هل لي أن أصف ما يحدث للشعر اليوم برياح عاتية تزرعه على كل مفترق عصي وعسير!
و تنأى به بعيدا عن حدائقه الطربية المنسوجة على أنغام بحر و قافية يهدهدها موجه المموسق الـ يخلق لذة الشعور و عذوبة الشرود. نعم هي أعمدة القيام لبيت الشعر الذي نبتهل تحت فيئه نناجي عذاباتنا و أشجاننا و أحلامنا و وجدنا . تتسلل إلينا في هيئتها الصفية العازفة بالنغم على سلالم اللحن و الغناء .و للأصل قيامته التي لا تغفل و رنينها المتأجج بحقه و أصالته .. فلهم أرفق صوتا يرفد وإن جزءا يسيرا ذلك الشعور القدسي في انتصاره لقيمة و أصالته .
2 - مارايك بالراي الذاهب الى ان قصيدة النثر ليست بالشعر ؟
يقال إن اختلاف الراي لا يفسد للود قضية ، و قد جربت هذا القول الذي أفسد لي ألف قضية و قضية ، .. هناك من يصف الشعر بالشعور ، و لا أراه كذلك إذ أنه وصف جمعي لعناصر متشابهة و متنافرة معا .. و النثر فن من الأدب لا يقل إخلاصا لصاحبه من الشعر غير أنه جوبه بالنكران و احتقار القيمة و هذا من الأسباب التي تشتعل بداخلي بضرورة إنصاف هذا الفن الجميل ، و ما نكتبه نثرا يجب أن يبقى نثرا .. و للنثر بواطن الشعور الماتعة و مرافئ التصوير و الجمال الفائقة تلك التي يحتويها الشعر ، فكيف أصابه داء النكران بهذه الصورة و لماذا ؟ أسئلة للنقاد حق وواجب الإجابة عليها.
3 - التحفظ الجسدي هل هو دعوة بيضاء للذين يرفضون اقحامه في الشعر ؟
اختلاف الرؤى و الممكنات بين مبدع و آخر تجعل من صفة اللون واجهة مغبرة لا نكاد نستبين دقتها .. و ليس كل خارطة الجسد مناطق ملغومة أو محظورة الاقتراب ، و إنما الأمر مرهون بمدى سخونة تلك المناطق المأهولة باللذة المحرمة على البوح وأريحية المتلقى و بواطن متعته و أقاليمها و مواسمها .
4 - النشر في النت هل يختلف طعمه في وسائل الاعلام الاخر ؟
النت هو الفضاء المباح دون تعقيد أو أغلال.. و المساحة الممنوحة بإسهاب لالتقاء الأرواح الهائمة الباحثة عن مرافئ الدفء و التواصل الافتراضي حيث تتكور الذات الملهمة حول مدفأة من الصناعة الأدبية الخلاقة تسقط أمامها عوائق التضليل و الإقصاء فتهيم بلا قيود ،
تخلق من عناصر التكوين أفلاك التحليق المتمردة و حشود الكلمات الصارخة بمكنونات الفقد و التغريب و الإجحاف ، لتتوسد هدأة فضاء مباح فتندلق خوابي الأعسال اللذيذة ترسم دروب العبور الأمثل و الأجمل.
5 - ماهو تاثير الوالد والعائلة على فواغي الشاعرة ؟
لكل نبتة بذرة ، هي أصل ينمو ويستظل بفيئها ، و للسقاية أقنومها الفطري .. ذاك الذي تتفرع هالاته لتضيء جوانب الخلق .. و تشكل النور المنداح من الهبة الإلهية و المنبثق من الأصل العابر للفرع .. و المتمثل في الصيغة و الحضور و التكوين .. وما وجدتني إلا تلك الهائمة الغارقة في العتمة ووجدتهم قناديل ضوء استرشدت بهديهم و غدقهم ، فأرخيت مفاصل حيرتي على رياض ربيعهم و أطلقت عنان شرودي .
6 - اين هي فواغي الان ؟
بين تضاريس وعرة و قفار من المشاعر الملتهبة و محطات انتظار معلقة على ردهات القيم و مشاجب الحق و اليقين .. و أرحل بين حرف و كلمة أسكبني قولا و قصيدة تتشكلني بانهمارت الشعور و انثيال ألوان المواقف المتأرجحة بين ابتسامة و دمعة ، و غيبة وفواق... لأتخلق كل يوم بخلق جديد .