عين اليقين
ملحمة درامية غنائية استعراضية
التأليف والأشعار
فواغي القاسمي
Written by : H.H.SH. Fawaghi
Bint Saqr Bin Sultan Al Qassimi
بسم الله الرحمن الرحيم
(الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكوة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم )
صدق الله العظيم
الإهـــداء
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد
صدق الله العظيم
إلى كلﱢ مَن انفََتَحَ قَلبُهُ علَى المَلَكُوت .. وعَانَقَت رُوحُه المُطلَق .. فَوَحدَ
وآمَن..
إلَى كُلﱢ مَن أنَارَ عَقلَهُ نُورُ الأنوار .. النورُ الأزَلِي .. نورُ التوحيدِ الألهي ..
إلى كلﱢ من تَواصَلَت بِذاتِه الذﱠاتُ الُمطلَقة .. فتَجَلى أمامَه الحَقﱡ اليقين ..
إلى كلﱢ من رَفَضَ ظَلام الطاغوت .. وظُلم ِالجَبروت ..
إلى كلﱢ من تَوَحدَ عِندَهُ حُبﱡ الله بحبﱢ الوطن .. فأصبحَ إيمانَهُ بالبَقاء والفَناء
مُرتبطاً بالإخلاص ِللهِ والوطَن ..
اللهُمﱠ أيدنا بالنور .. وثبتنا عَلى النور .. واحشِرنا إلى النور ..
فواغي
Bismillah Arrahman Arraheem
-To
Whoever whose heart opened towards the kingdom of the heavens and the earth, and his soul embraced eternity..Thus oneneced and believed..
-To
Whoever has enlightened his intellect with the light of the lights, the eternal light.The light of the oneness of the true God..
-To
Whoever the eternity touched his soul, and hence appeared the certainty of truth before his sight..
-To
Whoever rejected the darkness of tyrant, and refused the oppression of the tyranny..
-To
Whoever the love of the native land unified with the love of The Lord Allah and his belief and faith in the Here and the Hereafter had become linked with sincerity towards allah and the native land..
Allah support us with light,and maintain us on the path of light ,and resurrect us towards the light .. Amen -
( Fawaghi)-
بقلم الدكتور / جمال المرزوقي
أستاذ الفلسفة الإسلامية والتصوف
كلية الآداب – جامعـة عين شمس
شاعرتنا صاحبة السمو الشيخة (فواغي) بنت صقر بن سلطان القاسمي ، وحرم صاحب السمو الشيخ خالد بن صقر القاسمي ولي عهد ونائب حاكم رأس الخيمة ورئيسة نادي الفتيات ، اجتمع لها ومعها اكثر من سمو ، فهي صاحبة سمو ابنة صاحب سمو حرم صاحب سمو ، وهي أيضاً متحققة بسمو الادب الرفيع والوجدان الرقيق والروح التي تنشد الحق ، وفوق كل ذلك هي منسبة إلى السمو الحق الأصيل ، سمو الإيمان والتوحيد ، تجاوزت به ( المتغير الفاني ) إلى ( الثابت الخالد ) .
يلمس القارئ هذا في كل كلمة من إبداعها ( عين اليقين ) الذي تربط فيه بين انفتاح القلب على الملكوت ومعانقة الروح المطلق ، وبين ضرورة أن يحرص المرء على عزته وكرامته ، رافضاً ظلم الطاغوت والجبروت ومفردات المهانة والاستكانة والذل والإنكسار ، وفي هذا الربط تكمن هويته وخصوصيته ، فالتدين هو الفهم الواعي للدين والعمل به بما يربط بين حياة التعبد وحياة المجتمع ، فلا ينعزل الدين ويتقوقع أصحابه بعيداً عن حقائق الحياة .
يتجسد لك هذا الربط مرفأ سفينة شاعرتنا الأخير ، والذي تحث فيه العرب جميعاً على تحرير الجزر السليبة طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى ، وإعادتها إلى هويتها ، أصالتها ، إلى عروبتها ، فمفردات السمو ، العلو ، التوحد ، والإيمان ، تعني رفض الظلم والذل ، وأن يعيش المسلم عزيزاً لأنه ينتسب إلى الأعز إلى الحق تبارك وتعالى .
وإليك عزيزي القاريء طرفا من خبر هذا الإبداع النبيل ( عين اليقين ) الذي تقود فيه شاعرتنا سفينة ترحل بنا في الزمن ، في رحلة إيمانية قاصدة ميناء العقيدة والتوحيد ، ومتوقفة في محطات تاريخية تنويرية ، انتقتها شاعرتنا بعناية ووعي كاملين ، تظهرنا بها على رحلة الإنسان في التعرف على الحق تبارك وتعالى من خلال إبداعاته عز وعلا في الأنفس والآفاق .
في مرفأ سفينة شاعرتنا الوليد الأول الذي اختارت له (مرفأ باب السلام - مكة) تضعنا مبدعتنا صاحبة السمو أمام حقيقتين. الأولى :
أن دين الإسلام هو دين السلم والسكينة والعدل والوئام ، هو البرهان الحق من الحق تبارك وتعالى ، هو دين يرفض ويمحو الظلم والطغيان ، البطش والهمجية ، القهر والذل الذي عاشته البشرية في أزمانها المتعددة.
والحقيقة الثانية: تتمثل في ضرورة أن يعي المرء أن المعين الحق ، أن النصير الحق هو الله تبارك وتعالى، ومع هذا الوعي يكون النصر، وتكون الغلبة ، ومقدمات هذا النصر وهذه الغلبة الصبر ، الجهاد ، التحمل ، الأخذ بالأسباب التي حدها وحددها الحق تبارك وتعالى.
وتتوقف في مرفأ سفينة مبدعتنا الثاني ، والذي تظهرنا فيه على السؤال الممتد في الزمان مع ابتداء وعي الإنسان ، السؤال عن سر الخلق ، عن أول المخلوقات ومراتبها ، ثم كيف تكشف لنا كل أنواع المخلوقات عن عظمة وإبداع الخالق تبارك وتعالى ، والذي وحده أبدع وأتقن ونظم ورتب وحفظ واعتنى . ونحن واجدون في هذا المرفأ رموزاً كثيرة كلها جميلة ودالة ، منها أنه ليس هناك تمايز بين أنواع البشر المختلفة ، فكلها تشترك في كونها تنتمي إلى هذا المخلوق العاقل المميز عن غيره من المخلوقات ، بالنظر والتدبر والتكليف ، وبالتالي ليس هناك مبرر للصراع للحقد ، للقتل للدمار ، للشر.
تأمل معي جميل عبارة شاعرتنا:
( لكن الخلق هو الخلق – لا معنى للون او العرق )
ورمز آخر جميل ودال ، مؤداه أن الأفارقة هم أول من تأمل ، من سأل ، واستفسر واندهش ، واتخذ الطبيعة وسيلة للتعرف على الحق تبارك وتعالى ، وهناك أكثر من باحث معاصر أكد هذا الرمز ، فهذا ( مارتن برنال ) صاحب الكتاب الموسوعة ( أثينا السوداء) ينتهي إلى أن أثينا ليست بيضاء ، أي أن مصدر حضارتها ليس الغرب الآري، بل أفريقيا السوداء أو الشرق الشامي في آسيا، لذلك وضع المؤلف-برنال- عنواناً فرعياً (الجذور الأفريقية الآسيوية للحضارة القديمة) والكتاب كله في أجزائه الثلاثة تأكيد على الأصل المصري - الشامي للحضارة اليونانية القديمة، وبالتالي للفكر الغربي بشكل عام، فالشرق هو صاحب التأمل الفلسفي الأول، هو أول من سأل واستفسر واندهش، كما انتهت الى ذلك شاعرتنا صاحبة السمو الشيخة فواغي وعنه ومنه تعلم وأخذ وتأثر العالم.
وتصل بنا سفينة شاعرتنا إلى مرفأ آخر يؤكد على ثراء وأصالة حضارة الشرق القديم، والتي كان لها دور كبير في التاريخ الروحي للإنسان على مدى تاريخ البشر المتطاول، تصل بنا السفينة الى مرفأ (الفضيلة) وحكيم الصين العظيم (كونفوشيوس) الذي ظهر في عصر اتسم بالتفكك السياسي والاجتماعي والتردي الواسع النطاق للأخلاق، فكانت وجهته إلى إصلاح حال المجتمع، وجاءت فلسـفته إنسانية اجتماعية، تدور حول البشر ومجتمعهم، وتركز على الكيفية التي يمكن بها تحقيق الخير والسعادة.
يرى كونفوشيوس وكما يخبرنا (توملين) في كتابه (فلاسفة الشرق) أن مشكلات الشعب تنبع من السلطة الحاكمة التي تمارس بغير مبدأ أخلاقي، لمجرد تحقيق مصلحة الحاكم ورفاهيته فحسب، ومن هنا كانت دعوته إلى الإصلاحات الاجتماعية التي من شأنها أن تسمح بأن تدار الحكومة لمصلحة الناس جميعاً، وقد شدد على أن ذلك يمكن القيام به، إذا كان أعضاء الحكومة ممن يتميزون بأقصى قدر من الاستقامة الشخصية ويتفهمون احتياجات الناس ويهتمون بمصالحهم وسعادتهم قدر اهتمامهم بأنفسهم.
وهو يذهب إلى أن الفضيلة (طيبة القلب الإنسانية) هي أساس العلاقات الإنسانية كافة، ومن هنا جاء التشديد الصيني على القلب، وليس على العقل، باعتباره السمة المحددة للطبيعة الإنسانية. وعندما سئل كونفوشيوس عن (طيبة القلب) رد قائلاُ: (إنها حب البشر) موحياً بأن قدرتنا على الحب تشكل جوهر إنسانيتنا، وفي رأيه أن السيطرة على النفس تقهر الأنانية، وتغرس الخواص الداخلية للإنسان التي تشمل الإخلاص والاستقامة الشخصية. فجوهر تعليم كونفوشيوس والذي تظهره لنا شاعرتنا يعبر عنه بالقول بأن الشخص من خلال تطويره لإنسانيته الداخلية يمكن أن يصبح عظيماً في السلوك الشخصي والحياة والخاصة، وكذلك في العلاقات مع الآخرين، وعندما يقوم كل الأفراد بذلك فإن الخير سينتشر والسعادة ستتحقق.
ونتوقف مع قائدة سفينة التنوير في (مرفأ التوحيد) مرفأ الحضارة المصرية القديمة. حيث تقدم لنا نقوشها أفضل فصل في تطور الإنسان الخلقي والاجتماعي والديني، فالمصريون القدماء هم أول أناس، بل أول شعب يناقش المشاكل الأخلاقية، مشاكل الخير والشر مطبقة على الحياة ذاتها ومشاكل الخطأ والصواب مطبقة على السلوك البشري، تلك المشاكل التي هي بعينها هي مثار اهتمامنا اليوم.
وتاريخ الحضارة المصرية القديمة الذي يمتد إلى الوراء إلى الألف الخامسة قبل الميلاد ليس مجرد تاريخ حروب وغزوات ملوك، ولكن تاريخ عقائد وعادات وفن وثقافة يشمل سلسلة من المدنيات الزاخرة التي لم تكن تدور في خلد الناس إلى ذلك الحين، يؤكد ذلك كثير من الباحثين المصريين والغربيين نذكر منهم أحمد كمال وبرسـتد ، فالإنسان المصري القديم أقدم سياسي عرفه التاريخ الإنساني كله ، سياسي عمره من عمر الزمن، علم الدنيا كيف تحكم بالعدل بين الناس ، وكيف تصنع القوانين التي تساوي بين الحاكم والمحكوم، وكيف يتكلم الحق في حضورها ويسكت الباطل ، وكيف نجعل الحياة حباً وعشقاُ وأدباً وفضيلة.
فهذا مينا موحد القطرين ومكون أول حكومة عرفها التاريخ ، يرسي أول قواعد ثابتة للحكم، أساسها العدل والمساواة بين الجميع ، يعلن حق كل فرد في الهواء والماء، وفي أن يعيش آمناً مطمئناً، لا يظلم ولايُظلم في ضرورة أن تسود روح المحبة والتسامح بين الجميع، يتساوى في ذلك فقيرهم وغنيهم، ضعيفهم وقويهم، حاكمهم ومحكومهم.
وهذا (إخناتون) أول مفرد في التاريخ يسعى لصياغة توحيد عالمي فنحن واجدون في الأناشيد التي تركها مذهباً عالمياً ملهماً، يكشف عن أنه كان رجلاً نشواناً بالله، وكان عقله يستجيب في إحساس عجيب وتمييز للشواهد المنظورة عن وجود الله حوله، وكان يستولي عليه الجذب إلى حد معتدل في إحساسه بجمال النور الأبدي الذي يشمل الكون، والمدهش أن مثل هذا الرجل يقدر له قيام الأمل مرة في الشرق وخاصة في مصر.
وفي تاج محل -الهند- تسجل لنا صاحبة السمو وفي لغة شاعرية رقيقة موحية وجميلة أنبل حب وأندر وفاء بين (شاه جاهان) و (ممتاز محل) وكأني بشاعرتنا تقود بنا إلى ترنيمة الخلق الشهيرة في الكتاب العاشر من (الريج فيـدا) التي تمـثل الشذرات التأملية الأولى للفلسفة الهندية، فقد تم تأليفها في وقت مبكر يعود إلى 1500 ق.م. تكشف لنا هذه الترنيمة التي يظهرها جون كولر في مؤلفه القيم (الفكر الشرقي القديم) معرفة أصل الوجود وينتهي إلى أنه ربما في الحب، الذي يمضي إلى ماوراء العقل، يمكن العثور على الواقع الأول، فجذور الوجود إنما توجد في الحب، وهو -الحب- قوة توحد الأضداد في كل جديد خلاق ففيه تلتقي قوى الوجود والعدم، لتلد كل أشياء هذا العالم، ويتعين على الموجودات البشرية أن تظل منفتحة على هذا السر محاولة الاقتراب منه وتجسديه في الحياة اليومية.
وتتوقف بنا قائدة رحلة (التنوير) في مرفأ (الازدهار والانكسار) والذي نطل من خلاله على حضارة وادي الرافدين وخاصة البابلية والآشورية فقد كان لها منذ زمن باكر دورها المؤثر في تاريخ البشرية الديني والعلمي والاقتصادي، وكان للفلسفة الخاصة بما بين النهرين نصيب ملحوظ في تكوين الفكر العالمي، انتهى إلى ذلك كثير من الباحثين في حضارة وادي الرافدين منهم أورسيل في كتابها (الفلسفة في الشرق) وجاكسوين في (ماقبل الفلسفة) وجورج بوييه في (المسؤولية الجزائية في الآداب الآشورية والبابلية) وغيرهم.
وأهم ماجاءت به حضارة بابل اللغة وهي غنية وأكثر مرونة وأقوى على التعبير عن المجردات، وإلى جانب التقدم اللغوي سار تقدم الكتابة، وقد آمن إنسان وادي الرافدين بأن كل مافي الكون يسير حسب خطط إلهية تستند على قواعد ونواميس مقررة، وما على الإنسان إلا أن ينقاد لها طائعاً مختاراً، ومن هنا احتلت فضيلة (الطاعة الواعية) موقعاً لها في الأخلاق الرافدية، وأصبحت الحياة الفاضلة هي الحياة (المطيعة) والعصر الذهبي هو عصر الطاعة، حيث تتدرج فيه هذه الفضيلة من دائرة الأسرة فالمجتمع فالدولة، والنظام وفق سلطة موجهة، إذ يستحيل في عرف العراقيين القدماء عالم منظم دون سلطة تكون دائماً على حق لأنها تطبق القانون العـام والنظام الإلهـي، وعـلامة التـنـظيم في حياة الفرد هي الطـاعة والتخطيط للمستقبل من أجل حياة أفضل.
ويفسر النجاح - عند العراقي القديم- بأنه قوة خارجية تتغلغل في أفعال الفرد وتتيح له إنتاج النتائج، فالنتائج لاتصدر عن قدرة الإنسان نفسه، بل عن قدرة الإله وعلى الإنسان أن يسبح بعظمته ويطيعه بكل جوارحه.
استمع إلى حمورابي (1792-1750 ق.م) عظيم بابل يقول في مدونة قوانينه التي نظمت في دقة أحكام القانون المدني في بابل والتي كشف عنها في السنوات الأولى في القرن الماضي علماء الآثار الفرنسيون.
أنا حمورابي الأميرالمطيع خائف الله.
لإقامة العدل فيا لبلاد، وتحطيم الأشرار.
لا يؤذي القوي الضعيف.
وأطلع أنا كالشمس فوق الأناس السود الرؤوس،
وأنير البلاد..
هذه هي بغداد ، منارة الحضارة قروناً، إلى أن جاء الطاغية وداس القيم والأعراف، لا يأبه كما تقول شاعرتنا -لصرخة طفل- وآهات ثكلى، وأنات مرضى، وكانت النتيجة أن عم الفقر والجوع، فهل تعود بغداد إلى سابق عهدها وقمتها، ومن سيعود بها إلى هذه المكانة؟
وتنتقل بنا قائدة رحلة الإيمان التنويرية من (الـرمز) إلى (المباشـرة) يتجلى هذا بوضوح في مرفئيها الأخيرين مرفأ الإسراء والمعراج- المسجد الأقصى، ومرفأ الحق واليقين- الجزر العربية المحتلة.
