يُسهدني عصف تباريحٍ
كمُريدٍ أرَّقه الوجدُ
يصرخُ في ليلِ صبابته
مددٌ يا أنتَ.. أنا المددُ
فتراودُ فكريَ هلوسةٌ
ويكادُ يفارقني الرُّشْدُ
والطَّيفُ يراودُ أخيلتي
يسكبني الوجدُ ويرتدُّ
لألملم ذاتاً خائرةً
والكونُ فضاءاتٌ جَرَدُ
وأرتِّب نظماً يثملُها
وعلى قافيةٍ تستندُ
"يا ليلُ الصبِّ" ألا رفقاً
كم بالإصباحِ لنا بَدَدُ؟
كم مِن لحظاتٍ يائسةٍ
مرت مثقلةً، يا وعدُ؟
وأراني الهائمة الحيرى
يتساقط صبريَ والجَلَدُ
ونديمٌ يثملني عشقاً
يدنيني طوراً ويصدُّ
يا قمرٌ ما بالك ساهٍ
تتركنا حيناً وتـــردُّ
نبقى والحلم يهدهدُنا
فيتيه الشوقُ ويحتدُّ
إذ أنَّ الموعدَ في فلكي
مصلوبٌ يعصرهُ السُّهدُ
رقَّاصُ الساعةِ أرقبهُ
يدنو بالقرب ويرتدُّ
يرمقني، يسخرُ من قلقي
يهتزُّ.. فيطغى بي أمدُ
يقتاتُ الليلُ بأنحائي
ولهاً وحنيناً ويعدُّ
فالليلُ بخارطتي مهدٌ
للقلبِ يؤرجحه السّهدُ
فإذا ما ليلُ الشوق دنا
وتراقصَ في فرحٍ وجدُ
أسرعتُ أرتِّبُ مائدتي
يغمرها بالفَوْعِ الوردُ
ونبيذٌ حارَ بكأسينا
ينتظـر شفاهاً تتقـدُ
لا نعرف كيف نُخبّئُنا
وعيون الفجر لنا رَصَدُ
فكأنَّ الصبحَ يهـدِّدنا
برجيم الوقت ويحتدُّ
وشفيفُ النورِ يداعبني
الفجرُ رحيمٌ إذ يبدو
"يا ليلُ الصبّ متى غده"
هل بالإصباح لنا وعدُ؟