الشاعرة فواغي القاسمي
هذا اللقاء و لك الحق الكامل في حذف ماترين
ومقدمة اللقاء ستسعدك ان شاء الله فقد جمعت المعلومات الكافية عن الأديبة والشاعر فواغي القاسمي
لنبدا الحوار
1_ أستاذة فواغي انا لأحتاج منك بطاقة تعريف فالمعروف لايعرف والجمهور الذي سيتابع الحوار يعرف فواغي القاسمي جيداَ فجميعهم أدباء ومثقفين وشعراء
لكن دعينا نبدأ حوارنا بالغوص في قلب فواغي القاسمي القلب الذي احتوى الأطفال والمعوقين
والمحتاجين والضعفاء والصغير والكبير وهنا تجلت إنسانية فواغي القاسمي
هل لك ان تحدثينا عن رحلتك الإنسانية مع الجميع نعلم أنك أعطيتِ ولكن ماذا أخذت فواغي القاسمي من كل تلك التضحيات الجليلة
تشكلت ذاتي بين معاناة خاصة و أخرى عامة ، تشابهت بشكل و اختلفت بآخر ..لكنني في النهاية وجدتني جزءا منهم ووجدتهم جزءا مني ، فلم أعرف أينا الكل و أينا البعض .. فكان للتوحد و الانصهار أقنومه المقدس في حياة زاخرة بالمواقف الإنسانية . هكذا ارتسمت ملامح عالمي الخاص الذي ألبسني بهجة التواصل و الاندماج في فئات قل من يلامس جروحها و يضمد نزفها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- عندما نتحدث عن فواغي القاسمي فمن البديهي أن نتحدث عن الأدب الثقافة الشعر العمل الدراسة الحياة الإجتماعية الحياة الخاصة ولازالت الرحلة مستمرة كل هذا الكم من النجاح من الطبيعي أن يكون أخذ وقتك وجهدك وتفكيرك.. هل تحدثينا عن رحلتك المليئة بالصعاب وكيف تجاوزتِ كل العقبات بإقتدار وتصميم ؟
نبتة نمت في ظل دوحة شامخة ، فاستظلت بفيئها لتنمو براعم تفتقت من تلك الهبة الإلهية ، فكان الوالد الشاعر المرحوم الشيخ صقر بن سلطان القاسمي حاكم الشارقة السابق شاعرا قوميا عروبيا / سقى غرسه بإخلاص
و كانت الطفولة بعض من محاولات الولوج إلى عوالم التشكيل النصي ، فارتقاءا ً لسلالم التهذيب و التشذيب و الصقل المرهف .. ثم انثالت سحابات الخلق المتغيرة لتخلق لكل ظرف لون و قصيدة . و لأن صوت الحقيقة مؤلم في وجهه العام ، كان لابد من وجود من يحاول تكميمه كي لا تتعرى حقيقة ألبست رداء الزيف ، و لأنني مؤمنة بقلمي و شعوري و قدري ، لم تثنيني تلك المحاولات عن الإفصاح و رفع عقيرتي بوجه أصحاب القرار بما يجب و ما لا يجب ، فكان الثمن غاليا !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3-مثل فواغي القاسمي طبيعي أن يكون لها هدف تحقيق رسالة فهل حققتِ رسالتك أم أن لك رسائل كثيرة تتمنين تحقيقها
ربما تبلور بعضا منها بشكل أو بآخر و أثر و تأثر .. وحين يكون المنحى بعيدا في وجهته وغايته تتفرع أشواك العراقيل لثنيه عن الوصول ، إلا أن تشذيب تلك العوائق يمهد الدروب و يقلـّم الصعاب لغاية الإدراك لمنتهى الأمل .. و يكفي أن تسير القافلة حتى منتصف طريقها خيرا من لا تسيره أبدا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4-العمل الأدبي له أدواته ولكل عمل خطوط رئيسية تتفرع منها خطوط فرعية حتى يكتمل العمل هل باعتقادك أن المبدع يضع الخطوط أم أن الخطوط تفرض نفسها عليه
