...المشاهدونَ المحترمونْ ... قنـواتنـا الرقمـية ُ بالغـة َالوضوح و الأهمية ْ.... للاستفادة من تخفيضاتِ الاشتراك الحالية .....اتصلوابنا على الأرقام ِ التالية..... صفر صفر صفر ... صفران صفر صفر ... إلى كل بقاع الدنيا ... ننقــُـلُ لكـم بعد قليـلْ بالبثِ الحي و المباشـرْ وقـائعَ حـادثة قتـل ِ هـابيلْ على يد أخيه قـابيلْ ...
إعلامي3: أحباءنا المشـاهــديـن .... نحنُ نجعلـُكم شاهــديــن .....سننقل لكم حـــالا على الهـــواء مباشرة ....الحلقـة الأولى .. من المسلسل التاريخي " و يستمرالقـتلْ " لتتعـرّفوا بأنفسِكم على القـاتل الحقيقي ... الذي يمـارسُ هذه الهوايةْ من عهـد التكوينْ إلى يـوم الدينْ ... ومن يريد وضع إعلاناته التجـارية ْ... نحن نمنحه ُهذه الفرصـةَ الذهبيـة ْ... اسعـارُنا مدروسةْ.... ومبادؤنا معكـوسةْ ....
إعلامي 1 : جــرّبْ قنواتـِنا الرقمية ْ... تقنيةٌ عالية ْ... ومعـان ٍ واهية ْ... متطـلباتُ العصرِ ... تناسبُ كلَّ الأذواق ْ.... تحـرّر ُالرغبة َ من الأعمـاقْ ...
إعلامي2 : قنـواتـُنا نحن الأفضلْ....
إعلامي 1 : بل نحن الأجمـلْ ....
إعلامي3 : دعك من هذا وذاكْ ... نحنُ الأفضلُ على الإطلاقْ ...
إعلامي 2 : المشـاهدون المغيبون ْ.... ابقـَـوْا معنــا ..........
الســاقي
يدخل الساقي على خشبة المسرح مخاطبا الجمهور:
مرحبا بكم ... آنستمْ و نوّرتمْ ...ووجَبَتْ علينا ضيافـَتُكمْ ... لدينا في براميل ِالزمانْ .. كلُ أنواع ِ الخمورِ المعتقةْ ... دِنانٌ أندلسـية ٌمن ليلةِ سقوط ِغرناطةْ و ضياع ِالمجد العربي ...براميلٌ من عهـدِ الهكسوس و غزوِ التتـارْ ...
و نوع ٌإسمه الكافرْ .. معتق ٌ... قديمْ.... شَرِبَ منه أهلُ مكـة َيوم َ أنْ هدمَ أبرهة َالأشرمْ الكعبةَ الشريفةْ ... وآخـر إسمه القاهرْ, شربه أهالي القاهـرة بالدموع ْ..يوم أن دَهَسَتْ خيولُ نابليون الأزهر الشريفْ... أمّا الغادرْ فقد شربه العربُ يومَ احتلال ِالجزر العربية ... و اللامنتهي تتجرعه الأمة ُالإسلامية ُو العربيةْ , من ليلة تهـويدِ القدس ِوحتى اليومْ ...
و نوع ٌ متجددْ بتجددِ الهمِّ و الذلِّ العربيْ ....
هـو ذاتُ الكأس ِو ذاتُ المفعولْ ...يأخذكم في غيبوبةِ الحلمْ ... يسلخكم ْمن الواقع ِالأليمْ .. حيث يُطـْبقُ عليكم الصمتْ ... في ليالي الكرامةِ الباردة ْ... المُـلْتحـِفـَةُ برعشةِ الخوفِ الأبديةْ...
أتشـربون ْ...!! أم امتلأتْ نَخْــوَتـُكُمْ حتى ثـَمُـلـَتْ ...
هل سئمتموهْ ..!! أم هو مَنْ سَئمَ منكم .. لأنه لم يُشْعلَ فيكم حــرارة َ النخوة ْ... و لا حميـّةَ القوميـةْ.. خذِلـْتـُمــوه ...!! لم يُغـَيـّبكمْ عن الألمْ , بل غَـيّبكم عن الأملْ ... ! لم يُـنْسِكُمْ أحقادَكمْ لبعضِكمْ ...بل أنسـاكُم هــزائمـَكمْ أمام عــدوِّكمْ .......
أتشربون ..؟ هو ذاتُ الكأس الذي شربتموه بالدموع ِفي ليالي الصمت ِالقاهرْ ... منذ بزوغ ِ الفجرِ القاتم ِ في بلدي .....
الصالة مضاءة و المشاهدون يحدقون بخشبة المسرح .... حركة الممثلين و الكاميرات وفنيي الصوت و الإضاءة تتصاعد بوصول المخرج و مساعده الذي تبدو على ملامحه مسحة من الغباء الممتزج بمحاولاته الساذجة في استيعاب العمل مع إظهار مدى تفانيه في تجهيز جو العمل لإرضاء المخرج يراوده الأمل أن يصبح يوما ما فنانا مشهورا حيث أن عمله مع مخرج مشهور قد يفتح له أبواب الشهرة العالمية ..............
المساعد : هدوء .. هدوء ... الرجاء الهدوء ... المخرج وصل ... اتفضل يا دكتور ..
المخرج : اللوكيشن جاهز
المساعد : جاهز يا دكتور
المخرج : وهابيل
المساعد : يراجع الدور مع الفتاة
المخرج : و الفتاة ... جاهزة؟
المساعد : ستنتهي حالا من المكياج
المخرج : و إبليس
المساعد : قل أعوذ برب الفلق
المخرج : الممثل يا غبي
المساعد : جاهز في الكواليس يا دكتور
المخرج : وقابيل
المساعد : اللهم احفظنا
المخرج : نعم
المساعد : عفوا ... يراجع مع الدور إبليس
المخرج : يجب على إبليس أن يجيد دورة الوسوسة حتى يظهر قابيل كما أريد له أن يكون
المساعد : في التمثيل يا دكتور
المخرج : في التمثيل أولا ثم الواقع ... الحياة تبدأ بتمثيل وتنتهي بواقع
المساعد : حتى إبليس
المخرج : نحن اليوم ياغبي ... على مسرح إبليس ... والعالم تحركه الشياطين
المساعد : اللهم احفظنا
المخرج : انت لن تستطيع الاستمرار معي
المساعد : لماذا يا دكتور
المخرج : لأنك غبي
المساعد : علمني كيف أكون ذكيا
المخرج : تنفذ تعليماتي دون أن تسأل وتكونُ حافظا للجوهرِ المصون ْ و السرّ المكنونْ ... تكونُ الإبنَ البارّ ْ للبنـائينَ الأحـرارْ
المساعد : انتبه يا دكتور ... الرقيب في الصالة ... اللهم احفظنا
المخرج : غبي غبي ... لا تستطيع أن تفهم
المساعد : لم يسمعني .... لم يسمعني ... اطمئن
المخرج : أنت لا يجدي معك الحوار ... ليبدأ المشهد هيا
المساعد : استاند باي ... كاميرات .. إضاءة .. يجهز الجميع للتصوير
المخرج : كاميرا ( 1) على هابيل كاميرا ( 2 ) على الفتاة ومع دخول إبليس و قابيل زوم إن على قاب
المساعد : و لماذا قابيل يادكتور
المخرج : لأنه هو إبليس الحقيقي يا غبي
المساعد : قل أعوذ برب الفلق .... اللهم احفظنا
المخرج : أكشن
النخب الأول
مقتـل هـابيل
يدخل هابيل مناجيا فتاته .
الفتاة : يا نسيما من غــروبْ أيها اللــحــــنُ الطــروبْ
بلـّغ الأحباب شوقـي و احمــليــها يا هـبـــــوبْ
هابيل : يا شذا ريح ِ المغيبْ حاملا شـــوق َالحبيـــب ْ
عــُـدْ و بلـّغـْـــهُ بأنـي شفـّـني الوجــدُ الوصـيبْ
الفتاة : يا طيورَ الكــون غنّي يا رياحــــــينَ تـَثنــّــــي
قد أتى المرسال بالبشـرى لإيـّـــاي يُهنــــــــي
إنه طيـــــفُ حبيبـــي قد دنـــا بالقــرب منــي
هابيل : يا زهورَ الروض ِميدي ردّدي الشّدْوَ السعيـــــدْ
إنني آنســتُ طيفــــا قــد أتانــي من بعيـــــدْ
يـوم لقيـاكَ حبيبـــي هــو عندي يــوم عيــــدْ
الفتاة : ربّ ُهذا الكون ِ ربي نــــورُ دُنيـايَ و قلبـــي
بارك ِ اللــهمَّ أمــــرا شـِئـْتَ أنْ تجعلـْهُ دربـي
و احْمِهِ من شرِّ غَدْرٍ فحـبيـبـي اليـومَ قـُربي
يا لهيبــا في كيانــي يا رُؤَى عمــري و حبـي
هابيل : هل صحيحٌ ما أراهُ أم ضـــروبٌ من خيـــالْ
هل تـُرى يا قلب أن الحــبَّ أوهـامُ المحــــالْ
أيها الـروحُ أفيــقي مـن متـاهـــاتِ الســـؤالْ
قد دنا منك حــبيبٌ ناشـدا عـذبَ الوصـــالْ
يظهـر ابليس مع قابيل على مستوى آخر ....
الشيطان : يــا لظـلم ِالأبويـــــنْ لحـقـــوق الأخـــويـــنْ
كيف يَرضـَـوْنَ فِراقا لحيـــــاةِ التـــوأميـــنْ
قابيل: إنها تــــــوأم روحـي ضــوء قنديــــل حياتي
كيف أرضاها لغيري وهي مضموني و ذاتي
الشيطان : انتقم قـــابيلَ و اثـأرْ إنّ هــابيـــــل َ تـكـبـــــرْ
قابيل: كيف ثأري من شقيق ٍ هل لأمــر ِ اللهِ أ ُنْـكِـــرْ
الشيطان : لا تـَدَعْ هابيلَ هذا اليــوم يَســلبك حقـــوقـكْ
لك ، يا قابيــلُ ، مَنْ تجري دماها في عروقِك
إنـك الأكبـــرُ قـَـدْرا كيف هــابيــل يفوقـُـــكْ
قابيل :أنـا لـَنْ أحيـا حيــاة ً بيــن حـــزن ٍ و سُقـــامْ
و أرى هـابيلَ يحيى وفتـــاتي في الغــــــــرامْ
سوف أسقيه كؤوسَ الثــأرِ والمــوتِ الــــزؤامْ
بعد لقاء الفتــاة و هــابيل
الفتاة : يا حبيبي
هابيل : يا غرامي
الفتاة : يا منى روحي
هابيل : ويا دنيا هُيامي
الفتاة : آهٍ يا شــــوقٍ تمـــادَى مالكـــا مني زمــامـي
هابيل : يا لعـشـــق ٍ يتلـظـّــى ســــارقـا مني منـامـي
الفتاة : أنتَ يا بعضي و كلـّي وسـراجي في التـّجَـلـّي
هابيل : قـد تملكــتِ فـــؤادي فغــــدا يحكـم عقــــلي
الفتاة : هجـرتْ روحي رُباها
هابيل : واستقرتْ في كياني
الفتاة : وذَرَتْ قلبــا غريقـا
هابيل : هـو في بحــرِ الأمــان ِ
الفتاة : هـل ترى أدركتَ ما بي ؟
هابيل : كيف يا مهجــةَ روحي !!
الفتاة : أي تيقنتَ عــــذابي ؟
هابيل : كيف تفسيرُكِ جُرحي !؟
هـــابيل و الفتاة معا :
حُقـّتْ الرؤيا فنحـن اليـوم في دنيــــا الهنـــــــــاءْ
ســوف نبني بالأمانــــي عــش َّ أحــلام الرجــاءْ
ومِـــنَ الأرض ِفــرا شٌ و لحــــافُ بالسمـــــــاء
نحــن روحــان ِ تجـــلـّى فيهـما طـُهـْــرُ البقـــاءْ
فاسْقِـنا يا حـبُّ شهــــدا في كـؤوس ٍ من ضيـاءْ
و اشهدي يا أرضُ إنّــا خيـــــرُ رمــز ٍللوفـــاءْ
قــابيل و الشيطان :
الشيطان : اقتل...اقتــل ....هيا اقتــــلْ
قابيل : ماذا ...!! كيف َ...!! لا لن ْ أفعــلْ
الشيطان :أسرع ْ...أقــدم ْ.... لا تتمهـــلْ.
قابيل : حسـنا ...لا ..لا.. ماذا أعمـــلْ..!؟
الشيطان :لا تتـردد.... هيا... عجـّــلْ
قابيل : كيف أبــرّرْ .. !؟ كيف أعــلـّـلْ ...!؟
الشيطان : غدا ستـــرى أسبــابا تُذهـــل
قابيل : فإذا دعنـي لغـــدٍ أتعقــــلْ
الشيطان :أنت اليـــوم َبحــال ٍأفضـــلْ
قابيل :اصمـتْ... يكفي ... لن أتحمـّــلْ
الشيطان :هيــا ....أ قـدمْ ... أقتــلْ ...اقتــــلْ.
قابيل :اصمــتْ... ا صمــتْ.
الشيطان : اقتــلْ .. اقتــلْ
هنا يقتل قابيل أخاه هابيل ... ليسجل بذلك أولى جرائم التاريخ على الأرض بتوقيع الشيطان اللعين ...........
صرخة ألم...........
الفتاة : " صارخة "
هــــــــــــــــــــــــــــــــــابيل
يا لهفــةَ الجـُــرح الأليمْ
من غـدرِ أفـّـاك ٍأثيـــــمْ
قد كنتَ تَحـْلـُمُ بالأمــــانْ
في ظــلّ أجنحةِ الحنـانْ
و رحلـــتَ عنّي تاركــا
روحي تواجــهُ غـُربتي
في ظلمةِ الألم ِالشــديدِ
وفي ســــديم ِ مُصيبتـي
هـابيلُ يا عمـــر مـضى
هـابيلُ يا حلم تبدّد وانقضى
هابيلُ يا حلمــي الجميـلْ
قــد تعجـّلتَ الرحيـــــل
وتركتني وحدي أواجهُ
كـــلَّ آفــاتِ الزمانْ
آه ِمن غدر ِ الزمانْ
آه من غدر الزمانْ
آه ِمن غدر الزمانْ
المخرج : استوب .... أعد المشهد مرة أخرى ... أريد انفعالا حقيقيا ... كما أنه واقعا صادقا ...
فالواقع حقيقة
و الحقيقة انفعال
و الانفعال انصهار
و الانصهار اندماج
و الاندماج وحدة
و الوحدة سلام
و السلام أمان
و الأمان في إسراميكا
المساعد : دكتور ... هل ستأخذني معك لإسراميكا
المخرج : العالم كله سيصبح إسراميكا ..... شاء من شاء و أبى من أبى
المساعد : حقا يا دكتور ... وهل ستسمح لي أن أساعدك في إخراج مسلسل " ويستمر القـتل "
المخرج : الجميع سيشترك فيه يا غبي ... واعيا كان أم مغيبا ... راضيا أم رافضا .... لا فرق
المساعد : امر أسر ٍ بأمر ِ سر
المخرج : أخيرا قلت جملة مفيدة ... عجبي
المساعد : منكم نستفيد ... من عاشر القوم
المخرج : استاند باي .... تطفأ انوار الصالة ... إضاءة على المشهد ... كلاكيت
المساعد : المشهد الأخير من مسلسل " ويستمر القـتل
إعادة للمشهد الأخير ... الفتاة صارخة ... لكن هابيل لا يرد
المساعد : هابيل ... هابيل ... يا استاذ ... نريد إعادة المشهد ... هيا انهض ... لا وقت للهزل الأن الإعلاميين ينقلون الحدث على الهواء مباشرة
هابيل لا يرد
المساعد : الظاهر أن هابيل قد مات فعلا ... يا للهول ... إنها مؤامرة حقيقية وليست تمثيل ... يا رب سترك .... اللهم احفظنا
المخرج يطلق ضحكة عالية
المخرج : فركش ... انتهى المشهد
الفتاة تصرخ بألم
الفتــــــــاة : أيُ وعد ٍ نرتجي
من أمة ٍحُبلـَى بويلات ِ العصورْ
وخيانات مصيرٍ
و بتخدير الشعور
أيُ غيث ٍ ذلك القادمُ من بَخـْرِ القبورْ
من صُراخ ِالأمة ِ الثكلـَى
بفقدان ِ الضميرْ
من قرون ِ القهرِ تـَعـْثـُرُ في أخاديد ِالهجيرْ
وجراح ُ العمرِ تنمو في سراديب الظلام
عندما يصبح للشرّ سيوفا من ضرام
أيُّ حزن ٍ... أي ظلم ٍ يتنامى
منذ أيام ِ الخطيئة
منذ أن سالت دماءُ الطّـُهْـرِ في الأرض البريئة ْ
الجــوقـــــة
و غدا هابيلُ رمزاً في رياض الأتقياء
واعتلى قابيلُ عرشَ الغدر رمزاً للعداءْ
هل لِحُكـْم الربِ في ذاك ابتلاء
عندما يُصْبحُ سلطانُ الخيارْ
في زمام الأقوياء
ويكون السلمُ لحدا
لحقوق ِ الأبرياء
مع تصاعد الموسيقى يختفي هابيل وقابيل و الشياطين و يظهر هابيل طيفا يناجي الفتــــــاة ....