في الأول تضعنا أمام المكانة الخاصة التي تحتلها القدس في وجدان العرب جميعاً، وضرورة الحفاظ على الهوية العربية والتاريخية والدينية للمدينة المقدسة، والحيلولة دون طمس هذه الهوية، وإذا كان أبناء إسرائيل يزعمون كذباً أن القـدس هي قلب إسرائيل، فنحن جيلاً وراء جيل نؤمن عين اليقين أن القدس هي قلب كل فرد فينا، وأن فلسطين بدون القدس لنتكون سوى أرض محتلة، سوى قضية عادلة ولن تكون قضية تاريخ ودين وعقدية وحضارة ومقدسات.
ياقدس يامنارة الشرائع..
ياطفلة جميلة محروقة الأصابع..
حزينة عيناك يامدينة البتول..
ياواحة ظليلة مر بها الرسول..
حزينة حجارة الشوارع..
حزينة مآذن الجوامع..
ياقدس يامدينة الأحزان..
يادمعة كبيرة تجول في الأجفان..
تصرخ
من يوقف العدوان؟
وتأتي الإجابة واضحة حاسمة من شاعرتنا استمع إليها تقول:
سيخرج من بطن الأمة آلاف صلاح الدين
من منبت كل الشجر..
من تحت خباء الرمل..
سترفع ألوية النصر..
ستهب النخوة العربية..
تمتشق سيوف الثأر..
تتحدى نيران الغاصب..
تتحدى الغدر..
هذا عن مرفأ (المسجد الأقصـى) وقضية القدس والأمل في (صلاح الدين) آخر يحـرر الكرامة ويرفع يـد المحتل، أما عن مرفأ الجزر العربية المحتلة - مرفأ الحق واليقين فتؤكد فيه شاعرتنا على حقيقة أن كل النبلاء الذين مرت بهم سفينة نادي فتيات رأس الخيمة في رحلتها إلى ميناء التنوير العقلي والوجداني، وصولاً إلى (وحدانية الخالق) ابتداءً من الحكيم الأفريقـي، ومروراً بكونفوشيوس وإخناتون، وشاه جاهان، وإلى نبوخذ نصر،وانتهاءً بصلاح الدين، كل هؤلاء يقفون في صف( عروبة طنب الكبرى والصغرى وأبوموسى) ، ويستحثون العرب جمـيعاً لعودة الحق إلى أهله، وحتماً سيعود بإذن الله.
هذا، ولغة شاعرتنا في إبداعها (عين اليقين) صوفية رمزية موحية ودالة، وتأمل معي بعض أفكارها الذي ضمنته افتتاحية عين اليقين تذهب في واحدة من هذه الأفكار إلى أن الفكر الإنساني، أو إن شئت قلت أن الإدراك الإنساني بكل مفرداته لا يصل إلى التعرف إلى كنه الذات الإلهية ، ويظل هناك تباين، تمايز بين الذاتين، الذات الحق ذات الله تبارك وتعالى وذات العالم.
وفي أخرى تنتهي شاعرتنا إلى أن الرؤية الحقة، أداتها القلب، وليست الحواس، وليست العقل، الرحلة صوفية خالصة وجدانية خالصة، وحيث أن نهاية الطريق الإيمان الحق، واليقين الحق، فدابة الطريق الوحيدة التي تستطيع مواصلة السير وصولاً إلى النهاية، هي القلب.
وفي ثالثة - في مرفأ الألف سؤال تضعنا شاعرتنا أمام حقيقة أن الحق تبارك وتعالى منزه عن كل تحديد، عن كل وصف، عن كل تعرف، عن كل توهم.
وفضلاً عن ذلك فإن رؤية شاعرتنا تكشف عن: إلمام واسع وعميق ، بتراثنا الفلسفي الإسـلامي، تأمل مثلاُ عنوان إبـداعها (عين اليقين) تجـد اقتراباً من فكـر المعتزلة - أشهر الفرق الإسلامية- في مسألة الذات والصفات) ذات الحق تبارك وتعالى وصفاته ، وهل الصفة (عين) الذات أم أن لها وجوداً مستقلاً عن الذات.
- فعندما نقول أن الله تعالى عالم (أو قادر أو حي..) هل نقول: وعلمه (وقدرته ذاته ، أم غير ذاته ، إذا قلنا (عين ذاته) فمعنى ذلك أنه تعالى مستغنٍٍ في علمه وقدرته وحياته .. إلخ عن غيره وغيره مفتقر إليه ، وإذا قلنا أن علمه (قدرته ، حياته) غير ذاته فمعنى ذلك، أنه تعالى مفتقر - وحاشاه ذلك لغيره.
وإليك توضيحاً سريعاً، عندما تقول (أحمد عالم) ، فهو عالم بعلم، وهذا العلم متعلق بموضوع معلوم، متمتع بوجود مستقل عن أحمد، ولولا هذا الموضوع المعلوم ما كان علم أحمد، معنى ذلك ، أن أحمد و أي إنسان كذات عالمة، مفتقر إلى موضوع معلوم، حتى يمكن لنا وصفه - الإنسان - بأنه عالم، أما الحق تبارك وتعالى، فهو مستغنٍ عن غيره، وغيره مفتقر إليه، ولهذا نقول: (وعلمه عين ذاته).
وهكذا فأنت تجد في اختيار شاعرتنا (عين اليقين) عنواناً لإبداعها دقة بالغة وإحاطة بالتراث المعتزلي الإسلامي.
ونحن واجدون أيضاً إلماماً بالتراث الصوفي الإسلامي. إقرأ معي قول شاعرتنا:
(فقربك وصل ووصلك أنسي)
تجد فيه تجسيداً لحديث الصوفية عن القرب والوصل والأنس، وكيف أن الأنس الحقيقي يكون في مقام القرب من الله تعالى، والوصل به، أما الوحشة والاغتراب فهما في الابتعاد عن الله تعالى.
وتأمل معي أيضاً قول شاعرتنا:
(فذابت بذاتك روحي وحسي)
تجـد تميزاً عن حـال (الغناء) عـند الصوفية وكيف أن الصوفي قـد يصل عـبر مجاهداته ورياضاته إلى حال يفقد فيها وعيه بذاته وبذوات الآخـرين لبقائه و (ذوبانه) في ذات محبوبه تبارك وتعالى .
وهكذا فأنت تجـد في إبداع شـاعرتنا صاحبة السمو الشيخة (فـواغي) بنت صقر بن سلطان القاسمي، وحرم صاحب السمو الشيخ خالد بن صقر القاسمي ولي عهد ونائب حاكم رأس الخيمة ورئيسة نادي الفتيات، (عين اليقين) عذوبة الأسلوب ونبل الأفكار، عمق الرؤى والتصورات وحرارة المشاعر .
والله ولي التوفيق
د./ جمال المرزوقي
أستاذ الفلسفة الإسلامية والتصوف
كلية الآداب ־ جامعة عين شمس
القاهرة ־ مصر
6/9/2000م
نغمة دخول
قبل بداية العرض..
(تصمم خشبة المسرح على شكل سفينة راسية في الميناء ويتصدر الخلفية مجسم نادي الفتيات برأس الخيمة بينما تبث على الشاشات الجانبية الآية التالية) :
بسم الله الرحمن الرحيم
(إنا فتحنا لك فتحاً مبينا) صدق الله العظيم
على أنغـام موسيقى هـادئة حـالمة نلمح حـركة نشيطة لأفـراد طـاقم المضيفين والمضيفات بأزياء البحـارة وهـم يستقبلـون ضيوف الرحلة أو بالأحـرى جمـهور المشاهدين.. ويشرفون على جـلوسهم في الأمـاكن المخصصة لهم وكذلك تقديم واجبات الضيافة السريعة
مع انطلاقة إشـارات البدء يتم الإظـلام التدريجي في مـوقـع المشاهدين و تتلاشى الموسيقى ليحـل محلها أصـوات أمـواج البحـر ممتزجة بمؤثـر موسيقي إلكـتروني يـوحي بالـترحال في الـزمن والعـودة للمـاضي البعـيد.
مع إضـاءة مجسـم نـادي الفتيات يبث على الشاشات الجانبية دعـاء السفر متـزامناً مع صوت المذيع الداخلي القادم من داخل السفينة).
المذيـع:
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحـان الـذي سخـر لنـا هـذا ومـاكـنا له مقـرنين وإنـا إلـى ربنـا لمنقلبون
صدق الله العظيم
يعـلن نـادي فتـيات رأس الخيمـة عـن قـيام رحلته والتي ستبحر في الزمن متجهة إلى مـيناء العقيدة والـتوحيد.. ومـرفـأ الإيمـان والتمجيد.. هذا وتنقل لكـم تحيـات قـائدة الرحلة..
صاحبة السمو الشيخة
فواغي بنت صقر بن سلطان القاسمي
حرم صاحب السمو الشيخ خالد بن صقر القاسمي
ولي العهد ونائب الحاكم ورئيسة نادي الفتيات
وأُمنياتُها بِإبْحـارٍ جَياشٍ يُهَدْهِدُ الْوجْدانْ.. وغَـوْصٍ مُتَأَملٍ لأَبْعادِ رِحْلـَةِ الإيمانْ، سَنُبْحِرُ مَعاً في عُمْقِ الزﱠمنْ.. نَتَخَطى حَـواجِزَ السنيـِنِ والقـرونْ... نَتَوقفُ خِـلالَها في مَحَطاتِ التاريخْ.. حَيثُ رِحْلَةِ الإنسانِ فـي البَحثِ عن الحقيقةِ الكَامِلْة... عـن الذّاتِ الأَزَلِيةْ.. رِحْلَـةِ الإِمْعـانِ والتَنْويرِ الْعَقليْ للوصُـولِ إلـى وَحْدانِيةِ الخـالقْ.. ومَعـالِمَ شَيدَها الإنْسـانْ.. لِيـُؤكـدَ مـن سَنُقَدﱢمُ لَكُمْ خِـلالَ الـرّحلَةْ، وجْبَةً سَخيةْ مِـنَ الْمحـَاوِرَ الْفَلْسَفِية ، لِرحْلَـةِ التوْحيد الفِطْرِيةْ، وجَـلاءِ النفـسِ البََشَرِيـةْ... وتتنوعُ أََطْـباقُ التحلـيةْ... بين الفنونِ التُراثيةْ والمَشَاهِدَ الدﱢرامِيةْ.. والوَصْلاتِ الغِنائِيةْ..
على جَمـيعِ المُسافِرينَ مَعَـنا فـي هـذهِ الـرحلةْ.. الإمْتِـناعُ كُـليَاً عَـنِ التدْخينِِ أَوْ استخـدامِِ الهـاتِفِ المُتَحَرّكِ وآلاتِ التصويرْ... ومـنْ يَنتابُهُ دَوَارُ البَحْـر نَتيجةَ المُعايَشةِ والإنْفِعالِ الَحـادْ... عليه تَفـريغُ الشحـْنَةِ بالتصْفيقِ الحـادْ.
مع تمنياتنا لكم برحلة سعيدة وتحيات طاقم الرحلة
أخرج الاستعراض المخرج
مجدي كامل
استعراض غنائي مسرحي
الافتتاحية
غناء جماعي
لا إلـه إلا الله--لا يُعْبَدُ في الكونِ سِواه
لا إلـه إلا الله--لا يُبْلغُ بالفِـكْرِ مَـداه
-غناء فردي-
إلهي لِقُرْبِكَ تَشْتاقُ نـفسي فَقُرْبُكَ وَصْلٌ وَ وَصْلُكَ أُنْسِي
ونُورُكَ وَهْجٌ يُضئُ دُرُوبي يُبَدﱢدُ خَوفي وحُزْني وَيَأْسِـي
رَأَيْتُ بِقَلْبِيَ أَسْـرارَ ذاتِي فَأَدْرَكْتُ مَعْنى الأَسَى وَالتأَسي
وَأَبْصرتُ فيكَ إلهي جَلالاً ومِنْ مَلَكوتِكَ أَبْصَرْتُ نَفْسي
-غناء جماعي-
لا إلـه إلا الله--لا يُعْبَدُ في الكونِ سِواه
لا إلـه إلا الله--لا يُبْلغُ بالفِـكْرِ مَـداه
-غناء فردي-
تَجَلتْ لِعَيْني حَقيقةَ كوني وأَنـكَ عَيْـنُ يَقيني وحَـدْسِي
وأَنكَ نُورُ الوَرَى السرْمَدِيﱡ تَنَـزﱠهَ عَنْ كُلﱢ أُمْـرٍ بِلَبْـسِ
فَوَحدْتُكَ الله رَباً عظيمـاً تَمَجدَ في الْقُدْسِ عَنْ كُلﱢ قدْسِ
وَأَيْقَنْتُ أَنكَ في الْكَوْنِ كلﱞ فَـذابَ بِذاتِكَ رُوحـي وَحِسي
-غناء جماعي-
لا إلـه إلا الله--لا يُعْبَدُ في الكونِ سِواه
لا إلـه إلا الله--لا يُبْلغُ بالفِـكْرِ مَـداه
المشهد الأول
مكة
(مرفأ باب السلام)
The Port of
“The Door of Peace”
المنظر
(يتصدر خلفية المسرح مجسم "الـكعبة الشريفة وغـار ثور".. وتبث على شاشة العرض اليمنى، لا إله إلا الله" ويراعى أن تحاط العبارات بالزخارف الإسلامية)
The Port of “The Door of Peace”
The Noble Kabbah… The Scared House of Allah.. The First House of worship Appointed to the mankind…” The Qibla” the direction… which Muslims believers face in prayer… built by Abraham (peace
be upon him) who prayed to his Lord beg ging Him to keep it safe and fill the hearts of people with love and inclination of people with love and inclination towards it.
بسم الله الرحمن الرحيم
(( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهـدىً للعـالمين فيـه آيـات بيـنات مـقـام إبراهيـم ومـن دخلـه
كـان آمـنا، ولله عـلى النـاس حـج البـيت مـن استطـاع إلـيه سبـيلا ومـن كفـر فـإن الله غنـي عـن العـالميـن))
صدق الله العظيم
طفلة : بِناءٌ ضخمٌ مَهيبْ.. حَقاً لأَمْرٌ رهيبْ..
الفتاة : الكعبةُ الشريفةْ.. بيتُ الله الحرام، وقبلةَ الأنامْ..
طفل : أذاكَ كانَ مِنَ الْقِدَمْ؟!
الفتاة : نعمْ.. نعمْ.. بناهُ آدمَ عليه السلامْ لما هبطَ مِنَ السماءْ.. لكنّّ إبراهيمَ عليه السلامْ أعادَ البناءْ.. دَعا رَبهُ وأنابْ، أنْ يَجْعَلَهُ آمناً ويجعلَ أفئدةً من الناسِ تهوي إليه، وتوجهَ إلى ربهِ فقال:
صوت:
بسم الله الرحمن الرحيم
(ربنا تقبلْ منا إنكَ أنت السميع العليم، ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ، وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم)
صدق الله العظيم
الفتاة :عَجِزَتْ يدُ إبراهيمَ أَنْ تَنالَ أَعلى البناءْ، فنادى ابنهُ إسماعيلَ أَنْ يُعينَهُ على الإرتقاء فأحضرَ لهُ الحجرَ الأسودَ كي يقفَ عليهْ.. فتطالُ ما عَجِزَتْ أنْ تَنالَهُ يَدَيهْ.. ولما أَتَمّ إبراهيمُ بناءَ الكعبةْ... سجدَ شاكراً لِرَبهْ وناجاهُ فقال:
(لبيكَ اللهمﱠ لبيكْ. لبيكَ لا شريكَ لكَ لبيكْ. إنﱠ الحمدَ والنعمةَ لكَ والملكْ لا شريكَ لكْ)
أصوات تردّد: لبيك اللهمﱠ لبيكْ... لبيكَ لا شريك لك لبيكْ.....
الفتاة :ثم حدّثَ إبراهيمُ ابنه إسماعيلُ عن فريضةِ الحجﱢ فقال:........
صوت:
بسم الله الرحمن الرحيم
(وأذن في الناس بالحج بأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا إسم الله في أيام معلومات)
صدق الله العظيم
الفتاة :وتوالتْ أزمانٌ وأزمانْ
وتفرقﱠ شَمْلُ بني الإنسانْ
وحروبٌ سادتْ وأَبادتْ
سُلِبَتْ خَيرات بني غسانْ
والغَلَبَةُ دَوْمَاً للأقوَى
كانت لِلْفُرْسِ وللرّومانْ
مُنذِرَةٌ قَوْمَ بني يَعْرُبْ
تتحَدﱠى سُلْطانَ الشجْعانْ
تُرْسِلُ أَمْواجَ الطغْيانْ
تُسْحِقُ وجهَ البَشَرﱢيةْ
الفتاة والجوقة :
غَدرٌ ورِيـــــاءْ
بَطْشٌ.. عُنْفٌ.. هَمَجِيةْ
ووسائلُ سُخْطٍ قَهْرِيـةْ
ذُلﱞ لِلْعُرْبِ وللأوطان
هَدْرٌ للنخْوَةْ العربيةْ
ماكان لقيصرَ أو كسرى
شيئاًَ مِنْ عِلْمِ
أَنْ يظهرَ برهانُ الحقﱢ
وتثورَ براكينُ الصحراءِ
لترفضَ نَيْرَ الظلْمِ
وسَيولَدُ عملاقٌ أعظمْ
يمتدﱡ بطولِ الأرضِ
يمنحُها سِلْمَاً.. وسكينة ْ
عَدْلاً ووئــــــــامْ
وتَدينُ لَهُ كُلﱡ الدنيا
دينُ الإسلامْ .
