يا زمانَ الغرباءْ
عُـدْ بنا حيثُ الوفاءْ
قد جَفانا حيثُ لا ندري زمانُ الأوفياءْ
فمضَى التيارُ يَجرُفـُنا بعيد ًا
في زمان ِ الأشقياءْ
و ابتعدنا عن سلام ٍ ووئام ٍ و نقاءْ
و نعيمُ العيش ِو الأحلام
و اغتالوا الصفاءْ
.
.
كان للدنيا أمانْ
كان للحبِ مكانْ
كان للإيثار ِ و الإخلاص ِ معنىً و اعتبارْ
كان للوصل و للصدق ربيعٌ ناضرٌ
يحتمي في ظلهِ عَـذ ْبُ اللقاءْ
ثم وَلـّى و توارى خلف َغيمات ِالرياءْ
في زمان ِالغرباءْ
.
.
نحن في ليل ٍ و لا ندري متى
نحيا نهارَهْ
خلف مفهوم ِالتقـدم
و التطور
ْو الحضاره
هجرَ الحُلْـمُ
مراسي الصدق ِ و الأمن
ْوحارات الطهاره
.
.
مجبرٌ يرحلُ عـنّا
ينزعُ الفرحة َ مِنّا
عـُذره في ذاك أنّ
ْالأمر ما كان اختياره
.
.
ودّع الحلمُ مآقينا و سافرْ
ْفي متاهاتِ الحداثه
ْبَعـُدَتْ عنهُ مساراتِ الأماني و الهدايه
و تناهتْ في سراب
ْعنه آفاق ِالبدايه
.
.
رحلَ الحلم و تاهتْ
في دجى الليل دروبُهْ
و مضى يلتمسُ الأنوارَ في عصر ِالمآسي
في زمان ٍ بائس
تثقلهُ كروبُهْ
.
.
سالكا درب الشقاءْ
نحو أنفاق ِالتـَّمَلـُّـق
و التعفن ِ والرياءْ
لبصيص ٍ من أمان
ووميض من رجاءْ
باحثا عن حيلة ٍ يغتال فيها
كلَّ آفات ِزمان ِالغرباءْ