وداعا خالتي الحبيبة ... وداعا يا دوحة الظل الحزين... يا نخلة سامقة ما عرفت
الإنحناء... الصابرة على القدر و القهر و العذاب - أودعك وداع المشتاق المتحامل على مصابه … وداع المحترق بأسى الغربة – شائكة دروب الوصول وعميقة عميقة أخاديد التواصل وشرائك المتربصين.. أودعك و أنا عاجزة عن إلقاء النظرة الأخيرة على وجهك الملائكي ..يا نفحة روح الله و أيقونة الصبر ... أودعك أم أودع طيفك الساكن روحي لا يفارقها ولن يفارقها. أودع أيامك الجميلة وذكرياتك الحميمة ..إنني إذ إودعك فإنني أودع وطنا عرفته بك وفيك – أودع طفولة رسمتِ لي ملامحها … أودع أيام مدرستي وكراريسي و لعبي و وسائدي ..أودعك و أنا أحضن ذكراك و استجمع فتات ذكرياتي .. هناك في المنزل القديم ..الفناء المكتظ بالبشر ..ضجيج الحياة و ضحكات النسوة اللاتي كنتِ تشمليهن بعطفك و لطفك ..ترحلين دون وداعك لي أو وداعي لك .. ترحلين و تتركين خلفك قفة الشوق و الألم .. أسى الفراق و حسرة البعد ...اليوم تحتفي بك ملائكة السماء .. و إني لأسمع ترانيمها العذبة .. أما أنا فإن أعاصير الحزن و الشوق تعصف بما تبقى في ذاتي المنهكة ..أعذريني فصوتي المبحوح بالأسى لا يليق بالحسرة .. و عياناي اللتان نضب دمعهما لا تصلحان للبكاء الأزرق .. و قلبي المكلوم لا يليق بالحزن الذي تستحقينه .. و غربتي التي تأكل روحي لم تترك فيها ما يعينني على احتمال الفقد .. حتى قلمي ، كما ترينه عاجز حد الموت عن تعزيتي و نعيك .. نامي اليوم أيتها الطاهرة إلى جوار ربك ..اليوم فقط تولدين في الفرح الذي كنت تنتظرين .. هناك حيث سبقك الأنبياء و الأحباب و الصحاب … أما أنا .. فسوف أثوي لألمي و حزني و بعدي و غربتي .. إنا لله و إنا إليه راجعون – و حسبنا الله و نعم الوكيل .