إنشاد ديني
( صلى الله على محمد-صلى الله عليه وسلم )
الفتاة : هاجمَ أعداءُ اللهْ... رسولَ اللهْ... فأصَموا عنِ الهدِايةِ آذانَهمْ.. كي يعبدوا أصنامَهُمْ... آذوهُ وعذّبوه.. صدّوهُ وكَذّبُوهْ.. لكنﱠ الله كان لهُ خيرُ مُعيِنٍ وخيرُ نصيرْ.. أَمَرَهُ اللهُ بالهجرةِ إلى المدينةْ... لبيئةٍ ساكنةٍ أمينةْ.. فَلَحِقَ به الكُفارْ.. لكنﱠ اللهَ أخفاهُ عن الأنظارْ.. اختبأَ وصاحبَهُ في الغارْ.. فَنَسَجَتْ على بابِهِ العَنْكَبوتُ خيوطاً وبنتْ الحمائمُ أعشاشاً وَوَضَعَتْ بُيوضاً
تتركز الإضاءة على غار ثور
الرجل 1 : انظروا.. هل ترونَ ما أرى.. لقد انْقَطَعَ هُنا الأَثَرْ.. بَلْ تَلاشى واندَثَرْ..
الرجل 2 : ماذا تَهْذِي أَيها الرجلْ.. أَيُعْقَلُ أَنْ يكونَ محمدٌ مُختبئاً بهذا الغارْ..! ألا ترى خُيوطَ العنكبوتِ.. وأعْشاشَ الأَطيارْ؟!
الرجل3 : لا..لا.. ذلكَ غيرُ معقولْ.. لقد أَرْسَلْنا خَلفَهُ سُراقةَ يَتْبَعُ الأًثَرْ، فَلئِنْ أَخْطَأَ اللحاقَ بهِ..فذاكَ أَمْرٌ جَسيمٌ لا يُغْتَفَرْ..
الرجل 2 : ياقومُ.. هذه الجبالُ القاحِلةْ.. تَشْتَهِرُ بالعقارِبِ والثعابيِنِ القاتلةْ.. لايمكنُ لمحمدﱟ أَنْ يكونَ مختبئاً هنا..
الرجل 1 : أنا مازلتُ أعتقدُ، بأنﱠ محمداً مختبئٌ بالغارْ.. سَأُخْتبِرُ الأمرَ بنفسي.. وآتِيَكُمْ بالأخبارْ
الرجل 2 : لقد جُنﱠ الرّجُلْ..
الرجل 3 : وحتماً سيوافيهِ الأَجلْ..
الرجل 2 :ادعوا إلهَكَ هُبَلْ. ليحميكَ من العقاربِ والثعابينِ والقَتلْ...
(ينظر الرجل 1 في الغار فلا يجد أحدا)
الرجل1 : الحقﱡ فيما قُلْتُمْ... والصدْقُ ما رأيتُمْ.. لايوجدُ أحدٌ بالغارْ..
الرجل 2 : لنعودَ أدراجَنا إذاً... ولْنُبْلغَ الأخبارْ..
الرجل 3 : لَرُبما لَحِقَ به سُراقَةُ بن مالِكْ..
الرجل 1 : لا بدﱠ أَنهُ هالِكْ..
صوت :
بسم الله الرحمن الرحيم
(ألا تنصروه فقد نصره الله، إذ أخرجه الذين كفروا ثاني إثنين إذ هما في الغــار، إذ يقـول لصـاحبة لا تحـزن إن الله معـنا، فـأنـزل الله سكينـته عليـه ، وأيده بجنود لم تروها، وجعل كلمة الذين كفروا السفلي وكلمة الله هي العليا، والله عزيز حكيم)
صدق الله العظيم
الفتاة :عندما وصلَ النبي (صلعم) إلى المدينةِ المُنوَرَةْ... خَرجتْ لهُ جُموعُ المُؤَيدينَ مُسْتَبشِرَةْ.. ومِنْ هُناكْ دَعَا إلى الاسْلامْ.. فكانَ سيفَ اللهِ البَتارْ.. في وجهِ كُلﱢ مُشرِكٍ كَفار
استعراض غنائي مسرحي
المجموعة
طَلــعَ البــدرُ علينـــا مـن ثَنِيـاتِ الـــوداعْ
وَجــبَ الشكــرُ علينـا مــا دعــــى للهِ داعْ
أيهــا المبعــوثُ فينــا جئـتَ بالأمـرِ المطــاعْ
جِئـْتَ شَرﱠفـْتَ المدينــةْ مَرْحبــاًً يا خَيــرَ داعْ
صدى الذات :
(سُبحانَ مَنْ لا يَقعُ من مُلْكهِِ إلا ما شـاءْ ، يَفـِعلُ في مُلْكِهِ ما يَشَاءْ .. مُنَزهٌ عن الماهِيةْ .. صِفاتُ الأَزَلِيةُ و الأَبَدِيةْ .. الأَولُ والآخِرْ .. الظاهُرِ والباطِنْ .. مُتَمَيزٍ في الخَلْقِ عَنْ خَلْقِهْ .. لا تُدْرِكُ الأَبْصارُ صِفاتِهْ .. ولا تَبْلُغُ الأَوْهامُ كُنْهَهُ وهِباتَه )
Glorified and Exalted be He whose Kingdom suffers not from any fraction, nor can occur what He will not dispose of His Kingdom ... He does what He desires with no one else’s permission . Nothing is like unto Him.. His high and beautiful attributes are eternal and perpetual … He is the First and The Last … the most High and the Most Near … He is of unique power and Capability of creation … Neither vision can grasp Him … Nor imagination can capture or picture His Entity…
جاهَدْتَ وما انْهَزَمْتْ
تَحَملْتَ وما اسْتَسْلَمْت ْ
أَيدَكَ اللهُ بِنَصْرِه
وَأَعَزﱠكَ عَلى أَعْدائِه
فَرَفَعْتَ لِواءَ الإِسْلامْ
وَأَرْسَيْتَ دَعائِمَ السلامْ
نقلة غنائية
غناء جماعي :
نعانِقُ الزّمانَ والمَكانَ
والمدَىَ ..
نَسْتَنْطِقُ التاريخَ بالتبْيانِ
والهُدَى ..
نُرْسِى بكُلﱢ مَرْفَأٍ
سفينةً ومَوْعِدا..
وماضياً نجْتَازُهُ وعِبْرَةً
ورَافِدَا..
ومُعْجِزاتٍ صاغَها الإنْسانُ
صَرْحاً ما جِدا..
نُرَدﱢدُ الأَلْحانَ منْ جَذَلِ ويُرْجِعُها
الصدَى
فَنَرَى جَلال الخالقِ الوهابِ
ربا واحداً ..
لما نَرَى مَنْ كان خَلفَ المُعْجِزاتِ
موحدا !!
المشهد الثاني
أفريقيا
( مرفأ الألف سؤال )
The Port of
“ A Thousand Questions “
المنظر :
(خـلال الغناء السـابق يتم تغيير مجسم الخلفية ويـدخـل المجسـم الجـديـد .. كمـا تبث على شـاشـات العرض الجـانبية لـوحـات تعبيرية رمـزية تعـبر عـن معالم المـجـتـمع مـدعـمة بـزخـارفـه الشعـبيـة ومفاهيمه العقـائدية )
Africa.. “ The Port of A Thousand Questions”
In the forest , between the bushes …….
Pops to mind more than a thousand questions …….
Numerous signs in the universe occupy the human intellect who attempt to search the truth to find an answer ….. What is the human mystery …..? and what is the secret of God and Universe?
الفتاه :
في الغَابَةِ بينِ الأَدْغالْ
يتَرَدّدُ أَكثرَ من ألْفِ سُؤالْ
ومَظاهِرُ في الْكوْنِ عَديدةْ
تَشْغُلُ فِكْرَ الإِنسانْ
فَيُحاوِلُ أن يَجِدَ الحَقﱠ
أَنْ يَجِدَ للحَلﱢ مكانْ
ما سِرﱡ الجنسِ البشَرىّ
ما سِرﱡ الخالِق ِ
والأَكْوانْ ... ؟؟
القمرُ جميلٌ ... والشمسُ
لهُما الأبناءْ ...
يضَجيجٍ مَلأوا رَأسَ الخالِقِ ... والأَجْواءْ
فانْفَصَلَتْ أَقطارُ الكَوْنِ ...
وابْتَعَدَتْ عن الأرْضِ سَماءْ ...
فإذا الأبْناءِ نُجومٌ في الأَجْواء ْ
والبَشَرُ على الأرضِ الإخوةْ
يَسْترقُ النجمُ أليْها النظرَةَ في الظلْماءْ...
الفتاه والجوقة :
تِلكَ الأُسطُورةُ ... واحدةٌ
تُروى من ضِمنَ أساطيرْ ...
تَحتَلﱡ مِنَ الفِكْرِ مَكاناً ... وحِواراً
تَحليلاً ... للكَونِ مُثيرْ ...
لكنﱠ الخالقَ موجودٌ ... حتماً بمكانْ
يَملكُ أَرواحَ الخلقِِ
يُدَبرَ أقدارَ الأَكْوانْ ...
يستمر حديث الحكيم ويتواصل ....
الرجل1 : خَلَقَ الخالِقُ هذا الكَوْنَ شمساً .. وقمراً ... ونُجومْ ...
وخَلَقَ على الأَرضِ أناساً وحيوانْ ...
الرجل3 : لا ، لا قد بَدأ الخَلْقُ سماءاً ثُمﱠ الأرضُ ،
ثم الماءُ والانهارْ ...
وأَتَى خَلْقُ الحَيوانِ بعدَ الزّرْعِ وبَعْدَ الإِنسانْ.....
الرجل 1: رَتبَهُ ، نَظمهُ ، حتى يُتْقِنَ كُلﱟ عَمَلَهْ
الرجل2 : أنْشَأَ خالِقُنا العاداتَ والأنْظِمَةَ والقانونْ ..
لا يَتََوقفُ أَبداً خَلْقُهْ .. لا تَغْفَلَ للرّبِ عُيُونْ ...
الحكيم : حَسَناً ما أَنتُمْ تعتقِدونْ ..
الخالِقُ مَوجودٌ حَتْماً ،
الخالقُ من أسْرارِ الْكَوْنْ
الرجل3: في الشمْسِ .. وُلِدَ الجِنْسُ الأَسْوَدُ ...
وتحتَ القمرِ تَلاشَى اللوْنْ ..
فالأَبْيَضُ مَخْلوقٌ لَيْلِيْ ..
والأسْوَدُ من جَرّاءِ الشمْسِ .. غَدا كُحْلِيّ اللوْنْ
الحكيم : لَكِنﱠ الْخَلْقْ هو الخلق ..
لا مَعْنَىً للوْنِ أو الْعِرْقْ ..
الرجل2 : الْكَوْنُ فَراغٌ هائِلْ .. من دَوْرَتِهِ نَشَأَ الْعَقْلُ الأَكْبَرْ
الرجل1 : سَقَطَتْ منهُ الأَرْضُ ..
وارْتَفَعَ العَقْلُ فَخَلَقَ السماءْ
الرجل2 : أَطَلﱠ عَلى الأَرْضِ الجَرداءْ ..
لا حَياة بها، ولا ماءِ..
فَأَرْسَلَ المطَرْ... وخَلَقَ السمَكَ والشجَرْ...
الرجل3 : كان الإنْسانُ مَخْلوقاً مائياً ..
والصيادُ أَوﱠلُ المَخْلُوقاتْ
الرجل1 : خَلَقَ الْعَقْلُ نِظامَ الكونْ ..
خَلَقَ لَيلاً ونَهارْ ..
شَمْساً ، قَمَراً وبِحارْ ..
أَزْماناً .. أوقاتاً .. أعمارْ ..
الرجل3 : خَلَقَ الناسَ .. سَخرَ الأَقواتْ
وبَينَ المُحَرّماتْ
الرجل1 : احْتَكَمَ على الماءْ
وسَخرَ السحابَ في السَماءْ ..
وإِنْ أرادَ للخَلائِقِ الْفَناءْ
الرجل2 : أغْرقَ الكَونَ بالمياهْ ..
وأَتَى بِخَلْقٍ مِنْ جَديدٍ للحَياةْ
الحكيم : للخالقِ في خَلْقِهِ شُئونْ ..
فَلتُسَبحوا بِحَمْدِهِ وتَشْكُرونْ
رقصة إفريقية
الجميع يرتلون :
يا إلـهُ النـــورْ
والحُبﱢ والحياةﱢ والحُبُورْ
إنا بِحُكْمِكَ نَعْرِفُكْ
وبِحَدْ سِنا .. وبِعَقْلِنا
في كُلﱢ يومٍ نَأْلَفُكْ
لا وَجْهَ لَـكْ ...
لا جِسْمَ .. لا تَشْكيلَ لَكْ ...
تُسَخرُ الأَقْــدارْ ...
َوتُنْزِلُ الأَمْطارْ ..
فَتُنْبِتُ الأشجارَ .. والثمارْ
فَلـتُقْرَعُ الطبولْ ...
ولْتَرْتَفِعْ دَقاتُها ...
حَتى تَصِلْ أَصْواتُها
عَبْرَ الفَضاءِ .. مَسْمَعَكْ
ولْتَنْخَفِضْ شَيْئاً فَشَيْئاً ..
كَيْ تُلامِسَ رَحْمَتَكْ ...
حَتى نَراكَ إلَهَنا
فَنُقَدّسَكْ .. ونُعظمَكْ
صدى الذات :
( وَتَجَلى للعَقْلِ الموجودْ .. في البَحْثِ عن ذاتِ الوجُودْ .. عَيْنُ الحَقْ .. المُتجلي في كُلﱢ الأَشْياءْ .. إلَهٌ واحدْ في الأَرضِ والسماءْ )
And so it appeared to the existing intellect .. dedicated in search of the self-existence.. the real truth , that contrives in all .. to indicate that there is only one true God .. who is worthy of worship in Heaven and on Earth.
الفتاة والجوقة :
على طريقِ النورِ .. واصَلَ الأفريقيونَ خَطواتِهمْ
يَجِدونَ ويَبحثونْ .. وعن كُلﱢ شيءٍ يَسألونَ ويسْتَفْسرونْ ..
فاتخَذوا الطبيعةَ وَسيلَةً للبَحْثِ والوُصُولِ إلى الحقيقَةْ ..
ومَعْرِفَةِ الإلَهِ الأعْظَمْ .. خالِقِ هذا الكَوْنِ المُنَظمْ
نقلة غنائية
غناء جماعي :
نعانقُ الزّمانَ والمَكانَ
والمَدَى ..
نَسْتَنْطِقُ التاريخَ بالتبْيانِ
والهُدَى ..
نُرْسِي بكُلﱢ مَرْفَأٍ
سفينةً ومَوْعِدا ..
وماضياً نجْتَازُهُ وعِبْرَةً
ورَافِدَا ..
ومُعْجِزاتٍ صاغَها الإنْسانُ
صَرْحاً ماجِدا ..
نُرَدﱢدُ الأَلْحانَ منْ جَذَلٍ ويُرْجِعُها
الصدىَ
فَنَرَى جلالَ الخالقِ الوهابِ
ربا واحدا ..
لما نَرَى مَنْ كان خَلفَ المُعْجِزاتِ..
موحداً !!
المشهد الثالث
الصين
( مرفأ الفضيلة )
The Port of
“ Virtue “
المنظر :
( خلال الغناء السابق يتم تغيير مجسم الخلفية ويدخل المجسم الجديد .. كـما تبث على شـاشات الـعرض الجانبية لـوحات تعبـيرية رمـزية تعبر عن مـعالم المجتمع مـدعمـة بزخارفــه الشعبية ومـفـاهيمه العقــائدية )
China .. “ The Port of Virtue”
We are now over the silk land ……. the land of civilization ... herbel medicine, ancient arts, crafts and literature... Their historical civilization that dates to 6000 years ago, is well – Known for its cultivation, Knowledge industry and ample resources … Above all it is one of the famous wonders of the wold (The Great Wall of China ) .
طفل : أَنوارٌ ... فَوانيسٌ ... ألوانٌ جذّابةْ .
رائِحَةَ أَعشابٍ نَفاذَهْ ... أَينَ نحنُ الآنَ يا تُرى ؟؟
طفل : بَشَرٌ كثيرٌ .. لا يُشبهونَنَا ... ولا يَفهمونَ لُغَتَنا ..
