من قال إن المساء فوات
و إن الليالي تقيم احتفالاتها المزمنه
على وقع موت النهار
وتلقي عليه سلام الأفول
تحطم خلف انسحاب ضياهُ
جرار الوداع
لألاّ يعود
و أن المساءات حضن النزق
و كهف يلوذ به الصاخبون
،
مسائي وديع دفيء حميم
يقيم بذاتي كأسطورة ٍ من خيال
وحلم يسوق إليَّ الهوى
يقلـّمُ عن مقلتيَّ النعاسَ
ويعبر صحراء قلبي
ليزرع فيها روابي القصيد
ويغمرها من سواقي الحنين
،
سأتلو على ليلتي هذه
طقوس البدايه
شريعة قلبي التي لم تزل
تدور كطاحونة صابئه
تعمد أحلامها في بياض الغدير
فتغسل كل الذنوبْ
و كل الدروبْ
و كل الذي يعتريها
ولمّا يزل
من أسىً أوشحوبْ
،
سأتلوعليها مزامير جملتنا الأبديه
بأني شهيده
فلا الصبح ألقي بعينيّ ضوءً
لأخمده بافتعال الغروب
ليشكوَني لقضاة النهار
فيقضون ظلما بأني اقترفت
خطيئة وأد الضياء
وأني برغم انتشاء الصباح
عشقت المساء
,
سأتلو على الصمت في ليلتي هذه المرهقه
براهين عذري
و أرسل في طية مغلقه
تباريح وجدي
مسورة بالنشيج
ودمع يسِحُّ هتونا هتونا
ليغرق قلبي الوليد
،
لقد غص في خاطري هاجسٌ
من عذاب السؤال
وبيني و بين الجروح
صراع مرير
أمنيَ ذاتي بأن أحتويها
و أن تحتويني
و نصبح يوما برغم الأسى أصدقاء
ولم يكُ ذاك سوى جولة في الخواء
وحار الجواب
وضاق بيَ الكون حتى كأن المساء
لم يعد حالما ً كما كان قبلا
و أن الجوابَ
تعثـّر في صخرة ٍ للرجاء