بملء الشام أصرخُ: يا إلهي
أما في الكون رحمنٌ ولطفُ؟
طرقت ببابها ناقوسَ شوقي
فشقَّ ذؤابةَ الأشواقِ حرفُ
يسيلُ على القوافيَ منه خمرٌ
وينحتُ في مآقي الوقتِ عصفُ
سقى الله الزمانَ بما ابتلانا
على لذَّاتهِ.. وجدٌ وحسْفُ
نلوذ بكرمةِ العشاقِ لهواً
لها في القيظِ مدُّ العينِ وُرْفُ
يساقينا الهوى أنّاتِ نايٍ
ويرجعها على الأوتارِ نَدْفُ
كأن المولويّةَ في غِناها
تناجَينا هوىً، والعشقُ حتفُ
نغيبُ، نغيبُ كالدرويشِ وجداً
فينزفُ في نياطِ القلبِ شعْفُ
فما للشامِ هذا اليوم تجثو
على قبر المصيبة لا تكفُّ؟!
وكيف كرومُها أضحت يباساً
ونوحُ الآسِ آهاتٌ وعسْفُ!
متى يا جنةَ الذكرى تأوبي
إلى رشدٍ يفيضُ ولا يجفُّ؟
بملءِ الشامِ جئتُ أحثُّ شوقي
وتدمي قلبيَ المكلومِ شِيفُ
فلم أرَ في دمشق سوى ركامٍ
وغاب شتاؤها واغتيل صيفُ
فما بالُ المدائنِ لا تغنّي
وجفنُ الياسمينة لا يرفُّ!
عصوراً نمضغُ الآلامَ حزناً
وما زالت تسوقُ الموتَ "طفُّ"
عصَرنا جبَّةَ "المظلومِ" حزناً
فوا عجبا قلوبُ الحقدِ غُلْفُ
كفى بالشام تمزيقاً وزيفاً
ليغمدَ في جرابِ الحبِّ سيفُ
٩/٤/٢٠١٦