حلم الفتاة
هابيلُ يا زمنَ الصفاءْ حُـلـُـمٌ تبعثرَ في الرّجاءْ
حقٌ أطلَّ على الوجودِ قد انتهى دون انقضـاءْ
هابيل
أنا يا رُؤى عمري هنا أملٌ تعــانـَقَ بالمنــى
روح ٌ تُحلـّق ُفي السماءِ ِ و بين أكناف الـــدُّ نــا
الفتاة
ويحي حبيبــي لا أراكْ روحي يمزّقـُها الفراقْ
قد ضاعت الآمــالُ في آلام ِ بُعـــدٍ لا تطـــــاقْ
هابيل
مـُدّي يديكِ تـَلمـّسي قدرا تنامَـى في الخـــلودْ
أودعته ســـرّ النقاء ِ فضيلة ً تـَحـمي الوجــودْ
أنا في حنايا الروح ِ عمرٌ زاخــرٌ بالـحــب وحـــدَهْ
متواصـلا بالـــذات قـُرْبـا راعيا للســــلم ِ مهـــــدَهْ
فكـــرٌ تــلألأ باليقيـــــــن مصدقا , للربّ , وعـــدَهْ
صبحٌ يمزقُ سُدْفــة الليـــــل البهيم ِبنـــورِ مجــــدِهْ
حـــق تجـلـّى شاهــــرا بعزيمة ٍ, للسيـــف حـدَهْ
الفــارسُ المقدام ُعـــزا ســاحقـا للغــــدرِ جنــــدَهْ
أنا ذلك الحرفُ الجــرئ محقــقٌ للعـــدل عـهــــدَه
و بوجه سلطان الضلال مُجَنـْـدِلٌ للظلــم أ ُسْـــــدَهْ
إعلامي 3 : اربح ْمعنا في برنامج ِالملايينْ ... البرنامجُ الأكثرُ شعبية ْ... " أجبْ عن سؤاال الألفية ْ "الربحُ مضمـونْ ... في الإجابة ِ على سؤال المليـونْ ... من مسرح الحَـدَثْ... نطرَحُ هذا السؤال ... " من المجـرمُ الحقيقي " إذا تجـرأتَ على الإجابة.ْ.. إرسلها على البريد الإلكتروني هابيل آتْ قـابيل دُوتْ كُوم ([email protected]) ... نضمن لك السرية......
تظـهر العـرافة في جو من المؤثرات الصـوتية و الإضـاءة في جو يوحي بجو السحر الأسود الذي يبرع فيه اليهـود ... تدخل معهـا مسـاعداتها يحملن الثعابين و البقرة الذهبية و رأس يوحنا المعمــدان في أطباق فضية ....
تقــوم بأداء الطقــوس على إيقاع مؤثرات الموسيقى المرعبة والحركات التعبيرية ... في أجواء البخـور الخانقة و الدخان الأحمر .....
العرافـــة تردد التمتمــات السحرية و تؤدي طقوس الشعوذة :
أقسمتُ عليـكمْ أيها الملوكُ الأرضيـة ُ السبعـة ْ... ميمـونُ... و زوبعة ُ...و مذهبْ ... شمهــورشْ ...و الأبيضْ.... برقــانُ .. أبو مـرة َ... و الأحمــرْ .... أقسمت عليكم أن تنـزلوا على الملوكِ الفلكية ْ... و الفلكيــةِ على الهـوائية ْ... و الهوائيـةِ على الغمـامية ْ... و الغماميــةِ على السحابيـة ْ.... و السحابية ِعلى النارية ْ... و الناريـة ِعلى المـائية ْ... على كلِّ مَنْ عصى و تمـرّدْ و لم يُجـِبْني ... يكنْ من السافلينْ ... هو و أعـوانِه و جنـودِه أجمعينْ .........
أجيبوا يا أعــوانَ السّحـْـر و الوسوسة ْ.. بحقّ بكموشنْ بكموشن ْ.. أيلكوشنْ أيلكوشنْ... كليوشنْ .. مليوشنْ .. إدريابوشنْ ... أجب يا شملخوخْ ... بحقّ عشمخولخنْ شالخنْ.. مالخنٍْ... ملخيّن...هملوخــيمْ ...بحق ما تعاهدتم به يوم السبت العظيـمْ ... عند هيكل أورشليمْ ... بحقهِ عليكم المثلثِ الكريــمْ ...
أرخا ... أرخميٍن .. أرخيمون ..
أقسمت عليكم بحق آهيا.. شراهيا .. أدوناي .. أصبـاؤت ..أصباتون ..أبي مجدعون
بحق الإسم الذي أولـُهُ آلْ و آخرُهُ آلْ.... آلنْ ..أيلنْ يَهـِنْ ...وهن ..آل ذ ُريالْ .... بحقّ شمخن أشمخن بشمخن العالي في كل براغ ...
حطن ...بطن ... شطن ... شرارْ....
حـــار ... حــــار .... حيــرام الجبــار...
بحق ابليس لديــكمْ .... وحق طــاعته عليكـُمْ ...
استجيبوا و احضروا ... الساع َ الســاع َ.... الوحا الوحــا ... العجلْ العجـلْ ...
خلال جلسة التحضير تبدأ العرافة تترنح على وقع الإيقاعات الســريعة بينما تظهـر على الفتــاة مظـاهر الفزع ... تبـدأ الشياطين في الظهــور التدريجي و يبدأ الاستعراض و تبقى الفتاة و هـابيل محاصران بالشياطين من مستويين مختلفين خلال الاستعراض ....
استعراض الشياطين ( غنـائي مسـرحي راقص )
الشياطين :
هيـــا أبنـــاءَ الشيـــطـــــانْ نـنـفـــثُ ألسنـة َ النـيــــرانْ
نــحـــرقُ نُنـْهــي ونحطـــمْ لا نجعلُ للخـيـرِ مكـَــــــــــــانْ
العـرافة :
مبـدؤنــا الشــكَّ نطبّــقـُـــه ُ بضلالـــة ِأفكــــارِ الإنســــانْ
فيرى فـي الشر لـــه خيـرا والباطلَ عنــوانَ الإحــســانْ
وظــلامَ الكفــرِ مناقبــَــــه ُ ربُّ ٌ للظـلـــــم ِوللعـصـيــانْ
دَرِّبْ تفكيـرَك َواشحـَـــــذه ُ لتكــونَ لـــــه قـــلبٌ ولســانْ
الشياطين :
هيـــا أبنـــاء الشيـــطـــــان ننفـــث ُألسنــــــة َ النـيـرانْ
نــحـــرقْ نُنْهــي ونُحطـــّمْ لا نجعــلُ للخـيــر مكـــــــانْ
العرافـة : دَمـِّـرْ وسْـــوِسْ واستمتــعْ لاتُبـْـقــي للطـّـُهْـــرِ كيـــــــانْ
كي يُصبحَ مخلوقا شرســـا عبـــدا للباطـــــل ِ والشيطــانْ
لا يَعْـصِ ِ لـنـا أمــرا أبـدا في الكفرِ وفي الظـلــم سيـــانْ
فضــلالُ النفس ِسيجعـلــهُ يُشْركُ بالــــربِ و بالأديـــــانْ
الشياطين :
هيـــا أبنـــاء الشيـــطـــــان نـنـفـــث ألسنـــة النـيــرانْ
نــحـــرق ننهــي ونحطـــم لا نجعل للخـيـر مكــــــــــانْ
ينتهي المشهد بإظلام سريع ...
يدخل الساقي بعد مشهد تحضير الشياطين يخاطب المشاهدين :
أرأيتمْ .... أسمعتمْ و استمتعتم ْ... هل سقِـََتـْكُم العرافةُ من خمر الخُرافة ْ... هي لـَنْ تفعلها مرةً أخرى.... أتدرون لماذا ...؟ لأنها لا تثقُ بالشياطينِ ِ كما تثق ُبكمْ ... تـَفَرّقـَتْ عنها ... ربما سَكِـنَتْ بعضُكم ... هي لا تكترثْ ... أنتم الآن شياطينُها ... ألمْ تلاحظوا كيف كانت تُحملقُ بقابيلْ... لماذا...؟ هــه ..؟ لأنهُ أكثرُ شرا من شياطين ِالشرورْ ... بل من الشر ذاتِهْ ... سترونْ... سَتـُجَنـِّدُهُ حالا في محْـفلـِها ... كم منكم قابيلْ ...؟ لا تعلمون .. كثيرٌ منكم هو , وكثيرٌ لا يعلمونَ أنهم هو ... لأنها غَيـَّبـَتـْكـُمْ عنكُمْ ... وخمرُها أسكركُمْ حتى ما عِدْتـُمْ تـُدْرِكونَ مَنْ أنتم ....
دويتو غنائي بين العرافة و قابيل
الجميع
قدْ قتلنا الأنبياءْ
و تحدينا السماءْ
و رسمنا نصرَنا
من مزاريب ِالدماءْ
فجعلناهم رقيقا أشقياء
العرافة : وغرسنا فيهم الداءَ ... و حرّمْنا الدواءْ
قابيل : وشغلناهم بعهرٍ... وفساد ٍ.... و نساءْ
العرافة : بوقُنا يصدحُ في آذانهم صبح َ.. مساءْ
قابيل : ساحقا أحرارَهم
العرافة : فاضحا أسرارَهمْ
قابيل : ماسخا في زهوة ٍأقدارهمْ
العرافة : أصْمـَتَ الخافقُ نبضَه
قابيل : ألجم َالناطقُ رفضَه
العرافة : جاعلا كل المُنَى
قابيل : كل الدّنَا
العرافة : كيف ما شئنا ...نباركُها
قابيل : لمن شئنا
العرافة : لمن كانَ لنا
قابيل : فأناب الكلَّ بعضُه
العرافة : هل تُراهمْ أبصروا تلكَ الوثيقة ْ...!؟
قابيل : لا وكلا
العرافة : هل ترى حكماؤُهم قد أدركوا تلك الحقيقةْ ..!؟
قابيل : لا وكلا ..ألفُ كلا
العرافة : إنهم في غيبة ٍعن أمرهمْ
قابيل : في صدفة ٍعن شأنهمْ
العرافة : في غفلةٍ عن دينهم
قابيل : ما خوفَهم من هذه الدنيا سوى
ريح ٌ تقضّ ُمنامَهم
العرافة : فتطيرُ بعضُ كنوزُهم
قابيل : أو تُسْتباحُ عروشـُهم
العرافة : فتهافتوا يُبدون أصنافَ الولاءْ
قابيل : و يقدمون على موائدنا
رقابَ الأبرياء
العرافة : قربانَ يُدْنيهمْ لعـفو ٍ..إن أرَدْنا
قابيل : إنهم رهن أيادينا لنفعلْ
كيفما شئنا بهم
العرافة : و ما سوف نشاءْ
الفتـاة و الجــوقة :
الفتــــاة : يا سموما تشتري الكونَ بتابوتِ الفضيلة.ْ..
و تـُقيمُ العرشَ من وقـْع ِالرّزايا
و الرذيلة ْ....
صولجانُ الأمـر ِأفعَى
تنفث ُ السّـُـمَّ بأنياب ِ
ضحاياها الذليلة ْ...
تحت أستار ِالفضيلة ْ...!
الجـــوقة :آه ِمن زَيْف ِالحقيقة ْ..!
الفتــــاة : عندما يُصْبـِح ُ للعدل ِ
معـان ٍ..
غيرَ معنى الانتصارْ
لقـوانين ِالخليقة ْ...
عندما تـَخـْتـَبـِئ ُ الجرأة ُ
في معطف ِغـدر ٍ
و انحدارْ
و لها ألفُ طريقة ْ...
الجـــوقة :آه من زيـْف ِالحقيقة ْ ..!
الفتــــاة : و تكون ُ الطاعة ُ العمياءُ
قبراً من خضوع ٍ و انصهـارْ
في التضاريس ِ السحيقة ْ...
عندما يـُصبحُ للحرية الشهباء
مدلولُ الدمـارْ
فتمورُ الأرض ُسُخطا
من طـواغيت ِالخليقة ْ...
الجـــوقة : آه ِمن زيْف ِالحقيقة ْ...
الفتــــاة : عندما تهمـل أحكام ُ الإله
فوق رفِّ المكتبات ْ...
فيكون ُالغـدرُ أمـْـنــاً
و يكون العُـهْـرُ طـُهـرا
و البغـايا فاضلاتْ....
و المساواة ُ شعارٌ
لارتكـاب الموبـَقاتْ ....
الجـــوقة :آه من زيـْـف ِ الحقيـقة ْ...
العرافة : تـِبـْرٌ لامعْ ... ذهبٌ ساطعْ .... امْلأ ْ أقـْبـِـيـة ً ومخازنْ .... لا تجعــلَ أحدا يـَمْلـِكُ قِنطارا
فالقـــوة ُ تـَكـْمُنُ في التكديسْ ... للإقراض ِ و للتـّـفليسْ .... فمعاركـُنا أموالُ الدنيا ... و مصالحـُنا تـبقـَى العُـليــا .... اجمعْ إمضاءات ِ الأمم ِ لعقود ِالتّسليفْ .... ليكونَ خيارُ الاستقلال ِ جِد ّ مُخيفْ... سنخلِقُ هزاتِ السوق ِ, بأيادينا المَخفيـّة ْ.... و نُجـَنـّدُ صُحُفَ الأخبارِ لألفِ قضية.ْ... تنهــــارُ موازينُ الأغيارْ .... و سيبقى الكلّ ُ رهـْنَ إشارات الشعب ِ المختار ْ..
قابيــل : سنرفع من أجــر ِ العمالْ , و نُزيدُ بذات ِ الوقتِ من الأسعارْ ... فتعمّ َ الفوضى في الأعمال ِ و في الأمصارْ.... فيعودَ المالُ لأيدينا ... ونملكُ توزيع الأقدارْ ...
العرافة : سنجعل كل الدنيا سوقا دولية .... لنمتلك ثروات العالم أجمعْ... مقابل أحلام وردية..