المؤلف أو الأديب ، هو عجين من مؤتلفات الحزن و الوجد و الألم و القهر ، تفيض عن إطارها المحدود بالخاص إلى عوالم الموصوف بالعام ، وخزات تخترق حجب السكينة ليستفيق جرح و ينزف نبض .. استغراق تام في جو من الانصهار الوجداني، و بالنسبة لي يأخذني هذا لااستغراق لزاوية قصية ليغلق عليّ أبواب وحدتي الحميمة ، فأغيب بعيدا عن ضوضاء الحقيقة ، و تقاطعات الواقع .. و تبدأ خيوط الرسم في انحناءاتها الشعرية لتضفر القصيدة أو المسرحية كجديلة غجرية متمردة . قد يستمر المشهد دقائق و ربما يمتد لأيام متوافقا مع الموقف و الغاية و المراد صياغته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5-فواغي القاسمي . تكتب الشعر منذ سنين طوال ، وتمارس فيه قدرا من الكشف لما يمتلكها ، وهي تحاول عبر تراث ثري من هذا الحس السحري أن تصنع لوجودها عالما يميزها بالصوت وبالكلمة وبالرؤية لما يحدث ، وهي مجايلة جيدة لوقيعة عالم تنظر إليه بعين ثالثة هي ( عين الشعر).
المتتبع لنصوص فواغي القاسمي يجدها كتبت عن الأمومة الوطن الحب بل أني قلت في نفسي إن الشعر هو القادم لقلب فواغي ولم تذهب له
هل لك أن تحدثينا عن رحلتك مع الشعر بداية وخبرة واشتغال واقتناع وطقوس
هي تلك المنزوعة من شرنقة الشجن ، و الشاردة في فضاءات الريح .. لها بكل مرفأ حميم قصيدة و معبد .. تمردت على أغلال الإنغلاق و التقييد و سذاجة المظهر و المكانة ، لترحل حيث تجد ذاتها بين سراديب الألم و الحزن و البساطة الماتعة ، بين أولئك الذين تجدها بينهم باختيارها و تستشعر القرب في نظراتهم الحانية ، و ثمة بوارق تلتمع في حنايا ذاتها حين يشاغلها الوجد بانهماراته العذبة .
كانت بداية طرية غير ناضجة ، بين دفاتر المدرسة و احتفالاتها البسيطة ، تنامى بعدها الشعور بدفق يعتصر جنبات الذات و يزداد أجيجه ليطرق أبواب الممكنات و المحرمات ، المسموح و الممنوع ، و اصبح للتضاد رغبته اللحوحة في الظهور بما أريد أن أكون لا بما أريد لي أن أكون ، فكانت الأمة و الوطن و المجتمع و الإنسان و الطفل و المرأة ... منسقة في شعوري كما أشاء دون النظر إلى حتمية المآل و النهايات المرسومة مسبقا من قبل من لا يملك سوى سلطة الرفض التي لم تثمر عنبا و لا حنظلا في ذاتي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6-فواغي القاسمي كتبت الشعر المقال سياسي وإجتماعي وأدبي كتبت المسرح وهذا يعني أن فواغي كسبت الجميع وكتبت لكل الأذواق
لكن أين تجد فواغي نفسها أكثر
المسرح ، و السياسي بالذات .. فالمسرحية هي الفضاء الأقرب و الأجمل للحلول في نفسي فأبحث عني بين زواريبها و أبنيتها و حقولها ، فأجدني بين الهنا و الهناك مرتحلة على رؤية و شعور ، يتقمصني وطن وألم و شجن و رفض و وله و ..و.. و لكل هالته الشاعرية المقدسة لتكتبني قصيدة وحوارا و موقفا و عبرة ، فتنبثق المسرحية الحميمة الصادقة . و القصيدة إبنة المسرحية الشعرية و لكليهما مقام القرب الأجمل في نفسي بدون ( أين) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7-ماذا عن أعمالك القادمة هل تخبرينا عنها
ليس هناك من آخر حين للدفق مرافئ و مفاوز ، لكنما محطات نحط فيها الرحال ، و محطتي الآنية مجموعة جديدة للنصوص النثرية بإسم ( موائد الحنين) .. قامت بنشره مؤسسة شمس للنشر و الإعلام .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7-للشاعرة فواغي القاسمي أكثر من شجرة شعرية تستظل تحتها فأي الظلال أنسب لك
