أرض الأنبياء
يا أطهر أرض في الدنيا
كـرّمك الله بإسراء
:
يا مهد مسيح الرحمن
محراب خشوع العذراء
:
ينتهك الباغي اليوم
قداسة إيليـــاء
:
فيدنس طهر جوامعها
ويحطم قدس كنائسها
ويعيث فسادا في التاريخ
وفي الأقدارْ
:
سحب البارود
وصوت المدفع
ليــل نهارْ
:
والموت يحدق
في الأرجاء
وفي الأغوارْ
:
يتربص بالأرواح
بكل زقاق
بين الرعب و بين النارْ
:
يهتز الكون لصرخة أمٍ
تجمع من بين الأشياء
بقايا طفـلتها الأحلى
:
كانت في المهد تهدهدها
و بوهم الأمن تعشمها
تنسج آمالا من أحلامٍ
لصغيرتها حتى تسلى
:
لكن الغادر كان حريصا
أن يسحق أحلام الطفلةْ
:
أن يغرس حزنا أبديا
في وجدان الأم الثكلى
:
الآن وقد أنهى جرمه
ذاك القلب المتحجر
من كينونة حقد أعمى
يتمايل طربا منتشيا
للون الأحمر .... و الأشلاء
:
:
يمتلأ الشارع بالأجسادْ
فتلك ذراع مبتورةْ
وهذه ساق مكسورةْ
:
وهناك تناثرت الأحشاءْ
وتفجر رأس في الأجواءْ
:
عينٌ قُلعتْ من محجرها
روحٌ زُهـقت من منظرها
:
أمي ... أختي ... زوجي ... ولدي
ما عدت أمـيز صرخة أمي
من صرخة طفلي أوجدي
:
اختلطت صرخات اللوعة
مَنْ يعرفُ مَن
ذاك لهذا ، و هذا لمن ...!؟
:
اجمع أشلاء الشهداء
لا تأسى أبدا أوتهتمْ
:
فرواح الروح إلى الجنة
والجسد الفاني ليس يَهُم
:
:
جسد حسام و ساق غنيمة
رأس الطفـل وعين سليمة
:
الميت حي ... والحي يموت
و الروح تناجي بارئها
اشتقت لوجهك يا ربي
افتح لي بابَ الفردوسْ
كي أسبح تحت العرش
و في الملكوتْ
:
اليوم خلاص الروح من الآلام
من الإذلال على الدنيا
من وهم الأمن من الأحلام
فسلام يا أرض المهد
سلام يا أرض الإسراء
:
:
خذلتك الأمة يا أقصى
والعالم شيطان أخرس
:
لا يأبه إن كنت حزينا
أو رهن الهيكلِ و المحبس
:
فبنوك تخلوا عن عهدٍ
لابن الخطاب ... عن المقدسْ
:
زعماء الأمة لايجرؤ
أكثرهم بأسا أن يهمسْ
في أذن الباغـيَ يردعه
وبحرفٍ أوحدَ لا ينبُسْ
:
إرضاءا للذات العليا
تأمينا للعرش الأقدسْ
:
وا أسفا يا قدس الأقصى
باعتك الأمة بالأرخصْ