النخب الثاني
سوق الأحلام الدولية
نشوة القوة و السلاح
استعراض غنائي مسرحي
سوق الأحلام الدوليـــة
غنــاء كورال : سـوقُ الأحــلام ِالدوليــة ْ رمزُ حضارتِنـا الكونيـة ْ
بوتـقــة ٌصَهَرَتْ أفكــارا حَمَـلـتْها ريــاحُ الألفـيـة ْ سيحــلقُ طيـــرٌ غربـــيّ ٌ بسمـاء ِالكـرة ِالأرضـية ْ
فالعــالم ُعائلـــة ٌ كـُبـرى بقــرارِ الأمــم ِالغربيـــة ْ
فلننســى تاريـخ َجــدودٍ ديـنا و بقـــايا قوميــــة ْ
خـُـلـُـقٌ أعـْـراق ٌ أو قـِيَـمٌ تسحقُ مفهـومَ الحريــة ْ
نجْعَـلـُهـا في يـَـمِّ خــلاص ٍ من عُقـدة ِطـُهر البشرية
كي تـَسْعَدَ في المتجرِ هذا بزوال همــــوم ٍأزليـــة ْ
اغتنم َالفرصــة َمُقـْتـَـنـيـا سِـلـَعَ الأحلام ِالـدوليـة ْ
فتاة الإعلان 1 : خـُذ ْ ما تشــاء َمن العطورِ مِـنَ الحــريرِ من الخمــــورْ
خـُذ ْآخــرَ الألحــان ِمــنْ وطــن ِالتـفـــرّد و الغــــرورْ
فتاة الإعلان2 : خـُذ ْ ذلك الصّخـَبُ المدوّي في نــــوادي الــــروتـــري
خـذ متعــة َ اللحظــات ِفي أوكـــار ِعُـهــــــرٍ قــــــــذر ِ
فتاة الإعلان3 : إنـّا نقـايضـُــكَ الجميــع َ بـبعـض ِعمــرك يا شـــــقي
فـإذا غـَـنِمْــت َ مبـاهجــــاً فـاعـلــــمْ بأنـّــكَ تـَـرْتــقـي
شجرة الأحلام
غناء فردي :
شجرة ُ أحــلام القـــرن ِ أسطــورة صُنـع ِالإنســــان ِ
تـُثـْمِرُ .. تـَعْلو.. تتنـامى خــارج َأســـوارِ الأكــــوان ِ
تـُهـديكَ ضمـانا دهريـا سِلـْمــا و ســلاما أزليــــا عمــرا ممــدودا أبـديــا ســـرا للعاشـق ِ سحريـــا
اُقـْطـُفْ ثـَمَراتِ الأحـلام ِ وانعـَــــمْ بربيــع ِ الأيـــــــام ِ
فاليـوم ُخَلاصُ البشرية ْ من جُــبِّ ضلال ِالأوهــــام ِ
الثمــنُ زهيــــد ٌيا هــذا لن تحتـــاج َإلى الـقِنــــْطــارْ
المبــدأ ُ يكـفـــينا ثمنــــاً كفــرٌ بالديــــن و بالأفكـــــارْ
إنْ شِئـْتَ لحُلـْمكَ تحقـيقـًا فلتقرب َ من غصن ِالشجرة ْ
فاليـوم ُنعيمـُـك معقـــودٌ بخيــــار ِالمبـدأِ و الثمــــرة ْ
الساقي :
شجرة الأحلام ْ... تتسارعون ْ... يـَفتِنكم ْ الوهمُ و المجهولْ ... جنودُ قابيل ْيبيعون الخُلـُقَ و الدينْ... التاريخَ و الحضارة ْ.... المبادئ َ و القيم ْ... أنتم الزبائنُ بالطبع ْ... ماذا تصنعونَ بتلك الموروثات ِالعقيمة ْ... لا تتماشَى و طموحاتـِكم الحديثة ْ... خمرُ العولمةِ يُسْكِرُكـُمْ حتى الثمالة.ْ.. يجعلُ أحلامَكمْ وردية ً تناسبُ العصرْ ... تجرعوه ...هو خيارُكم ْعلى كلِّ حالْ ... ربما خَيارٌ مفروضٌ عليكم ْ... لأنكمْ لا تملكونَ حقّ َ الخيارْ... فقد تنازلتم ْعنه عندما كنتم تمتلكونه....
تدخل العرافة ...
العرافة : القفصُ ملئ ٌ بالطيورِ الناطقة ْ... ترددُ ما نقولـُهُ و ننطقـُهْ ... عراكٌ ... " عراك ْ " ... صفقتْ بالأجنحة ْ... هجمت ْ... نقرت ْ .... قتلتْ ... صفقنا لها .. مكافأة ٌ مجزية ْ... طيران لا يأتلفان ْ .... فكيف بالجميعْ ..! نحن من يروِّضَ الجميعْ ... الصفوة ُ خارجَ الإطارْ ... تتهيأ ليوم الثار ..
قابيــل : القوة ُ تغتالُ اللقمة ْ..... و الهجمة ُ تفرزُها النقمة ْ... شَـغـَبٌ ... سُخـْط ٌ... و استنكارْ ... للبعض جنانٌ لا تـُحصى .... و البعض تمرِّغهُ الأقدارْ .....
العرافة : طـُوِيَتْ صُحُفُ الأقدارْ .... نُشـِـرَتْ صحائفُ تزييف ِ الأخبارْ ..... بوقُ التضليل من الأغيارْ ..... من يجرؤ أنْ ينطِـقَ بالصدقِِْ .... قلمٌ خــط ّ بغيرِ الحــقِْ .... لماذا ..؟ أوَ تدري لماذا يا هذا ..؟
قابيــل : بــل أدرَى منّي بذاكْ ... مَنْ صَـنَعَ الأمرَ لهذا و ذاك ْ..!!
العرافة : نحرقُ في الموقدِ أقلام َ الأخيارْ .... يشتعلُ لهيبَ النارْ .... يعلو .. يعلو .. يعلو.. .ينتهكُ الأمـنَ و يخترقُ الأسوارْ ... فزع َ القـلــمُ الآخــر .... خـط َّ بحبـر ٍ أزرقْ خبراً أخـرق ْ... لا يمكـن أن يختارَ اللونْ .... تلكَ الحرية ُ تقلبُ ناموسَ الكــونْ....
قابيــل : إنْ خالفَ يوماً أمرا .... سحق ببطش السلطان .... و سيقبع ما شئنا أن يقبع خلف القضبان
العرافة : ستنهضُ من بين الأقـلامْ , أقلام ٌ تبدو مدروسةْ ... سنغذيها ببراعتنا حيلا ً و مكائد َ مدسوسةْ .... في الريفِ سنخترع ُالأزمةْ ... فيثورُ القــومُ من اللـّمّـةْ .... وسندفعُها نحو القمة ْ.... ننشرُها في صفحـات الرأي ِ المشـبوهة ْ... و نقول : ذاك خَيارُ الأمة ْ..!! نُصيغُ الحـلَّ برؤيـتنا ... تـنـتـقـدُ الأمرَ صحافتـُنا ... لا أحدا يسمعُ أو يقرأ... أو يثقُ بأقلام ٍ تجرأ....فيعود الأمرُ هُراء َ.. هراءْ
قابــيل : و تكون لنا بوقُ دعايةْ ... تبريرا للشرِّ المعهودْ .... تمهيدا للأمر المعـقـودْ ... غسيلَ لأدمغــة الغوغاء .... تحجيمَ لمقدرة الدهمــاء ..
الإعلا ميون يباركون افتتاح سوق الأحلام الدولية إعلامي 1 : أعزاءَنا المشاهدين مازلنا نترنحُ و إياكمْ في الحانةِ الدولية ْ... ننقل لكم حدثَ اليوم ِ و كلَّ يوم ْ ...الانفتاحُ الدوليْ ... و التسلـّط ُ الأزليْ ... بيع ُ الأحلام الوردية ْ.. في سوق ِ الأحلام ِ الدولية ... إعلامي 2 : مشاهدينا المحترمين ... سبق و أمضينا و إياكم ْ لحظاتٍ ممتعة ْ , في نقل وقائع أول حادثةِ قتلٍ في التاريخْ .... تحت عنوان " المتعة ُ في قتل ِ الإنسان " الحلقة الأولى في سلسلة الجريمة المحللة ْ ....
إعلامي3 : مشاهدينا الأفاضلْ ... كنا قد شاهدنا سويا ... و تمتعنا سويا ... بأحداث الحلقة الأولى من مسلسل " ويستمر القتل ْ " مشاركتك َ في المسلسل ِ تضمنُ لك السلامة ْ .... و رفضكُ يورثـُكَ الندامة .....نلتقي معكم في موعدٍ آخــرْ.... مع حدثٍ جديدٍ من أحــداثِ المغامرة.....وليكن هذه الليلة من سوق المقامرة ....
إعلامي 2: إعلان ...إعلان ...إعلان... شامبو جديد ينظفُ رأسكَ من القشور الخُلـُـقـِيّــة والرواسب الدينية ْ... يطيل الشعورَ.. بخـَدَر ِ الشعورْ ... ويزيل القشورَ بزيف الأمورْ...
قابيــل : سوق الأحلام الدولية ْ.... عولمة ٌعلمية ْ... عالمية ٌإعلامية ْ... فكرية ٌ كفرية ْ.. تهميشية تغريبيةْ..... انتقائية ٌ انتقامية ْ... استبقائية ٌ انتهائية ... انتهازية ٌ استغلالية... تعنتية ٌ تصلبية ْ... تصلفية ٌ تغطرسية ْ... تواجدية ٌ تغيبية ْ... تفردية ٌ تواحدية ْ ... تجميع ٌ للثروة ِ الدولية ْ... تحييد ٌ للملكيةِ الفردية ْ... ننظرُ للعالم ِ من منظارٍ واحدْ ... و نؤمنُ بمبدأٍ واحدْ ... و نعملُ بقانون ٍ واحدْ ... من بلدٍ واحدْ ... و لصالح ِ بلدٍ واحدْ .... نحن الموحدونْ ... مبدؤنا السلام ُ في القانونْ ... و القانونُ في التوحيدْ... والتوحيدُ في القــوة ْ... و القوة ُ في الحديدْ ... و الحديدُ في إسراميكا
الإعلاميون : توحيد ٌ جديدْ ... مفهومٌ وحيدْ ... في تفسيرِ الحديدْ ....
إعلامي 1 : سيدي قابيلْ ... كيف تفسرْ مبدأ َ القوةِ في الحـــديدْ ... في سـلام الشرق الأوسط الجديد.....!
قابيــل : الناسُ صنفانْ ... قوي ٌ و ضعيفْ ... و الحديدُ يزيدُ من قوةِ القويْ ... ويُضعفُ من إرادةِ الضعيفْ ...
إعلامي 3 : كيف يا سيدي ..؟
قابيــل : يستخدمه القويّ ُ فيقضي على الضعيفْ ... فيُصبحُ القوي ُ هو الوحيدْ ... فلن يجد أمامه من يختلفُ معه ... وهكذا ينتهي الصدام ... فنخلق السلامْ ...
الإعلاميون : منطقْ منطقْ ... لا ينطق ُ إلا بالمنطق ...
إعلامي 1 : و ماذا عن الحدودِ و الأسلاكِ الشائكة ْ ..؟!
قابيــل : .يزولُ الأثرْ بزوال ِ المؤثرْ ... فعندما تنتهي الطبقات ْ, تتلاشى التبايناتُ و الإختلافاتْ... وتبقى الطبقة ُ المميزة ْ... القوية ُ المعززة ْ.... لا يصبح للإسلاكِ معنى فننزعها من أرض الواقعْ ... إلى مهملات القوةِ و الدا فعْ ...
الإعلاميون : منطقْ ... منطقْ ... عولمة ُ المنطق ِ بالمنطقْ ....
الفتاة : هابيلُ يا زمنَ الصفاءْ حُـلـُـمٌ تبعثرَ في الرّجاءْ
حقٌ أطلَّ على الوجودِ قد انتهى دون انقضـاءْ
الحـــــاوي
الحــــاوي : ليلام ...ليلام.... ليلام ...
المــاء ُ ضــرام ْ..... و النارُ سـلام ْ
يا باحثــاً بين السطــــورْ و حاضــناً كلَّ الدهـــــورْ
يا مبحــرا بين القـبــــورْ و رافضــا كل الفجـــــورْ
ليلام ...ليلام.... ليلام ...
المــاءُ ضــرام ..... و النار سـلامْ
امــرأة ٌ حــائرة ُ الفكــر ِ ....!!
يائسـة ٌ شاردة ُ النظــر ِ......!!
الفتــــــــاة : ابحثُ عنه بكل مكـــان ٍ .. و كـلِّ زمــان ٍ... فلا ألقــاهْ...!!
و يراوِدُني طيــفُ خيــال ٍ... أمــلُ الملهوفِ إلى لقيــاهْ ...!!
الحــــاوي : تبحثُ بين زوايا العمـــر ِ عن المفقـــــود ِ الموجـودْ
عن طيفِ نقــاءٍ دهـــري ظــلُّ الأحــلام ِ الممـــدودْ
غناء فردي :
الفتـــــــــــاة : إنني أبحثُ في الأحـــــلام ِعن طـيفِ حـبـيـبي
أكتمُ الآهـاتِ في النجــوى و يفضحُها نحيبـــي
و أ ُداري لوعـــــة َ الـحب و جَمْــراتِ اللهيبِ
ثم يـُصـبـيـني غرام ٌ و عـــــذاب من كــــروب ِ
الحـــــــاوي : ليلام ..... ليلام ..... ليلام .....
خـُرجي مملوءٌ بالأحـــلامْ شفــاء ٌ لجميــع ِ الأسـقــامْ
و حلــول لقضــايا عظـام تاريــخٌ .. طـــب ٌ.. أقــلامْ
تـقـســـيمٌ لبــلاد ِ الشـــــام ووثـائقُ جُــزُرُ الأكـــرامْ
الفتـــــــــــاة : أبحث عن حل يرضيني
ينتزع الغربة من صدري
ويعيد أمان يشفـيني.....
الحـــــــاوي : الحلُّ في السلامْ ......
الســـــلامُ في الشعورْ....
و الشعورُ في الصدورْ....
والصــدورُ في الأنــامْ ....
و الأنــامُ في الدهـورْ....
و الدهــورُ في الزمـانْ ....
والزمــانُ في السطورْ....
و السطورُ في الكتابْ....
والكتــابُ في المكـانْ....
و المكانُ في الأمــانْ....
و الأمـان في إسراميكا....!!
الإعـلاميون : حقا ً صدقا ً ...صدقا ً حقْ ...لا ينطقُ إلا بالصدقْ ... يتسـربلُ برداء ِالحقْ
يتنفـسُ صدقا مطلقْ....
الحـــــــاوي : مهــلا .... مهــلا ....
العمــرُ طـويــل ْ.. و الصبـرُ جميــلْ ....
و الحل بخــرجي خير دليل ..........
أ ُخـْرِجُ منهـاجا شرعيــاً .....
أدرُسُ مشـــروعا علميــا ً....
أقلـّـبُ حــلا جذريــا ........
الإعـلاميون : الحــلُّ في في السلام ْ.....
الســـــلامُ في الشعورْ....
و الشعورُ في السطورْ....
و السطورُ في الكتابْ ....
والكتــابُ في المكـانْ....
و المكانُ في الأمــانْ....
و الأمـانُ في إسراميكا....!!
الحـــــــاوي يقول للفتـاة :
قولي لي بحثـُك ِعن مــاذا ..!!
هـل أ ُســدي نُصحــا ..!! إنقاذا ..!!
الفتــــــــــاة : عن حلــم ِ سـنـيـني و خلاصــي من غـدرِ شقيقي , و قصاصي
الحــــــــاوي : في خـُرجي يا بنت الشــيم ِ أمجــــأدٌ بالغـــــــــة ُالقـِـــدَم ِ
فخــذيهــا إن شـئـــت الآن برخيـــص ِالثـمن ِمن القيــــم ِ
الفتاة مندهشة : برخيص ِ الثــمن ِ من القـِـيَـــم ِ..!!!!!
الحـــــــاوي : اليــومَ عــروضي مغـــرية ٌ و غــدا أحــلامـُك ِ مضنـيــة ٌ
من يشــتري الفــــكرَ العتيقْ .....
أو يشـتري العهـــــــدَ الوثيـقْ ....
من ذا يريــدُ حضــارة ً...
من عهــد هــارونَ الرشيـدْ ...!!
و الرافــدين ِ و مــــدين َ....
تـــاريخ َ فــرعونَ التـليــدْ ....
من يشــتري نصــرَ العــروبة ْ...
فـتحا لطـــارق ِ و الوليـــدْ ..... !!
فتاة الإعلان 1 : من يشــتري دارَ العلــوم ِ..
هذا ابن سـيـنا و الغـزالي ....
عباس بن فرناس
أو أبو حــامدٍ و الباهلــيْ
ابن المقفع و ابن رشد
وابن خلدون المثالي
الحـــــــاوي : ليلام ...ليلام.... ليلام ...
المــاء ُ ضــرام ْ..... و النارُ سـلام ْ
فتاة الإعلان 2: هذا ابنُ هيثمْ و ابن حمزة َ
وابن ماجد و البخاري ....
ذاك الخوارزميُّ والرازي
وأبو ذر الغفاري .....
الحـــــــاوي : ليـلام ... ليــلام ... ليـلام ....
خــرجي مملـوء بالأحــلام ..!!
فتاة الإعلان 3 : خذ من ملوك الوزن و الأشعار
أبا طيب , حسان أو بشار
الحــــــــاوي : و غيــرهم جمع ٌ من العلماء....
في الطب و التخـدير ِ و الأحياء
جبــرٌ و إحصـاءٌ ٌ وعلــمٌ واسع
في البحر و الكيمياء و الفيــزياء
فتاة الإعلان 1 : فكــرٌ و فلسفـــة ٌ وشرح ظواهرٍ....
في الكون قد أعيت عن التفسيـر ِ
فتاة الإعلان 2 : لغــة ٌو آداب و رأيٌ ثاقــبٌ ....
في البحث ِو التحليــل ِ و التحرير ِ ....
فتيات الإعلان : تنزيلاتٌ .... تنزيلا تْ .... تنزيلاتْ خذ ما تريد الآن من متجر الأزمان
الكل معـروض وبأبخـس الأثمان
الحــــــــاوي : من يشتري التاريخ َ....