شجرة الشعر الكلاسيكية... هي أعمدة القيام لبيت الشعر الذي نبتهل تحت فيئه نناجي عذاباتنا و أشجاننا و أحلامنا و وجدنا . تتسلل إلينا في هيئتها الصفية العازفة بالنغم على سلالم اللحن و الغناء .و للأصل قيامته التي لا تُغفل و رنينها المتأجج بحقه و أصالته .. فأجدني بين تلك القوافي المتعثرة في مفترقات دروبي ، الصادحة بأنغام البحور .. الهائمة في مساحات الشعور ، النائمة في ردهات بيت ٍ قائم على أعمدة ٍ يموسقها رويٌ و قافية.. ذلك الصوت القدسي يتسامى بداخلي في انتصاره لقيمة و أصالته .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8-قصيدة النثر حكاية لم تنتهِ إنقسام بين مؤيد ومعارض لتسميتها بالقصيدة رغم وجود بعض التصويرات والألفاظ الجميلة مارأي فواغي القاسمي في مايسمى بقصيدة النثر
يقال إن اختلاف الراي لا يفسد للود قضية ، و قد جربت هذا القول الذي أفسد لي ألف قضية و قضية ، .. هناك من يصف الشعر بالشعور ، و لا أراه كذلك إذ أنه وصف جمعي لعناصر متشابهة و متنافرة معا .. و النثر فن من الأدب لا يقل إخلاصا لصاحبه من الشعر غير أنه جوبه بالنكران و احتقار القيمة و هذا من الأسباب التي تشتعل بداخلي بضرورة إنصاف هذا الفن الجميل ، و ما نكتبه نثرا يجب أن يبقى نثرا .. و للنثر بواطن الشعور الماتعة و مرافئ التصوير و الجمال الفائقة تلك التي يحتويها الشعر ، فكيف أصابه داء النكران بهذه الصورة و لماذا ؟ أسئلة للنقاد حق وواجب الإجابة عليها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
9-يوجد نقد ولكنه نقد خجول هل تضررت القصيدة العمودية والتفعيلة بخجل النقد
واين فواغي القاسمي من النقد ناقدة ومنقودة
في عصر (الوجبات السريعة) و (الفيديو كليب) لم تسلم القصيدة العمودية و شقيقتها التفعيلة من نقد نقاد هذا العصر المتشكلين بهويته منهم ، فحاولوا رميها بسهام التخلف و التقييد و تتبع آثار خطى بعير الخليل بن أحمد و غيره الكثير من الناقد الجارح المبرح ، كي يتم تمهيد الدروب من أية عرقلة لنشر ما يرونه مناسبا متسقا مع ضرورة العصر . وكوني من مؤيدي عراقة الشعر و أن لا يلغي بعض لبعضه الآخر تعرضت فيما تعرضت له من ذلك النقد ( الهدام) برغم أنني منسجمة في النثر تماما كما في بحور الشعر وأوزانه ، و أجدهما شقيقان حميمان لا ناقة لهما و لا جمل فيما يدور حولهما من لغط ينزل كصواعق من نار على أحدهما أحيانا و كليهما أحيانا أخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10- تشرفت بإطلاعك على نصوصي المتواضعة في أبيات هل تقدمين لي بعض النصائح التي قد يستفيد منها متصفح اللقاء قبل إستفادتي منها
النصح معنى أكبر من يحتويه شعور أو رؤية ، و لا أدعي قدرتي على تلك المهمة ، لكنني كقارئة و متذوقة لا تجيد المواربة أو المجاملة ، تسللت عذوبة نصوصك إلى خلايا وجداني ، و الشعر النبطي هو النغم الشجي الأقرب و صولا و احتلالا لمكامن الروح ... الذي يغرق آتيه و عاشقه في لجج الشجن الماتع ، يجعل من إيحاءاته و دلالاته لونا ورديا مبهجا يعبد دروب التواصل العذب و يخاطب الذات بأريحية قد لا يصلها الفصيح منه ، لذا فإنه بالنسبة الشريحة الأكبر .. هو الأقرب .
