جفّ اليراعُ و صُمّت الآذانُ
ما عاد يُجـدي منطـقٌ و بـيـانُ
و تَحجّــــرتْ بين الضلوع ضمائرٌ
لا العـهد يحيـيها و لا الأديـــانُ
يا مَنْ تنــادي ميّتـــا , كـُـفَّ النـــِّدا
هل تستــجيبَ لصرخــــةٍ أكفـانُ ؟
أوَ تَحْسَــــبنّ دمَ العــــروبـةِ ثائــــرٌ
عهـــدا بأســــــلافٍ لنا قد كانــوا !
طابتْ لهم دنيا الصــــلاحِ مرابـعٌ
و تهـــلّلَـتْ في مجـدهم أزمـــــانُ
لم يعرف التاريـــخُ مثل منــــارِهمْ
عــلماً وما نـَطـقَ القريضَ لسـانُ
لا و الذي مـلك الخــلائقَ كلـها
لم يُمتـهنْ في ملكهمْ إنســـانُ
كانـوا حمـاةَ الدين حين نـِزالهــمْ
أُسُــدُ الوَغى, فانقادت الأَرسانُ
خاضوا غمــاراً لا يُرام أُوارَهـا
ُمتـأجج بين الحشـا بركـــان
هَـــزموا بأقصى الأرض أكبر أمـةٍ
لا الفرسُ ذو شأنٍ و لا الرومــــانُ
حفــروه عــزا شامخا عبر المــدى
خضـعت لهــم من هيبـةٍ أوطـــانُ
من شــرقِ أرضِ الله حتى مغربٍ
أمـمٌ يوحـِّـــدُ شأنــــهـا الرحمــــــنُ
اليــــومَ يبكـــي خــــالدٌ في لـــحـْدِه
ينــــعي زمانــــا ســـادَه الطغيــانُ
قـــوم أضاعـوا مـلكـــهم بجهالـةٍ
و ضغــائنٍ , فأضَلّهـم شيطـــانُ
و تكالَبتْ أمـــمُ الأعاديَ حولــــهمْ
فهمــو و أمـوات الزمـان سيـانُ
المـــعتدين بأرض مســرى محمــدٍ
جاســوا فسادا , و الرموزُ تهــانُ
يا صرخةُ الأقصى لنجــــدةِ مقدسٍ
من هـوُلها ارتجــفتْ لها الأكــوانُ
لكنـــها ارتـطــمتْ بغــفلــــةِ أمـةٍ
قـد أسكــرتهـا خمــــرةٌ و قيـــــانُ
حــبٌ لـــزائلةٍ و زهـــدٌ في الحِمَـى
أَلأمِ دُفْـــرٍ ينقضـي المـَــلـَوانُ !
قــم يا صلاح الدين تغســـلُ عارَنـا
فلقد كســـانا ذلــــــةً .... خــــــذلانُ
لــتحــــررَ الأقصى بحـدِّ مــهـــــنـد ٍ
فيـعـــودُ مجـــــدٌ ضـائعٌ و كيــــانُ
____________________________________
أرسـان : زمام الخيل أو زمام الأمور
زائلة : الحياة
أم دفر : الدنيا
الملوان : الليل و النهار
17\4\2002
جــفّ اليَــراع ُ وصُـمّـــت الآذانُ