يَعملونَ كَخَلِيةِ النحْلِ .. بإنْتِظامٍ وإنسجامْ
الفتاة : نَحـنُ الأنَ على أرض الحَـريرْ
أرضِ الحَضارَةِ ... والطـبِ الشــعْبــِيْ
والفُنـونِ والآدابِ الْعريقَـة ... حضارَتُهُمْ مُوغِلَةٌ في الْقِـــدَمْ
تَعودُ إلى سِتةِ آلافِ سَنـَةٍ مََضَــتْ
اشْتَهَرَتْ بتَطَـــوّرِ الـــزّراعَــةْ .. والْعِلــْمِ .. والصناعَةْ
مَوارِدُها وَفيَرة .. وآثارُها مُثيرَةْ
ولَعلﱠ أَشْهَــرَها وأهَمهــا وأكبَرَها .. ذلكَ الســورُ الْعَظيمْ
أُعْجوبَةُ الزّمانْ .. وتُحْفَة الأنْظارِ والمَكانْ ..
طفل : لقدْ قَرَأتُُ عَنْهُ الكثيرْ .. وعَــرَفْتُ عنــه الشيءَ المُثيرْ ...
يَبْلغُ في المساحة سبعةَ ألافِ كليو مترًا ...
أيْ لو كانَ بإرْتِفاعِ خمسَةِ أمتارٍ وسُمكِ مِترْ ..
لَلَفﱠ حولَ الأرْضِ مرّةً وأكثَرْ...
الفتاة : عظيمٌ .. عظيمْ .. هل تُريدُني أَنْ أكْمِلْ ..
طفل : حَسَناً .. تَفَضلي .. بالشرْحِ والأفاضَةْ ..
الفتاة : كانَتْ الصينُ في العُصورِ الغابرِةْ ..
مَطْمَعاً للغُزاةِ والجَبابِرَة ..
وكـانتْ مُقسمَةً إلى مَمالِكِ عِـــدّةْ .. تَحْكُمُها أُسَــرٌ مُسْتبِــدّةْ ...
دائِـمَــةَ التشــاحُـنْ .. والبُغْــض والتطاحُنْ ..
فَشيدوا الأسْوارَ للحِمايَةْ ..
وحَصنوها بالبُرُوج .. لِذاتِ الغايَة ..
حتى أتى منْ وحدَ البلادْ... فَهَدَمَ الأسْوارَ القَديمة ..
وبَنَى بِها أسْوارَها العَظيمَة ...
الطفل : هَل تقصِدينَ سُورَها العَظيمْ ؟
الفتاة : نعمْ ..نعم ْ
هُوَ... إحْدَى عَجائِبِ الزّمان والتاريخْ..
على أعَالي الجِبالِ الشاهِقة ..
في رحْلةٍ مَحْفُوفَةِ الأخْطار مُرْهِقة ...
كــانَ البنـاَءُ شاقاً للغَايَة .. لِعَدَم تَـوَفـر سُبـُل الحِماية ...
ولا دُروبٍ سَالِكَة .. لِتِلكَ القِمَم المُهْلِكَة ..
والنقل شَكلَ عَقبَة كَبيرَةْ
فهَلكتْ دونَ الوُصُول إليهِ أنْفُسٌ كثيرَةْ ..
وتَعَاقَبَتْ أجْيالٌ وأجيالْ ... لِتُكمِلَ تِلكَ الأعمالْ...
حتى بَلغَ طولُ السورِ( 50.000 ) خَمْسون ألفَ كيلومِتْرًا
على رُؤوس تِلكَ الجِبال الشامِخَة
إستعراض صيني تعبيري
رقصة تعبر عن جدية الصينيين في العمل وإصرارهم في التغلب على العوائق
مشهد مسرحي
( التوحيد )
المكان :
( السوق .... الناس يجتمعون حول حكيم الصين كونفوشيوس.. )
الفتاه والجوقة :
احْرِصْ عَلى أنْ تَرَى عَيناكَ بوضُوحْ ..
كُنْ بَشوشاً وَأحِبﱠ لغيركَ ما تُحبﱡ لنَفْسِكَ ..
كُنْ وقوراً في سُلوكِكْ ..
مُخْلِصاً في حَديثِكْ ..
جادًا في عَمَلِكْ ..
مُحْتَرَماً بينَ أقرانِكْ ...
عِنْدَ شَككْ .. إسْأَلْ ..
وعِنْدَ غَضبِكْ فَكرْ فيما يَجُرﱡهُ الغَضبُ مِن صْعابٍ لكْ..
وإذا مَلكْتَ فاعْدِلْ ..
هكذا تَجِدُ طَريقُكَ إلى السماءْ ..
حَيثُ الواحِدِ الأحدْ مُدَبرُ هذا الكوْنْ ..
يفعَلُ بخلقِهِ ما يَشاءْ....
رجل :
هيا أَيها الناسْ ، اجتمِعُوا حَولَ الحَكيمْ ..
قَد جاءَتْ ساعَةِ الدّرْسِ والتحكِيمْ .....
رجل 1 : لا أرَى شَيئاً .. لا أسْمَعْ .. ابتَعِدْ من أمامِي .. أوْسِعْ ..
رجل 2 : آه !! هذا هُوَ أنْتْ!!...
أمامي دائماً حَيثُ حَللتَ ورَحَلتْ..
كونفوشيوس : يابُنَىﱠ.. لا تُضايِقْ جَارَكْ ..
سَواءٌ في مَجْلِسِكَ أوْ دَارِكْ ..
رجل 1 : أفْتِنِي أيها الحكيمْ ..
أمِنَ الصوابِ أنْ أكونَ مَحْبوباً من جارِي ..
حَتى تكونَ دَارُهُ كَداري.
كونفوشيوس : كلاّ يابُني ...
رجل 1 : إذًا من الصوابِ .. أنْ أكونَ ذِي ارتِيابْ !!
لأصْبِحَ مكْروهاً منهُ .. فأمْنَعَ كُلﱠجَميلٍ عَنْهُ.
كونفوشيوس : كلا.. فأنتَ حَتْماً مُخطِئْ ..
الخَيـْرُ أن تَكـونَ محْبوبـاً.. لكنْ منَ الأخيارْ ..
وأنْ تكونَ مَكْروهاً بالنسبةِ للأشْرارْ.
رجل 2 : أمِنَ الصوابِ أنْ أرُدﱠعَلى الإساءةِ بمثلِها ؟!
كونفوشيوس : إذا كانَ ردﱡكَ عَلَى الإساءةِ بمِثلِها ...
فبم يكونُ ردﱡك الإحْسانْ ؟!
إرْدِدْ عَلَى الإحسان دَوْماً مِثـْْلـهُ ..
أما الإساءَةُ رَدﱡها الإنْصافْ
رجل 3 : وما هي الفَضيلةُ الكامِلةْ ؟!
يا صاحب الحِكْمَةِ الشامِلةْ
كونفوشيوس : عامِلِ الناسَ بما تُحِبﱡأن يُعامِلوكَ بـِهْ ..
رجل 1: والقـَرابينُ نُقـدّمُها للأجْدادِ والآباءِ ..
هــلْ هـيَ فـَضيلة أمْ لا..!
كونفوشيوس : إذا عَجَزْتَ عن خِدْمَتِهِمْ في حَياتِهـِِمْ ..
فكيف لَكَ أنْ تَخْدِمَ أرْواحَهُمْ بعدَ مماتِهِمْ....!
امرأة : الْموتُ .. الموتُ ياحكيمْ .. كيف لِي أن أعْرِفـَهْ ؟
كونفوشيوس : إذا كُنتِ لا تَعْرفينَ الحياةْ .. فكيفَ لكِ أنْ تَعْرِفي المَمَاتْ.
رجل 1 : والحُبﱡياحكيمْ .. ما هو ؟!
كونفوشيوس :
أن تُحِبﱠجميعَ البشرْ...وتَعتَزﱠبالجُهدِ وأكثرْ وأكثرْ
تُبادِرُ دَوْماً بعمل الخَيْرْ..دونَ انتِظارِ ثـَناءَ الغَيْرْ..
فَذاكَ الحُبﱡ..يَخْلُقُ السلامْ..
ويُضفِي علَى القلبِ رُوحَ الوِئامْ ..
فقَلبُ المحِبﱢ مُصيبْ..
لا يُخطئْ ولا يُخيب..
رجل 3 : أرشِدْنا أيها الحكيمْ إلى طَريق الإرْتقاءْ والوُصُولِ إلى السماء.
كونفوشيوس :
إعْمَلْ على تِسْعةْ .. تُرْشِدُكَ للصلاحِ والرّفْعةْ ...
أنْ تَرى عَيناكَ باتضَاحْ ..
وأنْ تُرَىَ بوجْهِكَ الوَضاحْ ..
حـافِظْ في السلوكِ على وقاَرِكْ ..
وبينَ الناسِ حافِظْ عَلى احْتِرامِكْ ..
كُنْ في الحَديثِ صادِقاً ومُخْلصاً ..
وفي شَككَ بالناسِ كنْ مُنْصِفاً ..
وفي عََمَلِكْ ابْذِلْ عنايَتَكْ ..
وفي غَضَبُكَ فَكر في نِهايَتِكْ ..
وعند كَسْبِكْ فكرْ بالعدالة ..
إذا فَعَلتَ كُلﱠ ذلكْ .. وَجَدْتَ للسماءِ طريقاً سالكْ.
صدى الذات :
( تَأتِي الفَضيلَةُ المُطْلقَة .. بإخْلاصِ النفْس للمَوْلى وتَخْليصِ الْقَلبِ مِنَ الإنْشِغالِ بالدﱡنْيَا )
The absolute virtue can be achieved by salvaging the soul towards its lord …
and redeeming hearts from worldly engagement ..
الفتاه والجوقة :
وهكذا يَتَجَلى الإلهُ العَظيمْ .. في فِكرِ كونْفُوشْيُوسْ الحَكيمْ ..
فيحاولُ أنْ يصورَ ملامِحَ هَيبَتِهِ الجليلة ْ
بأنْ يُرْشِدَ الناسَ إلى طريقِ الفَضيلة ْ
إلى طريقِ النورِ والهداية ْ
في الوصول إلى خالقِ البَرَايا ..
والتقَرﱡبِ إليه بالفَضائِل والسجايا ....
نقلة غنائية
غناء جماعي :
نعانِقُ الزّمانَ والمكانَ
والمَدَى ...
نَسْتَنْطِقُ التاريخَ بالتبْيانِ
والهُدَى ...
نُرْسِي بكُلﱢمَرْفـَأٍ
سفينةً ومَوْعِدا..
وماضياً نجْتاَزُهُ وَعِبْرَةً
ورَافِدَا ..
ومُعْجِزاتٍ صاغَها الإنْسانُ
صَرْحاً ماجِدا..
نُرَدﱢدُ الألْحانَ منْ جَذَلٍ ويُرْجِعُها الصدَى
فَنَرَى جلالَ الخالقِ الوهابِ
ربا واحدا ..
لما نَرَى مَنْ كان خَلفَ المُعْجِزاتِ..
موحدا!!
المشهد الرابع
مصر
(مرفأ التوحيد )
The Port of
“Oneness “
( خلال الغناء السابق يتم تغيير مجسم الخلفية ويدخل المجسم الجديد .. كما تبث على شاشات العـرض الجانبية لوحات تعبيرية رمـزية تعـبر عن معـالم المجتمع مدعمـة بزخارفه الشعبيــة ومفاهيمــه العقائدية)
On Egypt we unload our belongings as we wonder around admiring the signifi- cance of great civilization which is well known of the construction art, creativity and building development and expansion, Led by true men who endured the toughest times and achieved the impossible.
الفتاة :
على أرْضِ مِصْرَ نَحُطﱡ الرّحالْ،
نُجيلُ البَصرْ ..
نَسْتَشِفﱡ العِبَرْ ..
لِعَصْرٍ عَظيمٍ عَلا واشْتَهَرْ
بِفـَنﱢالعِمارةْ
وَزَخْمِ الحضارةْ
وصُمودِ الرﱢجال وصُنْع المُحالْ
( تدور أنظار الأطفال في الأرجاء يندهشون لمنظر الأهرامات وأبو الهول صامد أمامها ).
صدى التاريخ : قبلَ خمْسةِ آلافِ عامٍ ..
قامَتْ على أرْضِ مِصْرَ حضارَةٌ عَريقَةٌ
فكانَتْ مرْكَزَ الثقافةِ والفَنﱢوالعِمارَةْ ..
حَكَمَها الفــراعِنةُ آلافٍ مـن السنينْ.
اتحَـدَتْ فيها القـَبائلَ على إمتدِادِ النيلْ تحتَ قيادةِ ( مِينا ) أَوﱠلِ الفراعِنةْ
وكانَ عَهْداً يَنْعُمُ بالرّخاءِ والخِصْبِ والثراءْ ...
فـَنـَشِطَتْ في عهـدهِ التجـارَةْ .. والعِلـمِ والفُنــونِ والحَضارةْ ..
وشُيدَتْ مَعابدٌ وَدُورْ وعُظمَتْ للمَيتِ القُبورْ..
.وَزوﱢدَتْ بالزﱠادِ والمُؤَنْ..
لِتَصْحَبَ المَيتَ عندَ الدﱠفْنْ.
الأطفال : لماذا للأمْواتْ.... وهل بعدَ الوفاةِ حياةْ !!
صدى التاريخ : هذا ما كانوا بِهِ يعْتَقِدونَ ويُؤمِنونْ ..
وفَكرَ الفَـراعنةُ أن تَكونَ قُبورُهُمْ عَنِ الشعْبِ مُمَيزَةْ ..
وبالفَخامَةِ مُتَميَزَةْ ..
فَبَنُوا لأنْفُسِهِم الأهراماتْ ...لتُحْفَظَ فيها للمُلوكِ المقاماتْ..
الأطفال : ذَاكَ منْ ؟ ومَنْ بَناهْ!؟
صدى التاريخ : هذا أبو الهَوْلْ .. أَشْهَرُ تَماثيلَ هذا العَصْرِ ..
حارِسُ الأَهْراماتِ الصامدْ .. بناهُ الملِكُ خَفْرَعُ القائدْ ...
الأطفال مشرين إلى هرم ( خوفو) :
وذاكَ مَنْ ومن بَناهْ ؟
صدى التاريخ : هرم ( خوفو ) إبنُ الملِك ( سِنْفرو )
إسْتَغرقَ بناؤهُ عِشرينَ عاماً
يَبلغُ إرتفاعُه ( 146 مترا ) مائَةً وسِتاً وأربعينَ متراً
وكلﱡضِلْعٍ حوالي ( 230 ) مائَتَيِنِ وثلاثينَ متراً.
اسْتُخْدِمَتْ في البِناءِ كِمْيةً من الحِجاَرَةِ
بَلغَتْ حوالي ( 2.300.000 ) مليونَيْنِ وثلاثمائةِ ألفِ حَجَرْ ..
تَزِنُ في مَجْموعِها حَوالي ( 5.500.000 ) خمسة ملايينَ ونصفِ طنﱟ ..
وأُجْبِرَ الرﱢجالُ بالإكْراهِ عَلى العَمَلْ ..
حتى تَمﱠ البناءُ واكتََمَلْ.
الأطفال : وكيفَ تقْسيمُهُ مِنَ الدّاخِلْ !
صدى التاريخ : يَشْتَمِلُ على قِسْمَيِن رئيسِيينْ ، غُرْفـَةِ الدﱠفْنِ ومعبداً للدّفنْ .. في غُرْفَةِ الدّفْنِ يوجَدُ التابوتُ الحَجَريﱡ بداخِلِه مومْياءُ الملكِ المُحَنطةْ .. أما مَعْبَدُ الدﱠفْنِ مُكَونٌ من حُجُراتٍ للطعامِ والشرابِ
مُحَلاةٍ بالذهبِ ومُرَصعةٍ بالجواهِرْ ..
وزُوّدَتْ بالحُلِيﱢ والأثاثْ .. ليَسْتَخدمها الملكُ عندما تعودُ إليه الحياة..
الاطفال{مشيرين إلى خفرع} :
وذاكَ مَـنْ يَكونْ ومـَنْ عَسـى بـانيهِ أنْ يكونْ!
صدى التاريخ : هرمُ الملكْ خَفَرعْ ..
يَبْلُغُ في الطولِ ( 143.5 ) مائَةً وثلاثةً وأربعينَ ونصْفَ المترِ .. وكُلﱡ
ضلعٍ يبلغُ طولُهُ (215.5)مائَتَيَنَ وخَمْسَةَ عَشََرَ ونِصْفَ مِتْرْ.. يُشابهُ في
التقْسيمِ منَ الدﱠاخِلْ أرضَ الهرمِ خوفو فجميعُهُمْ لأسْرَةٍ واحدةْ .. في فِكْرِها
مُتفِقَةٍ مُتحدَةْ ..
( الأطفال مشيرين إلى الهرم الثالث ( منقرع ) :
وذاكَ منْ يكونْ، ومَنْ عَسَى بانيهِ أنْ يكونْ !
صدى التاريخ :
الهرمُ الأصغرُ بناهُ الملكُ ( منقرع )
التالي في الحُكْمِ للملكِ (خفرع)..
طُولُهُ لا يتجاوَز (67) سبعةً وستينَ متراً.
