متى ستعرف كم أهواك يا رجلاً
أبيع من اجله الدنيا وما فيها
لو تطلب البحر في عينك أسكبه
أو تطلب الشمس في كفيك أرميها
أنا أحبك فوق الغيم أكتبها
وللعصافير والأشجار أحكيها
أنا أحبك فوق الماء أنقشها
وللعناقيد والأقداح أسقيها
أنا أحبك حاول أن تساعدني
فإن من بدأ المأساة ينهيها
وإن من فتح الأبواب يغلقها
وإن من أشعل النيران يطفيها
يا من يدخن في صمت ويتركني
في البحر أرفع مرساتي وألقيها
ألا تراني ببحر الحب غارقة
والموج يمضغ آمالي ويرميها
انزل قليلا عن الأهداب يا رجلاً
ما زال يقتل أحلامي ويحييها
كفاك تلعب دور العاشقين معي
وتنتقي كلمات لست تعنيها
كم اخترعت مكاتيباً سترسلها
وأسعدتني ورود سوف تهديها
وكم ذهبت لوعد لا وجود له
وكم حلمت بأثواب سأشريها
وكم تمنيت لو للرقص تطلبني
وحيرتني ذراعي أين ألقيها
ارجع إلىّ فإن الأرض واقفةٌ
كأنما الأرض فرّت من ثوانيها
إرجع فبعدك لا عقد أعلّقه
ولا لمست عطوري في أوانيها
إرجع كما أنت صحوا كنت أم مطرا
فما حياتي أنا إن لم تكن فيها
( نذار قبانى)