الجزء الثاني
الأميثيست
****************
(21)
مقتسمة رماح الخطيئة
و مشانق الغدر
تنشب أشواك الألم
في معاطف الزور
ليصعب ارتداؤها
تدافع قسري
و ارتجاعات قاتلة
لحرب غُلـّفَ الفعل فيها
بضباب التهمة و سخرية الاتهام
و غموض القادم و الماضي و الآن
مرتدة تلك الهجمات
التي لا ترحم !
******************
(22)
لن ينطفيء جمر
في حنايا قلب عاشق ...!
لا تزال الذكري تسقيه
من كؤوس الوجد
مرار الغياب
يجدل ظفائر الهجر
بأسنان الفراق
فيذبل الوصال
و يلوكه الألم
تكاد تباريح الهوى
أن تعصف بقلب المحب
تغتال سكونه
فأي دثار يقيه ِ عصفها ؟!
*********************
(23)
تغزل من أشعة الشروق
وشاح فرح
مطرزٌ بضحكة الدلال
تغمض عينيها عليه كي لا يفارقها
و تحذر النعاس !
*******************
(24)
إملأ قنينة الوله
بأنفاسك التائهة المشتاقة
و اغلقها بمداد نبضك
و القها
في بحر رحيلك في هواها
لتستقرّ بقاع قلبها
******************
(25)
يتسمر العقل في مفاصل التنوير
تلتحفه هالة خدر و حالة استبقاء
بين مفصل ٍ وآخر
تتشرع نوافذ للتأمل
و أبوابٌ للوصل
**********************
الماس
**************
(26)
قالها ذات مساء حالم
كفراشة أنتِ حامت
على لهب الحنين
كسنبلة داعبها نسيم غروب
كنافذة شرعت
عينيها لمرور السحاب
كزنبقة تفتقت
على عتبات قلبي
لقد أتقنت ِ عزف الوله
على أوتار روحي
********************
(27)
وأخلد إلى عاطفتي
ين يقظة و ضحاها
تتبدل نوافل التشريع
و تتقاطع مسافات البوح
عند مقترقات الحنين
و الشوق يشعل إشارته الحمراء
يستوقف العبور
و صوت قارس
يصرخ في أرجاء الروح
" إلي مرجعكم لأنبئكم بما كنتم تكتمون "
*********************
(28)
ينكأ جروح الحقيقة
ليشعلها حرائقا
في غابات القلوب المغفّلة
لتذريها رياح السموم
هباءا ً على دروب الغفلة
***********************
(29)
عاشق تتخطفه الدروب التائه
و يغيب عن وجهه المدى
و تعتصره أنات الرحيل
و الأفق حالك كليله المتشرب
ظلمة الاغتراب و الفراق
طيف ذراعين يطوقانه و لا ...
وبين صحوة و إفاقة
يغيب و يغيب و يغيب ....
غيبوبة الهروب
من قسوة الألم
*********************
(30)
قرابينا يقدمنا العشق
على مذبحه
و تشهده ليالينا المختبئة
في عباءة الزمن العابر
حين النجم و السهر و الهوى
ألحان لقيا و أنغام وجد
وتستعذبه ذاتنا .. ذاك المسمى الحب
برغم قسوته
و ساديته
و أنانيته
و لا نرى فيه
إلا ما هو جميل / و جميل فقط ..
رغم كل عذاباته..!!
*******************
الفيروز
*************
(31)
ليلنا وحينا المتهيء لالتقاطنا
لبعثرتنا
لترتيبنا
و نزفنا
كم أعشق الليل و نجومه ..
و كم يشعرني الصباح برغم جماله
بانتهاء الشجن
و رحيل الحلم ...
لماذا نجدنا دائما في طيات الليالي
و نفتقدنا في عثرات النهار !
ربما شرع المحبين ؟!
*******************
(32)
حينما نتشبث بحبال السحاب
و نلتصق بأبواب سماء ٍ لا تغلق
و تحاورنا ملائكة متكئة على نمارق من سندس و استبرق
حين تنساب إلى مسامعنا سقسقات طيور
تتردد بعذوبة جريان نهر من ألحان المساء
حينها ...
نكون نحلق في جنة الحب
و نتفيأ في ظلال دوح النشوة
و تغني قلوبنا معزوفة الوجد
ما أشبهها بليلة قمراء
و كثبان سهر ممتد
على ذراع ليل ٍ ساحر
*********************
(33)
عندما عرفت الحقيقة
عشقتها
و قد كنت عندما أعرفها
أمقتها !
الآن فقط
عرفت أنني لم أكن
أعرف !
********************
(34)
من يخلع ألمي
و قد اقترفته ليالي َ الآفكة
و أياميَ القابيلية ..!
ليبقى موت ٌ ميت !
كيف سيحضننا و لا حياة له ؟!
و نحن نحيا بموت
ونموت حين حياة
ميّت يحضن ميّت ...
يا لسخرية الأقدار..!
*********************
(35)
عَبَرَ الذهاب بجانبي
استوقفته
وركبت قافلته
التي مرت هناك
برحلة مترحّلة
و لا أعلم اين سيأخذني ..
**************
اللؤلؤ
*****************
(36)
هبط آدم و حواء من السماء
فضاعا ..
و حين احتراق الزمن
بعد ضياع
التقيا ... و ليتهما لم ..
فكان البشر ..
و كان الشر
و كان الضياع
فلسفة أخرى للضياع
و نحن حين نضيع
بفراق من نحب
تمزقنا طواحين الألم
فلا حياة .. و لاممات ..
********************************
(37)
يرتكبنا الضياع
كخطيئته المفضلة
و هوايته الغادرة
يغرسها في خاصرة العمر
لتشخب جراح الاحتضار
يعلمنا الضياع
أبجدية القيمة
و يشعرنا بسدرة منتهى العشق
و كوثر السعادة
و جنة اللقيا ... و سقر الفراق
شكرا له الضياع
تبا ً له الضياع
نعشقه و نكرهه
و نضيع بضياعه
****************
(38)
مشالح الفراق
و مشاجب الذكرى
و رياح الألم و الأنين
عصف بالقلوب المتعبة .. التي أنهكها الضياع
و غابت في سديم اللوعة ..
كنت َ أشبه بسراج النور
الذي بدد عتمة ليلي ..
***************************
(39)
عندما يقربنا الضياع صدفة
حين فوات وقت
سيعود ليفرقنا
الوقت
حين رحيل ضياع
********************
(40)
كقرابين يقدمنا الضياع
على مذبح الفراق
لينتشي الوقت
و تهزأ الأقدار
و يلفنا الضياع المقدر سلفا
في ملاءته المثقوبة بالآلام و الأحزان
لتتقرح الذكرى
و تتقيح الجروح
************************