كان الملكُ مُنقَرعُ ذو سُمْعَةٍ طَيبةْ عَلى عَكْسِ سابِقيه خوفو وخفرع ،
اللذين اشْتَهروا بالظلـْْمِ والجَبَروتِ والتيهْ ..
اشتَهَرَ بالرّحْمَةِ والغُفْرانْ .. والحِكْمَةِ والإتزانْ..
والعَدْلِ في القَضايا.. فَأثْنَتْ عَلَيْهِ البَرايا ...
الفتاة : وتَبْقَى عَظَمَةُ ذلكَ الزّمانِ خَالدةً عَبْرَ الأزْمِنَةْ..
شاهدةً تَتَحَدّى العَصْر بصُمُودِها وَتَفَرﱡدِها بوجُودِها.
في زَمَنِ الفرعونِ الأكْبَرْ اعتَقَدَ الناسُ بهِ رباً للخَيْرِ وللشرِ مُقَدرْ.
إنْ شاءَ غَضَبَ واسْتَنْكرْ أوْ شاءَ عَفَى وغَفَرْ..
لكنﱠ وَسْطَ ظلامِ الكُفْرِ وبَيْنَ غَياهِبِ النكْران ..
يَسْطَعُ نورُ الإيمانْ
ليُظْهـــَرَ إخنــاتُونُ المُـؤْمِنْ يُناجي قــرْصَ الشمْسِ ..
يَسألُ عن قوةٍ عُظمَى تُديرُ الكَونْ ..
تَجْعلُ قُرْصَ الشْمسِ جمَيلاً يُضئُُ الأرْضْ ....
الأطفال : إخناتون ... فرعونٌ مُوَحدْ ... سبحان الله ...
دراما غنائية مسرحية
إخناتون : جَميلٌ شُروقَكَ يا آتونْ .. وحُبك أعْظَمُ ما يكونْ ..
لَكَ الخُلْدُ ولنا الفَناءْ .. بَيَدَكَ الخيرُ والرّخاءْ...
والأخْذِ والعَطاءْ .. تمنَحُنا الحياةْ ...
بنورِكَ الوَهاجْ .. كَيْ يُبَدﱢدَ عَنا ظُلماتِ الليلِ الدّاجْ...
البَشَرُ .. القُطْعانُ .. الماشِيَةُ .. والأشْجارْ ..
من نُورِكَ تَسْتَجْدي الأنْوارْ ..
تعيشُ وَتَحَيا بِوجودِكْ ..
تمنَحُها الحبﱠ بجودِكْ ..
نفرتيتي : ويْحَ قَلبَي إخناتونْ ...
تَقْضي أيَامَكَ تتأملُ قُرصَ الشمسْ ..
تَتَناسَى واجِبُكَ الأوﱠلَ نحوَ العَرشْ ..
ما ذاكَ الهَذَيانْ ...
ما تِلكَ النفْسْ !؟
إخناتون : الشمسُ تُضيءُ الأرضْ .. ما أعَظم َتلكَ القوةْ
أنهارٌ .. شَلالٌ .. لا لا كلاّ .. أكبرُ من ذلكْ
موتٌ .. وحياةٌ .. بل أكبرُ أكثرْ ..
العَظَمةُ .. القُوّةُ والسلْطانْ ..
ليستَ في الأرضِ بِمَكمَنْ ...
ليسَ لها في العَقْلِ مكانْ ...
شيءٌ لا تُدْرِكُ مَعناهُ .. الأبْصارْ
شيءٌ اسْتحكَمَ فِكري ... ليلَ نهارْ ..
نفرتيتي : أحْضِرْ كاهِنَنَا الأقْدَرْ ..
أحْضِرْ في الحالِ ( أميني ) ..
كاهِنَ آمونَ الأكْبَرْ ...
شَيءٌ قدْ حَلﱠ براعِينا ..
شيطانٌ استَحْكَمَ عقْلُهْ
حتى ما عادَ حَليما ..
الحاجب : الكاهنُ مولايَ بالبابْ .. يُريدُ مبارَكَتُكَ .. بعد التتْويجْ ..
إخناتون } في ضيق { : بالأمسِ ... باركَنا الكاهِنُ .. لكبيِرِ الآلهة آمونْ ..
( يدخل كبير الكهنة أميني )
أميني واليومَ نُبارِكُكَ .. لكُلﱢ الآلهةِ .. إخناتون ..
إخناتون : لِكُلﱢ الآلهةِ .. أميني .. قَد بَدّدَ شَكي كلﱡ يَقيني
فَليَعْبُدُ كُلﱡ الناسِ .. إلهاً واحِدْ .. لِيَكْنْ آتون
أميني : أوَ تُغْضِبُ كُلﱡ الآلهةِ .. إخناتون ..
غفرانك أيتُها الآلهةُ ...
لا يقصدُ ما قالَ الفِرعْون ....
أميني : ( يستغفر للآلهة )
إخناتون : نفرتيتي .... لو أسألكِ سؤالاً ..
أوَ سأَجِدُ مِنْكِ جَوابْ ؟!
لا يَحْمِلُ أكثََرَ من تَفسيرٍ...
لا ألمسُ منك أيﱠ عتابْ...
نفرتيتي : أسْألني إخناتون مَليكي .. سَأرُدﱡ بحقٍ عليكَ جوابْ ..
إخناتون : لو كان لِعَرْشِي شخصاً آخَرْ .. يَحكُمُ مِثْلي ..
يأمُرُ يُنْهي .. لا يُشْبِهُ في شَيءٍ عَقْلي....
هل يمكنُ أنْ يُصْبَحَ هذا الأمرُ .. نِظاماً رَسْمِياً
ويكونُ العَرْشُ على هذا .. أمراً عادياً ..
نفرتيتي : ماذا تعني إخناتون..!؟ يَكونُ لعرشِكَ أكثرَ من فِرعونْ؟!
إخناتون : لو كانَ لهذا الكونِ غَيَر إلهْ ..
هل كانَتْ كلﱡ الدﱡنيا .. كلﱡ الأشجارْ ..
كلﱡ الماشِيَةِ .. والأنهارْ..
كلﱡالأرواحِ .. تَسيرُ على هَديٍ ونظامْ ..
أميني ( مستنكرا) : لا تُغْضِبْ آلهَتَنَا .. عفوًا فرعونْ ..
فالكلﱡ هُنا ينظُرُ... يَسْمَعْ ... ويَرَى ... قَوْلكَ ... مَولايَ ... إخناتون ...
إخناتون : تلكَ الآلهةُ تماثيلٌ .. منْ صُنْعِ الإنسانْ.
لا تَفقهُ قولاً .. لا تُجدِي نفعاً أو ضرّاً ...
إنْ شِئْتُ .. أحَطمُها حالاً ...
فلتَتَحدى ...
ولتَدْفَعَ عنها رَكلاتِى ..
ولتَتَصَدﱠى ...
أميني ( مرتعباً ينظر للآلهة ) ...
غُفْرانِكِ يا أيتها الآلهةُ ...
لقدْ فَقَدَ إخناتون عَقلهْ ...
ما عُدنا نفهمُ قَوْلهُ أوْ نُدركَ فِعْلهْ ...
( ثم يحدث إخناتون بغضب )
لا تَهزأ إخناتون ...
لا تُنْقِصَ شأنَ الآلهةِ ...
لا تُغضِبَ ربكَ آمون ....
إخناتون : إنْ أنْكِرَ إلهاً واحداً من آلهتكمْ ..
أنْكِرُ كلﱡإلهٍ لكمْ
أنا لا أعرِفُ إلاّ إلهاً واحدا ً ..
يملكُ هذا الكونْ...
يُدبرُ أقدارَ العالم ...
ولهُ في الحُكمِ شؤونْ ...
نفرتيتي : أوَ تعني قُرْصَ الشمسْ!!
إخناتون : قولي ما شِئْتِ نفرتيتي ..
ولكنّ وراءَ الشمسِ إلهاً أكبَرَ ... يتربعُ فوقَ العرشْ...
يحكُمُ ليْلَ نهارْ ..
لا نُدرِكُ بالعقلِ مداهُ ..
لا تُدرِكُهُ الأبصارْ...
تقولون (رع ) إلهٌ أعظمْ .. أكبَرُ من كُلﱢ إلهْ ...
فلتَسْقُط كلﱡالآلهةِ وليُعْبُد وحدَهُ (رع) الإلهْ ...
عودوا للأصْلِ بلا تَعقيد ..
ولنَعْبُدْ ربﱠ الكونِ الواحِدْ ..
لنَعْبُدْ آتونَ الخالدْ ..
..
صدى الذات :
إنّ إدراكَ ما هيةَ الأشْياءِ تبدو في التبَدﱡلاتِ اللانهائِيةِ في البَحْثِ عن الكمالِ المُطْلقْ، تِلكَ دَعْوَةٌ إيمانِيةٌ مُطْلقَةٌ بِإلهٍ واحدٍ خالِقٍ لهذا الكونِ المُتَبَدﱢلْ ..
Verily, in attempting to grasp the core of the objects… one will realise that it is endlessly fluctuating forward in search of infinite perfection… that is indeed a real message, right call and true invitation of faith urging for a belief in one true God, The Creator of this varying universe.
الفتاة و الجوقة :
وهكذا تَجَلتْ الحقيقة .. عقيدَةُ التوحيدْ ..
للهِ الواحِدِ المَجيدْ .. وأبْصَرَتْ عقولُ البَشرْ ..
نُورَ الإلهِ وملكوتَهْ .. فما عادَ فرعَونا إلهاً ..
إنما الكوْنُ مُسَخرٌ بإلهٍ لا تُدركهُ الأبصارْ ..
مُقدﱢرٌ مَشيئَتَهُ على الخلائِقِ ..
مدبرٍ للكونِ والأقْدارْ ..
نقلة غنائية
غناء جماعي :
نعانِقُ الزّمانَ والمَكانَ
والمَدَى ..
نَسْتَنْطِقُ التاريخَ بالتبْيانِ
والهُدَى..
نُرْسِي بكُلﱢمَرْفَأٍ
سفينةً ومَوْعِدا ..
وماضياً نجْتَازُهُ وعِبْرَةً
ورَافِدَا ..
ومُعْجِزاتٍ صاغَها الإنْسانُ
صَرْحًا ماجِدا ...
نُرَدﱢدُ الألحانَ منْ جَذَلٍ ويُرْجِعُها
الصدَى
فَنَرَى جلالَ الخالقِ الوهابِ
رباّ واحدا ...
لما نَرَى مَنْ كان خَلفَ المُعْجِزاتِ
موحدا!!
المشهد الخامس
الهند
( مرفأ الحب والوفاء )
The Port of
“Love and Loyalty”
( خلال الغناء السابق يتم تغيير مجسم الخلفية ويدخل المجسم الجديد .. كما تبث على شـاشات العــرض الجانبية لـوحات تعبيرية رمــزية تعبر عن معــالم المجتمع مـدعمة بزخـــارفه الشعبية ومفــاهيمه العقائدية)
India… “The Port of Love and Loyalty”
Taj Mahal …
We are now in Agra … the capital of Moggol in the past. Ruled for a long period of time by the Muslim Emperor shah Jahan .. Who built the most beautiful tomb any eye had ever seen … As a token of an appreciation towards his spouse Mumtaz Mahal who died and left him a sorrow and painful life…
رائعُ التصميمِ والمظْهَـرْ ، حدّثينا عَنه بـإمعـانْ عـن رَوعَـةِ البِناءِ والإتْقانْ ..
الفتاة : ( تاجْ مَحَلْ)..
هنا ، في مدينةِ أكرا بالهندِ ،
عاصمةُ المغولِ سابقاً
حَكمَها الإمبراطورُ المُسْلِمُ شاه جاهانْ ، فَتْرَةٍ من الزّمانْ ،
بَنَى فيها مقْبَرَةً أجْمَلِ ما رَأتْ عيُن إنسانْ ،
تَكريماً لزوجَتهِ ( مُمْتازْ مَحَلْ)
التي غادَرَتْ الدنيا وخَلفَتِ لهُ عميقَ الأحْزانْ ..
الطفل 1 : أو تخلقُ الأحزانُ .. مُعْجزاتٍ للزّمانْ !!
الفتاة : عنَدما يَكونُ الحُبﱡ كالذي بَيْنَ ممتازْ مَحَـلْ وشـــاه جيهانْ
فلا غَرْوَ أن يَكونَ الوَفاءُ بمقدارِ ذَاكَ الغَرامِ والإفتِنانْ.
الطفل 2 : نحنُ إذاً أمامَ مُعجزةٍ صَنعَها الحب ﱡوخَلدَها الوفاءْ ..
الفتاة : أدْركتَ الصوابْ .. واختَصَرتَ الجوابْ ..
(استعراض هندي راقص يعبر عن الوفاء النادر والحب الذي جمع بين شاه جيهان وتاج محل .. بعد نهاية الإستعراض .. تتركز الإضاءة على مجسم تاج محل )
صدى التاريخ :
هذا ضريحُ تاجْ مَحَلْ .. يُعتَبرُ الأفْضَلَ والأجمَلْ ..
في القرنِ السابعِ عَشرَ للميلادْ .. فَتَحَ المسلمونَ هـذهِ البــلادْ ..
ودَحِرَتْ جيوشُ المغــولِ .. فَفـــرِتْ للجِبالِ والسهـولْ ..
ومنْ تَبَقى في البلاد منهمْ .. اتخَذَ الإسْلامَ ديناً لهمْ ..
وحَكمَ البلادَ بعد ذلكْ .. ملوكٌ مسلمونْ
ولعلﱠأشهــرَهُم شاهْ جاهانْ .. الملكُ الحَزينْ ..
كانَ لشاهِ جاهان زوجةٌ جميلةْ..عاقلة جليلة ..
كانت حُسْنَ الرّفيقْ في الحِلﱢ والترْحالِ ..
وفي الرﱠغْدِ والضيقْ ..
أنْجَبَتْ لهُ من البَنيِنِ ستة .. وعاشَتْ معهُ سنينَ عدّةْ ..
لما داهَمهُمْ هــازِمُ اللذاتْ، ومُفَرّقُ الجماعاتْ ..
اخْتَطفَ تلكَ الأميــرَةَ الجميلة .. ولم يَكنْ في يَدِ زوجِها مِـنْ حيلةْ ..
فــاسْتَبَدﱠتْ بهِ الأحْزانُ والآلامْ .. واعتَزلَ الحياةَ والأنامْ ..
وقرﱠرَ أن يُقيمَ لها مَقْبَرة .. بِكلﱢ ما أتاهُ الله من مَقْدِرَةْ ..
فاستدَعَى من الهِنْدِ وتركيا .. وفارِسِ والجزيرَةِ العربيةْ..
أشْهَرَ البُناةِ في التصميمْ..لِكــيْ يُقيموا ذلكَ البناءَ العظيمْ..
وأحْضرَ الأحجارَ والموادْ..مــن مِصــــْرِ والتبْتِ ومختَلفِ البِلادْ..
وقامَ بالتشييدِ عشرونَ ألفَ عامِلْ ..كي يَنْتَهوا من صُنعِهِ بالكامِلْ.
فاسْتغرقَ البناءُ ثمانيةَ عَشرَ عاماً ..
وارتفعَ الضريحُ سبعةَ أمتارٍ عُلوًا، يَعلوهُ مبنَى كالتاجِ المُثمنْ
بارتِفـاعِ واحـدٍ وستينَ متــرٍ .. من الرخامِ الأبيضِ الجميلْ..
نُقِشَتْ عليهِ آياتٌ من القرآنِ الجَليلْ ..
ورُصعت جدرانه بالأحجار الكريمــة .. بصورة منسقة عظيمة..
تبهر عين الناظر، من روعة المناظر ..
تحيط بالضريح مجموعة من القباب .. بجمالها تسلب الألباب.
وحتى يكتمل ذاك البنـاء الأنيق .. أحيطت به حدائق رائعة التنسيق ..
نوافيرها جميلة .. وظلالها خميلة .. وترتفع بواباتها ثلاثين متراً ..
( حوار غنائي مسرحي )
شاه جاهان :
ضياعٌ .. ضياعْ
عَرَفْتُ ببعْدِكِ مَعنَى الضياعْ ..
فمُنذُ رَحلتِ ..
حبيبةَ عُمري ..
لبِسْتُ رداءَ الأسَى والوَداعْ ..
وخَلفْتِ في مُقْلتَيﱠالدموعَ ..
وفي القَلبِ منْكِ هَوىً والتِياعْ ..
فكيفَ يكون غرامُ السنينَ ...
سراباً مُخيفاً ..
ويُصبِحُ كُلﱡهوانا ..
ضياعْ ..
يُراودُ طَيفُكِ ..
أشْلاءَ رُوحي ..
فَيَسْرِقُ من مُقْلتَيﱠالمنامْ ..
ويوقِظُ بينَ ..
الحَنايا .. حنيناً ..
وشوقاً دفينا ً ..
وذِكرَى هُيامْ ..
تُعانِقُ في الحُلمِ ..
روحَكِ روحي ...
وتُضْرِمُ في القَلبِ .. نارَ الغرامْ ..
فلا يَسْتكينُ ببعْدَكِ عَني ..
لأنكِ أنتِ مَلكتِ الزﱢمامْ ..
