رحلتُ إليكَ يا وجدي لأني
يمزقني الحنينُ بكلِّ شِعْبِ
هجرتُ لأجل حبكَ كلَّ أهلي
وأوطاني، وخلاني، وصحبي
وما وطأت خُطايَ نعيمَ أرضٍ
ولا ضمَّ الغرامُ فسيحَ رَحْبِ
وما نزفَ القريحُ لغير ودٍّ
ولا خطَّ اليراعُ لغيرِ حبِّ
لئن أَفَلَتْ نجوميَ مثقلاتٍ
فنوركَ مشرقٌ ذاتي ودربي
نظمتُ إليكَ أشعاري عقوداً
وألبستُ الربيعَ ورودَ قلبي
فماجَ الروضُ بالألحانِ سحراً
وأطيــافاً تهــيمُ بكــلِّ دربِ
فخذ ما شئتَ من روحي فداءً
وكلَّ سكينتي وجميعَ لُـبِّــي
فكُلِّي فيكَ مُتَّـحِــدٌ بكُـــــلٍّ
وروحكَ في شراييني تُلبِّي
عشقتكَ، والهوى في الوصلِ نورٌ
ونهرُ من زلال السّكبِ يُسبي
أرِحني من تباريحي فإني
بغيركَ ما ارتضيتُ بوصلِ قُربِ
وأقسمُ ما تفيأ في فـــؤادي
سواكَ، وشاهدٌ في ذاكَ ربي