(661 هـ - 688 هـ/1263 - 1289م)
اشتهر بلقب الشاب الظريف
ويعد ابن عفيف الدين التلمساني من البؤساء ولكنه لم يكن بائسا في أول حياته وإنما البؤس والشقاء رافقاه في آخر مراحل عمره .. جاء في ترجمة لحياته أنه شاعر عصره وفريد دهره وأنه كان حسن العشرة كريم الأخلاق ذا وجاهة واعتبار يجالس الأمراء ويباحث العلماء واشتهر بين أهل دمشق بنظم الشعر واعتبروه شاعرا من نوابغ شعراء الشام وقيل أن سبب بؤسه هو أنه اتهم في آخر أيامه فهجره عارفوه وتخلى عنه والده فعاش ما بقي من عمره بائسا يائسا غير مرضي عنه ومات غما سنة 688 هجرية وله ديوان شعر.
ومن أشعاره
لا تخفِ ما فعلت بك الأشواقُ
واشرح هواك فكلنا عشاقُ
فعسى يعينك من شكوت له الهوى
في حمله فالعاشقون رفاقُ
لا تجزعنّ فلست أول مغرمٍ
فتَكتْ به الوجنات والأحداقُ
واصبر على هجر الحبيب فربما
حان الوصال وللهوى أخلاقُ
كم ليلة أسهرتُ أحداقي بها
ملقى وللأحداق بي أحداقُ
يارب قد بعد الذين أحبهم
عني وقد ألف الرفاق فراقُ
عرب رأيت أصح ميثاق لهم
أفلا يصح لديهم ميثاقُ ؟
وعلى النياق وفي الأكلة معرض
فيه نفارٌ دائم ونفاقُ
ما ناء إلا حاربت أردافه
خصرا عليه من العيون نطاقُ
ترنو العيون إليه في إطراقه
فإذا رنتْ فلكلها إطراقُ
*****************************
لو أن قلبـك لي يرق ويرحمُ
ما بت من خـوف الهوى أتألـم
داريت أهلك في هواك وهم عدى
ولأجل عينك ألف عين تكرمُ
يا جامـع الضدين في وجناته
مـاء يشـف عليه نار تضـرمُ
عجبي لطرفك وهو ماض لم يزل
فعلام يكسر عنـدما تتكلمُ