ممتاز محل :
لقربِكَ عُمري ..
تشتاقُ نفسي ..
ويَقسو عليها الهَوى .. والفِراقْ ..
وَيَشْتَد في البُعْدِ ..
عَنكَ التأسِي ..
ويَجْتاحُ قَلبي إليكَ .. إشْتياقْ ..
شاه جاهان :
حَنانَيكِ ذابَتْ ..
منَ الوَجْدِ روحِي ..
أما منْ مَزارٍ .. أما منْ تَلاقْ ..
ليُطفِئَ بيَن الضلوع ِ ..
لهيباً ..
ويروي ظَمانا .. لذيذُ العناقْ ..
ممتاز محل :
أشاغِلُ نَفسِي ..
بِذاكَ التمَنِي ..
لأنكَ كُلي .. وكلكَ مِني ..
ولَو كانَ لي ..
في الحَياةِ اختيارٌ ..
لما اخترتُ يوماً .. بُعادَكَ عني ..
شاه جاهان :
ولَو قَدﱠرَ اللهُ ..
يوماً لقانا ..
لأهْدَيْتُ روحَكِ ..
قَلبي وذِهني ..
وأودَعْتُ عمري .. لِحُبكِ رَهناً ..
يُداري بِعَيْنَيْكِ ..
أحزانَ عيني ..
صدى الذات :
( تَتَجَلى دَرَجاتُ العِشقِ في عِشْقِ المخْلوقِ لمخْلوقْ .. انبِثاقاً من عِشقِ الجُزءِ للكلْ .. وعِشْقِ المولـَّه للمولـِّه وعِشْقِ المَوجودِ لعَينِ الوجودْ)
Thus appears the hyper love, ascends within the love of the creature in the cause of another creature, proceeding from the love of deityfier to deity and the love of the survivor to the survival.
( الطفلة : تخرج شاه جاهان من غيبوبة الاندماج في بث أشواقه وأحزانه لزوجته )
مولايَ الإمبراطورْ .. لو شاءَتِ الأقْدارْ .. أنْ تَسبِقَ الأميرة إلى دارِ القرارْ
هل كانَتْ سَتَبْني لكَ مِثَل هذا الضريحْ .. وهذا الميدانْ.. وسَتُطْلِقُ عليهِ تاجْ جاهان!
شاه جاهان يفوق مندهشاً
( إظلام سريع )
نقلة غنائية
غناء جماعي :
نعانِقُ الزّمانَ والمَكانَ
والمَدَى ..
نَسْتَنْطِقُ التاريخَ بالتبْيانِ
والهُدَى..
نُرْسِي بكُل مَرْفَأٍ
سفينةً ومَوْعِدا ..
وماضياً نجْتَازُهُ وعِبَرَةً
ورَافِدَا ..
ومُعْجِزاتٍ صاغَها الإنْسانُ
صَرْحاً ماجِدا ..
نُرَدﱢدُ الألحانَ منْ جَذَلٍ ويُرْجِعُها
الصدَى
فَنَرَى جلالَ الخالق الوهابِ
ربا واحدا ..
لما نَرَى مَنْ كان خَلفَ المُعْجِزاتِ..
موحدا!!
المشهد السادس
العــــراق
مرفأ الإزدهار والإنكسار
حدائق بابل المعلقة
The Port of
“Flourishing and Defeat”
( خلال الغناء السابق يتم تغيير مجسم الخلفية ويدخل المجسم الجديد كمــــا تبث على شـاشــات الـعــــرض الجانبية لــوحات تعبيرية رمـــزية تعبر عـــن معــالـم المجـــتمع مــــدعمة بزخــــارفه الشعبية ومفاهيمه العقائدية)
Babylon… The Port of Flourishing and Defeat, Babylon the city of great people, your glorified history is the history of the Arabian nation. A miracle of time .Your great boom started from the time of your valorous leader Nabukhathe Nassar, who built the most beautiful breathtaking Gardens. “The Hanging Gardens of Babylon” the wonder of the world and the miracle of time
الفتاة :
بابل يا مدينة العظام
اتاريخُكِ تاريخُ المجدِ
تاريخُ الأمة العربيةْ ما أعَظمَهُ من تاريخْ ..
مُعْجِزةٌ أنتِ يا بابلْ ..
تتواصَلُ نهضتُكِ الكُبَرى .. بِدْءاً من قائِدِكِ الباسل ..
( نَبوخَذْنَصرْ) .. باني أسواراً لا تُقهَرْ ..
وحَدائِق َغَناءَ جميلة فوقَ الأسوارْ ..
تَخلبُ عقلَ الرائي .. تَسْتَلِبُ الأنظارْ ..
حدائقَ في العُلوِ مُعَلقةً .. مُعجزَة الأزْمان ْ..
الأطفال : حدائقَ في العُلوِ مُعَلقةً .. مُعْجَزَةَ الأزمانْ ..
لا نَفهـمْ تِلكَ الأحْجِيةْ ..
هيا ارويها ببيانْ!
( تظهر فتاة بابل )
(الفتاة تقدمها للجميع ) : فتاة بابل تروى لكم
فتاة بابل : حسناً ! استمعوا يا سـادَةْ .. وخُــذوا الأقــوالَ بإمعــانْ ..
كان .. نبوخذنصر .. قائدَ بابلْ في الحربِ زعيمٌ مُغوارْ ..
حَفِظَ لموطِنهِ العِزﱠةْ .. ولِقَومِهِ أمِنَ الاسْتِقْرارْ ..
فأرادَ لبابلَ تاريخاً لا يَفنَى من بعدِه ..
ويَظَلﱡكشاهدَ نَهْضَةِ عَصْرِهْ
في بابلَ كان حمو رابي .. صاحبُ أشْهرَ عِلمِ في القــانُونْ .
من بَعد وفاتِهْ .. حَكَمَ بلادَهُ الآشوريونْ ..
بالقَسَوةِ كانوا يَتصِفونْ ..
فثار الشعبُ على الحُكمِ .. وتَولى السُلطةَ ( لاسارْ ) ..
وخَلفَهُ ابنهُ (نَبوخَذْنَصرْ) ..
فــأقْسَمَ أنْ يَنــتَصِـرَ لبـابــلْ ...
ويُعيـدَ لهــا أمجادَ الأوائِلْ ..
فخــاضَ حروباً شَــرِسَــة بِسَهْمِ وســيفْ ..
دامــَتْ ثلاثــــينَ عــامـــــاً ونَيفْ ..
فأعــادَ لبــابلَ أمجــادَها
وشَيدَ أعظَمَ أبــراجَها ..
وكـــانت قِمتَهُ مَكسُوﱠةٌ بالــذهبْ ..
وأحاطَ المدينة بأسوارِ عدةْ تُثيُر العَجَبْ ..
الأطفال : ما أعظَمَ هذا القائِدْ!!
فتاة بابل : وأنَشَأ دربَ المواكِبْ ... طـريقٌ طـــويلٌ طـــويلْ ..
يكسوهٌ أفْضَلُ نوعَ رُخــامْ ..
تمـــُرﱡخلالهُ بعـد النصرْ ... جمــيعُ المواكبِ تزهو بِفَخْرْ ..
وكـــانتْ ببـــابلَ قُصــورٌ عظيمةْ ..
تَحملُ فوق أسْطُحِها حَــدائقَ رائعـــةً تُثيـــُر الإعْجـــابْ ..
نوافيراً .. وأشجاراً .. وزهوراً تخلبُ الألبابْ ..
الأطفال : ما أروعَ هذا المكانْ .. ليْتَنا عِشْنا ذاكَ الزﱠمانْ!!
فتاة بابل : وفي طَـرفٍ مـن أطـرافِ بـابـلْ ..
بَنَى (نبوخذنصر) قَصْراً تُحيطُ به الأسوارُ
والأبراجُ المَنــيعة .. تَعلوهـــا الحَـــدائِقُ الغَناءُ البديعــة ..
زُرِعَتْ بأشجارِ البلــوطِ والسنـدِيانْ ..
والنخـْلِ والليمــونِ والرﱡمانْ ..
تُروَى مــن الفُراتِ بشَبَكـةِ ريﱟ مُغْلقـَة ..
تضُـخﱡ المــاءَ إلى أعـــالي المنطِقة ..
أقَــلﱡ ما يُقــالُ عنــها مُعْجِـزَة
وكانَ ذلكَ هديةً .. جَليلة .. لزوجتهِ
سميراميس الجميلة
الأطفال : حقاً .. إنﱠ العربَ أصحابُ عِلمٍ وريادَةْ .. وتَمَيزٍ وقِيادةْ ..
الفتاة : بعـــدَ قُــرونٍ عَــديدةْ .. احتَــلتْ الفـــرسُ هـذه المدينةْ ..
فَعاثُوا بها سنيناً فَسادْ .. أرْهَقوا فيها العِــبادْ ..
ودَمروا تِلكَ البِلاد ..
الأطفال : يا لشُرورَ الغازينَ وحِقدَهُمْ ..
اخبرينا بعد ذاكَ ، ماذا حَلﱠ بِهِمْ ؟!
الفتاة : اللهُ فوقَ المعتَدي ... اللهُ للإسْلامِ خَيَر مُؤَيدِ ..
عَلَى أرضِ دجلةَ والفـُراتْ ..
رَفـَــعَ المُسْلمـونَ للفـَتح رايــاتْ ..
فانـْهزَمَـتْ الفــُـرسُ هَزيمـةً نـَكــراءْ ..
وتـَشَرﱠدَتْ فُلولـُهُمْ في العَراءْ..
فعادَ لبابلَ مجدُ العروبةْ..
وبعدَ ذاكَ أتـَى الرﱠشيدْ .. فَشَجعَ للعِلمِ كُلﱠ مُريدْ ..
وشاءَ الإلهُ لبغدادَ نصراً .. وعِزّا .. وفخراً..
فَعَمﱠ الرّخاءُ جميعَ البلادْ ..
وأصْبَحَتْ عَروسُ المدائِنِ بغدادْ ..
( يدخل أبو النواس وإسحاق الموصلي
حاملا العود والجارية دنانير جالسة )
(الفتاة بإندهاش ): مَنْ! أبو النوّاسْ وإسحاقُ الموصليْ!؟
يا لِفـَرْحِنا الليلةْ ..
إنها لـََيْلـَة من ليالي ألفِ ليْلة وليلة ...
أبو النواس : هاتَ ما عِندكَ الليلة يا مُوصِلِيّ...
وأطْرِبْنا بـِصَوْتِكَ الشجِيْ ..
ودَعْ عودَكْ الرﱠنانْ .. يُشـَنفُ الآذانْ...
الموصلي : استـَسْمِحُكَ عُذراً يا صاحِبي .. فالغناءُ الليلة ليسَ واجِبي !
أبو النواس (مستهزئا) : واجِبي أنَا إذاً يا موصليْ ..
(( مشيراً الى الحضور))
حَسَناً!! نِدائي إلى كُلﱢ مَنْ حَضـَرْ ..
أنْ يَتخِــذَ الحيطـَـة والحَذرْ ..
ولتَصُموا جميعُكمْ الآذانْ ..
كـَي لا يَخِرقـَهــا نـَشازِي في الغِناءِ والألحانْ ..
الموصلي : لـَسْتَ أنتَ مَنْ سَيُغَني يا أبو النواسْ ..
بلْ جارِيَةٌ مُرهَفـَةُ الإحسَاس ..
مُطــرِبَة الشعــراءِ والجُـــلاﱠسْ ...
مُلْهمَة الألحانِ والأشْجانْ ..
مِنةُ اللهِ لـَنَا في هذا الزﱠمــانْ ..
لا يَختَلِفُ على عُذوبَةِ صوتِها اثنانْ ...
( دنانير ) الجاريةُ المِرْنَانْ ...
أبو النواس : ماذا قُلتْ ؟ دَنانير؟ .. دنانيرُ مُعَذﱢبَتي بالـَهجِرْ
إنﱠ قـَلبي ببـِعْدِكِ قدْ انفطـَرْ ..
لا أكادُ أصَدﱠقُ ما أرَى .. شَيءٌ ما بـِكيانِي قـَدْ سَرَى ..
( وينشد من أشعاره )
اللهُ مَولـَى (دنانيرَ) ومَوْلائي بِعَيْنَيْه مَصْبَحِي فِيها وَمَمْسائِـي
صُلِيتُ مِنْ حُبها نَارَينِ واحِدةٌ بين الضلوعِ وأخرَى بيْنَ أحْشائِي
ياويْحَ أهْلي أبْلـَى بَين أعْيُنَهُمْ على الفِراشِ وما يَدْرونَ ما دائي
لوْ كـَانَ زُهْدُكِ في الدﱡنيا كَزُهدُكِ في وصْلي مَشَيْتُ بلا شَكﱟ عَلى الماءِ
استعراض غنائي تراثي
(( لا تسلني ))
( يقوم إسحاق الموصلي بالعزف على العود .. بينما تغني دنـانير (دور) لا تسلني .. يصاحب استعراض تراثي من العصر العباسي )
لا تـَسَلنِي يا حبيبي مَنْ أكونْ قَدﱠرَ اللهُ وما شَــاءَ يكــونْ
كُنْتُ مِثـْلَ النبْعِ لا يَفْتَـأ أنْ يَمْلأ الدﱡنيا حَيــاةً وشُجــونْ
كُنْـتُ لَحْنــًا سَرْمَدِيــاً أبَـداً يَسْلـُبُ اللبَ ويَجْتازُ الفُنُــونْ
كُنْـتُ لا أهْــدَأ مِنْ عاصِفَـِتي أرْفُضُ الحُزْنَ وأغْتالُ السكونْ
سَـدﱠدَ الحُـبﱡ سِهاماً في الْحَشا فاعْتَرانِي مِنْ شَفَا الوَجْدِ جُنـونْ
وتَلاشَـتْ مِنْ ثـَنايـا دَوْحَتـِِي طِفْلـَةٌ عفراءُ في اللهو أرونْ
أشـرق الحـب عليـها أنجمـا صاغهـا لحناً ســماوياً حنون
ودعت مـن عمرها ماستودعت كل أحـلام الصبا تلك السنـون
تتلظـى فـي الحنـايـا مهجة أشعـل الحب بها نـاراً أتـون
فـإذا مـامر طـيف ساحــر لونت أحلامـه تلك العيــون
فـر مـن مكمـنه قلبـي الذي كـان ذا عزا عنيدا لا يهـون
وانبـرى يشكو صبـاباة الهوى هل يشـك القوم فيما يحسبون
كيف أنجو من هوى ذاك الـذي ملك الـلب فجافته الظنــونْ
ياحبيبــا كلمت كنت لــه ملجأ الدفء وللـحب مـزون
قُدﱠرَ البُعْدُ عَلينَـا فجـــرى مِِنْ عَذَاباتِ النوَى دَمْعٌ هَتُـــونْ
لا تَسَلـْني يا حَبيبي من أكُونْ لـَسْتُ أدْرِي بَعْدَ هذا مَنْ أكــونْ
أبو النواس : للهِ دَرﱠكَ يا دَنانيرْ ..
لـَقـَدْ أثـَرْتِ في نَفْسِي لـَواعِجَ السنيْن ..
والشوقَ والحَنينْ
إسحاق الموصلي : هيا بـِنا فـَقـَد سَرَقـَنا الوَقتُ يا أبا النواسْ ..
والعُيونُ دَاهَمها النعاسْ ..
أبو النواس (متردداً): لكن .. يا أبا إسحاقْ ..
إسـحاق الموصلي ( يخـرج مصطحبا أبو النـواس):
هيـا بـِنا يا صَـاحْ ..
فـَقـَدْ أزِفَ عَلـَى الظهورِ الصباحْ ..
( يخــرج الاثنــان بيــنمــا يظـــل أبــــو النــــــواس ملتفـــتا للخـلـف نـــاظــرا إلي دنانير )
الفتاة : أهِ ما أجْمَلكِ يا بَغدادْ ..
لـَقَدْ كُنِتِ مَنــارَ الحَضَارَةِ ..
قُروناً قُروناً .. لِوقْتٍ قـَريبْ .
الأطفال : لِـوَقْتٍ قـَريبْ .. ذاكَ أمْرٌ عَجيبْ..!!
هَلْ يُعيدُ التاريخُ نَفْسَهْ!!
الفتاة : بسم الله الرحمن الرحيم
( نسوا الله فأنساهم أنفسهم )
صدق الله العظيم.
استعراض غنائي مسرحي
الفتاة والجوقة : هُنــــا تـُــسْتـَباحُ كـَرامَـةُ قـَوْمٍ
ويُهْدَرُ فـَوقَ الثرَى كِبْرِيـاءَ العُروبـَة
وَيُطْـــمـَسُ تـَــاريخُ نـَصْـرٍ وَعِلـمَ
يـُشَـوﱠهُ مَــجْـداً.....