و يملكُ الأحلامْ ...!!
من يقـتني بغـدادَ ...
سينـاءَ و الأهرامْ .... !
فتاة الإعلان 1 : هل تشتري الجولانْ ...!
تبوكَ أو عمــّان ْ...!
شواطئ ُ الخليجْ ...
و مجدُه العـتيدْ ....
بأبخس ِ الأثمان ْ....!
الحــــــــاوي : من يشتري الصحــراءَ ....!
و النيلَ و الفراتْ ....!
منابعَ البترول...
جـزائرَ الإمـاراتْ ..!
الكلُّ معروضٌ ...
و بأبخس ِ الأثمانْ ...!
فتاة الإعلان 2 : أنظر إلى العجب ِ...
ومناجم ِ الذهب ِ...!
صومالَ و السودانْ ...
و أجملَ الجنانْ ...
بالقدس أو لبنانْ ...
نبيعُها هنا ...
و بأبخس ِ الأثمانْ ...!
فتاة الإعلان 3 : من يشتري بابل ...
و المغربَ العربي..!
تاريخ أمــته
وتراثه الأدبي
فالكلّ ُ معروضٌ ....
و بأبخس ِالأثمـانْ ...
الحــــــــاوي : من يقتني مأربْ ...
ويملك الســد..!!
والمسجدَ الأقصى ...
و كنيسة َ المهد ِ ...!!
من يمتلك مكة ْ..
و المسجدَ الحرامْ ..
من يشتري الأمة ْ..... ويهدم الإسلام ْ....!!!!!
الفـتـــــــــاة : يا ثورة َ الشرفاء ْ....
يا عزة َ الأمــة ْ....
و صرخة َ الإبــاء ْ...
وصحوة َ الكلمة ْ...
يا أمة َ الطّهْر ِ...
وربيبة النصرِ...
ما زلت ِ سادرة ً....
في غيبة ِ السّكـْر ِ...!!؟
يتقاسمُ الأقزامْ
تاريخَ أمتنا ...
و تدنِّسُ الأقدامْ ...
جَهرا كرامتنا ...
صلاح الدين يناجي ربه لحظة اتخاذ القرار
صــلاح الـديــــن : يا إلـهي لم يعــدْ عندي خيــارْ ... أنت لا ترضى بذلٍ
و فســادٍ في الديــارْ ...
إنني أعلمُ أنَّ الحــربَ
موتٌ و دمــارْ ...
إنمـا أؤمنُ بالعزة
عند الانتصــارْ ...
أنا لا ابحثُ عن مجــدٍ
على أرض ِ الفنــاء
أو بريق ِالعــرش ِ
سلطــان ِالرياءْ ...
ربي جنّبْني غــروراً
عندما يلمعُ سيفي
بدمــاءِ الظالمينْ ...
و اعقل ِ اللهمَّ في نفســي
شـرورَ الغاضبيــن
فـأنا أعرفُ أن
العقـلَ حكـمــــة ْ...
و أنا أعلـمُ أن
السـلمَ نعمـــــة ْ....
غير أني يا إلـهي
لم تعــدْ لي قدرة ُ التسـليم ِ
بالـذل ِّ المُهيـنْ ...!!
الفتــــــــــــــاة : يمتلأ ُ الشارعُ بالأجسادْ
فتلكَ ذراع ٌ مبتورة ْ...
وهذه ساقٌ مكسورة ْ..
وهناك تناثرت ِ الأحشاءْ ....
وتفجّرَ رأسٌ في الأجواءْ..
صــلاح الـديــــن : إنَّ طـُهْـــرَ الدين ِ قد دنَّســهُ
حقـدُ كيـدِ الغاصبيــنْ ....
و تـرابُ الأرض ترويهِ
دمــاءُ المؤمنيــنْ .....
الفتــــــــــــــاة : اختلطتْ صرخاتُ اللوعة ْ...
مَنْ يعرفُ مَنْ ...؟!
ذاك لهذا , و هذا لِمنْ ...!؟
صــلاح الـديــــن : كيف يا ربي أهــادنْ
و أنا أسمعُ صرخــاتِ الثكالى ..!!
و الأرامــلَ و العــذارى ...!!
و أنينَ الجــوع ِ في
أحشــاء ِ طفــلٍ و سجيــن ْ...!!
لم يَعُــدْ لي يا إلهــي من خَيــارْ
الفتــــــــــــــاة : اجمعْ أشلاء َ الشهداء ِ
لا تأسَى أبدا أو تهتم ْ
فرواحُ الروح ِ إلى الجنة ْ
والجسدُ الفانيَ ليس يَهُمْ
صــلاح الـديــــن : إنهـا الهوجــاء ُ ربـي
حَطّمتْ بالإنتقامْ
شرفَ الأمــةِ
تــاريخَ الكـرامْ ...
مـرّغَتْ بالوحل ِ هاماتِ
العظــامْ .......
مزّقتْ أنيابُهــا السَّكرى بزهو ٍ
كل َّطــوق ٍ للسـلامْ...
يا إلهــي لم يعــدْ عندي خيــارْ ...!
الإعـلاميون : الحــلُّ في في السلام ْ.....
الســـــلامُ في الشعورْ....
و الشعورُ في السطورْ....
و السطورُ في الكتابْ ....
والكتــابُ في المكـانْ....
و المكانُ في الأمــانْ....
و الأمـانُ في إسراميكا....!!
صــلاح الـديــــن : إننا بالسلم معهم ..
ندفنُ الآمالَ في قبرِ العذابْ.....
ثم نغدو كنعاج ٍ
بين أنياب الذئـابْ
تجعلُ الأمنَ على الأرض ِ
خيالا أو سرابْ ....
لم يعُدْ لي يا إلهي من خيارْ
عندما ينفجــرُ البركــان
يمحـو الـذلَّ
عن قــدس التــرابْ ..
فاجعــل ِ الإيمــانَ سيفــي
و أعنّي بالصــوابْ ....
الفتــــــــــــــاة : اليومُ خلاصُ الروح ِمن الآلامْ
من الإذلال ِ على الدنيا
من وهم ِ الأمن ِ من الأحلامْ ...
فسلامٌ يا أرضَ المهدِ
سلامٌ يا أرضَ الإسراءْ
يدخل ( ريتشارد قلب الأسد)
صــــلاح الــديــــن : أيها الغاصبُ ارحل ْ هذه الأرضُ لنا
أرضُ إسراءِ محمدْ
مهدُ عيسى...
كل طهر في الدُّنـَا...
ريتشارد قلب الأسد : أنا لنْ أرحلَ عن أرض ٍ
سقينــاها دمــاء ِ الغرباءْ....
وجعلنا من جماجم جمعهم
سورَها عالي البناء ......
قومُ عدنانَ و يـَعـْرُبْ
ذاك شعبُ الدخلاءْ...........
نحنُ من حرّرها منهمْ بقـعـقـعة ِ الصواري السلاح.....
صــــلاح الــديــــن : نحن من سوفَ
يعيد الحقَّ أيضا
بالبواتر و الرماح ...
ريتشارد قلب الأسد : كل هذا المُلـْكُ ملكي
صــــلاح الــديــــن : إنهُ مُلـْكُ العربْ
ريتشارد قلب الأسد : قد حكمناها سنينا ً
صــــلاح الــديــــن : هي حقٌ مـُغـْتـَصَبْ
ريتشارد قلب الأسد : سوفَ أحمي أورشليمَ
بعتــادي و العُـدَدْ
إنني القائدُ ريتشاردْ
فارسُ الروم ِ
أنا قلبُ الأسدْ
صــــلاح الــديــــن : أورشليمُ القدس ِأرضٌ للعــربْ
مهبطُ الوحي و مأوىً للكـُرَب ْ
آه من تاريخك الداميَ يا
قاتلة الأنبيــا ءْ
ريتشارد قلب الأسد : إنها زهــرُ المدائن ِ
مهـدُ ابن اللــه خيرُ الأتقيــاءْ......
صــــلاح الــديــــن : إنه منكم بَــرَاء ..!
ريتشارد قلب الأسد : أنا لن أرحلَ عنها
و أدعْها للرِّعَاءْ ...!! (1)
صــــلاح الــديــــن : بل سترحلُ مكرهــاً
يا زعيمَ المفســدينْ
ريتشارد قلب الأسد : فلنوقـِّعْ هُدنةَ السلم ِ
تحمي القاطنـيـنْ
و يعيشُ الناسُ عمــرا
بسلام ٍ آمنينْ ....!!
صــــلاح الــديــــن : لا يكـونُ السلمُ سلماً
بوجودِ الطامعيـنْ...
إنـَّما العدلُ سلامٌ
بأفولِ الغاصبينْ ...
ريتشارد قلب الأسد : لا تقـلْ إنكَ ... إنك..... إنك أنتَ ...
لا تقلْ أني أمامَ
القــائدِ الأكثرِ عزماً وبسالةْ ...
إنه أنت صلاحُ الدينْ ...!!!
صــــلاح الــديــــن : إنّ في الأمةِ آلافُ صلاح الدين...
ريتشارد قلب الأسد : سيدي إني أقدمْ
لك عــرضا للسلامْ....
صــــلاح الــديــــن : و أنا أرفضُ عرضا
هو قبرٌ للسلام ْ....!!
ريتشارد قلب الأسد : إنهـا الحربُ إذا..!!
صــــلاح الــديــــن : نحن في الحربِ لظــاها ..
ريتشارد قلب الأسد : ستـُكلفـُكُمْ كثيرا...!
صــــلاح الــديــــن : قدسُنا نفـدِي حِمــاها
ريتشارد قلب الأسد : نحن نَحمي أمنَها...
صــــلاح الــديــــن : بل فَجـَرْتـُمْ في رُباها
(1) الرعــاء : جمع راعي ,كناية عن العرب
هنا يختفي ريبشارد قلب الأسد و تظل الفتــاة و صلاح الدين
الفتــــــــــــــاة : يا أطهرَ أرض ٍ في الدنيا
كـرّمكِ اللهُ بإسراءِ ..... يا مهدَ مسيح ِالرحمن
محرابَ خشوع ِالعذراء ِ.....
ينتهكُ الباغي اليوم قداسَة َ إيليـــاء ِ...
فيدنسُ طُهْرَ جوامِعها
ويحطمُ قدسَ كنائَِسِها
ويعيثُ فساداً في التاريخ ِ
وفي الأقدارْ ...
صــلاح الديــــــن : سُحُبُ البارودِ
وصوتُ المدفع ِ
ليــلَ نهارْ...
والموتُ يحدّقُ
في الأرجاء ِ
وفي الأغوارْ...
يتربصُ بالأرواح ِ
بكلِّ زقاق ٍ و كلِّ جــدارْ...
و اللونُ الأحمــرُ مقســومٌ
ما بين َ الرعبِ و بين النارْ.....
الفتــــــــــــــــــاة : إني أسمعُ صوتَ الماضي
صوتَ التـاريخ ِ بحطيــنْ
إنْ أصْدَقني حدْسي اليــومَ
فإنك أنت صلاحُ الدينْ ..!
صــلاح الديــــــن : لم تيأسْ أمتكمْ أبداً
من أنْ تقتاتَ على الزمـن ِ..؟
و تطـوفَ تُوَلْولَ في الطُرُقاتِ
و تلعنَ حاضرَها النّتِن ِ..!
الفتـــــــــــــــــــاة : لكنَّ الماضي يبقى دوما
طاقة أنوار الإشــراقْ ...
ينبعثُ ضياءُ الحقِّ
من الثغــرات ِ
يعانقهُ الوعـدِ البراقْ ...
و ترفرفُ أجنحة ُ أمان ٍ
بحنايا الروح ِ و بالآفاق ْ....
صــلاح الديــــــن : الماضي لا يقبلُ أنْ
يتصلَّ الحاضرُ بدروبـِهْ..
قد خنتُمْ أمجادَ قلاع ٍ
شيدها الماضي بحروبـِهْ ...
و اليومَ تنادونَ نصيــراً
من عمق ِ التاريخ ِالخــالدْ ...
هل عـَقـَـرَتْ أرحام ُالأمــة ْ
أنْ تأتيَ للعُـرْبِ بقــائد ...
كصلاح ٍ وابن الجراح
أوابن زيــاد ٍ أو خالــدْ ...
الماضيَ لن يُسعـف َجُرحــاً..!
أو يوقف ألما أو نَزْفــاً..!
لن ينقذ من تحت ِ الأقدام ِ
كـرامة َحاضرُكمْ هذا ...
بَئِـسَ الموءودَ الوائــدْ ...!!!
الفتــــــــــــــــــاة : عاصفة ُ الزمن ِ الهوجاءُ
سحقتْ أقــدام ْالأقدارْ ...
حرقتْ أعمــاقَ الأنهــارْ ...
قلعتْ أشجارَ الزيتون ِ
من التاريخ ِ..من الأغــوارْ ..
شـّـرّدت ِ الروح َ من البــدن ِ
لم تجـدِ المأوى في الســكـن ِ
اخـتـَنَـقـَتْ عَبَراتُ الأمــة ِ في الأحداقْ ..
و انفجــرَ الصوتُ الساكنُ في الأعمــاقْ ..
لينــادي قــائدَ حطيــنْ
يسـتنجــدُ بصـلاح ِ الدينْ ...
صــلاح الديــــــن : كفـّوا يا قومُ عن الأحلامْ
عـن ذكرى النصـرِ عن الأوهــامْ..
بَهَرَتـْـكـُمْ أضـواءُ الدنيــا
عن ذكــرِ الربِّ عن الإسـلامْ ....
يتسـكعُ معظمكم ثملا ً
من سـكرة ِ حاناتِ الآثــامْ ...
يـعـبُـدُ... يســجُدُ... و يصـلي ..
لطغــاةِ العصـرِ من الأصـنامْ ..
المــال ُ...هبــلْ , و العــرشُ.. مـَنـَـاة ْ ...
و الغــرب بضعفكُمُ هذا
قـد صارَ العِــزّة َو اللا ّتْ ...
قبلتـُـكم ما عادتْ مكــة ...
و الأقصى حــرم ُالإســراءْ ...
بل بيتِ ضـلال ٍ و فجــور ٍ ...
بأرض ِ الغطــرسة ِ العُظمــى
بإسراميكا الجوزاءْ ...
الفتــــــــــــــــــــاة : الزمــنُ الحاضرُ أصغـرُ من أن يَتـَحَــدّى..!
صــلاح الديــــــن : بل قـُولي ضلالُ الأمةِ يعجز من يتصدى
الفتــــــــــــــــــــاة : و الحــلُّ إذاً ..؟
صــلاح الديــــــن : بيــدِكم أنتمْ ...
الفتــــــــــــــــــــاة : عـُـدِمتْ حيلتُنـا ...
صــلاح الديــــــن : عودوا للدين ِ و للتوحيــدْ
الفتــــــــــــــــــــاة : الأمــرُ عســيرْ...
صــلاح الديــــــن : الأمــرُ ضميــرْ ...!
الفتــــــــــــــــــــاة : نحتــــــــاجُ نصـيــرْ..
صــلاح الديــــــن : الديــنُ نصيــرْ ..
الفتـــــــــــــــــــاة : و الفــارسُ أنتْ .....!
صــلاح الديــــــن : ثوبي للرشدِ أيا امــرأةُ
أنا ماض ٍ لــن يرجــعَ أبــدا ...!!!
إظلام سريع حيث يختفي صلاح الدين ......
الفتــــــــــــــاة : خـَذلتـْكَ الأمةُ يا أقصى
والعالمُ شيطانٌ أخرسْ...
لا يأبَهُ إنْ كنتَ حزيناً
أو رَهْنَ الهيكل ِ و المحبسْ ....
فبنوك تخلـَّوْا عن عهدٍ
لابن الخطاب ِ... عن المقدسْ....
زعماءُ الأمة ِلا يجرؤ ْ
أكثرُهُمْ بأسا أن يهمسْ.....
في أذُن ِ الباغـيَ يردَعُـهُ
وبحرفٍ أوحدَ لا يَنْبـُـِسْ.....
إرضاء ً للذات ِالعليا ....
تأميناً للعرش ِ الأقدسْ ....!!
وآســفا يا قدسَ الأقصى
باعتْك ِالأمةُ بالأرخصْ ..........!!
تظهر العرافة مجددا بصحبة قابيل :
العرافـــة : خلايا .. دهاليزُ سوداءْ .... مخازنُ أسرارْ.... عقولٌ شيطانية ٌ لهدم ِالأفكارْ .. وصنع القرارْ... يفصلُها عن معنى الحقِّ ألفُ طريق ٍ و ألفُ جدارْ....فليسقط ْ كلَّ الأخيارْ...!!
