تخاطب الماضي
أيهَّاالشامخُ في هـذا الوجــوْد
أَيُّها المبعوثُ من دنيــا الخلودْ
:
إنتنآتْ في المدى عنّا الخُطى
و تباعَــدْنا فلا شيء يعـودْ
:
كنتَ في الذكـرى أنيســاً كـلما
شَدّني الشوقُ إلى ماضي الجدودْ
:
إذْ أناجيـكَ فيختالُ الـهوى
و تتيه الروحُ سُكرى في سعودْ
:
هَاجَــتْ الذكــرى بنفســي فانتشى
قلبي الهائــمُ في أَمـسِ ِ الورودْ
:
همسات الحلـمِ من ماضي الرؤى
نفـحــاتٍ من طيـوبٍ ورُنــودْ
:
يا رعـى الله زماَن الأمـس لمّا
كانت الدنيا مراع ٍ و عقـــودْ
:
في ظلالِ الغافِ فيءٌ لـم يزلْ
يحضُن الذكرى لهاتيك العُهودْ -1
:
و بتلك البئـرِ دلـوٌحائـرٌ
في انتظار الغـيدِ للسُّقيا تعودْ
:
و بقايا من قطيع ٍ سادرٍ
تاه منه الدربُ بحثاً عن فرود
:
و بركــنِ ِ الدارِ يثوي مهمـلٌ
موقدٌ للنارِ أعياهُ الركـودْ
:
فوداعـاً يا زماناً إنني
بك أشـتدُّ لتحطيم ِ القـيودْ
:
أيها الشامخ ُ في هذا الوجودْ
إنما الدنيا رقيُّ وصعودْ
:
:
تخاطب الحاضر
فلنحيى حاضـراً فيه انتشى
أملٌ جادَ على الدنيا سنا
:
حيث يمضى الركبُ نمضي معـهُ
نسبقُ الخـطوَ ونجـتازُ الدّنا
:
تَرْ سُم الأحلامُ فيـنا والرؤى
قسماتُ من عُـلا أمجــادنا
:
و لنا في كل يوم ٍ صهوةُ
نعـتليها في ميادين المـنى
:
نَحْمِـل المعولَ نـبني أمةً
شاءها التاريخُ أن تـُبْنى بنـا
:
أَسَبغَ العـلمُ علينا حـلّةً
بحياكٍ من سنـا أقلامُنا
:
فـتفـيّأنا مكاناً شامخـاً
في ربى العـلمِ مضاءاً دربُـنا
:
و عَـلتْ هاماتنا مزهـوةً
و بذلنا في التفاني جَهدنا
:
وإذا ما حلّ خـطــبُ جائرٌ
بحمى الأوطانِ ِ و الحقُّ دنا
:
هـبتْ الروحُ فداءاً للحمى
يذهلُ الطامعُ فـينا بأسـنا
:
ياأخي مدّ يداً تشدُدْ يدي
نهدمُ اليـأس ونبني الوطنا
:
ولنشـيّدْ للمعالي مـنبراً
يُبهرُ العزمَ إذا العزمُ رنا
:
ولنحىّ حـاضـراً جـادَ لنا
ولنقلُ للمجدِ إنّا هـاهـنا
:
___________________________________________________
الغاف : نوع من الشجر الصحراوي كثيف الظل الذي يكثر بالجزيرةالعربية