أستبيحك ألما وأنا أكتب إليك هذا اليوم
حاولت أن أجز شريان التلفاز
أن أدق عنق شبكة العنكبوت السوداء
التي أصبحت تعرّش على أوجاعي
أن أعصر آهات الزمن العابث
وأسكبها على نقيع الورد المحنّط
في قناديل مدفونة تحت الركام
أحاول أن أقايض الوقت ببعض فاكهة الأمل
أجوس في جراب القدر
أبحث عن ليلكة شقيّة
أو حتى زهرة صبّار فاقعة
فتخذلني المتاهة
وتتقرفص أصابعي التائهة
تبحث في السديم عن خيط ضوء
عن قبعة وردية
كانت تنافس بجمالها طفلة الأراجيح
حين كان العيد عيدا
ملاك الرب ينثر الحلوى
يقضم السمسمية وهو يبتسم
وبراعم الحي تنمو على أكتافه
قبل أن تمزقها براميل الغدر
هل تذكر يا ترى
فستاني الأسود و الأحمر
الذي اختزن فرحتي
فأنبت فيها حدائق الياسمين
لم أعد أتوق إلى ارتدائه
لا أطيق نظراته الحزينة
بل نظرات الأطفال التي تخترق ثقوبه
صرخاتهم التي مزّقت ألوhنه
عبثية الموت الزاحف بأحصنته
تثير بحوافرها هدير الألم
تسقط أقنعة التخفي
لتبرز أنياب التشفي
هذان اللونان العاشقان والمعشوقان
رُسِمَتْ بهما خارطة النحيب
مُزّقت بهما ضحكات الأطفال
رفعت بهما شعارات الزيف
كُفّن بهما السلام والأمان
واعتقل الوطن
اجلس على مائدة الطعام
تحوم بي أشباح
هياكل عظمية
أجساد مجففة
امتصها الجوع حتى ذؤابة شعرها المهتريء
حملتها إلي تلك العنكبوت السوداء
من مضايا – الغوطة – إدلب – اليرموك –دير الزور - غزة و العراق المنكوب …
يضيق المقال بذكر البلاء
وتعداد جوعى بلاد العرب
فحجم الحروب و حجم الحصار
وموت الضمير
مآس تؤرّخ هذا الزمان
بختم الخنوع
وذلّ العرب
15/1/2016
حاولت أن أجز شريان التلفاز
أن أدق عنق شبكة العنكبوت السوداء
التي أصبحت تعرّش على أوجاعي
أن أعصر آهات الزمن العابث
وأسكبها على نقيع الورد المحنّط
في قناديل مدفونة تحت الركام
أحاول أن أقايض الوقت ببعض فاكهة الأمل
أجوس في جراب القدر
أبحث عن ليلكة شقيّة
أو حتى زهرة صبّار فاقعة
فتخذلني المتاهة
وتتقرفص أصابعي التائهة
تبحث في السديم عن خيط ضوء
عن قبعة وردية
كانت تنافس بجمالها طفلة الأراجيح
حين كان العيد عيدا
ملاك الرب ينثر الحلوى
يقضم السمسمية وهو يبتسم
وبراعم الحي تنمو على أكتافه
قبل أن تمزقها براميل الغدر
هل تذكر يا ترى
فستاني الأسود و الأحمر
الذي اختزن فرحتي
فأنبت فيها حدائق الياسمين
لم أعد أتوق إلى ارتدائه
لا أطيق نظراته الحزينة
بل نظرات الأطفال التي تخترق ثقوبه
صرخاتهم التي مزّقت ألوhنه
عبثية الموت الزاحف بأحصنته
تثير بحوافرها هدير الألم
تسقط أقنعة التخفي
لتبرز أنياب التشفي
هذان اللونان العاشقان والمعشوقان
رُسِمَتْ بهما خارطة النحيب
مُزّقت بهما ضحكات الأطفال
رفعت بهما شعارات الزيف
كُفّن بهما السلام والأمان
واعتقل الوطن
اجلس على مائدة الطعام
تحوم بي أشباح
هياكل عظمية
أجساد مجففة
امتصها الجوع حتى ذؤابة شعرها المهتريء
حملتها إلي تلك العنكبوت السوداء
من مضايا – الغوطة – إدلب – اليرموك –دير الزور - غزة و العراق المنكوب …
يضيق المقال بذكر البلاء
وتعداد جوعى بلاد العرب
فحجم الحروب و حجم الحصار
وموت الضمير
مآس تؤرّخ هذا الزمان
بختم الخنوع
وذلّ العرب
15/1/2016