قابيـــل : فليسقط كل الأخيار ...
العرافة : يتهاوى النجمُ من الأعلى .... تـَتلقـّـفـُهُ أيادينا ... سنعيدُ صياغة َ شكلَ النجم ِ ...شـعاع ٌأحمرْ .. أخضرْ ...أصفرْ ... إعلانٌ .... إبهارْ .... مشاهدُ تستلبُ الأنظــارْ.. لتكـُنْ نجما في الملعبْ .... جمهورُ الغوغاء ِ يصفقْ .... عاش اللاعبْ ...! في جمعيات ِ الرفق ِ.. عاش نصيرُ الحيوانْ ....! عاش بطلُ الفيلم ِ الأولْ .... الأكثرُ إيرادا و الأجملْ...! بطلُ القدرة ِ و الأزمانْ .... ! ذاك المتغطرسُ بالقوة ْ.. مهووسٌ بدم الإنسانْ ...! أقدارُ الكون ِ مُقـَدّرَة ٌ... و بيــدنا مِفتاحُ الأقدارْ.... نوردُها عبرَ أكاذيبِ الأخبارْ .... فـالباطــلُ حقّ ٌ و الحقّ غريبْ ...! و الناطــقُ يصدحُ بالإفـكِ وبكلِّ عجيبْ ....! أفواه تبدو فاغرة ٌ... لا تجرؤ إلا تصديقا , و لكل مريب....
النخب الثالث ثمالة الفكــر و الكلمـة
استعراض غنائي مسرحي
صندوق الدنيا
فتيات الإعلان :
يا قوم ْ... يا قوم ْ...
انتهزوا الفرصة َ هذا اليوم ْ....
قايضْ ما شــئتَ من الدنيــا
بعجــائـب ِ صُنـدوق ِ الدنيــا
أتريدُ عيونا سحرية ْ.....!!
قابــضْ أعيـنـكَ الســــوداءَ
بعـيـــون ٍ أخـرى عصـــرية ْ
فالـلـــونُ الأســودُ تعبيـــــرٌ
للحزن ِ و لليـــأس ِ ســــوية ْ
اخترْ ما شئتَ من الألــــوانْ
ستـرى الأشيـاءَ بشـكلٍ ثــانْ
عـدســاتٌ من لون ِ الموقِــفْ
للطمس ِ و للزيـف ِ تـوظـفْ
الأحمـــــرُ يجعلـُكَ سعيـــدا ً
و تعيـــشُ ليــــال ٍ حمـــراءْ
و الأصفرُ لــون ٌ سحــــريٌ
شكٌ و جحـــود ٌ و ريـــاءْ
و الأزرق ُ عنــوانُ الأقـوى
لإبــادة ِ غوغـــاء ٍ عميــــاءْ
عيــــونٌ صـُـنِعَتْ للواقــــع ِ
إنجــازُ عـلـــوم ِ التـقـنـيَّـــة ْ
و الثمــنُ المطـلــــوبُ لهـذا
بعـضُ مبـادئـِكَ الخـُلـُقِـيّـــة ْ
الساقي : أتريدُ عيونا سحرية ْ.....!!
قابــضْ أعيـنـكَ الســــوداءَ
بعـيـــون ٍ أخـرى عصـــرية ....
عيونٌ يتلونُ العالمُ أمامَها حَسْبَ الرغباتِ العالمية ْ... رغبة ُ صاحبِ القوةِ و القرارْ ... عولمة ُ النّظـَرِ و النظرة ْ...!! بالأمس ِ بعتم التاريخ و الأمجاد.... واليوم َ تقايضونَ بأعينكمْ.... وهيَ أصلا ً لا ترى .. فخمرُ العولمةِ غيّبها عن نورِ الحقيقة ْ .... و أسْدلِ عليها غِشاوة َ التقليدِ الأعمَي.......
فتيات الإعلان :
يا قومْ ... يا قومْ ...
انتهزوا الفرصة َ هذا اليوم ْ....
قايضْ ما شــئتَ من الدنيــــا
بعجــائـبِ صنـدوق ِ الدنيــا
لســــانٌ ينطــقُ بالضـــــادِ
يتــــلـو آيـــــات ٍ بكتـــاب ِ
قــايضْ بلســانِك يا هــــــذا
ألســـنة ً أخــرى عصـــريةْ
صُنعـتْ في مـجتــمع ٍ أرقى
لتــكــــونَ أداة ً صوريــــــة
تـُــرددُ قــــولا مـدروســـــا
لبــرامـج ِمســـخ ٍســــــريـةْ
فلســـانُ القــرن ِ يُجـنبـُـــكْ
لمشـــاكل ِ نقــــدٍ ثــوريـــة ْ
ومطـالبَ للحـــقِّ العــــربي
بمحـــاكم ِعـــدل ٍ دوليــــــةْ
فـلتـهنـأ ْ بغيــاب لســـــــان ٍ
لتصـــونَ حيـــاة ٍ شكليــــة ْ
و الثمــنُ المطلـوبُ لهـــــذا
بعــضُ ثـوا بـِتُـك القـوميـة ْ
الساقي
العرضُ مُغر ٍ ... أليس كذلك ْ..؟ ألسنة ٌ عصرية ْ... تتحدثُ بلغات العالم ِ إلا العربية ْ... خمرُ الشعورِ بالنقص ِ ...يُسْكرُ الشعورْ.... و أنتم ضاعفتُمُ الجرعة ْ...و أصبحتمْ ببغاوات ٍ مبرمجة ٍ ببرامجَ عصرية ْ... تتحدثُ لغة القرن ِ بمفاهيم ِأصحابها لا بمفاهيمِكمْ ... فمفاهيمكـُم أصبحتْ بالية ً و أنتم مُحْـدَثـونْ ... قررتُمُ اليومَ استبدالَ ألسنتِكمْ ...كالعادة طبعا ... سنرى غـدا ما الذي سوف تستبدلونه...! لقد أدمنتم خمر الاستبدال
فتيات الإعلان :
يا قومْ ... يا قومْ ...
انتهزوا الفرصة َهذا اليومْ ....
قايضْ ما شــئتَ من الدنيــا
بعجـائـب ِ صنـدوق ِ الدنيـا
اســــــتبـدلْ أذُنـُا ً أصـلــية ْ
بـــآذان ٍ أخـرى عصـــرية ْ
أذنٌ من تصــنيـع ِالغـــربِ
لن تســـمعَ أبـدا بالحــــربِ
لن تسمعَ فـكـــرا و نصـائـحْ
رفضٌ .. شجب ٌ.. و فضائحْ
لن تسـمعَ لـوعـاتِ المكلـومْ
أو حتى صرخاتِ المظـلـومْ
لن تسمعَ زفـرا تِ المرضى
شكوى أو نقــدا أو فوضى
لن يزعجـَـها عويـلُ اللوعـة ْ
و مــرارة ُ أنـات ِالجــوعــى
لن تســـمـعَ للصلـــوات ِأذانا
أذكــاراً.. أدعيــة ً.. قـُـــرآنا
تسـتـقـبـلُ مـوجات ٍ صـوتيـة ْ
لنــواه ٍ و أوامــــرَ غربـيــــة ْ
و الثمــنُ المطـلــوبُ لهـــذا
بعضُ فضـائلـك الــد ينيـــة ْ
اســــــتبـدل أذناً أصـلــــية ْ
بـــآذان أخـرى عصــــريةْ
قابــضْ أعيـنـكَ الســوداء ْ
بعـيــون ٍ أخـرى صـورية ْ
قــايضْ بلســانكَ يا هــــذا
ألســـنة ً أخــرى غربــيــة ْ
فالثمـن زهيــــدٌ للغــــايـــة ْ
كـــلُّ فضائـِلـِكَ الـديـنـيـــة ْ
كـــلُُّ مبــادِئـِكَ الخُلـُقـُيــَّــة ْ
كـــلُّ ثــوابـِتِكَ القــوميــَّــةْ
كـــلُّ كـرامتِـك العــربيـــة ْ
الساقي :
لا تنطقون ْ... لا تسمعونَ ولا تـَرَوْنْ ... لقد بعتمُ ْ كلَّ شئ ْ و استبدلتموه بالحديثِ المبرمجْ تاجرتُمْ بالدين ِ و التاريخْ ... شَرِبْتُمْ من خمورِ الصّمَم ِ حتى الثمالة.ْ.. و أنتم ثملونَ بالطبيعة ْ....! لا تنطقونَ بالحق ِّ... لا تـَرَوْنَ الحقائق.ْ.. و لا تسمعون الحقيقة ْ... أنتم لا تمارسونَ الإحساس َ ولا حتى تحاولونَـه ْ.... مُخَـدَّرونْ ... ولا شئَ يوقِظـُكـُمْ حتى بوقُ إسرافيلْ... لأنكمْ لم تحسبوا حسابَ ذلك اليومْ
تدخل العرافة برفقة قابيل و يدور بينهما حوار :
العرافة : من بين أنقاض الدهماء ْ ... يصعدُ نجم ٌ فارغ ٌ في سماءِ الخفاء ْ.... يسقط ُ الحاكمُ المخلصْ و و العائلة ُ العريقة ْ... فيسهـُلُ أمرُ تدبّر ِ الطريقة ْ.... يتبوأ العرشَ مسخٌ مسلوبْ .. وفكرٌ معطوبْ . . تعبئـُهُ آلتنا الخفية ْ.. بخطتنا الذكية ْ.. فيصبحُ يدُنا التي تُبيد ْ... متى شئنا و كيفما نريد ْ...
قابيل : منهجٌ خطير ْ... و مبدأ ٌ مثيرْ ... هكذا نكون أقدرَ خـَلـْق ِ الكون .. يمدُّ لنا الحاكم ُ يدهُ طلبا للعونْ..!
العرافة : سلاسلُ سوداء ْ.. وفضائح ُ نكراءْ .. نعرفـُها نحنُ ولا يُدركـُها سوانا ...تلتفُ كالأفعى حولَ عُنـُقِهْ
تنفـُثُ سمومَها بين عينيه , فلا يرى غير ما ينبغي له أنْ يراه ْ... ما نُحبّهُ نحن و نرضاهْ ..
قابيل : فيُغمضُ عن الحقيقة ِعينيهْ ... ويسدُّ عن الحق ِّ أذنيهْ ..!
العرافة : و إذا تزلزلَ كـُرسيْ السلطانْ ... وتنامَى منطقُ الحقِّ و البيانْ ... فرد الأخطبوطـُ أذرعَـــهُ
و أطبقَ على الغوغاءْ ... فاستـَبدلَ السخط َ بالرجاءْ ... و أتى بشيطان ِ الدهاء ْ.. و انقادَ الجميعْ
بطاعة ٍ عميــاءْ ....
قابيــل : الحاجة ُ المرغوبة ْ... و القدرة ُ المسلوبة ْ...
العرافة : تلتفُ الأفعى لتـُكـْمِلَ الدائرة ْ... فتحتوي الضعفاءَ و الجبابرة ْ... تصنعُ الدساتيرَ المدسوسةْ .....
و القوانينَ المعكوسة ْ...حرية ٌ.... ليبرالية ٌ.... برلمانْ ........ إخاءٌ... مساواة ٌ... عدلٌ وأمانْ... مضامينُ جوفاء ْ.. نصوغـُها في الخفاءْ ...
قابيــل : وتصبحُ الدهماءْ , نِداً لدوداً للسلطةِ العمياءْ ... فترتجفْ من شَكـِّها في أمنِـها ... و تستغيثُ كي نجيرَها منها ....
دكان الأخلاق
الحاوي
غناء فردي :
من يشتـري خـُلـُـقاً جـديدا و يـبيـــعُ أخلاقـــاً قديمـــة ْ
من ذا يُبـَـدّلُ بالعـتيــــق ِ مبــادئ ً أخـــرى ً سليمـــة ْ
اخــلعْ ضميــراً صادقــــاً لا يحـتمــــلْ دنيـــاً أثـيمــــة ْ
و اقطـــعْ لســاناً ناطقـــــاً حقــّـــاً و آراء ً حكـيمـــــــة ْ
و احــذرْ فمنهجُك القويــمُ بعـصـــرنا عُـقـَــداً عقيمـــة ْ
واختـــرْ لنفســـك مسلــكاً فــرؤاك َلا تبــدو حكيمـــــة ْ
أنـا ذا أ بـــدّ لُ بالنعيـــــم معـانيـــاً و رؤى ً سقيمــــــة ْ
قـيــمٌ تـفـــوح ُحـــــداثــة مُثـْـلـَـى و عولمـة ٌ عظيـمـــة ْ
يدخل السلطان على المسرح
السلطـــان : ما أصعبَ أن يختار السلطان
هل يغفـرُ حين يكـونُ
زمامُ القــدرة ِ في الإمـكانْ ...
وبرغم ِ جروح ِ الهيبةِ
في الكرسيِّ وفي السلطان ْ...!!
ما أصعبَ أن يختار السلطان
الحــــــــاوي : الحــلّ ُ في السلامْ .....
الســـــلامُ في الشعورْ....
و الشعورُ في السطورْ....
و السطورُ في الكتابْ....
والكتــابُ في المكـانْ....
و المكانُ في الأمــانْ....
و الأمـانُ في إسراميكا....!!
قابيــــل : أسلاكٌ سوداءْ .... أسلاكٌ شائكة ٌ سوداءْ ....
أسلاكُ الأمن ِ السوداءْ ..... لحلِّ خلافات ِ الفـُرَقــاءْ...
تمتدّ ُ بطـول ِ البيداءْ ..... تتـّصلُ بإسراميكا ....
العرافة : ادفعْ نصفَ المبلغْ ..... و املـُكْ ضعف الكمية ْ...
أما التيارُ أقدِّمُه ُ..... خدمات ٍ مني , و هدية ْ ....
أسلاكٌ سوداءْ .... أسلاكٌ شائكة ٌ سوداءْ .... فخرُ صناعة ِ إسراميكا ....
السـلطــان : أسلاكٌ سوداءْ .... أسلاكٌ شائكة ٌ سوداءْ ....!!
و لماذا شائكة ٌ سوداء.ْ..؟
العرافة : شائكة سوداءْ...
لحــلِّ قضـايا الدّهمــاء ْ....
للفصـل ِ الأقوى و الأمكن ِ ....
ما بين الأرض ِ و بين الأرض ْ...
لقيــام ِ جدار ٍ أمنيّ ٍ ....
تسري الطاقة ُ في أسلاكـِهْ...
يقعُ الغازيَ في أشراكهْ ....
السـلطــان : ما بينَ صديق ٍ و صديقْ ....!!!
أو بينَ شقيق ٍ و رفيقْ ....!!!
يقطـِّـعُ أوصالَ الأمــة ْ.....
يسري التيارُ بداخلِهِ ...
فيسممُ ألوان َ النسمة ْ...!!
ويصيرُ العالمُ أكثرَ ظلمـة ْ...!!!!
قابيل : أسلاكٌ تحمي الأوطانْ .... تحمي السلطان ...!!!
تحمي الأملَ المتدفقَ ....
من بين ِ رُكام ِ الأحزانْ ....
و الحُلـُمُ المُتدحرج ُ من أعلى ....
قمم ِ الأفكار ِ.. من الأقلامْ ...
لحمايةِ أمن ٍ و سلام ْ...
و دعائم ِ دين ِالإسلامْ....
عفوا... قانون الاستسلام ْ....
السلطان : الله هو العدل المطلقْ ...
في الخلق له شأنٌ و عيون ْ...
قد جعل الرحمة معيارا
لصلاح موازين الكون....
العرافـــة : الرحمة ُ إنْ وَسِعَتْ جُرما ...
هدمتْ كلَّ قلاع ِالخيرْ ...
واستشرتْ آفات ُ فسادٍ...
عابثة ً بأمان ِ الغيرْ....
السلطان : الرحمــة عـدلٌ و حيـاة ْ....
و العــدلُ جلالٌ للرحمــة ْ...
العرافـــة : الرحمة إن عمت شعبا
نسفت كرسي السلطان .....
وتمادى اللونُ الأسودُ في الطغيانْ...
يمسحُ عن أفق ِالدنيا ....
كلَّ الألوانْ ....!
قابيـــل : و تلاشى النغمُ الصادحُ
بالأشجان ِ و بالألحانْ ...
ليحلَّ عويلُ اللوعةِ
في الأرجاء ِ وفي الأكوانْ ...
السلطان : ما أصعبَ وضعُ السلطان ْ....
ما أصعبَ وضعُ السلطان ْ....
