الأنثى كاملة في موائد حنين فواغى القاسمى
هشام الصباحي
مشاعر الأنثى الصافية والمشتعلة والتي من فرط صدقها يشاركها الكون كله ويتفاعل معها للتوحد في الحالات المختلفة من حزن وفرح وعشق وكره ..انه الكون بكل تفاصيله التي تتفق وتصنع مع الشاعرة فريق إنساني واحد يشاركها في كل شئ حيث النهر يتوجع ,وقلب الطفل مخترق بالعشق,والنوافذ تحترق, حتى تكون الشاعرة والألم توأمان,يعتبر هذا هو الفهم الأولى الذي يمثل بدرجة ما وليست نهائية مفتاح التعرف على عالم الشاعرة فواغى القاسمى في ديوانها موائد الحنين الصادر عن دار شمس للنشر والتوزيع عام 2008 بالقاهرة في طبعته الأولى,حيث تسعى الشاعرة بكل السبل الممكنة وكل الطرق السهلة والصعبة مستخدمه كل قدراتها الإنسانية كأنثى في البحث عن المشاعر الإنسانية الحقيقية بكل أشكالها ومظاهرها من حب واحتواء ودفء وطمأنينة وأمان ,والتأكد من صدق هذه المشاعر وإخضاعها لإختبارات عدة تنتهي في آخر الأمر بقصائد هذا الديوان الذي يعبر عن تجربة الشاعرة التي تتجلى فيها الرومانسية.
ولابد من التأكيد على أن غلاف الفنان أمين الصيرفي كان جميلا ورائعا حتى كان يمثل واحدا من المداخل والبوابات التي هيئت التلقي بشكل خاص وجميل لهذا الديوان الذي له طبيعة خاصة حيث ألوان الغلاف التي تشعل الرغبة وتدل على الرومانسية المكتملة بالداخل.
وقد اهتمت الشاعرة باللغة حتى أنها تستخدم مفردات لُغوية مُنتقاه حيث تحاول أن تقدم حديثها وشعرها في رصانة وجمال لغوى واضح وصريح في كل قصائدها حيث أن جمال اللغة هو واحدا من معايير الجودة داخل هذا الديوان الشعري وإحدى الإتكاءات الشعرية الجمالية للتواصل مع المتلقي والاشتباك مع عوالم الشاعرة التي يسيطر عليها رومانسية الأنثى الموجوعة والتي تحاول أن تتمرد على وجعها,وتصنع حياة موازية كما تراها هي وتحلم بها في هذا الواقع الذي لا يعطى فرصة لأحد بالتنفس الصحى على سبيل المثال.
أما عن الصور الشعرية فقد كان لها حرفية عالية وتظهر هذه الصور في العناوين ومنها"كيف لي أن أجفّف الزَّوابع..؟","املأني دفئاً في صقيع عدمك","دموع السماء","ضفائر الوقت الحزون","على قارعة الذّكرى","موائد النار الحرون","شهوة الجنائز".
يقدم ديوان موائد الحنين أحوال الأنثى المتعددة بشكل رصين حيث أن هذا التنوع والتعدد شديد الثراء النوعي والكمي ..الحسي والمعنوي, وقد نجحت هذه الأحوال التي" تجتذبُ نزلاءَ القلب" وتصنع منازل جديدة للروح أن تكون لها مواصفات متفردة خاصة بها حيث هي أكثر بهجة وإنسانية, وشديدة الصفاء والنقاء من كل شوائب الكراهية والألم, والخيانات العظيمة والبسيطة على حد سواء.
هذه الأحوال التي تعرف جيدا ولا تحتاج إلى أي مرشد سوى روحها الصافية عناوين الطير والعشق وتعرف تفاصيل السماء الدقيقة حيث العشق يمنحها رؤية مختلفة ثاقبة وبصيرة الأنثى العاشقة التي تكشف عن حقيقة الأشياء ومعرفة مكنوناتها ,وتقدم هذه التجربة شعرا إلينا في شكل وإخراج جيد ومحترف ورائع من دار شمس للنشر والتوزيع.
هشام الصباحي
المنصورة في 21-10-2008
http://www.baladnews.com/bn/images/pdf/12.pdf
http://www.gsmegypt.mobi/support/fonec/grad/sotalbald/13-11-2008.pdf