هذا المساء
يطل علينا
طروبا شقيا
ْكلون البنفسج في الشرفات
وزرياب
ِذكرى بقوس الحنين
تعيد ارتدادَ الصدى
كعرجون شوق ٍ
يقسّم لحن الزمان الشفيف
يعبأه ُ من سلال الغناء
كأسطورة من نبيذ الغرام
طواها المدى
فتورق فينا روابي النخيل
تلون وجه السماء
وصوت المساء
تزف إلى الموجة الهائمة
شذا العابرين
تكـثـَّفَ من معصرات الشجون
على الضفة الحائرة
بشط التمني
و فوق جبين الرؤى و المسافة
فأصغي طويلا
و صمتي تكور في داخلي
تنهدُ وجدِ النشيد القديم
فينثال لحنٌ
شجيٌ شجيْ
يذوب و أصغي
و عذبُ اللحون
َتداعب في مقلتيّ النعاس
فأسقط رأسي و كل قواي
على مسند ساهر
بظهر الأريكة
أنام
فينساب حلمي إليه
حميما لذيذا
كما السابقات
لبغداد ، للشام ، للأندلس
َبمجلس هارون
و السامرين بليل النزق
وشوقٌ إلى الموصلي
يدوْزن أوتاره الدائخة
و زرياب
يسكب نهر القصيدة ،
يَزيدُ اشتعال الجنون
فيغدو انصهاري كشمعة وجد
على مرفأ الوعد و الموعد ِ
تذوب بكف الهوى و الشجون
فلا أستفيق
بأين أنا
و كيف تكون أناي هناك بكلّي
و بعضي هنا
يناقض بعضي
يحيل التساؤل مني إليّ
كما الدائرة
تطوف بأفقي
تطوّقني بافتعال الغموض
فأبقى كما كنت قبلا و دوما
سؤالا
يقض هجيع الإجابة
و يكتبني غربة حائرة
21/ 5/ 2008