الساقي :
خذوا حذرَكمْ ... ربما تجرَحُكـُمْ الأسلاكُ الشائكة ْ... أمْ أنَّ خمرَ المقامات ِ الزائفة ْ أسكرَ فيكمْ الشعورَ بالإحساسْ ...؟!! لا شئ َ يجرحُكم اليومْ ... ثمالتـُكـُمْ هذه تجعلـُكـُمْ تشعُرونَ بالأشواكِ أنعمَ من الحريرْ... فهي التي تحمي الكرسي ... فلا يجرؤ على الاقتراب منه سوى من أمّـنَهُ لكم ... هو فقط من يعرف كيف يجعلكم تشعرون بالحريرَ أشواكا متى أرادْ .... فقد امتلك احاسيسكم و شعوركم... وهو الذي يشكلها حسب رغباته....
الفتــاة تبحث عن المفكــر :
يا قنــاديلَ اسطــــعــي في الظـــلام ِ الأسْـفـَـع ِ (1)
قـد خـَلـَتْ دنيــا شروق عـن بــروق لـُمـّــــــــع ِ (2)
ينهـــــل الــواردُ علمـا من غــديــرٍ مـُـتـْـــرَع ِ (3)
إننــي أبحــث حـيــرى عــن عظيـــم الأتـْـلـَـــع ِ (4)
طـاولَ النـجـــم َ علـــوا في المقـــام ِ الأرفـــــع ِ
كــرّمَ الفكـــرَ بعلـــــــم و لبـــــاب ٍألمعــــــــي (5)
وانزوى الحرفُ حيـاءا من خطيــبٍ مـُصْـقــَع (6)
أيــن من وشـّى حيــــاة ً ينـعـيـــــم ٍ مـُمـْـــــرَع ِ (7)
(1) أسفع : أسود (2) لمع : جمع برق لامع
(3) مترع : ملئ (4) أتـْـلع : طويل العنق
(5) ألمعي : شديد الذكاء (6) مصقع : بليغ
(7) ممرع :خصيب
يظهر هابيل في شخصية المفكــر
هـــابيـــــل : فــكـــر مــــولاي السـلـطــانْ
فــكـــر بالعقـل و بالميــزانْ
احــذر يجــــرفــك التيــــــارُ
بعـيـدا عـن أمـــن الشطــآنْ
الفتــــــــاة : و تغــــرك دنيــــا ً آفـلــــــة ً
تنسيــك, فأنك يـومـــا فــــانْ
وتظـــلُّ تغــامـــرُ بالأقــــدارِ
و بالأقـــراح ِ و بالأحـــــزانْ
هـــابيـــــل : تمـتـشـــــقُ حســام البطـــش ِ
بغيـــر الحــقِّ و بالبـهتــــانْ
تزرع بالرعـبِ أديـمَ الأرض ِ
عويـلا يصــرخ ُفي الأكفـــان ْ
السـلطــان : ما أصعبَ أن يختار السلطان
حين يكون خيارُ الحُكم ِ ...
بين العيش ِ و بين الموتْ...
هل يُسْحِـقُ شَغـَبَ الفتنة ِ
بالإعــدام ِ و بالجبروت ْ...!!
لكنّ الموتَ بلا شك ٍ....
دوامــة ُ موت ْ...
هــابيـــــل : فـكــــر مــولاي السلطــــــان
فكــر بالعقـــل و بالميــــزان
هل تـُسقــي الأرض رحيقــا
أو تشعـــــلـُها بالـنـيـــــــرانْ
الفتــــــــاة : أن تهطـلَ سُحُبُ الحبِّ سلاما
تـُنـبـتُ أحلامـــا و أمــــــــانْ
أو يقــذفَ بركــانُ السخــــطِ
سمــــوم َالبغــض الشنــــــآنْ
الفتـــــــــاة : فكر مولاي السلطان ....
هل تجعــلَ كفــك أبـيـــضَ أو
مخضـــوبا بـدم الإنســـــان ْ
أن يصــدحَ في الأيـكِ يمـــامٌ
أو ينـعـقَ بـوق الغربـــــانْ
السـلطــان : ما يصنعُ هذا السلطانْ ...
حتى لا تـَنـْتـَهـِكُ الهيبة َ...
أحقرُ أوكارِ الشرْ ...!
أو تـُفـْقـَـأ َ عين الحقِّ ...
بنصل ِ الغدرْ...!
أن يبقى للأمل ِ الباسم ِإشراقٌ ...
في الزمن ِ الوعـرْ...
هــابيــــل : فكـــّرْ مولايَ الســلطان ْ....
الله المطلقُ في الأكــوانْ ...
أودعكَ الســرَّ المكنــونْ ..
حمّلـَكَ أمانة َ هذا الكون ْ....
فالموجُ الأزرقُ لا يمكنْ
إلا أن يبقى أزرقْ ....
طبقا ً لنواميس ِ اللونْ ...
الفتــــــاة : والجبلُ الصامدُ لا يمكنْ ..
إلا أن يبقى صلداً ...
طبقا لنواميس الكـَوْنْ ...
السلطــــان : ما يصنع هذا السلطانْ ...
كي ينتصرَ على ذاتِه ...
فلا يختالُ بزيفِ الكـِبـْرِ ...
وزيف النصرْ...
وبريق ِ الوهم ِ الخادع ِ...
بالإطراء ِ وطـول ِ العمـرْ ...!
الفتـــــــاة : أنْ يَبْعـُدُ عن درب ِ الواشينْ ....
عن الحسادِ المنتفعينْ....
وشماتةِ أعداء ِ الدينْ ....
السلطـــان : لكنَّ المخلوقَ ضعيفٌ ...
بشرٌ من ماء ٍ و ترابْ ...
مجمـوعة ُ إنسان ٍ حُبـْـلـَى ...
بخطايا إثـم ٍ و عقابْ ...
أيكون السلطان ملاكاً ..
يحملُ أغصان الزيتون ...
ويُشـَكـّلُ أحكام َ الدنيا ...
حب ٌ.. غفران ٌ ... وسكونْ ...!!
هــابيـــــل : فـكـّــرْ مولاي السلطانْ ....
فـكـــر بالعــدل ِ و بالرحمــة ْ ....
بيــديك اليــوم َ
جميـعُ خيــارات ِ الأمــة ْ..
لك أن تختــارَ لهذا الشعـب ِ...
بين الظــلم ِ وعـدل ِ الرحمــة ْ..
السـلطـــان: ما أصعبَ أن يختار السلطان ْ....
هل يقضي بالرحمةِ حكم
وهو يرى ..
.بأن الرحمة قد تؤدي بقرار العدل
فإذا الإثنان نقيضان ٍ
بنتاج الفعلْ...!!
هـابيــــــل :اجعلْ من عدْل ِ الرحمنْ معايـيـراً
تحمي الأمصار من الأشرارْ ...
واشحذ ْ تفكيرَك َ كي تختارَ ...
نعيم الفطنةِ و الإبصارْ .....
السـلطـــان : بالعفو يضيع ُ الحقُّ ...
و تـُنبتُ أشواك ٌ لضلالْ ....
و الكلمــة ُ فوق شفاه السلطان ِ...
تثيرُ جدالا ً لألف ِ سؤال ْ....
ما أصعبَ أن يختارَ السلطان....
حين تكونُ الكلمة ُ منه حياة ْ...
في لحظة كون قرار العدل,
حكم وفاة ْ...
الفتـــــــاة : للعاقل ميزان خلاص
في سر الكلمة الحكمة ...
كي يضبط في حرص القائد
إيقاع َالرحمة و الكلمة ْ...
هـابيــــــل : عـدلـُكَ مولاي السلطان ...
منبـثـقٌ من معنى الكلمــة ...
وقرارك مرهــونٌ أبدا
بخيار القدرة و الكلمــة ....
تـُصـادرُ فكـرا ....
الفتـــــاة : تسجــنُ حــرا ....
هـابيــــــل : تقصف ُ خيـرا ...
الفتـــــاة : تـزرع شــرا ....
هـابيــــــل : تحرقُ عمرا ....
الفتـــــاة : تسخط بحرا ....
هـابيــــــل : بحروفٍ تتآلفُ في معنىً واحد...
ما تعني تلك الكلمــة ...!!
السـلطـــان :الكلمة ُ تابوتُ الرحمــة ْ...
و الرحمـة ُ تابوت ُ النقمة ْ...
و النقمة ُ تابوت ُالأمــة ْ....
و خيارُ الرحمة ِ و النقمـة ْ....
مرتهنٌ بخيارِ السلطـان ْ...
ما أصعبَ وضعُ السلطان ْ....
هـابيــــــل : الكلمة ُ سيفٌ بتارْ ...
حدٌ فاصل بين الشر ِ
وبينَ نواميس ِ الأخيارْ ...
الفتــــــاة : كلامُ اللهِ هو النورْ...
و الحكمة ُ قولٌ مأثورْ ..
هــابيـــــل : ميزانُ التقوى في الكلمة ْ...
الكفرُ جحودٌ بالكلمةْ ...
القــَـدَرُ قضاءٌ للكلمةْ ..
الفتــــــاة : الكلمة ُحقٌ ساطعْ ...
هــابيـــــل : و الكلمة ُ سم ٌناقعْ ...
الفتــــــاة : بالكلمةِ تجتمعُ القـِيَمُ ...
هــابيـــــل : و تـُفـَرّقُ بالكـَلِم ِ الأمة ْ ...
الفتــــــاة : اسحقْ من وَأ َد َالكلمة ْ ...
هــابيـــــل : و اخنُقْ من فـَرَضَ الظـُّلـْمة ْ ...
الفتــــــاة : واحذرْ من شرِّ النقمة ْ...
هــابيـــــل : واعرضْ عن سوء ِ الذمة ْ...
الفتــــــاة : و اشحذ ْ للنصر ِ الهمَّـة ْ...
هــابيـــــل : و اجعلْ للخير ِالرحمة ْ...
الفتــــــاة : واحكمْ في الكون ِ بأسرار ِ القدرة ِ و الكلمة ْ....
النخب الرابع غيبوبة نسف الأديان الصمت العربي احتضار الحلم يضاء موقع العــرافة حيث تظــهر في حوار مع قابيل
العرافة : وضعَ البناءُ اللـّبِنَة َبالإتقان ِ و بالخفــة ْ.... فأقام بناءا ً من لبنات ٍمختلفة ْ.... فَلـْيُدْعَ جميعُ البنائـــين.ْ... لتـُصْنَعَ أهراما عدة ْ... متباينة َ الشكلِّ وفي التكوينْ .... احْتـَوَتْ الحاضنة ُ فــراخ َ الغويـيـمْ (1) ....خــرجـَـتْ دافئة ً تصرخ ْ... تعميمٌ ... تعتيم ْ...تحريمٌ.... تجريمْ ... تأميم ٌ.... تقييم ْ.... اليــومَ خيارُ العالم ِ في التصويت ِ وفي التقييمْ .... لجنة ُ تحريرِ القانونْ ... دساتيرُ الأنظمة ِ الحُبلـَى بالتغـييـر ِ و بالتدميـرْ .... غيابٌ للوعي ِ عن التفكيرْ ....
قابيــل : الانفعالُ ثورة ْ... و الغضبُ انقلابْ ... نحن من خـَلـَقَ الأسبابْ ... شَغَبٌ هَرجٌ و اضطرابْ...تسميمُ النقدِ بزيفِ الخطابْ ... انشغالٌ تامٌ بالمظهرْ .... و انصرافٌ أعمىً عن الجوهرْ....
العرافة: فرغ الناسُ من العزم ِو منَ الفكرِ ...قد سادَ العالمَ أشكالٌ من نيرِ الذلِّ .. من القهرِ .... أبصارٌ تنظرُ شاخصة ً ...تنتظرُ خلاصا ً.... منْ يُنقـذُ منْ ..! و شريعة ُ مَنْ أكثرُ إخلاصا ً....
اليومَ تحطمت ِ الصخرة ْ... تـَفجّرَ غضبُ البركانْ ... تصاعدَ منه الدخــانْ... و اشتعلتْ ألسنة ُ النيرانْ ... أين المخرجُ و المنفـذ.ْ...؟ أين المـُنْقِْذ ؟
قابيــل : العالمُ يَفقِـدُ وعْيَهْ .... كـتـَبَ اليومَ بأيدينا صحيفةَ نعيـِهْ ... سيبحثُ عن قنديل ٍ في بحرِ الظلمة ْ.. إشعاعٌ يجلو بعضَ سديم ِ العتمة ْ...
العرافة : الماسونُ مع التلمودْ ... شئ ٌ صغناهُ بأيدينا .. أسفـارا ً من عهد ِالأخدودْ ... أحكامُ مهندسِنا الأعظم ْ.... قانونُ الملكِ هيرودس .. ومُخطط ُ حيرامُ الأكرمْ ... خلاصٌ للأمن ِ المفقودْ ... حبلُ الإنقاذِ الممدودْ ...
قابيــل : الدهماءْ...الدهماءُ أنهكَها الضياع ْ... تنتظـرُ قدومَ مُخـَلـِّصِها ... مـَلـِكٌ أوحدْ ... يَأمرْ فيُطاعْ ....
(1) الغوييم : لفظة احتقار يطلقها اليهود على عامة الناس من غير اليهود
الجـوقة و الفتــاة :
يا حمــاة َ الدين َ هل تنهضُ للدين ِ قيـامة ْ... ! عندما يُصبحُ حامي الكون ِ
طـاغوتا ً زنيماً
فوقَ عرش ِ الظالمينْ ....
يَهَبُ الرزقَ ثوابا ً
للـعـبيـدِ الطائعينْ ....!!
غافراً ذنبَ عباد ٍ
خـُشـّعاً في سعيهم ..
طـُـوّ ُفاً بالبيت شرط ُ الغـافريـنْ ...!!!
يا حماة الدين هلْ تنهض ُ للدين قيــامة ْ.. !
عنـدما يُصبحُ قـوتُ
الشعبِ مرهــونا ً
بفـكــرٍ و قضيـة ْ... !
و الولاءاتُ فروضٌ
لقروض ٍ سرمديـة ْ.. !
و صيـامُ الشهـرِ صوما ً
عن حقـوق ٍ أزليــة ْ... !
أيها الساهونَ
يكـفـيكـم سُبـاتا ً
في جحــورِ الجبناءْ...
قد خــذلتمْ بخنـوع ِالذُّلِّ
قـدسَ الأنبيـــاءْ ...
كيف بالله عليكم بعد هذا ,
يا حمــاة الدين ِ,
أنْ تنهضَ للدين ِ قيــامة ْ...
عندمــا ينتصبُ المــوتُ
كرمـزٍ للعـدالة ْ
فوق أنقاض ِ الأممْ ..
عندمــا تـُفـْقـَـأ ُ أبصـارُ الحقـيـقـة
تتهاوى بعـدهـا كلُّ القيـم
عنـدما تنتهكُ الأقصى
نجــاساتُ اليهــودْ
!تهجـع الآذانُ في لحدِ الصّمَـمْ
فغــدا تــأتي جمــوع ُ
!الكُفــرِ تجتـاحُ الحَرَمْ
يظهر هابيل في ثوب الدين الفتــــاة : ويح قلبي ... من تكونْ ..؟!
هـــابيل : أنا ذلك الحلـُمُ الدفينْ.. في قلوبِ الطالبينْ ....
شاهدا للذاتِ فرداً واحـدا .. عينُ اليقينْ...
قـلمٌ سطـّـرَ حرفـاً
في مداراتِ الحقيقـة ...
منطقٌ ألهبَ صوتـاً
في الضلالاتِ السحيقة ْ...
أنا في فكـرِ البـريـّة ْ
عالِمُ الدين ِ التـقـيْ....
منصفُ الحقِّ لأحكام ِ إلـهٍ و نبيْ ....
إنني سيفُ صلاح ٍ في وجوهِ الغاصبين ْ...
الفتــــاة : أصحيح ُ...أنكَ التائهُ عنّي من زمـان ِالغابرين ْ...
هـــابيل : إنني من عهـدِ آدمَ
منذ ُ تاريخ ِ البداية.ْ..
صَحوة ُ الحقِّ و نورُ المصطفى
فالقاً دربَ الهداية.ْ...
صبرُ أيوبَ وموسى
عقلُ لقمانَ وعدلُ الراشدينْ ..
الفتــــاة : يا إلهي ... بعد هذا العمــرِ حقاً ما أراهُ ...
و يراهُ الناظرون ْ....
هـــابيل : إنني الحاضرُ دوماً
في يقين ِ المخلصينْ ....
مِنـْبـَرُ الإصلاح ِ في الدنيا
و نورُ العارفين ْ...
الفتــــاة : تاهَ منـّي الدربُ في بحـرِ شتات ٍ...
