اليوم كان آخر أيام ( الإرهاب و الكباب) المدرسي ، فقد انتهت ابنتي من أداء آخر امتحان لها ، و ربما آخر امتحان لي في صنع " البسبوسة " المصرية ! و التي استغلتها ابنتي كنوع من أسلحة الترهيب تجاهي ، فإذا لم تأكل " البسبوسة " من صنع يدي فإنها حسب روايتها ، المشكوك في صحتها، لا تستطيع التركيز في المذاكرة . لذا تحول منزلنا في الإسبوعين الأخيرين إلى مخبز للحلويات لنوع واحد فقط و هو " البسبوسة " و سامح الله صديقتي المصرية التي أحضرتها يوما إلى المنزل و فتحت المجال أمام تعسف إبنتي الصغيرة كي تستغلني كـ " حلوانية " بالتهديد و الوعيد . فأصبحت تصر على عملها يوميا كوقود يشحذ ذاكرتها و قدرتها على التركيز ، و كل ما في الأمر أنها كانت تسعى للهروب من المذاكرة بحجة أنها ترغب في مساعدتي في عمل " البسبوسة " و تكتفي في المساعدة بإذابة الزبدة على النار ، أما باقي العمل فكان من واجبي أنا إتمامه . حاولت جاهدة أن أجعلها تتقبل هذا الصنف المصنوع بأيدي خبيرة في الصنع إلا أنها رفضت كل محاولات الإغراء ، و بما أنها تملك شهية ضعيفة للطعام ، فقد استسلمت صاغرة لإرضاء رغبتها الغريبة حتى لا تكون نتائج امتحاناتها سلبية كردة فعل أو نوع من الانتقام ، كما أنها و لإثبات رغبتها " المزيفة " في تناول " البسبوسة " أصبحت تلتهمها بشكل غير طبيعي حتى كدت أخشى عليها من " التخمة " فأهمس للعاملين بالمنزل بالتخلص من كمية " البسبوسة " المتبقية قبل أن تعود لها ثانية ، إضافة إلى أنني أصبحت أكره رؤيتها أو شمّ رائحتها التي تملأ المنزل . و هي لا تكف عن " النفاق و المجاملة" بأنها لم تتذوق في حياتها طعاما ألذ و أشهى من تلك " البسبوسة " التي أصنعها لها . اليوم كان اليوم الأخير في الامتحانات لها و اليوم الأخير في معاناتي كـ " حلوانية " متخصصة بصنع " البسبوسة " .
23 - 6 - 2009