_______________________________
11-أنين أمتنا العربية نسمعه كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة وفواغي القاسمي تعيش ذلك الأنين هل تعتقدين اننا تعدينا مرحلة الأنين وجلد الذات إلى مرحلة الهستيريا والضحك على حال يأمة ضحكت من جهلها الأمم واصبحت الأمم تأن علينا بدال ضحكها علينا في الماضي
نعم ،، هو أنين أمتنا التي لم يترك لها سواه ... أمتنا التي أُُسلمت طواعية لسياط العتاة تجلد ظهرها في كل ساعة و حين ، و ما بقي لها سوى البكاء على الأطلال بينما قمم الضجيج لا يصدر منها سوى شجب و استنكار لا يبارح مكان عقدها .. قلت يوما بحقها في حرب لبنان يونيو /2006:
لبنان حين يستباح لا يملك العرب سوى النواح ، و قممهم ليست سوى ضجيجا ..
نسمع جعجعة و لا نرى طحينا !
يا أمة الإسلام و العُرب الكرام
إنّا و حين نحاول التعداد كم نكباتنا
نجثو على المأساة
يرهقنا الحسابْ
خيباتنا عبثا نحاول
أن نعد حدوثها
منا .. وفينا .. أم علينا
لا يهم هنا الجوابْ
فدم الحسين يظل ينزف
في الضمائر
في الدفاتر
في مساحات الشعور
و نظل نتهم الذئابْ !
و نلفق الأعذار
نسقطها على الأقدار ..
نبرع في التآمر و الخيانة ...
في الملامة و السبابْ
الذئب ليس من الدماء
مبرّءً ... لكنما
نحن الذين بجبننا
و بيأسنا المسكون بالذل المقيت
قد وهبناه الرقاب ْ...!
و نظل نبكي فوق أطلال
العصور الغابرات
و نشتكي هول المصاب !
لكننا أبدا نظل كما العذارى في الخدور
مكبل فيها الخيار
ويخجل خفرها حتى العتابْ !
نجري و نلهث خلف
أوهام الحلول
على مجنحة الضبابْ
و على رياح اليأس نائحة
تعفرَ وجهها
برماد معضلة التحقق و الصوابْ
ما أثمرت قمم الضجيج
سوى هباءا
من مباغتة الخيال
بعون ألوان الكلام
مشكِّلا سحب السرابْ !
لنصون للأعداء
ماء الوجه
حين نسوق أشكال العفونة
و الحرابْ
لتمزق النصر الذي
غرسته ألوية البطولة و الرجال
على جثامين النذالة
و السفاهة
و الغيابْ
و نعيق بوم الشؤم
يرجف في الزوايا
و الصدى مترددا بين الشقوق
مكررا عِظـَم المآسيَ و الخرابْ
و بعشرة بصماتنا
حين المداد المر يرسم ذلنا
دون الخيار .. على طواحين
الكتابْ
بأوامر قمعية
تأتي و تقصفنا بها بشراسة
تلك الغرابْ ..
وزراؤنا
عزفوا على الوتر الكسيح
نواحهم ..
و مزقوا أسماعنا بقرارهم
عالي الأبابْ
هذا له عظِمُ الثواب
وذاك مغضوب على أفعاله
فلذا استحق اللعن منا
و العقابْ
جاءوا بقفة غدرهم
يتقاسمون أوامر البيت القبيح
و ينصبون فخاخهم
بقرار سادته الأفاعي
يزرعون له العوائق و الصعابْ
فكأنما الشرق الجديد بعرفهم
يحمي العروش لهم
لتبقى فوق أعناق الشعوب
مصانة بقوى الصحاب !