غرِقـَتْ فيه القضية ْ..
شملـُنا ما عادَ تجمعُهُ
الأخـوةِ والرؤى
والأماني السرمدية.ْ...
إنهم في لذةِ الدنيا وذل ٍ غارقين ْ....
هـــابيل : قـد تماديتُمْ كثيراً
بدروبِ الاحتضارْ....
وضللتمْ عن طريق ِ النصرِ و العزةِ
عن حقِّ الخَيارْ ...
إنه الفـرقانُ وحـدَهْ
مِشعلُ النورِ
ودربِ الانتصار ..
فلتعـودوا أيها الناسْ
لدين ِ الحقِّ ...
للنورِ المبين ْ....
الفتــــاة : أنت هابيل إذا ... آه يا حلمي الجميل قدر الله لنا أن نلتقي
بعد عمرٍ من جديدْ ...
فلنحققْ حلـْمَنا...
ولنطهـرْ قدسَنا ..
وبتوفيق إلهِ العرش ِ
نبني و نـُعيدْ ..
تهـرع الفتاة باتجاه هـابيل تلحقها الجوقة
إظلام سريـع ...
ظهور العـرافة و قابيـل من جديـد
العـرافة : كيف يحدثُ كلُّ هذا
أيها الأحمقُ قابيلُ اللعين ْ...؟
قــابيل : أيُّ شئ ٍ تـقصدين ْ..؟!
العـرافة : لم يَعُـدْ هابيلُ حلماً ..
إنه حـقٌّ مبينْ ..!
قــابيل : قـد قتلناهُ سويـاً ... منذ عهـدِ الأوّلينْ ...!
العـرافة : قد بَصُرْتُ اليوم ما لمْ
تبصرِ الناسُ بهِ
نهضَ الفارسُ من كبوتهِ
وامتطى ظهرَ الكرامة ْ
سلَّ سيفَ الحقِّ للإسلام ِ
يمتشقُ الزعامة ْ....
قــابيل : ذلك الأمرُ خطيرٌ و نذيـرْ ...
أي شؤم ٍ بعدَهُ
عندما تصحو لدى الغويـيـم ِ
صرخاتُ الضميرْ ..!
العـرافة : ادنُ مني أيها الوغـدُ المغفـّـلْ
واسمع ِ القولَ و نفـذ.ْ...
دون شكٍّ و ارتياب ْ...
ذلك المؤمنُ بالتوحيدِ
ديناً وصوابْ ..
سوف نُصليـهِ سعيراً و عــذابْ ...
ثم نرميه جزافا ...
باختراق السلم ِ والأمن ِ
وتشجيع ِ الخرابْ
إنه الإرهابْ .....
قــابيل : إنه الإرهـاب ْ
إنه الإرهـابْ
إنه الإرهـابْ.......
العرافة : الثورة ُمفهومُ التدميرْ ... لتـُسْقِـط َ أنظمة ً و تصوغ َ دساتيــرْ .... الغــويـيـمُ قطيعُ الغـنــم ِ و نحــنُ الــذئابْ ..... سنـمارسُ سطوتـَنـا الكبرى .... نـنـعتُ معظَمُهُمْ بالإرهــابْ .. سنطـاردُهمْ و نحاربُهمْ... نَخـْنُـقُ صوتَ المئذنة ِ... نحطـِّمُ قـُدسَ المحرابْ ... و نرددُ " إنـّـا نقتلعُ الإرهابْ " وَ لْتـُنْسَفْ كلُّ الأديانْ .... هرجاً ... مرجاً ... خمراً ... و قيانْ ...... الناعقُ في البوق ِ... غرابٌ أحمقْ ... لا يُدركُ معنى ما ينطقْ ... القردُ .. أصلُ الإنسانْ ... فهو إذا أصلا ً سِعدانْ...!! فلنملي عليه أوامرَنا ... ونمــارسُ حـقَّ مهارتِنا ..... القيمُ تُداسْ بحوافـرِ الحضارة ْ.... الفكرُ ضَلالة ْ .... و الدينُ جَهالة ْ.....
قابيـــــل : الحرية ُ مَشعلُ أنوارْ ... لسبرِ الأنفس ِ و الأغوارْ ... معنى ً مطلقُ خارجَ أطُـرِالأخلاق ْ... منبثقٌ من بين خفايا الأنفاق ْ.... قوة الخفاءْ... في الهدم ِ لا البناءْ ... تفريغ لفكر الدهماء ...
العرافة : توثيقُ المنطق ِ بالإلحادْ .... لا دينَ سوى دين ِ الأسيادْ ... و المؤمنُ بالسرِّ المكنونْ .... ما بين الكافِ و بين النونْ .... في قدرة ِ خالق ِ هذا الكونْ ....خطرٌ يتربصُ بالسلطانْ... يجعلهُ يهربُ من قدرٍ مَحتوم ْ.... فنمدُّ له أذرُع َ للعومْ .... ليسبحِ ضـد التيارِ بأيدينا.... لا يملكُ بأسـاً و قـراراً ذاتيا .... ويكونُ لنا عوناً أبديا ..... قــابيـــــــــــــــــــــــــــلْ ...اَحْضِرْ لي في الحالْ رأسُ هـابيلْ
أنا لن أرضى لها أيَّ بـديلْ ....!
و لْتـُهْـدَمِْ الكعبة ْ....!!
فجّرْ .. أُقـْـتـُلْ ... اضرِبْ بالقوة ِ و النـارْ ... واستخدمْ كلَّ سلاح ِ دمارْ ....لا تجعلْ للعـالم ِ رأياً أو أيَّ قرارْ ....و سنشربُ بعدها أنخابَ النصرِ ... قد تمّ القضاءُ على الأغيارْ...(1)
قـابيــــــل : فلتُهـْـدَم ْ الكعبة ْ... ! بالقصفِ بالنووي ْ... فالقـرارُ الأوحدُ اليومَ ...قراراتُ القوي...
(1) الأغيار : في العرف اليهودي ..كل من يؤمن بغير اليهودية
يبدأ مشهد هدم الكعبة ...
إعلامي 1 : أعزاءنا المشاهدين ننقل لكم و على الهواء مباشرة أهم أحداث الدنيا ... نسف الكعبة ...
إعلامي 2 : معكم دائما من قلب الحدث .... و على مدار الساعة ...
إعلامي3 : مصداقية ... موضوعية .... حيادية ... حرية ...
إعلامي 1 : أعزاءنا المشاهدين ..... إبقوا معنا ..... الســـاقي : يا أمة َالإسلام ِ في طول ِ البلاد ِ و عرضِها ...
المعتدي في مكة َ الزهراء ِ
ينتهكُ السماءَ وأرضَها ...
قد جاء يعبثُ بالمحارم
في الربوع ِ الطـاهرة ْ...
كي يهـدمَ البيتَ العتيقْ
وتطوِّقُ الإسلامَ ألسنة ُ الحريقْ ...
الفتـــــــاة : هل ذاك أبرهة ُ اللعين ْ..!!
الســـاقي : بل زعيمُ الملحـدينْ ...
الحــاوي : هيا اهربوا .... هيا اهربوا ...
الســـاقي : أين الفـرارْ ...
ومَنْ الذي يحمي الــذ ِّمارْ ...
هل هانَ دينـُكـُـمُ
و هانَتْ في نفوسِكمُ الديـارْ ...(1)
الحــاوي : لا ملجأ ٌ غيرُ الفرارْ فاليومَ لا تـُجدي الغِمـار ...(2)
السلطـــان : ما أصعبَ ما يختار السلطان....!
ما أصعبَ ما يختار السلطان.....!
الفتـــــــاة : كمْ كنتُ أخشى
من مَغبّاتِ الخطوبِ الكاشرة ْ...(3)
(1)الذمار : الوطن (3) الكاشرة : الشديدة
(2) الغمار: كناية عن الحرب
الســـاقي : حذرتـُكـُمْ لو تذكرينَ
من الصروفِ القاهـرة.ْ..
الفتـــــــاة : و لقد دعوتُ الله أنْ
يحميَ حمانا
من أعادٍ غادرة ْ...
الســـاقي : الغـدرُ في أنفسِكـُمْ
لا في الأعادي الظاهرة ْ...
السلطـــان: الأمنُ من بعض ٍ لبعض ٍ
قد تلاشى و اندثرْ
وتسابقَ الفـُرَقاءُ منْ خوفٍ تنامى
من مغبّاتِ القـدَرْ
متوجسينَ الغدرَ من بعض ٍ
ومن شرٍّ أشرْ
وحروبُ لا تـُبقي من الدنيا لهمْ شيئاً
ولا خيراً تـَذَرْ !!
دخول الإعلاميين بصحبة قابيل يحملون لافتات بالعبارات التالية : ( فضائيات اللهو و الطرب .... لمسخ الإسلام و العرب
لا للفقراء ... نعم للأغنياء
تركيز الثروات ... في مركز القرارات
عالم واحد .... حكومة واحدة
لا للأديان السماوية .... نعم للعولمانية
شركات التجريم .... لنهب الغوييم
عولمة القرار .... في محاربة الأغيار
تحيا تحيا إسراميكا
البقاء للأثرياء
لا للرأي
لا للدين
لا للفكر
لا للأخلاق
لا لقرار الأغيار
لا للاستقلال )
الإعلاميون : عَوْلِمْ عولم يا قابـــيلْ نحن ُوراءَكَ في التطبيـلْ
حرر حرر يا قابيـــــل نحن رجــالك في التضليل
الفـتــــــاة : إنّا إذا اشتدّتْ خطوبُ الدهرِ
نلجأ ُ للدعــاءْ
وببيتِهِ نجدُ الأمانَ
يرُدُّ بُرحـاءَ البلاءْ ....(1)
قد جاءنا اليومُ الذي
نجدُ المحارمَ تـُسْـتباحْ
الســـاقي : والكعبة ُ الغـراءُ
تغرقُ في دمـاءِ ِ الغـدرِ
مثخنة ُ الجِـراحْ ....
الفـتــــــاة : و الراية ُ الشهباءُ للإسلام ِ
مَزّقــَها النواحْ ....
يا غربة َ الأيامْ
يا عَتـْمـَة َالإصباح.ْ...
السلطـــان : ما أصعبَ ما يختار السلطان....!
ما أصعبَ ما يختار السلطان.....!
الإعلاميون : خـطط ْ دبـــرْ يا زعــيـمْ لا غَـوْغـاءَ و لا غـوييــمْ
لا ترهيبَ و لا إرهابْ لا الـتـــحـــاءَ ولا نــقــــابْ
السلطـــان: نَصبوا كمائنَ حقدِهم
متوثبين َلبعضهمْ
مستنفرينَ بشكهمْ
سوقَ العتادْ
من ذا يفوزُ بصفقة ٍ
من خردةٍ....
أو من بقايا في المزادْ!!
ذاك المُراد.ْ.!!
الســـاقي :: يا عارَ أمتِنـا.... يا عار أمتِنـا....
الفتـــــــاة : ويلاهُ يا للعــارْ.... ويلاهُ يا للعــارْ....
(1) برحاء : شدة قسوة المصيبة
يظهر هابيل ... هـــابيـل : قسماً برب العرش و السبع المثاني و البلد.... لن تنثني منـّا العزائمْ أو ننحني يوماً لظالمْ
فسيرحلُ المأفونُ مدحوراً
وينتفِضُ الأسدْ
لن يهنأ المحتلُّ يوماً في البلدْ
فقضيتي معه ستبقى طالَما لم يندحرْ ... بل قل ستبقى للأبدْ....!
يتم القبض على هابيل وسط ضجيج إعلامي ...
الإعلاميون : لا إسلام َ و لا إرهابْ معــك نســـير ذهاب إياب
يا قابيلُ يا مُهــــابْ اضـــربْ حطـمْ الإرهــابْ
هـــابيـل : آهِ من زيفِ الحقيقة.ْ..
عندما يُصبحُ سلطانُ الطغاة ْ...
سيفَ إرهاب ٍ مُسلـّطْ
فوق أعناق ِ الضحايا
يسحقُ الصدقَ و يغتالُ الإباءْ ...
و يكونُ الدين ُإرهاباً مخيفـاً
ترتجـفْ منه السمــاءْ ....
تتهـاوى أنجمُ الحق ِّ
بحاناتِ الريـاء ْ...
ثم تغـدو سدفة ُ الليلِّ
نهـاراً أو ضيــاء ْ...
و النواميسُ غريقة ْ...
آهِ من زيفِ الحقيقة.ْ..
الإعلاميون : يا قابـيــــلُ و يا إمـــامْ أنــتَ القــائــدُ الهُمـَـــامْ
وحدة ْ وحدة ْ ياشيطــانْ مــــن أمريـــكا لليـــابــانْ
هـــابيـل : عندما يُصبحُ قاضي الأرض ِ مَحْفـَلَ أورشليم ...
يحكـُمُ العالمَ أجمــعْ
حَسْبَ قانون ِالوثيقة ْ....
آه من زيفِ الحقيقة.ْ..
قــابيل : إرهابيٌ ... إرهابيْ يشهـدُ التاريخ ُ و العالمُ أجمعْ هو من فجّـرَ
أبراجَ الحضارة ْ... الحــاوي : مُنذ ُ بدءِ الخلـْق ِ يجتاحُ الزمانْ شاهـراً سيفَ وقـارِهْ ...
قــابيل : كان في صحبة ِ يوسُفَ تاشَفينْ في حروبِ الأندلس ْ...
الحــاوي : كان في حطينَ ... في يافا ... وصورْ مرج ِ دابقْ .. عين ِ جالوت ِ
طرابلسْ ....
قــابيل : قاومَ الهكسوسَ عزماً و اقتدارْ ...
الحــاوي : وأبادَ الهجمة َ الكبرى لأقوام ِ التتارْ ...
قــابيل : هو في المغرب ِ من جُنْدِ الخليفة ْ ابنُ منصورٍ إمامُ المسلمين.ْ..
الحــاوي : إنه الظاهرُ بيبَرْسْ و عمادُ الدين ِ زنكي
وصلاحُ الدين ...
قــابيل : هو من أطفأ َ في جلفارِ
ألسنة َ الحريقْ ...
في أساطيل ِ البسالة ْ...
الحــاوي : ذلك الرافضُ إذعاناً لمُعْتـَمَدِ النذالة ْ...(1)
(1) المعتمد : المعتمد الإنجليزي الذي حاول ثني الشيخ صقر بن سلطان القاسمي (حاكم الشارقة حتى عام 1965) عن القبول بفتح مكتب تمثيلي للجامعة العربية بالشارقة وعندما رفض طلبه قام الإستعمار البريطاني آنذاك بإبعادٍه خارج بلاده ليعيش لاجئا سياسيا في مصر, مؤثرا تمسكه بعروبته و مبادئه القومية على التمسك بكرسي السلطان الذي ورثه أبا عن جد منذ مئات السنين.
قــابيل : هو ذاكَ القائدُ الباسلُ في حرب ِالجـزائرْ .. وبلبنان ِ الجنوبْ ..
الحــاوي : صانعُ النصرَّ بأكتوبرْ وفي كلِّ الحروبْ...
قــابيل : إنه طفلُ الحجارة.ْ.......!!!!
إعلامي 1 : المشاهدونُ المحترمون ْ ... تنفردُ قنواتـُنا الفضائية ْ بمواكبةِ الحَدَثْ و المبالغة ِ في الحديثْ .... في التواصل ِ الدائمْ ... و التفسيرِ الغائم ْ... من موقع ِ الأحداثْ ننقلُ لكمْ و على الهـواء ِ مباشرة ً, أحدثَ حدثٍ في الساحة ِالعالمية ْ.... حربُ الإرهابْ ... صراع ُ الخيرِ و الشرِّ بالمفهوم ِ العالمي ِ الجديد.ْ.. الإرهابيُّ الطالحُ هـابيلْ يسقط ُ أخيراً على يـدِ السيدِ الصالح ِ قـابيلْ ...
مشهد قتل هابيل
قابيل تحاصره الكاميرات و مايكرفونات الإعلاميين ............
إعلامي 2: السيدُ المعظمُ قـابيل ْ...نباركَ لكمْ انتصارَكمْ العظيمْ ... هلا ّ توجَهتـُمْ بحديثِكـُمْ الثمينْ بطمأنةِ المشاهدين ْ...
قابيــل : فليطمئنَّ الجميعْ ... إننا نثقُ تماما في قدراتِنا و مقدِّراتِنا ... فنحنُ من خلقناها و نحن من يُسَيِّرُها.... ولن نسمحَ لمن يتجاوزُها أو يدمرُها ....
