تقوست عيناه
منذ بدأتْ الانكفاءَ على دفاتر المارة
تطحنُ ذكريات العبور
تلفها بأوراق المجهول
تسبر غوائل الليل الكليل
في حلكة الغيب
:
تتماوج تقاطعات الشعور
على أفاريز التيه
برازخ من نار و نور
تحوم حولها فراشات اللهيب
تحترق أجنتحتها المغادرة
وهي ترقص رقصة الموت الأخيرة
:
ترتمي الساعات الطويلة
على مائدة الجراح
و كؤوس اللذة
تعكس شفيف النار الحرون
تسطع بصخبها
على ارتجاجات السكيب
:
تنهدات قلب حزون
يستدرج الفرحة
من ممكنات التحقق
و أرجوحة المجهول
تهتز على أشجان ناي ٍ حزين
تخبأ الحكايا
خلف دهاليز الشرود
وصوت
كصوت القبرة الدافئ
يغزلها كألف ليلة و ليلة
:
تنزلق غمامة على سطح مرآة شوهاء
تحاول الانهمار
فتعلق بمخالب الارتباك
هي مذ كانت لم يمسسها عارض
وما لمع في ناظريها بريق
كغموض الميقات .. و منتهى السدرة
تفرك عينيها بربما و لعلّ
و تصادف بخفوت المشيئة
:
تلك الأبواب المشرعة للولوج
تجتذب نزلاء القلب
حيث يطيب له و لهن المكوث
تدور عليهن كؤوس الوعود الزائفة
ليبقين دائخات الهوى
حين يلتف ضباب الطريق
يغدون فيه تائهات
:
يغرس في أخاديد الأفق
ركائز التوق
و يرسم منازل الريح
و يكتب عناوين الطير
و مواثيق السحاب
و يعجن الطين كهيئة العاشق
ليدع الحلم يداعب السماء
و يحمل الملائكة
على هوادج الغيوم المتراقصة
و يسهب التحديق في جهات العشق
كما تشخّص له مرآته
:
لم يتبق من محاذير الوجود
سوى علائق الماء بالهواء
و أكاليل الخرافة
على تخوم اليقين
و رمال شواطئ مهاجرة
و قفار هاجرة
بينما لهيب الشمعة
لا يزال يغري الفراشات بالحوم المميت !