ما ذاك إلا بعض أوهام سرابْ !!
اليوم في لبنان
تصرخ كل أكفان الطفولة
كل أشلاء الكهولة
كل أوصال الشبابْ
تسقي دموع الحزن
و الآلام ساحات الفداء
بطهرها قاني الخضابْ
تخضلُّ كف الموت
من مسك تناثر
في ثرى قانا و في الشياح
في حولا و في قاع البقاع الحر
في الوطن المهابْ
و القادة الأفذاذ
في أقطار أمتنا أكتفوا
بخطاب شجب باهت
بئس الخطابْ !
علماؤنا يفتون بالتكفير
و التجريم ... و التحريم
ديدنهم , كما دوما همُ ,
سرد المآثم و الوعيد
و كل ألوان العذابْ
و يقينهم حتى الدعاء لبعضنا
بالنصر في ردع الأعادي
عن حياض ديارنا
كفر بدين محمد
يا للعجابْ !
ماذا تراهم قدموا
أو أسهموا
أو ناصروا و تآزروا
كما يقول نبينا
حين المصابْ ؟!
هل ذاك شرع إلهنا
في ديننا ..؟!
في منهج الدنيا القويم
و ما تنص عليه آيات
الكتابْ ؟
أن يخذل الإخوان إخوانا لهم
في الدين و الأعراق
حين تلح حاجات التكاتف
في الحرابْ
تبا لها من أمة
كانت بحق درة بين الأمم
فإذا بها بهوانها و خنوعها ..
تغدو الفريسة
بين أنياب الكلاب !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12-كلمة تقدمها فواغي القاسمي لمحبيها في موقع ولايف الثقافي
ولانستغني عن كرمك بهدية من نصوصك الجديدة
لن أقول شيئا / لأدع لهم القول بعد قراءتي بعين الشعور حينها فقط سيصلهم ما أريد قوله سابحا على غيمات التواصل في فضاءات سقوط الحُجُب و انهيار مداميك العزلة
وتلك تباريح ليل و موعد :
الذكرى عصف تباريح ٍ
كمريد أرّقه الوجد
:
يصرخ في ليل صبابته
مددُ يااا أنت أنا ، المددُ
:
رقاص الساعة أرقبهُ
يدنو بالقرب و يرتدُ
:
لكأنه يسخر من قلقي
يهتز فيطغى بي أمدُ
:
فتراود فكريَ هلوسة
و يكاد يفارقني الرشدُ
:
لألملم ذاتا خائرة
و الكونُ فضاءات جَرَدُ
:
وأرتب نظما يثملها
و على قافية تستندُ
:
يا ليل الصب ألا رفقا
كم بالإصباح لنا بددُ
:
فالليل بخارطتي مهدٌ
للقلب يؤرجحه السهدُ
:
يقتات يمزق أنحائي
ولها و حنينا و يعدُّ
:
كم من لحظات ٍ يائسة ٍ
مرت مثقلة ، يا وعد ُ
:
لأراني الهائمة الحيرى
يتساقط صبريَ و الجَلَدُ
:
وشفيف النور يداعبني :
(الفجر رحيم إذ يعدو
:
إذ أن الموعد حائرتي
مصلوبٌ يعصرهُ السهدُ)
:
و نديم يثملني عشقا ً
يدنيني طورا و يصدُّ
:
فإذا ما ليل الشوق دنا
وتراقص في فرح ٍ وعدُ
:
و الطيف يراود أخيلتي
يسكبني الوجد و يرتدّ
:
هرولتُ أرتب مائدتي
يغمرها بالفوع ِ الورد ُ
:
ونبيذ حارَ بكأسينا
ينتظر شفاه تتقد ُ
:
فأظل أردد في وله ٍ
( ياليل الصب متى الوعدُ؟)
____________________
لك مني باقة ورد لقلبك الطاهر
تلميذك في الحياة والأدب والشعر سعد الصعيري