إنها لعبة المصالح السياسية
تقول صحيفة إكشام التركية إن إسرائيل لديها 850 مليار متر مكعب من الغاز، واحتياجاتها 30% فقظ وتركيا هي المنفذ الوحيد لتمرير الغاز إلى أوروبا . وفي قبرص هناك 340 مليار متر مكعب من الغاز، مما يزيد من أهمية تركيا في نقل الغاز الطبيعي عبر أراضيها إلى أوروبا. و في نفس الوقت فوجئت تركيا بردة الفعل الروسية إثر اسقاطها للمقاتلة الروسية قبل فترة حيث اتخذ بوتين قرارا متهورا بوقف العمل في نقل الغاز الروسي عبر تركيا.
من الطبيعي أن تتأثر تركيا بمثل هذا القرار غير المدروس و لكن أيضا هناك شركات روسية عملاقة تعمل في هذا المشروع تأثرت أيضا وبشكل كبير من هذا القرار وجاءت الفرصة لإسرائيل على طبق من ذهب ، فلا يمكن أن تضيعها أو تضيع الوقت حتى تتراجع روسيا عن قرارها وكذلك كانت الفرصة بمثابة طوق النجاة لتركيا
ويبقى السؤال محل الشك : هل ما حدث من إسقاط المقاتلة الروسية و قرار بوتين المتعجل بوقف العمل في مشروع الغاز كان خطة مرسومة من قبل أصحاب المصالح؟
هل وُرّط بوتين في قرار إيقاف مشروع غازبروم الخط الجنوبي المتجه إلى جنوب أوروبا والمار بالأراضي التركية لصالح مشروع نابوكو الأمريكي المتعثر لنقل الغاز من الشرق الأوسط؟
من المؤكد أن مشروعي الخط الشمالي والجنوبي لو تحققا سيكونان وسام استحقاق تاريخي على صدر بوتين من أجل عودة روسيا بتفوق إلى المسرح العالمي بعد انحسار هيمنتها إثر تفكك الاتحاد السوڤيتي.
هل أضاعت تركيا الفرصة على روسيا لتحقيق حلمها ؟ وهل استطاعت أمريكيا تحقيق حلمها المتعثر؟ وبكل تأكيد اسرائيل ليست المستفيدة الوحيدة
قد لا نتفاجأ غدا حين نرى سيل الغاز الإيراني يمر عبر خط نابوكو وبكل تأكيد الغاز السوري و اللبناني و القطري والمصري..... وربما يبدو بوتين الآن كمن غصّ بموسٍ لا يستطيع بلعه أو اقتلاعه. ولعلّ التنازلات الروسية الأخيرة حول حل الأزمة السورية ناتجة عن صحوة بوتين المتأخرة
مصالح جميع الدول هذه مرّت من خلال الأزمة السورية وتحققت بدماء السوريين أما الذي دفع الثمن هو الوطن و المواطن السوري والخاسر روسيا
فواغي القاسمي
٢٠/١٢/٢٠١٥