فــَتــَنأى بـنــا وبفــِعْــل الطغـاةِ
بَـعــيـداً دُروبُهْ
صوت رجل :
نَبوخَذُنـَصّركـان عَظيمـاً
وكانَ جـريــئــاً
تـَحَدﱠى الـطبيعَة في صُنعِ بابـلْ
بـِخَلقِ جَنـائِــنَ .. تـُسْبــي العُقـُولْ
ويَـسْتـَوْقِفُ الفِـكـْرُ مِنـْها الذﱡهــولْ
سِـجلا تـُؤَرﱢخُـهُ مُنْجَـزاتُــه
فكـانَ لـِشَـعْـبِ العـراقِ الأمـينْ
وكانَ الـنصـيـرْ
وسَـيـفا ً تــَجَـرﱠدَ مِــنْ غِـمْـدِهِ
يـتحدﱠى الــمَــصير
فـكان بحَـقٍّ زَعـيمَ حُماتـِهْ
الفتاة والجوقة :
عـلـَى الدﱠرْبِ ذاتـهْ
تـَجَلــّى الـرﱠشيدْ
بثـَوْبِ التُّـقـَى
وبثـوبِ الجِـهادْ
فـَأغْنـَى الحَضَـارةْ
وأثــْرَى الثقافة
بروحِ التنافـُسِ بَين العِــــبادْ
الفتاة :
فكانَ لـواءَ الريادةِ
في العِلمِ والنصْرِ للمُسْلميـِـنْ
ومَـجْدَ القِيادَةْ
ورُوحَ السيادةْ
حِصْراً يَقيناً.... علـَى المُسلمينْ
فـَآلـَـتْ إليـهِ
شـُعُوبُ المدائِنْ
بُطــُوناً قـبائِــلَ
تـَبْغِـي حُماهْ
الفتاة والجوقة : ولـَكِنﱠبـَغدادَ هذا الزمانْ
مُكـبّلـَةٌ بوشاح السـوادْ
يَعيثُ فـَساداً بـِها الغـَادِرونْ
صوت رجل :
طـُغَاةً ... عُرَاةً ... مِنْ كـُلﱢ خُلقٍ
ومَـنْ كـُلﱢ مَعْنى
تـُقـَدﱢسُ قيمَتـَهُ البَشـَرِيةْ
فـــلا يَأبَهونَ لِصَرْخـَةِ طِفـلٍ
وآهاتِ ثـَكـْلـَـى
وَأناتِ مَرْضَـى
وفـَقـْرٍ وجـوعْ
وأشْلاءَ كانَتْ .. بقايا بَشـَرْ
الفتاة والجوقة :
فـَيا عُرْبُ أيْنَ العُروبـة ؟؟
وأيْنَ الدﱠماءُ التي قدْ سَرَتْ
في عُروقِ الرﱠشيدْ
وابْنِ الــوليدْ ؟؟
وأيْنَ المُـروءةْ
أيـا عُـرْبُ
بَابـِل تـَهْوِي وتـَصْــرُخْ
بـِكـُمْ تـَسْتـَغيثُ .. وما مِنْ مُغيثْ
صوت رجل :
فـَصَمْتُ القُـبورِ
يَشِلﱡ الكرامةِ والكبـِرياءْ
يُخـَيمُ فوقَ العُقـولِ
وفـَوقَ الضمائِـرْ
يُكـَممُ أفواهَ كـُلﱢ الأباةِ
الفتاة :
يُحَرﱢمُ حتى الكــــَـلامْ
بـِغَيْرِ الذي يَرْتـَضيهِ اللئـامْ
بـِدَعْوَى السـلامْ
وأنـْتـُمْ تُعيدُونَ ذاتَ الكـَلامْ
قِياماً .. قُعوداً .. وأنـْتـُمْ نِيـامْ
فأيﱠ سَلامٍ لـَكـُمْ تـَنـْشُـدونْ
الفتاة والجوقة :
إذا كانَ ذاكَ السلامُ انتقامْ
فـَلـَما يَكونُ مع الغـَدْرِ مأمَنْ
وَلـَما يكونُ هناكَ سـلامْ
فـَذاكَ الذي تـَدّعونَ سـلامْ
وتـَبْرَأ منهُ الكـَرامـةْ
وتـَأباهُ كـُلﱡ مناقِبَ يَعْرُبْ
يُشارُ لـَهُ في مَعاني الـكلامْ
بـِنَعْتِ الخُُنوعِ وذُلﱢ الهَوانْ
الجميع :
ونـَعْيﱟ لذِكْرَى عُــروبَةِ قـَومٍ
ودُنيا نَقول ُ، عليها الســــلامْ !!
صدى الذات :
( إذا عَجَزَ المخلـُوقُ عَنِ الإخْلاصِ لخالِقِهْ .. فكيفَ لهُ أنْ يُخْلِصَ لِمَخْلوقٍ مِثلِهْ... وإذا غـَفـََلتْ الأعْيُنُ عَن رُؤْيَةِ الحَقيقـَةِ المُطـْلـَقـَة .. فكيفَ لهــا أنْ تَــرَى الحَقيقـةَ الواِقعَة)
If the creature failed to stand sincere towards his creator…then how could he be sincere to a like crea- ture .. and if the eyes neglect to see the absolute truth .. then how would they be able to see the actual one !
الفتاة و الجوقة :
وتـَوالـَتْ نـَكـَباتُ الأمةِ ..
وزادَ تـَشَـرﱡدُهُمْ وضَيـاعُهُمْ..
بـِسَببِ تـَفـَرﱡقِهمْ وخِلافِهِمْ ..
وعَظـُمَ عِندَهُمْ حُبﱡ الذاتْ ..
فـَكـَوّنوا الفـَصَائـِلَ والجَماعاتْ ..
فـأمنوا للغادِرينَ مَدْخَلاً ..
وأصْبَحوا للطامعينَ مَوْئِلاً ..
فتـَكالـَبَتْ عليهم جميعُ الأممْ ..
واسْتـَبَدﱠ بهم الضعْفُ .. والخَطْبُ ادْلـَهَمْ.
نقلة غنائية
غناء جماعي :
نعانِقُ الزّمانَ والمَكانَ
والمَدَى ..
نَسْتـَنْطِقُ التاريخَ بالتبْيانِ
والهُدَى..
نُرْسِي بكُلﱢ مَرْفـَأٍ
سفينةً ومَوْعِدا ..
وماضياً نجْتـَازُهُ وعِبْرَةً
ورَافِدَا ..
ومُعْجِزاتٍ صاغَها الإنـْسانُ
صَرْحًا ماجِدا ...
نـُرَدﱢدُ الألْحانَ منْ جَذلٍ ويُرْجِعُها
الصدَى
فـَنـَرَى جلالَ الخالقِ الوهابِ
ربا واحدا ...
لما نـَرَى مَنْ كان خَلفَ المُعْجِزاتِ..
موحدا!!
المشهد السابع
القـــــدس
( مرفأ الإســراء والمعـراج )
The Port of
“Ascending to Heaven”
( خلال الغناء السابق يتم تغيير مجسم الخلفية ويدخل المجسم الــجديد .. كمـــا تبث علــى شاشات العرض الجانبية لوحـــات تعبيرية رمــــزية تعــبر عن معالم المجتمـــع مــدعمــــة بزخارفه الشعبية ومفاهيمه العقائدية)
“ The Port of Ascending to Heaven”
The way to the heaven ... the way to the light … from which the Prophet Muhammad (Peace be upon Him) ascended to meet Almighty Allah... What an honor was that O Prophet of Allah… what a holiness The God bestowed upon You.. from the Sacred Mosque in Makkah to Al Aqsa Mosque in Palestine, the heavenly message continued … you have been carrying it while ascending via Al- Buraq entering the sphere of the heavenly part of the Kingdom of the Most Beneficent God ... From over the Throne, Allah had called you.
بسم الله الرحمن الرحيم
(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا)
صدق الله العظيم
الفتاة والجوقة :
طـَريقُ السماءِ ... طريقُ النورِ ...
منْ هُنا أعُرِجَ بالرسولُ عليه الصلاةُ والسلامْ .... ليقابـِلَ وجهَ الله ...
صوت 1 :
فأيﱡ تكريم ذلك يا رسولَ اللهْ ..
وأيةُ قـُدْسِيةٍ أسْبغها عليكَ الإلهْ ...
من المسْجدِ الحـرامِ إلى المسجـدِ الأقـْـصى
تتواصَلُ الرسالةُ السمــاويةْ ..
تحمِلـُها يا محمـدْ ويَعْــرُجُ بــك البُراقْ ..
وتدخُلُ مَلكوتَ الرَحمَن ...
ومن فـَوقِ العَرْشَ يناديكَ الرّبْ ...
الفتاة : سُبحانَكَ اللهُمﱠ ... خَلـَقـْتَ هذا الكونْ ..
الحَمْدُ لـَكْ ... والشكـْرُ لكْ .. والأمْرَ لكْ لا إلهاً غيْرُكْ ...
صوت 2 : وعُدْتَ رافعاً رسالة الإلهِ الواحدْ ..
مُحَملاً بالأوامِرِ والنواهي ...
لِتُخُتِمَ رسِالاتِ من سَبقوكْ ...
وعلـَى دُروب الأنْبياءِ ... تُكْمِلُ طريقـَكْ
صوت 3 : وتـَحْمِلُ الأمانة على عاتِقِكْ ..
لتـَنْشُرَ نورَ الإسلامْ .. يَعُمﱡ الأرْجاءَ .. يتـَردﱠدُ
بين الأرضِ والسماءْ ...
صوت 1 : ليكـونَ للبشـرِيـةِ دينٌ واحِـدْ .. إلـهٌ واحـدْ ..
فأنـْتَ مــا بُعِثْتَ لقومٍ بعينِهمْ
لستَ للعربِ وَحْدَهُم بُعِثـْتْ ..
إنكَ تـَحملُ رسالة عالمية غرّاءْ ..
مَيزَكَ اللهُ بها عن سائِرِ الأنْبياءْ ...
الفتاة والجوقة :
إنْ كان للمُعجزةِ معنَــى ..
فقـدْ أحاطـَـكَ اللهُ بمعجــزاتٍ فوقَ كلﱟ معنـَى ...
سَقـَطـَتْ أمامَك نواميسُ الزمانِ والمكانْ ..
من المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصَى ..
ويَعْرُجُ بكَ البُراقِ إلى السماءْ ..
ويُريكَ اللهُ من ملكوتهِ ..ما يَشاءْ ..
صوت 1 : جَعَلـَكَ اللهُ خاتِمَ رسالاتِهْ ...
فأغْدقَ عليكَ من آياتِهِ ...
صوت 2 : وتـَجَلى الحَقﱡ أمَامَكْ ... تِلـْكَ الآيةُ العُظمَى ..
التي تـَصْغُرُ أمامَها كلﱡ المعجزاتْ.
صوت 3 : كرﱠمَكَ اللهُ بما لم يُكـَرﱠمُ بهِ نَبيﱞ من قبلِكْ ..
حينَ جَعلكَ خاتِم النـَبيينْ
ورسالـَتُكَ خاتِمَةِ الرسالاتْ ..
عندما أرسَلـَكَ للبَشَرِيةِ جمعاءْ ...
الفتاة والجوقة :
عندما خَرَقَ لكَ قانونَ الزّمنِ والمسافة...
وخرقَ قانونَ الكونِ والسماءْ ..
عندما عَرَجَ بكَ البُراقْ ..
وتـَجَلى الحَقﱡ أمامَكْ ...
صوت :
بسم الله الرحمن الرحيم
( ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد مـا رأى , أفتمارونه على ما يرى، ولقد رآه نزلة أخرى ، عند سدرة المنتهى ، عندها جنة المأوى ، إذ يغشى السدرة ما يغشى ، ما زاغ البصر وما طغى ، لقد رأى من آيات ربه الكبرى )
صدق الله العظيم
تدخل جمــوع بشرية كبيرة يتقدمها شخص يصرخ والجميع يردد خلفه :
يا أمة الإسلام ... يا أمة الإسلام..... يا أمة الإسلام
الفتاه : اللهُ أكبرُ وعَلـَى .. علـَى منْ تـَكـَبرَ واسْتـَعْلـَى
يا قُدسُ .. يامَوطِىءَ أقدامِ الأطــْهارْ ..
أرضُ المِعْــراجِ .. وأرضُ الأبـــرَارْ ..
ميــزَكِ اللهُ بآيــاتِـــهْ .. فجَعَلـَكِ أرضَ رسـالاتـَهْ ..
عَرَبٌ أهلـُك مُذ وُجِدُوا .. وعَلى الإيمانِ قــد اتحَـــدُوا ..
تـَحَدّوا الزّمنَ الغادِرَ .. من نصرٍ للدينِ وللإيمانْ ..
لنَصرٍ للعُرْبِ وللأوْطانْ
الجوقة :
لن يَنـْسَى التاريخُ صلاحَ الدينْ
لنْ ينسَى ثورَتـُه الدينية. ..
لنْ يغفـَلَ معركـَة الحُرّيَة ..
لنْ ينسَى التاريخُ .. حِطينْ.
صوت 1 : لن تـَنـْْسَ القُدُسُ .. صلاحَ الدينْ ..
صوت 2 : لن تـَنـْسَ همَجِية الصليبيينْ.
صوت 3 : نـَحْتاجُكَ اليومَ صلاحَ الدينْ ..
فالعَارُ يُكـَبلُ أمتُنا .. يَطْعَنُ كـَبـِدَ الحُرﱢية..
يُقطعُ شُريانَ العِزﱠةْ..
يُهْدِرُ فـَوْقَ تـُرابَ الأرْضِ .. دَم الأحْرارْ ..
صوت 2 : من بَعْدِكَ لم نـَسمعْ صوتاً ..
للعِزﱢ وللنصْرِ يُكـَبرْ ..
تـَهْتـَزُ الأرضُ لقوتِهِ ..
بلْ تـَتـَفـَجرْ...
استعراض غنائي مسرحي
يظهر صلاح الدين فينشد مع المجموعة
صلاح الدين : سَنعودُ وبالتوحيدِ سَنَظْهَرْ ...
وبفتحٍ أكـْبرْ ..
لن تُهزَمَ ألوِيَةُ النصْرِ ..
لا .. لنْ تُكـْسَرْ ..
أمواجُ الثورةِ قادِمة ..
تـَعلو .. تهدرْ ..
فلْيُدْحَرُ طاغوتَ الكُفرِ ...
فلْيَتـَقـَهْقـَرْ ...
سَنعيدُ القـُدس لأمتِنا ...
ونعُيدُ بناءَ مساجِدها ...
ويُدَمْدِمُ صوتُ مآذِنها ...
اللهُ الأعظـَمُ والأكـْبَرْ ...
الجموع : اللهُ أكبرْ .. الله أكبرْ
الطفل 1 : حِجارَةُ أطفالِ القـُدْسِ ...
قنابلُ رَفـْضَ ثورية ...
غضبٌ عربيٌ عارمْ ..
يَسْحَقُ كلﱠ الجَبروتْ ...
ويحطمُ أحلامَ الطاغوتْ ...
الطفل 2 :
سَتـَفـُرﱡ فـُلولَ الغادِرِ ... بالإصْرارِ وبالقـُوّةْ ..
ويُعيدُ العالـَمَ تقـْييمَ موازينَ القوﱠةْ ..
فسواعِدُ أهلِ الحقﱢ..
وتاريخُ العَرَبِ الأمْجادْ ..
معيارٌ أوْحَدُ للقوةْ ..
صدى الذات :
( إنﱠ مَنْ فـَرَضَ علينا القـَدَرْ .. وهَبَنَا الرّجاءَ في قــُدرتِه علـَى تغييرِ أقـْدارِهْ)
“It is He Who imposed on us his commandment and premade predestination, granted us hope and optimism in his power and ability of changing this destiny”
الفتاة و الجوقة :
من مَنْبَتِ كلﱢ الشجَر ِ ...
من تحتِ خباءِ الرّملِ ِ ..
ستُرفعُ ألوِيَةِ النصرْ ..
ستَهُبﱡالنخَوَة العربية ..
تمْتَشِقُ سيوف الثأرْ ..
تتحدَى نيرانَ الغاصبْ ..
تتحدَى الغدرْ ..
نقلة غنائية
غناء جماعي :
نعانِقُ الزّمانَ والمَكانَ
والمَدَى ..
نَسْتَنْطِقُ التاريخَ بالتبْيانِ
والهُدَى..
نُرْسِي بكُلﱢمَرْفَأٍ
سفينة ومَوْعِدا ..
وماضياً نجْتـَازُهُ وعِبْرَةً
ورَافِدَا ..
ومُعْجِزاتٍ صاغَها الإنْسانُ
صَرْحاً ماجِدا ...
نُرَدﱢدُ الألْحانَ منْ جَذلٍ ويُرْجِعُها
الصدَى
فـَنَرَى جلالَ الخالقِ الوهابﱢ
ربـا واحدا ...
لما نـَرَى مَنْ كان خَلفَ المُعْجِزاتِ..
موحدا!!
المشهد الأخير
الجزر العربية المحتلة
( مرفأ الحق واليقين )
الرحلة لا تزال مستمرة
The Port Of
“ The Truth and certainty “
( خلال الغناء السابق يتم تغيير مجسم الخلفية ويتأخر دخول مجسم نادي الفتيات لكننا نراه قريباً من خشبة المسرح بوضوح مع تركيز الإضاءة عليه بينما نرى في الشاشات الجانبية خريطة الجزر )
The form of enmity and the shape of betrayal change but their original meaning remains the same, allowing no distortion or misinterpretation whatsoever..A land has been snatched away in the form of betrayal, another under guise of religion. But religion is meant to immaculate humans, purify their souls, and lead them towards the faith, become sincere religion defenders and brothers and preserve the right and safety of the neighborhood .. !
