
تدغدغ وجه السماء
وتهمس للغيم أن الهطول
سيغسل كوني
فينبت عرس الربيع
وأن صفير الرياح
سيغدو غناءً
يقسم ألحانه اليانعه
مقامات وجدٍ.. صبا والحجاز
نهاوَند حينا وحينا بيات
وسيكا وكرد ورست .. هزام … عجم
أسافر نحو الأعالي
أطوف حقول السماء
وغرس القناديل يهمي ضياءً
يطهرني من خطايا أنايَ
وينسج ثوب البياض النصيع
فأقطف بعض الأماني
وأزرع بعض النذور
تُعرّش فوق احتمال التحققِ
بين النجوم
أطوف .. أطوف
أردد سر الوصول
إلهى أتيتك أرجو المدد
أغثني فكلّي فناء
وإنّي بغير سواكَ … عدم
فكنت أظن بأن السحاب الذي كان يوما
يشي بالمطر
وحقل السماء الذي كان وعدا
ستزهر فيه القناديل نورا
وتغفو الفراشات فوق الأماني
لترسم حلمي
أعود لذاتي
لجرحي .. لشوقي
لعمر الشتات .. وصمت الغياب
يمزقني خنجر الاغتراب
فينزف ألف سؤال …
وأبحث بين دفاتر موجي
وخوفي.. وصمت الصقيع
فيهرب من الكلام
ليغدو كثيب رماد
ويأتي النداء
فيعبر بين شروخ الزمان
يرتق ثقب المسافة بيني وبين اليقين
علامَ تلوكين جمر السؤال
إذا كان ذاك الجواب حجابا
تقدس في اللوح بين الخفايا
وغاب لوعدٍ
بسر القلم !