ما هذا الصمت القاهر
من كمم الأفواه
وأسكت الحناجر
:
و أغلق الآذان
و أوصدالأبواب
وخاصم المنابر
:
فعروبتي يا قوم
في ليلها السادر
:
أهكذا ياقوم
يقضى علي
فتنتهي قضيتي
و تستباح حرمتي
و يختفي من أسطرالتاريخ
مجد عروبتي
:
:
أو هكذا
هُدرتْ دماء كرامتي
وتعيث أيدي المعتدين
بهيبتي:
:
يا أمة كانت بحق
دانة بينالأمم
عاثت بها أيدي الطغاة
ومزقت فيها الثوابت والثبات
و ألهبت نار التفرق و الشتات
:
:
ما عاد يجمعها الوِئام
أو عاد يجمعها الألم
فجميعها لجميعها
حقد تأجج واحتدم
:
:
الأمن من بعض لبعض
قد تلاشى و اندثر
وتسابق الفرقاء من خوف تنامى
من مغبات القدر
متوجسين الغدر من بعض
ومن شرٍّ أشر
وحروب لا تبقي من الدنيا لهم
شيئا ولا خيرا تذر
:
:
نصبوا كمائن حقدهم
متوثبين لبعضهم
مستنفرين بشكهم
سوق العتاد
من ذا يفوز بصفقة من خردة.
أو من بقايا في المزاد
ذاك المراد
:
أين العدو المشترك؟
أين المصير المشترك؟
اليوم يصبح ذاك
ضربا من خيال
وتضيع آمال الشعوب
من المحال إلى المحال
:
خوف أضل مصيرنا
ونأى بدرب المعترك
وعدونا بسلاحه
أضحى صديقا مشترك
:
:
ويلاه يا قومي
على زمن الخنوع
زمن القوي المعتدي
زمن الركوع
:
ألغير وجه الله نقبل بالخشوع
و نظل نقسم للكبيرة
بالولاء و بالخضوع
قسما بمن رفع السماء بلا عمد
لن تنثني منا العزائم
أو ننحني يوما لظالم
فسيرحل المأفون مدحورا
وينتفض الأسد
:
لن يهنأ المحتل
يوما في البلد
فقضيتي معه ستبقى طالما
لم يندحر
بل قل ستبقى .... للأبد