
أيها الساقي إليك المشتكى …. قد دعوناكَ و إن لم تسمع ِ
أجمل الموشحات العربية على الإطلاق
لفرقة الإنشاد العراقية
‘
‘
وهذا توزيع حديث أكثر من رائع لعلي الأسمر
http://dc27.4shared.com/download/22652509/4fe74a88/Ayha_Assaqi.ra
‘
شاع عنه أنه لابن المعتز .. لكنه في الحقيقة للحفيد أبي بكر بن زهر ولد بإشبيلية عام 507 هـ لأسرة أندلسية نابغة في الطب والأدب، والشعر والسياسة. استقر أبناؤها أولاً في جفن شاطبة من الجنوب الشرقي، ثم تفرّق حفدتهم في عدة حواضر. وتوالى نوابغهم في أعلى مراتب الطب، والفقه، والشعر، والأدب، كما تولوا في أرفع مناصب الإدارة والوزارة. على سنن آبائه من التثقف بالطب والأدب , انصرف أبي بكر بن زهر في الشؤون الطبية إلى الناحية العملية، فكان حسن المعالجة، جيد التدبير، لا يماثله أحد في ذلك. ولم يذكر من تأليفه إلا رسائله في طب العيون. وكان مع ابن زهر بنت أخت له علمها الطب، فمهرت في فن التوليد وأمراض النساء. بيد أن هبات الملك للطبيب، وإقباله عليه، مع ما أنعم الله عليه به من عريض الجاه، أثار حسد الوزير أبي زيد عبد الرحمن، فعمل على دسّ السم له ولبنت أخته، فتوفيا سنة 595 هـ وتجدر الإشارة إلى أن شهرة أبي بكر بن زهر لا تقوم على إنجازاته في حقل الطب وحده، بل بصورة خاصة على شعره، لا سيما موشحاته المبتكرة التي كان فيها من المقدمين، وقد تثقف، إلى ثقافته الطبية العلمية، بثقافة فقهية لغوية أدبية متينة وعميقة. و موشحه المشهور (أيها الساقي) انتشر في المغرب والمشرق و ظل حتى يومنا هذا من أجمل الموشحات الأندلسية عل الإطلاق …
نلاحظ في الموشح عبارة " و سقاني أربَعـًا في أربَع ِ "
و اختلف النقاد على تفسيرها .. فمن قائل أرباع كؤس للأولى .. و ربوع ديار للثانية أي أنه كان يسقيه الكؤس أرباعا أرباعا في ربوع الديار المختلفة … إلا أن هذا الرأي لم يجد له الكثير من المؤيدين و أغلب القول بأنه يقصد كؤس الخمر حيث كان يقول إن النديم سقاه أربع كؤوس في أربع مرات متتالية (والمتعارف أن تقديم الكأس كان ثلاثا كقول الشاعر أبي نواس:
حتى تغنّى وما تم الثلاث له ……….. حلو الشمائل محمود الثـنيّـات
و تقول كلمات الموشح :
أيها الساقي إليكَ المشتكَى
قد دعوناك وان لم تسمعِ
ونديمٍ همتُ في غُـرّتِهِ
وبشرب ِ الراح ِ من راحتِه
كلما استيقظ من سُكرَتِهِ
جذبَ الزقَّ اليهِ واتـّكا
وسقاني أربَعـًا في أربَع ِ
،
،
غصنُ بان ٍمالَ من حيثُ النوى
ماتَ من يهواه من فرط ِالجوى
خَفِقُ الأحشاء ِ مرهونُ القوى
كلما فكـر في البين ِ بكى
ويحه يبكي لما لم يقـع ِ
،
،
ما لعيني عَشِـيَتْ بالنظر ِ
أنكرَتْ بعدكَ ضوءَ القمر ِ
فإذا ما شئتَ فاسمَعْ خبري
دَمِيَتْ عينايَ من طول ِ البكى
وبكى بعضي على بعضي معي
،
،
متعة شاردة هي الاستماع لهذا الموشح الرائع
أتمنى لكم وقتا ممتعا في الرحيل عبر الزمن تهدهد أشجانكم سفينة الموشحات الأندلسية الحالمة لنعيش معا في الذكرى الذهبية التي غربت عن سماء حياتنا الآنية … فما تبقى لنا سوى الذكريات الجميلة تقتات عليها قلوبنا المرهقة بداء العصر … ورحلة الأحزان …