But in our nation, the occupiers are still dominating considerable part of its dignity, distorting its Arabian history.. the Grand Tunb the Minor Tunb and the Abu-Mussa one.
TheArabian islands, all must perpetually remain Arab and VERILLY FOR ARABS.
الطفلة 2 : لا أفْهَمُ ماذا جَرَى؟!
الطفلة 1 : هل تَوَقفَتْ هذه الرّحلـَةُ الجميلة ؟!
الطفلة 2 : يا حسرةً! ليسَ لنا باليدﱢ حيلة ؟!
الفتاة : لماذا هذا القـَلـَقْ ؟ لْم يَحْدَثْ شيءٌ يُذْكـَرْ!
فسفينَتُنا مازالتْ تُبْحَرْ ..
تخترقَ التاريخَ وتَمْخُرْ ..
لكنﱠ هنا ... لابُدﱠ لسفينـَتِنا .. أنْ تـَرْسِي ..
تـَجمعُ بين الحاضِر والأمْس ِ ..
لنشاهدَ جُزُرَنا المُحتـَلة .. بأمرٍ من قائِدةِ الرحلة ..
طـُنْبُ الكـُبْرَى والصغْرَى وأبو مُوسَى
جُزُرِ العربِ المُحْتـَلة ..
هذا وقد وُجهَتْ دَعوةُ المشارَكـَة ..
لجميعِ الشخصياتِ المُشارِكـَة ..
والتي التـَقينا بها في مَرَافئ التاريخِ والزّمَنْ ..
كي تُشاهِدَ ما نَمُرﱡ به اليـومَ منْ مِحَنْ ..
(( موسيقى نرى من خلالها الشخصيات التاريخية تدخل على خشبة المسرح ، فنرى الحكيم الإفريقي والحكيم الصيني (كونفوشيوس) وإخناتون من مصر وفتاة بابل وشاه جيهان من الهند والـقــائد صـلاح الدين ، كما تركز الإضاءة في أحد جوانب المسرح على أم وحولها أطفال تغلي لهم الماء في قدر وهي ترتدى الزيّ الخليجي وكذلك الأطفال .. بما يوحي بأنها من أهل الجزر))
الفتاة :
يَتَبَدﱠلُ ثوبُ الغَدْرِ وثـَوْبُ العُدْوانْ ..
لكنْ يَبْقـَى ذاتُ المعنَى ..
لا يَقـْبَلُ تـَأويلاً آخَرْ في أيﱢ مكانْ ..
أرضٌ تُغْتَصَبٌ بفعلِ الغَدْرِ ..
وأرضٌ يَتَسَترُ غاصِبُها بالدّينْ ..
والدّينُ لتـَطهيِرِ البَشـَرِية ..
لجَلاءِ الأنْفُسِ .. للأيمانْ ..
أن نُصْبِحَ للدّينِ حُماةً ..
أنْ نُصبحَ دوماً إخوانْ ..
أنْ تُحْفَظَ للجارِ حُقوقاً وأمانْ ..
لكِنْ أمتَنا العَربية ..
ما زالَ الغاصِبُ يَحْتَلﱡ بها جُزءًا ..
من قَلبِ كـَرَامَتَها ..
ويُشَوﱢهُ تاريخَ عُروبَتِها ..
طُنْبُ الكُبْرَى والصُغْرَى وأبو موسَى ..
جُزُرُ العَرَبِ الأبَدِية
الطلفة 3 : من هذهِ المرأةُ يا تُرَى !؟
الفتاة : إنها أمٌ من أرضِ الجُزُرْ .. تتَأملَ في الأفُقِ البعيدِ وتـَنْتـَظِرْ ..
الطفل 4 : إنها تُعِدﱡ لأطفالِها الطعامْ ..
الفتاة : بل تُلهيهِم حَتى يُدرِكَهُمْ المنامْ ..
( تتركز الإضاءة على الأم وحولها الأطفال )
الأم ( تردد وهي تقلب في القدر ) :
العَيْشُ هُنَا .. أمْنٌ وسَلامْ ...
فالموجُ يُداعبُ شُطآناً ...
يَسْردُ منْ ذاكِرَةَ الماضِي ...
قِصَصَ الأيامْ ...
ورِمالُ الشاطئِ ..
تَغْفُو هادِئةً ...
فيطيبُ لها ...
حُلمٌ .. ومَنامْ ..
صلاح الدين :
تُعيدُني هذه الحِكاية.
.إلى تاريخِ الصحابَةِ والرﱢواية..
فقد أثِرَ عنْ عُمَرَ بن الخَطابِ في ذاكَ الزﱠمان..
العَدْلَ والتواضُعَ .. والإحْسانْ..
فسادَ في عهدِهِ الأمانْ ..
وقد اعْتَرَفَ له أعْدَاؤهُ بتلكَ النعمة ..
وأصْبَحَ إعترافُهُمْ بعدَ ذلكَ حِكمَة..
فقالوا : (( عَدِلتِ فَأمِنْتَ فَنِمْتَ يا عُمَرْ))
وحِكاية المرأةِ وأطفالِها الجِياعْ ..
وإنْقاذِ عُمَرَ لَهُمْ منَ الجُوعِ والضياعْ ..
خَيْرُ شاهدٍ على تـَواضُعِ نفْسِهِ ورِقةِ قَلبهِ
فقد حَمَلَ لها على ظَهْرِهِ الطعامْ حتى تَرْضَى ،
فيَرْضَى عَنْه رَبﱡ الأنامْ ...
(( يذهب صلاح الدين إلى الأم ))
صلاح الدين ( للأم ) : ماذا تَصْنعَينَ يا امْرَأة ؟!
المرأة : أشِاغل أطفالِي عن الأحْزانْ .. فألْهِيهِمْ بالأمَلِ والإيمانْ
الفتاة : قال عُمُرُ بِنُ الخطابِ رَضِيَ اللهُ عنهْ :
(( واللهِ لَوْ أنﱠ عَرَبِياً واحدًا يَبيتُ عَلـَى الطوَى أسْأل أنا عنهُ أمامَ اللهِ يومَ القيامة ))
صلاح الدين :وعادَ الخَليفة الفاروقُ يَحْمَلُ على ظَهْرِهِ الطعامْ ..
ويَأمُرُ الأمﱠ أن تَطْبُخَ لأطفالِها النيامْ
الأم :
في الحيﱢ ... هُنا ...
يَقـْتَاتُ الناسُ ... عَلـَى الحُبﱢ
وعَلـَى الأمْنِ ...
لا يُدْرَكُ مَعنَى للخَوْفِ .. أو للْغَدْرِ ...
لا يُدْرَكُ معنَى الإسْتِسْلامْ ...
فالأمْنُ .. فِراشٌ .. ولِحافٌ ..
شُرْبٌ .. وهواءٌ .. وطَعامْ ..
لمْ يَعْلـَمْ .. أهلُ الحيﱢ ...
بأنﱠ الذﱢئْبَ الغادِرَ .. بالمِرْصادْ ...
يَدْخُلُ مُعْتَمِراً جِلْدَ الأنْعامْ ..
يَتـَسَللُ في الليلِ الهادئْ ...
يَفْتَرِسُ سُكُونَ الحيﱢ ...
والناسُ نِيَامْ ...
يُكَشرُ عن أنيابِ الغَدْرِ ...
ويَهْتِكُ سَتْرَ الأمْنِ ...
ويَغْتالُ الأحلامْ ...
فَزِعَ السكانُ .. لغدرِ الذئبِ
والفَزَعُ اليومَ هو الأوﱠلْ ...
فأهالِي الحيﱢ .. بمأمَنِهِمْ
قوماً ما اعتادُوا غيرَ المُعْوَلِ والمنْجَلْ ..
ما كان يجولُ بخاطِرِهِمْ ..
أن يجِدوا ذاكَ الحَمَلِ
الأوْدَعَ .. والأجمَلْ
يتحوﱠلُ ذئباً مُفتِرساً ...
يَتَخَلى عنْ جِلـْدِ النعْجَةِ ...
يَخْتَرقُ السلمَ
كـَيْ يَقـْتُلْ ...
يَهْتِكُ .. أستارَ الليْلَ ...
يُهاجمُ أقواماً عُزﱠلْ
وبغيْرِ الحقﱢ يُشَرﱢدُهُمْ ...
يَغْتَصِبُ الحُرﱢيَة مِنْهُمْ ...
لا أجبَن من ذلكَ فعلٌ ...
بل لا أنْذلْ ...
( تتوقف الموسيقى مـع تـأثر جميع الشخصيات فيلتف الجميع حول الأم وأطفال الجزر )
إخناتون :
كُنا نَبْحَثُ في الماضِي البعيدْ ..
عن إلهٍ واحدٍ لهذا الكـَونِ المَديدْ ..
أما أنتُم ، أَفَبَعْدَ أنْ جَاءَتْكُمْ الرﱡسُلْ ..
بالبَيناتِ والنزُلْ ..
تَتنَازعونَ وتَخْتَلِفونْ ..
ولأمْرِ اللهِ .. تَجْحَدونَ وتُنْكِرونْ ..
شاه جيهان :
مِنْ قَلْبِ عقيدَتَنا الدﱢينِية ..
منْ حُبﱢ الذّاتِ الكُلية ..
خَلدْنا الحُبﱠ كأسْطورة
وأنْتُمْ تَغْتالونَ اليومَ سَلامَ وحُبﱠ المعْمورَةْ ..
يَنتَصِرُ الناسَ علـَى الناسِ غَدراً ورياءْ ..
لا إخْلاصاً .. لا أمناً لا حُباً ووفاءْ ..
كونفوشيوس :
لو كُنْتُ مِنْ هذا العَصْرْ ..
لاشْتَمَلَتْ تَعْليماتِي علـَى فَضَائِل ٍعَشْرْ ..
أقولُ في العاشِرَةِ
( لا تَغْتَصِبْ ما لا تَمْلِكْ بغيِرِ وجهِ حَقْ ... فَذاكَ أكْثرَ ما يُبْعِدُكَ عن عَيْن الحَقْ )
فتاة بابل :
شَيدْنا حَدائِقَ بابلَ للمُعَلقة ..
وارِفة الظلالِ مورِقَة ..
مُعْجِزَةَ الأزْمانْ .. وتُحفَة الأعْيانْ ..
وأنْتُمْ اليـومَ في عصْرِ الإسْلامْ .. تُشَيدونَ مقابرَ السلامْ ..
الحكيم الأفريقي :
من مَرْفأ الألفِ سُؤالْ ..
يَحَارُ بذهْنِـي هــذا السؤالْ ..
نحنُ من أعْماقِ الدﱠيْجورْ ..
بحثنا عَنْ إلهٍ واحدْ .. إلهِ النـــورْ ..
وأنتمْ اليــــــومَ .. بعــدَمَا تَبَدﱠدَ عنكُــمْ الظــلامْ ..
وأكْرَمَكُمْ الإلـهُ بنورِ الإسْــــلامْ ..
تتناسَـــوْنَ تعــاليمَــهُ الجَليلَة ..
وتَبْتَعِدُونَ عنْ دُروبِ الفَضيلَة ...
الفتاة :
لِنَتفِقَ جميعُنا .. لنصْرَةِ تلكَ المَرْأةِ وحمايَتِها ..
كما فَعَلَ إبنُ الخطابِ بالمرْأةِ التي تُشْبِهُهَا في حِكايَتها..
إلاﱠ أنﱠ هذه المرأةَ لا تَحْتَاجُ إلى الطعامْ
بِقَدَرِ حاجَتِها للأمَلِ والأمانْ ..
صلاح الدين :
( للأم ) أتَتَألميْن ؟!
المرأة : مَنْ سُلِبَتْ دِيارُهْ .. لَمْ يَعُدْ غيرَ الصمودِ خِيَارُهْ ..
فتاة بابل : إذاً اصبِري واصْمِدي ... فاللهُ فوقَ المُعْتَدي ..
المرأة : لمْ يَعُدْ لَنا غيرُ الاملِ والرﱠجَاءْ ..
الفتاة : رُبما النصْرُ قريبٌ .. والفَرَحُ سَيَعُمﱡ الأرْجَاءْ
المرأة : ( بصوت عال) لا إله إلا الله
صلاح الدين :
سَتُدﱠوي تِلْكَ الصيْحَةُ في الأجْواءْ ..
ويَرُدﱡ صَداهَا البَحْرُ .. وتَحْمِلُهَا الأنْواءْ.
سَتُحَطمَ كُلﱠ الجَبَروتْ ..
وتُعيدُ الحَـــقﱠ لأهْلِـــهْ ..
وتَسْحَــقُ طُغْيـــانَ الطـــاغوتْ ..
وتعــودُ روابِطُ أمتِنـــا أقـوَى مِنْ أيﱢ زَمانْ ..
تَمْتَشِقُ العَزْمَ وتَعْتَمِرَ الإيمانْ ..
المرأة : وسَيَتفِقُ العَرَبُ جميعاً .. وتَحْدُثُ مُعجزةَ الأزمانْ ..
الجميع :
سَنُعيدَ الحقﱠ لأمتنا ...
ونُحققَ مجدَ عُروبَتِنا ...
ونسوقُ فِداءاً أنْفُسَنَا ...
للهَدَفِ الأسْمَى والأنبلْ ...
وبنَصْرِ اللهِ وعِزﱠتِهِ ...
لنْ يَبقَى للمُحْتَلﱢ مكان ...
سَيُوَلي الأدْبارَ .. ويَرْحَلْ
لابُدﱠ لنجْمِ الغاصِبَ
يوماً .. أنْ يأفَلْ
we shall restore back the truth to our nation and shall achieve the glorious position of our fellow Arabs ..and shall sacrifice our lives for the sake of our noble and hyper goal..with the help of the power of Allah and his glory.
There shall be no room for the occupier .. he will flee and leave .. it is inevitable that one day the star of aggression shall disappear .. for ever
( أيها الناسْ إنما المؤمِنونَ إخْوةْ ولا يَحِلﱡ لامــْرىءٍ مالَ أخيهْ إلا عنْ طِيبِ نفسٍ مِنْهْ فلا تَرْجِعُنﱠ بَعــْدِي كُفاراً يَضْرِبُ بعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضْ فــأني قــدْ تـَرَكْــتُ فيكُمْ ما إنْ أخَذْتُمْ بـِهْ لـَنْ تَضلوا بَعدَه، كتَابَ اللهِ وسُنة نَبِيهْ ألاَ هَلْ بَلغْتْ اللهُمﱠ فـَاشْهَدْ ).
استعراض الختام
-غنـــاء جماعــــــي-
فَدَيْتُكَ بالرﱡوحِ يا مَوْطِنِـــــــي وأعْلَيْتُ فَوقَ ذُراكَ الهِمَــــــمْ
وأقْسَمْتُ ألاﱠ يكونَ لِعُمْــــرِي ببُعْدِكَ إلاﱠ الفـَنـا والعـَـــــــدَمْ
غنـــاء فــــــردي-
بَذَلْتُ فِدَاكَ الضنَى والضنِيــن إذا الخَطْبُ مِنْكَ دَنَى وادْلهَــمْ
وهَانَتْ لِصَوْنِ الذﱢمارِ حَياتِـي ليَعْلُو لِواؤُكَ فوقَ القِمــَـــــــمْ
-غنـــاء جماعــــــي-
فَدَيْتُكَ بالرﱡوحِ يا مَوْطِنِـــــــي وأعْلَيْتُ فوقَ ذُرَاكَ الهِمَــــــمْ
وأقْسَمْتُ ألا يَكونَ لِعُمْــــــرِي ببُعْدِكَ إلا الفَنَــا والعـَــــــــدَمْ
-غنـــاء فــــــردي-
إذا ما دَعَانِي لأحْمِي حِمــــاكَ نِداءُ الكِفاحِ ونَص الأجَــــــمْ
تَجَلتْ بِعَزْمِ البَواسِلَ رُوحِـــي وَقَلْبي لِرَوْمِ الصعابِ انْهَجَــمْ
-غنـــاء جماعــــــي-
فَدَيْتُكَ بالرﱡوحِ يا مَوْطِنِـــــي وأعْلَيْتُ فَوقَ ذُراكَ الهِمَـــــمَ
وأقْسَمْتُ ألا يَكونَ لعُمْــــرِي ببعدك إلا الفنــا والعـــــــــدم
نغمة خروج
بعد نهاية العرض ...
مع إضاءة موقع المشاهدين تخفت الإضاءة على المسرح ما عدا مجسم النادي بينما تبث على الشاشات الجانبية الآية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
(وما توفيقي إلا بالله )
صدق الله العظيم
وعلى أنغام الموسيقى الحالمة التي استقبلت المسافرين من جمهور الحاضـرين .. يشرف طــاقم الرحلة من المضيفين والمضيفات على مغادرتهم مهنئين بسلامة الوصول .
إلى كل من تواصلت بذاته الذات المطلقة فتجلى أمامه الحق اليقين
فواغي