الشاعر : جرير
القصيدة : ياأم عمرو جزاك الله مغفرة
يا أم عَمْروٍ جزاك الله مغفِرةً
رُدي عليَّ فُؤادي كالذي كانا
أَلَسْتِ أمْلَحَ مَنْ يمشي على قَدَمٍ
يا أملح الناس كُلِّ الناس إنسانا
يلقى غَريمكُمُ مِنْ غَيرِ عُسرَتِكُمْ
بالبذل بُخلاً وبالإحسان حِرمانا
قد خُنتِ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَخْشى خِيانتكُمْ
ماكنتِ أول موثوق بهِ خانا
لقد كَتَمْتُ الهوى حتى تَهيَّمَني
لا أستطيعُ لهذا الحُبِّ كِتمانا
كاد الهوى يومَ سَلْمانَيْنِ يقتلني
وكاد يقتلني يوماً ببيدانا
لا بارك الله فيمن كان يَحْسَبُكُمْ
إلا على العهدِ حتى كان ما كانا
لا بارك الله في الدنيا إذا انقطعت
أسباب دُنياك من أسباب دنيانا
ما أحدثَ الدهرُ مِمَّا تعلمين لكم
لِلحبل صرماً ولا للعهد نسيانا
إن العيون التي في طرفها حَوَرٌ
قَتَلْننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعنَ ذا اللُّبِّ حتى لا حراكَ بهِ
وَهُنَّ أضعفُ خلقِ الله أركانا
يا حبذا جبلُ الريان من جبلٍ
وحبذا ساكنُ الريانِ من كانا
وحبذا نفحاتٌ مِن يمانيةٍ
تأتيك مِنْ قِبَلِ الريان أحيانا
***