رثاء الشاعر الدمشقي
نزار رحل
و أغلق باب القصيدة
فماذا ترانا سنكتب يوما
إذا ما ابتلينا بوحي الكلام
وضج النشيج بصدر القوافي
يفتش عن مغزلٍ للحياكْ
أنحرثُ بين حنايا الحروف
و تحت ظلال السطور
و بين سنابل قمح الشفاه
و حيث الينابيع و الياسمين
لعل نزار يكون هناك
ترانا سندرك في ظل ذكرى
بأن القصيدةَ في صمتها
تعاتب في الهجر
صمت الغياب
فكيف و رب القصائد و العشق
و الليلك المنتشي
بقطر الضباب
ترجّل عن صهوة العاشقين
و لملم كل السنابلْ
و أوراق وحي الزنابقِ
صوتَ العنادلِ
كل نوايا الفصولْ
و أقسم بالشعر أن لا يعودْ
لا لن يعودْ
برغم حريق الفراغ
و صمت الذهولْ
نزار .. نزار ... نزار
لمن يا ترانا سنكتب يوما
و كيف نروّض فوضى الكلامِ
و كيف نغازل صوت المطرْ
فمنذ رحيلك عنا ، نزار
تركتَ القلوبَ
تجرّ خطاها كما الأرملهْ
تصارع في الكبوِ
حزنا كثيفا
و فقدا كثيفا
مدادا تحجّر في المعضلهْ
فلا الشعر بعد غيابك عنّا
سيرقص يوما
كما شئته أن يكونْ
رشيقا
كما النسمة الراحلهْ
نزار أعدنا إلى حيث كنّا
أعدنا إلينا
أعدْنا إلى بعض ذاك الضياعِ
و بعض الجنون
و بعض الشرودِ
و بعض العتابْ
فتنمو قصائدنا في السحابْ
على ضفة الشوق
بعد الغيابْ
لنكمل باقي فصول القصيدةِ
تلك التي
سددت بهجرانها
كل بابْ