الشاعرةالاماراتية الشيخة فواغي بنت صقر القاسمي لمجلة الصوت الآخر: الأدب الكوردي المكتوب بأقلام عربية خير سفير للأدب العربي
حوار: سردار زنكنه
http://www.sotakhr.com/2006/index.php?id=14480
ولعلني لا أبالغ في أن الشيخة الكريمة في غنى عن التعريف، حيث تنتمي الى عائلة معروفة بالاهتمام بفضاء الأدب واللغة عدا كونها من أسرة حاكمة وميسورة كما يعلم الجميع. وفيما يلي ماورد في مقابلتي معها عن طريق الأنترنت:
* هل أنت راضية عن الدورالذي تلعبينه بصفتك ناشطة في مجال حقوق الانسان؟ وكيف؟
- ليس تماما، فوضعي الإجتماعي و السياسي حاليا يحول بيني و بين ممارسة هذا الدور الذي كنت أمارسه سابقا.
* باعتبارك تجيدن الفرنسية والانكليزية كيف أثر ذلك فيما تنتجينه من الآثار بالعربية؟
لا شك أن تعدد الثقافات يثري النتاج الأدبي، هناك تأثر واضحً في الأدب العربي بما استقاه الأدباء من الأدب الغربي، و هذا أمر محمود في حد ذاته، و لكن يجب أن لا يركب الأدب العربي موجة التغريب فيغدو غريبا على بيئته . بالنسبة لي قرأت الأدب الغربي و لكنني بقدر ما أتعمق فيه يتعمق شعوري بسمو الأدب العربي .
* مجال عرض المسرحيات الشعرية على خشبة المسرح في العالم العربي ضيق نسبة الى ما لدى البلدان الأخرى، كيف تجدين سبيلا للاطلالة على المتلقين والمشاهدين؟
- لكي أكون منصفة جدا، لا يوجد جمهور كبير يتقبل حضور العروض المسرحية الشعرية، لأن هذا النوع من الأدب المسرحي يحتاج إلى نوع خاص من المتلقين و ذوي مستويات معينة من الثقافة الذين يتذوقون مثل هذا الفن الأدبي الرفيع. المسرح أصبح للأسف أداة للتسلية و الترفيه و ابتعدت أغلب شرائح المجتمع عن المسرح الهادف ،. نحتاج لإعادة برمجة ممنهجة تعزز الشعور لدى المتلقي العربي بالاعتزاز بانتمائه لتاريخه و حضارته و تشجع مثل هذا التفاعل الثقافي في المجتمع الذي يحتاج حتما إلى تضافر جهود المثقفين و المؤسسات الاجتماعية و السياسية على حد سواء في العمل على كيفية إعادة الذوق العربي إلى مساره الصحيح.
* عالم الطفل عالم جميل ورقيق، كيف السبيل الى هذا المجال لكل من يميل الى دخوله لاسيما من الأدباء؟
- الطفل عالم جميل متكامل بذاته و لكن الخطورة تكمن في كيفية اختراق هذا المجال بلطف دون أن تؤذى صورة الطفولة البريئة، لذا علينا الإلمام الجيد بالمحيط السايكولوجي للطفل كي يكون دخولنا مجاله هو إثراء و توجيه نحو الطريق الصحيح، و أي خطأ في إدراك هذا الجانب قد يكون كارثيا . فرسالة الطفل المسرحية هي رسالة تربوية في المقام الأول و الطفل متلقٍ جيد قد يتأثر سلبا أو إيجابا بما نقدمه . في رأيي أن التعامل مع الطفل من خلال المسرح أو الشعر أو التربية هو صعب و دقيق للغاية و علينا أن نحرص كل الحرص على بلوغ النتائج الإيجابية التي نرسم من خلالها خطوط القصيدة أو المسرحية . إن الاقتراب من عالم الطفل هو في حد ذاته سمو روحي و تجرد من طين الخلق إلى صفاء الروح .
* مامدى تأثير هذه الحالة على من يستهويه أن يدخل عالم الكتابة وأنت مثل لقولنا؟
- ثقافيا، لا أعتقد أن هناك اختلافاً في النفس البشرية بين أمير و فقير فكلنا بشر بيد خالق واحد، و لكن ظهور مثل هذه الفئات في المجتمع و تباينها يعتمد على ثقافة مجتمع ما، فهناك مجتمعات تروج لظهور أسماء معينة بسبب وضعها السياسي متجاوزة في ذلك البعد الثقافي أو الأدبي، بينما لا تسلط وسائل الإعلام الرسمية على من هو أكثر كفاءة من أوساط أخرى، أقولها للأسف مثل هذه الممارسات أصبحت مكشوفة و غير مستساغة اليوم . و من جهة أخرى هناك مجتمعات تحرص فيها الأسر الحاكمة على عدم ظهور الأنثى على الصعيد السياسي أو الثقافي و تبقى رهن حياة القصور بعيدا عن الممارسات الإجتماعية و الثقافية، و لكن بدأت هذه الظاهرة بالأفول نوعا ما و أصبحت من تقاليد القبيلة البالية التي تمرد عليها العصر.
* ألا ترين ان الأجواء الكلاسيكية عندك قد شكلت عقبة امام الدخول الى الحداثة؟
- أبدا، لم يكن يوما كذلك – بل العكس تماما، فقد عبّد لي الطريق لكي أكون قدوة للفتاة التي عانت من ظلم المجتمع لها فاقتصر وجودها على المنزل و تربية الأبناء. واستطعت أن أدعم ابنة بلدي في الخروج على هذا النمط الاجتماعي و إثبات وجودها ثقافيا و سياسيا و اجتماعيا ككائن بشري لا يختلف عن الذكر، و كان ما كان و نشاهدها اليوم كيف تملأ مكانها بكل اقتدار و تعكس وجها مشرقا و مشرّفا لدولتها و هويتها .
*ماذا أفدت من تجربة الشعر النبطي، لاسيما الصور الفني والشعرية التي تكثر في ذلك النمط من الشعر؟
- لم أقتحم مجال الشعر النبطي كثيرا، و كانت لي محاولات خجولة كتبت بها بعض القصائد، و على الرغم من جمال و تلقائية الشعر النبطي و لكنني وجدت نفسي أكثر إنتاجا و تفاعلا في الشعر العمودي الفصيح و شعر التفعيلة، أو في النصوص النثرية .
* هل إطلعت أو تناهى الى سمعك شيء من الأدب الكوردي؟
- اطلعت و قرأت الكثير عن الأدب الكوردي ـ و لا أزال أقرؤه دائما و أبدا و قد صرحت مرة لإحدى الصحف بأن الأدب الكوردي المكتوب بأقلام عربية هو خير سفير للأدب العربي بل أصبح لبعض الأدباء الكورد قصب السبق و الريادة في الأدب العربي . من بين من أقرأ لهم دائما سليم بركات، هوشنك أوسي، محمد عفيفي، كولالة نوري، يونس أحمد و غيرهم.