إعلامي3 : سيدي ... هل تشعرَ بفرق ِ الاعتزازِ في القضاء ِعلى هـابيلَ أوّل ِ الزمانْ , و هابيلَ آخرِ الزمان.ْ..
قابيــل : طالما كانَ الهدفُ واحداً فالشعورُ واحد ْ.... المهمُ في النهاية ْ , أنا القوي ُّ..أنا القديرْ... وأنا الذي بيدي حقوقَ الغيرِ و حقُّ تقريرِ المصيرْ ...
إعلامي 2: سيدي قابيــل ... يتساءلُ المشاهدونْ هل قضاؤكَ على هابيلَ في بداية ِالتاريخ ِ... هو في حقيقتهِ قضاءٌ على الإرهابْ ....؟؟!
قابيــل : بالطبعْ ... لقد أرهبَ هابيلُ مشاعري و رغباتي ... واليوم يُرهِبُ مصالحي وحياتي...
إعلامي 1 : لكنكَ خالفتَ رأي أبيك ْ...
قابيــل : اختلاف الرأي لا يُفـْسِدُ للوُدّ قضية ْ....
إعلامي3 : و ماذا عن الإجراءاتِ الأمنية ْ...؟ قابيــل : سيـُطارَدُ العربُ و المسلمونْ ... فجميعُهم إرهابيون ....حتى يتخلصوا من أسلحتِهمْ و لِحاهمْ ... ودينِهم وتقواهِم ... لقد حانَ الوقتُ لتشكيل ِ العالم ِ على شاكلتنا ... لنحرِّرَهُ من قيودِ التحريم ِ الدينية ْ... و ضوابط َ النفس ِ الروحية ْ.... و أغلال ِ القيم ِ الأخلاقية ْ... ليستظلَّ بمظلةِ العولمةِ التفرُّدِيـَّةِ ... التغطرسيَّةِ ... التهَيْمُنِيـَّة ْ...
إعلامي 2 : سيدي .. كيف تفسرونَ هدمَكـُمْ الكعبة ْ... رمزَ السلام ِ و الإسلام ْ... !؟
قابيــل : وجودُ الرمزِ يؤجّجُ المشاعرْ و يُنْعِشُ الضمائرْ ... نحن نريدُ عالماً مُسالماً ... خاوياً... فارغاً... لا نريدُه مشغولاً بالتفكيرْ.... و الصلاةِ و التدبيرْ ... كي يعيشَ الجميعُ في سلامْ ... كالبغال ِ و الأنعـامْ ....
الحــاوي : السـلامُ في النعيــمْ و النعيـم ُفي الشعورْ
و الشعورُ في التفكيرْ
و التفكيـرُ في التدبيرْ
و التـدبيرُ في التقييـمْ
و التقييـم ُفي المصالحْ
و المصالحُ في إسراميكا
إعلامي1 : المشاهدونَ المحترمونْ ...مازالت أرقامُنا عالية َ الحرارة ْ... متناسبة ً طرداً مع حرارة ِ الحَدَثْ ومازلنا بانتظارِ إجاباتِكمْ على سؤال ِ الألفية ِ الجديدة ْ " من ِالمجرم ِالحقيقيْ "
العرافة : قـد خـُمِدَتْ أصواتُ الثورة ْ... لا رفـضٌ لا شجبٌ لا استنكارْ .... اليــومَ الملكُ الأوحدُ يحكمُ كلَّ العـــالمْ.... فأيادينا المَخـْفيـّة ْ و بكلِّ براعة ْ.... أنـْهَتْ دوراً مرسـوماً من قِـدَم ِ الدّهـــرِ إلـى الساعة.ْ.... فهنيئاً يا ملكَ العــالمْ .... وهنيئاً يا شعبَ الهيكلْ ...
قابيـــل : انهضْ يا حيرامُ لتباركَ هذا الشعبُ المختارْ .... اليومَ سنشرب أنخابَ النصر ِ وبكل فخار ... ولنجعلَ أقداحَ الشرب ِ .. جماجمَ كلِّ الأغيارْ ....
دراما غنائية ....
الفـتــاة : البيتُ ضاع.ْ...
الحلمُ ضاع.ْ....
لم يبقَ لي غيرُ الضياع.ْ.....
أخلفَ الدجالُّ وعدَه.ْ....
ناكثاً بالخبثِ عهدَه.ْ....
باذلا في سرقةِ الأحلام ِ مني.....
كلَّ جُهدِه.ْ.....
قــابيــل : ماذا يدورُ بساحتي....
من ذلك المجنونُ .... يُعْلي صوتـَهُ
مستهترا بوجاهتي.....
و يظنُّ جهلا أنني.....
أرضى انتقاصَ مهابتي ...
الفتــاة : أواهُ يا زمنَ التردّي و الضياع.ْ..!
زمَنُ احتضارِ النفس ِ....
ذلا ً... وارتياع.ْ..
و كرامة ُ الإنسان ِ صارتْ .....
سلعة ً مطروحة ً...
في سوق ِ نخـَّاس ٍ تُباع.ْ...
ما عادَ يملكُ ذلك المسكينُ
غيرَ الإنصياع ْ.....
قــابيــل : لا أرتضي هذا التمادي.....
شكوى و أ صواتا تنادي....
أنا في ممالك ِ ثروتي .....
ربٌ يساقُ بأمرهِ... كلُّ البشرْ...
فأنا الذي وحدي أخطط ُ...
كلَّ أشكال ِ القدرْ.....
الفـتـــاة : أواهُ يا زمنَ الغرورْ....
زمنَ التفرد و الفجورْ ...
زمن ٌ به يتحكمُ الأشرارُ
في زرع ِ المآسيَ والسرورْ...
فيقررونَ لذا يعيشُ...
وذاك يُـقبـَرُ في الجحور ...
قــابيـــل : هذه الدنيا لمثلي خـُلِقـَتْ...
وأنا لنْ أتركَ من يُفـْسِدَ فيها...
سأباركُ منْ يوافقـُني الرّؤى ...
ساحقا في الدرب ِمن كانَ نزيها....
فخياري نابعٌ من سطوتي ......
كي أكونَ السيدَ الأكثرَ تيها....
الجــوقة : حسبي اللهُ المغيث.ْ..
حسبي الله المجير.ْ..
قد تمادى ذلك الفرعونُ...
في ظلمٌ خطيرْ.....
سوف يأتيه بإذن ِ اللهِ...
شرٌّ مستطيرْ...
قد تمادتْ في غرورٍ
قبلـَهُ أممٌ كثيرْ ...
فأتاها الوعدُ من ربٍّ
على البغي قديرْ....
حسبيَ الله ُ الكبيرْ
حسبيَ الله ُالنصيرْ...
حسبيَ الله ُ القديرْ...
حسبيَ الله ُ القدير.ْ..
تظهر العرافة و قابيل على مستوى آخر:
العرافة : نُسِفَتْ كلُّ الأديانْ .... سَقطتْ كلُّ قوانينَ الأحكامْ ... و القانونُ الأوحدُ هذا اليومْ .... قانونُ
الأسفارْ.. شعبُ اللهِ المُختارْ ... أسطورتـُنا الأبدية ْ... صنعناها و زرعناها و رعيناها حتى
كـَبُرَتْ ... و اليومَ تسوقُ العالمَ أجمع بعصاً سحريّة ْ... تلك أيادينا المخفية ْ....
قابيــل : بحرٌ هائجْ ... أمواجٌ تتلاطمْ .. تعلو تـتـفاقـَمْ ... نرمي بشباكٍ مخفيّة ْ تصطادُ الأمـواجْ....
ننشـُرُها فوق شواطئَ أمن ٍ وهمية ْ... تحتَ سماء ِ التحريرِ و شمـس ِ الحرية.ْ.. أمــالُ الأمـــة في التعبيرِ و في التغييرْ .... سَنـُخـْمِدُ تلكَ الثورة ْ... إسراع ٌ في التدبيرْ ... لا يحتـملُ الوضـعُ مجالا للتأخيرْ ...
الساقي : ما هذا الصمتُ القاهرْ مَنْ كمّمَ الأفواهَ.....
وأسكتَ الحناجرْ!!
و أغلقَ الآذانَ
و أوصدَ الأبوابَ
وخاصمَ المنابرْ!!
عروبتي يا قومْ
في ليلِها السادِرْ !! (1)
(1) السادر : الطويل بلا انقضاء
الفتـــاة : أهكذا يا قومْ
يُقضَى عليْ!!
لتنتهي قضيتي
و تًسْتباحُ حُرمتي
و يختفي من أسطرِ التاريخ ِ
مجدُ عروبتي!!
أوَ هكذا هُدِرَتْ دماءُ كرامتي!!
وتجوسُ أقدامُ الأعادي
في مرابع ِ هيبتي!!
الساقي: يا أمة ٌ كانت بحقٍّ
دانة ً بين الأممْ
عاثتْ بها أيدي الطغاة ْ
ومزّقـَتْ فيها الثوابتَ والثباتْ
و ألهبتْ نارَ التفرقُ و الشتاتْ
ما عادَ يجمعُها الوِئامْ
أو عادَ يجمعُها الألمْ
فجميعُها لجميعِها
حقدٌ تأجّجَ واحتدمْ!!
الفتـــاة : أين العدوُّ المشتركْ ؟؟
أين المصيرُ المشتركْ ؟؟
اليومَ يُصبحُ ذاكَ ضرباً من خيالْ..
وتضيعُ آمالُ الشعوبِ
من المُحال ِ إلى المُحالْ..
السلطـان : خوفٌ أضَلّ مصيرَنا ....
ونأى بدربِ المُعتركْ وعدونا بسلاحهِ..
أضحى صديقاً مشتركْ!!!
الفتــاة : ويلاهُ يا قومي
على زمن ِ الخنوع ْ
زمنُ القويُ المعتدي زمنُ الركوع ْ أ لغيرِ وجهِ الله ِ نقبلُ بالخشوع ْ
ونظل نقسم للكبيرة
بالولاء ِ و بالخضوع ْ...!!
رســالة هــابيل لحظـة الاحتضار
هـابيــــل : إلى كافة ْ كافة ْ عموم ِ كافةِ أبناء ِالأمة في الخليج العربي...
الإماراتْ .. السعودية ْ ... البحرينْ ... عمانْ .. قطرْ و الكويت ...
المـلائكــة : يصلْ ويُسَلـَّمْ .....
هـابيــــل : إلى كافةِ عموم ِ أبناءِ الأمة العربية ْ... في صحراءِ المغربْ و أحـراش ِ الســودان ْ ....في طنجة َ و لبنانْ ...في عَدَنَ و بغدادَ و الجولانْ ... في طرابلسَ والقاهـرة َ و الصومالْ ......... المـلائكـة : يصلْ ويسلمْ ....
هـابيــــل : إلى كافة كافة عموم كافة الأمة الإسلامية... في كشميرَ و الصينْ ...نيجيريا و النيجرْ..
لاهورَ و كابولْ ... في جاوة َ وباسيلانْ ... ماليزيا ...و زنجبارْ ... كينيا..روسيا وطهرانْ... السّنِغَالَ و ليبيريا و غانا ... أمريكا و أوروبا و استراليا و كندا ...
المـلائكــة : يصـلْ و يسلمْ....
هـابيــــل : إلى كافة أبناء الأمة ... حيثما وُلِدوا و أينما استقروا ...
المـلائكــة : يصلْ و يسـلمْ ....
هـابيــــل : إحملْ أزيــزَ جـوانحي .... (1)
و صـواعـقي بجـوارحي ....
احملْ رعـودَ الغربـةِ السوداءِ
في أفق ِ الســلام ْ....
و ضجيجَ أنـاتِ المبادئ ِ
لحظةِ الإعـدام ِ في
سـاحات غــدرٍ و انتقــام ْ....
احمـلْ ضيـاءَ الفـكــرِ مُحتضراً
تطوّقُ عُـنْـقـُهُ
أيــد ٍ خفيــة ْ....
و يســاقُ في الأغـلال ِ
مقمـوع ُ الخَيـارْ
بسـياط ِ بطشٍ ِ الجـاهليــة ْ.....
احملْ لهيبَ النــارِ من
أحشــاء ِ أرض ِ المسلمينْ
بصرخةِ الدين ِالأبيـة.ْ..
(1) أزيز : صوت الغليان أو الرعد
و عـواءَ رئبال ِ المطامع (1)
ســالخا حـق الضحية ْ....
و تمزق الأنيابُ أشلاءَ
الشـرايينَ الزكية ْ...
احمــلْ همــومَ الأنبيـاءْ
ترى القـداسة َ
في زنازين ِ الظلام ْ...
وبتهمـةِ الإرهابِ تسحَقـُها
أسافينُ النظام ....
اليومَ تغدو كلمة ُ التوحيدِ جـرماً
بقـرار الكافرينْ ....
وتدوسُ أقـدامُ الطغاةِ
مقدساتِ المسلميـن ْ...
ويلٌ لكلِّ الظالمين ْ...
ويلٌ لكلِّ الظالمين ْ...
الريحُ تقتلعُ الصخـورْ...
والموجُ يـبتـلعُ البحــورْ...
و المــوتُ يصرخُ في القبــورْ ...
متى سَيدرِكـُني النشــورْ ...
والأمّــة ُ الفـُضْلى تـدورُ
من الجحيم ِ إلى الجحـورْ ...
(1) رئبــال : ذئـب
يخرج السـاقي قبل نهاية العرض للمرة الأخيرة :
مسـاء الخير ... خير..! هه .. ربما...! لا أدري ...لست واثقا تماما... علّ وعسى ... تناولتُمْ جرعة ً كبيرة.ْ..هه .. هل أيقظتكمْ أمْ زادتْ ثـُمـالتُكـُمْ ... هل فكـّرْتـُمْ في التفكيرْ... أم على آذانكم أوقارُها ..؟ هل أحسستمْ بالإحساسْ ..! هل أيقنتمْ باليقينْ ... هل أبصرتمْ البصيرة ْ ..! وشعرتُمْ بالشعورْ...! هل أدركتمْ الإنسانْ ... الأمانة ْ... الكرامة ْ...آه .. تحتاجونَ الوقتَ للتمحيص ِ و التدقيقْ ... هو بالنسبة ِ لكمْ مطاط ْ... حسَبَ الذمةِ و النخوة ْ... و الاعتباطِ و الاغتباط ْ... تحاورونكمْ وتقنعونكم.ْ... فتخذلونكمْ و تستبيحونكمْ ... ثم تنعونكمْ... وتبكونكم ْ... مالي و مالكمْ ...!! لقد سئمتُ قنوطـَكمْ و خنوعَكمْ.... ترفضونَ وتستغربونْ ... تشجبونَ و تستنكرونْ ...هه .. ثم ماذا ....! أهذا كل ما تستطيعون .... ! لــن أسقيكم ... أنتمْ في غيبوبةٍ سـرمـدية ْ..لا تحتاجونَ للمـزيد ْ... و عدوُّكمْ يفعلُ بكم ما يشاءُ وما يريدْ...سأحطمَ كلَّ الدنان ِ المعـتـقـة ْ... فبحرِ خمورِكـُم ِ الحديثة ْ أغرقكمْ وما زالْ... و ما مِنْ منقذ َ لكمْ ... فقـد قطـّعتــمْ كلَّ حبال ِالإنقاذ.ْ..........
سلام على الغافليـن ..!
استعراض الختام
غضبْ غضبْ غضبْ يا أمــــــة العــــــــــــربْ تفجـــــري غضـــــبْ يا صـفــــــوة َ الأمـــــــم ْ الأرضُ تـُغـْتـَـصـَــــبْ و الحـــــقُّ يُـنْــتـَهـَـــــبْ لا أمـــــن يـرتـقــــــبْ مـــن هـيـئــــةِ الظّــُـلـَـــْمِ هيـا انفضـي السبــــاتْ قــد مــــات ما قـد فــــاتْ
الفجـــــــرُ حتمــــا آتْ لصحــــــوة ِالهممـــــــــمِْ
جـــــــرائمُ الـطـغــــــاةْ تـَسْتـَنْـهـِــضُ الحُمــــــــاةْ
يـا أيـهــــــا الأبــــــــاةْ هُـبّــــــوا من الظـّـُـــــــلـَم ْ
الويــلُ و الحَـــــــرَبْ (1) و المــــوتُ و الكُـــــــرَبْ
فلـتـقذفي اللــــــهــــبْ مــن كـوكـــــبٍ ضَـــــرِم ْ
تـفـجـــري غضـــــــبْ يـا أمـــــــــة العــــــــربْ
فالمــوعـــد اقـتــــــربْ لـعــــــــودةِ الأجـُــــــــــــمِْ
(1) الحَـرَبْ : الهلاك